الفتح الإسلامي للمغرب: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
الرجوع عن 3 تعديلات معلقة من Izm0n0tamazgha إلى نسخة 34307737 من شيماء.
وسمان: نسخ محتمل تعديلات المحتوى المختار
سطر 248:
كما هو حال سائر الفُتوح الإسلاميَّة، فإنَّ هُناك بضعة أُمور تضاربت حولها آراءُ المُؤرخين المُسلمين والغربيين على حدٍ سواء، نظرًا لِعدم تدوين الكثير من أحدث الفتح في أيَّامها، بل بعد سنواتٍ طويلة. ومن أبرز تلك الأُمور:
* '''عُزوف المُسلمين عن فتح إفريقية بعد طرابُلس''': وفق الرأي الشائع، فإنَّ الخليفة عُمر بن الخطَّاب لم يشأ أن يتقدَّم المُسلمون أبعد من طرابُلس لأنَّ تلك الأصقاع كانت مجهولةً بشكلٍ تامٍ تقريبًا للعرب، ولا شك أنه خشي أن تتهوَّر الجُيوش الإسلاميَّة في بلاد المغرب البعيدة أو أن تخرج عن رقابته، خاصَّةً وهي تحت قيادة قائدٍ طموح مثل عمرو بن العاص. وقد أخذ مُؤرخون مُسلمون وغربيّون مُعاصرون بِفكرةٍ مفادها أنَّ عمرو بن العاص ما كان لِيتقدم أصلًا في إفريقية نظرًا لأنَّ حُدودها الشرقيَّة كانت مُحصَّنة، خاصَّةً وأنَّهُ كان قد بقي أمامه عددٌ من الحُصون المنيعة في طرابُلس نفسها،<ref name="خلاف عمرو"/> وبناءً على ما هو معروف عن عمرو من الجُرأة وحُب المُبادرة والاندفاع، فإنَّهُ لو كان وجد التقدم ميسورًا لتقدَّم في غير عناء دون أن يستأذن عُمر.<ref name="خلاف عمرو">{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[حسين مؤنس|مُؤنس، حُسين]]|العنوان= تاريخ المغرب وحضارته من قُبيل الفتح العربي إلى بداية الاحتلال الفرنسي للجزائر|الإصدار= الأولى|الصفحة= 66 -67|السنة= [[1410هـ]] - [[1990]]م |الناشر= الدَّار السُعوديَّة للنشر والتوزيع|المكان= [[جدة|جدَّة]] - [[السعودية|السُعوديَّة]]}}</ref> أضف إلى ذلك، يبدو أنَّ ما أرغم عمرو على الانسحاب كان الأوضاع الداخليَّة في مصر، التي كان من الضروري تأمينها كونها قاعدة فُتوح المغرب، قبل الإقدام على أي غزوٍ جديد.
