آر إم إس تيتانيك: الفرق بين النسختين

أما داخل هذه القوارب، فكانت الدهشة تملاتملأ النفوسنفوس الجميع، الذين راحوا يتأملونيتأمّلون في ذهول سفينتهم العملاقة، التي لا تقهر، وهي تغوص في المياه بهيكلها الضخم وأنوارها الزاهيالزاهية وسط نغمات الموسيقى المنبعثة منها والتي راحت تدوي نغماتها عبر المياه !!

ولكن سرعان ما تبدلت نغمات الموسيقى بنغمات أخرى حزينة، وإلى أن توقفت تماما، بعد أن غاص طرف السفينة بأكمله تحت الماء، وصعد الطرف الآخر إلى السماء حتى كاد يلامس النجوم بارتفاعه الشاهق الذي انبعثت منةمنه أنوار السفينة الزاهية لتضيء الليل من حولهحوله، ،ودوىو دوّى في الفضاء صوت الزئير المروع والسفينة تشق طريقها إلى القاع ولم تمض إلا لحظات حتى اختفت السفينة تماما تحت سطح المياه، لتختفي معها أسطورة المارد الذي لايقهر , ففي الساعة الثانية والثلث بعد منتصف ليلة الأحد الموافق الخامس عشر من أبريل، كانت السفينة تايتانيك قد اختفت تماما عن سطح المياه هي ومن عليها من مئات الركاب وبدأت قوارب النجاة تشق طريقها عبر المحيط في اتجاهات مختلفة ودون هدف منشود، وسط ظلام الليل والبرد القارصالقارص، ،ولمولم يكن هناك ما يؤنسها في هذا الليل المخيف إلا بعض النجوم التي تناثرت في السماء هنا وهناك والتي لم تضئتضيء بنورها إلا القليل من هذا الظلام الحالك

واشتد البرد بركاب القوارب ،فحاولوا عبثا أن يدفئوا أنفسهم بما استطاعوا أن ينجوا به من السفينة من فراء و(ارواب)خاصة وانوأن البعض منهم قد هرع إلى قارب النجاة بملابس النومالنوم، ،فلمفلم يسعفه الوقت لالتقاط أي شيء وكان اتعسأتعس هؤلاءهؤلاء، ،فيفي هذا البرد القارصالقارص، ،همهم من قفزوا من السفينة إلى المياه الجليدية وسبحوا في الماء حتى وصلوا إلى القواربالقوارب، ،فكانوافكانوا يرتجفون بشدةبشدة، ،وامتلأوامتلأ شعرهم وملابسهم بقطع الجليد التي علقت بهم أثناء السباحة

ولم يحالف التوفيق أحد قوارب النجاة الممتلئة بالركاببالركاب، ،فانقلبفانقلب بهم في المياه، قضى ركاب هذا القارب والذي بلغ عددهم الثلاثين لحظات صعبة في الاحتفاظ بقاربهم من الغرق وسط تلك المياه الجليديةالجليدية، ،فحاولوافحاولوا جاهدين الوقوف على جانبي القارب حتى يحتفظوا به عائما على سطح المياه الجليديةالجليدية، ،التيالتي أخذت تندفع إلى أرجلهمأرجلهم، ،فتتخللفتتخلل برودتها الشديدة إلى عظامهم فتؤلمهم اشدأشد الالمالألم ولم يستطع بعضهم الاحتفاظ بتوازنه فسقط في المياه الجليديةالجليدية، ،فكانفكان على ركاب هذا القارب السيئ الحظ مهمة أخرى شاقهشاقة وهي محاولة جذب زملاؤهم من تلك المياه الجليدية المؤلمة.

ولم ينس ركاب أحد قوارب النجاة هؤلاء الأشخاص الذين وثبوا إلى المياه أثناء [[غرق السفينة آر إم إس تيتانيك|غرق السفينة]]، ،فعادوافعادوا مرة أخرى إلى مكان السفينة يحاولون التقاط ما يمكن التقاطه من هؤلاء الأشخاص من وسط المياه ولكن كانت برودة هذه المياه الجليدية كافية تماما للقضاء عليهم في فترة قصيرة من الوقت فلم يوفقيوفّق هذا القارب الشهم في العثور إلا على شخص واحد كان عائما على باب خشبي من أبواب السفينةالسفينة، ،وكموكم كانت لحظة غامرة بالسعادة ،حينحين رأى هذا الإنسان التعيس قارب النجاة يتجه اليهإليه.