بعد ان فشلت جنوده في غزو شمال افريقيا ، حذر عمر بن الخطاب من الإعتداء على الأمازيغ "لا تقربوا البربر ما دام عمر حيا"
 
* '''مقدار الغنائم''': غنم المُسلمون كثيرًا من الأموال والأدوات الحربيَّة والنفائس الأُخرى جرَّاء فُتوحات إفريقية، فقال بعض المُؤرخين أنَّ الأفارقة دفعوا للمُسلمين جزية مقدارها ثلاثمائة قنطار من الذهب، وقال آخرون أنَّ الصُلح مع الأفارقة تم على 2,500,000 دينار. أمَّا ما يتفق عليه الكُتَّاب القُدماء فهو أنَّ عبد الله بن أبي السرح أخرج [[خمس|الخُمس]] من الغنيمة ثُمَّ وزَّع الأخماس الأربعة الباقية على رجاله، فكان نصيب الراجل ألف دينار، ونصيب الفارس ثلاثة آلاف.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[ابن عبد الحكم|ابن عبد الحكم، أبو القاسم عبدُ الرحمٰن بن عبد الله عبدُ الحكم بن أعيُن القُرشيّ المصريّ]]|المؤلف2= تحقيق: مُحمَّد الحُجيري|العنوان= فُتُوح مصر وأخبارها|الإصدار= الأولى|الصفحة= 184|السنة= [[1416هـ]] - [[1996]]م|الناشر= دار الفكر|المكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]}}</ref> ويعتبر المُؤرخون المُعاصرون أنَّ تلك الرواية مُبالغٌ فيها، إذ لو صحَّت لوجب أن تكون قيمة الغنائم في هذه الحملة حوالي 40 مليون دينار، على زعم أنَّ نسبة الفُرسان إلى الرجَّآلة في جيش ابن سعد الذي بلغ عشرين ألفًا لم تزد على الربع فقط - والمُعتقد أنها كانت أكثر - أو أن يكون مقدار الغنيمة نصف هذه القيمة، أي حوالي عشرين مليونًا، لو كان جيش ابن سعد يبلغ عشرة آلاف رجلٍ فقط. وهذه أرقامٌ مُبالغٌ فيها من غير شك، فما كان يُمكن الحُصول عليه من مدينةٍ واحدةٍ أو أثناء حملةٍ واحدةٍ، كان أقل بِأشواط، فالمعروف أنَّ جزية مصر جميعًا (دون الإسكندريَّة) لم تزد في أوَّل الأمر على اثني عشر مليون دينار.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= عبدُ الحميد، سعد زغلول|العنوان= تاريخ المغرب العربي: ليبيا وتُونُس والجزائر والمغرب من الفتح العربي حتَّى قيام دول الأغالبة والرُستميين والأدارسة|الصفحة= 115|الناشر= دار المعارف|المكان= [[القاهرة]] - [[مصر]]}}</ref>
* '''كرامة عُقبة بن نافع''': أُشيع في التاريخ الإسلامي عُمومًا والمغربيّ خُصوصًا أنَّ بناء مدينة القيروان كان موضع كرامةٍ عجيبةٍ تُنسب إلى عقبة بن نافع. فمن المعروف أنَّ منطقة القيروان كانت مكسوَّةً بالأشجار الكثيفة وفي مُقدمتها الزيتون البرّي، وكانت تسكنها ضوارٍ ووُحوشٌ كثيرة. ولمَّا لفت أصحاب عقبة نظره إلى خشيتهم من المقام في هذا الموضع المُوحش، دعا عقبة السِّباع والحشرات والهوام - باسم صحابة الرسول مُحمَّد - إلى مُغادرة المكان، فحدثت المُعجزة وخرجت [[أسد بربري|الأُسود]] تحملُ أشبالها، و[[ذئب رمادي|الذئاب]] تحملُ جرائها و[[أفعى|الحيَّات]] تحملُ أولادها.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[البلاذري|البلاذريّ، أحمد بن يحيى بن جابر بن داود]]|العنوان= [[فتوح البلدان|فُتوح البُلدان]]، الجزء الأوَّل|الصفحة= 228|السنة= [[1988]]م|الناشر= دار ومكتبة الهلال|المكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]}}</ref> ومن المُتفق عليه حاليًّا بين المُؤرخين المُعاصرين أنَّ هذه القصَّة مُجرَّد أُسطورة، أو أنَّ لها تفسيرًا منطقيًّا، فعقبة قبل أن يبدأ البناء رأى أن يُنظف المكان مما فيه من الأشجار والأشواك، فأطلق فيه النار، فكان من الطبيعيّ أن تخاف الحيوانات وتهرب من أمام تمدد ألسنة اللهيب.<ref>عبدُ الحميد، سعد زغلول. مجلَّة [[كلية الآداب (جامعة الإسكندرية)|كُليَّة الآداب]]، [[جامعة الإسكندرية|جامعة الإسكندريَّة]]: ''فتح العرب للمغرب بين الحقيقة التاريخيَّة والأُسطورة الشعبيَّة'' ([[1963]]). ص 19.</ref>