موحدون دروز: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
Jobas1 (نقاش | مساهمات)
طلا ملخص تعديل
Jobas1 (نقاش | مساهمات)
سطر 24:
المذهب الدرزي هو واحد من الجماعات الدينية الكبرى في [[بلاد الشام]]، مع حوالي 1.5 مليون نسمة. يتواجد الدروز في المقام الأول بكل من [[سوريا]]، و[[لبنان]]، و[[إسرائيل|فلسطين]]، إلى جانب مجتمعات محلية صغيرة من الدروز في [[الأردن]] وفي المهجر خاصة في [[فنزويلا]] و[[الولايات المتحدة]]. تتواجد أقدم وأكبر مجتمعات الدروز في كل من [[جبل لبنان]] و[[جبل الدروز]].<ref>{{cite journal | المسار=https://scholarcommons.usf.edu/cgi/viewcontent.cgi?article=3158&context=etd | العنوان=Assessing Druze identity and strategies for preserving Druze heritage in North America | المؤلف=Radwan, Chad K. | journal=Scholar Commons |التاريخ=June 2009}}</ref> تختلف العادات الإجتماعيَّة لدى الدروز، وتختلف بشكل ملحوظ عن تلك التي بين [[المسلمين]] أو [[المسيحيين]].{{بحاجة لمصدر}} ومن المعروف أنها شكلت مجتمعات متماسكة مغلقة لا تسمح بإنضمام لغير الدروز، رغم أنهم مُندمجون بشكل كامل في أوطانهم المعتمدة.
 
== التسميةالإنتشار ==
يقيم الدروز في المقام الأول في [[سوريا]] و[[لبنان]] و[[إسرائيل]] و[[الأردن]].<ref name="Druzes">{{Citation|url=http://druzestudies.org/druzes.html |publisher=Institute of Druze Studies |title=Druzes |deadurl=yes |archiveurl=https://web.archive.org/web/20060617214607/http://druzestudies.org/druzes.html |archivedate=17 June 2006 }}</ref><ref name=druze_golan>Jordanian Druze can be found in [[Amman]] and [[Zarka]]; about 50% live in the town of [[Azraq]], and a smaller number in [[Irbid]] and [[Aqaba]].{{cite web|url=http://www1.cbs.gov.il/shnaton57/st02_07x.pdf |title=Localities and Population, by District, Sub-District, Religion and Population Group |deadurl=yes |archiveurl=https://web.archive.org/web/20070614005531/http://www1.cbs.gov.il/shnaton57/st02_07x.pdf |archivedate=14 June 2007 |df= }}</ref> ويقدر معهد الدراسات الدرزية أنّ 40% إلى 50% من الدروز يعيشون في [[سوريا]]، ومن 30% إلى 40% في لبنان، ومن 6% إلى 7% في إسرائيل، وحوالي 1% إلى 2% في الأردن. وحوالي 2% من الدروز منتشرين أيضًا في بلدان أخرى في [[الشرق الأوسط]].<ref name="Druzes" />{{Sfn|Dana|2003|p=[https://books.google.com/?id=2nCWIsyZJxUC&pg=PA99&lpg=PA99&dq=druze+population+lebanon 99]}}
يُشير الدروز إلى أنفسهم بِاسم '''الموحدون''' نسبةً إلى عقيدتهم الأساسية في "توحيد الله" أو بتسميتهم الشائعة "'''بني معروف'''" ويعتقد الباحثون أن هذا الاسم هو لقبيلة عربية اعتنقت الدرزية في بداياتها أو ربما هو لقب بمعنى أهل المعرفة والخير <ref name="'''غالب أبو مصلح''', الدروز في ظلّ الاحتلال الإسرائيلي ص 49">'''غالب أبو مصلح''', الدروز في ظلّ الاحتلال الإسرائيلي ص 49</ref>، أما اسم "دروز" فأُطلق عليهم نسبة إلى [[نشتكين الدرزي]] الذي يعتبرونه محرفًا للحقائق؛ ويكره الدروز هذا الاسم ويرفضونه، بل يشيرون إلى أنه غير موجود في كتبهم المقدسة ولم يرِدْ تاريخيًا في المراجع التي تكلمت عنهم.
 
تعيش مجتمعات من الدروز خارج منطقة [[الشرق الأوسط]]، في [[أستراليا]] و[[كندا]] و[[أوروبا]] و[[أمريكا اللاتينية]] (ولا سيّما [[فنزويلا]] و[[كولومبيا]]) و[[الولايات المتحدة]] وغرب إفريقيا. ويتحدث الدروز ب[[اللغة العربية]] ويتبعون نمطاً اجتماعياً مشابهاً تماماً لنمط الشعوب الأخرى في [[بلاد الشام]] (شرق البحر الأبيض المتوسط).<ref>{{Citation |first=Rabah |last=Halabi |title=Citizens of equal duties—Druze identity and the Jewish State |page=55 |language=Hebrew }}</ref>
 
يتراوح عدد الدروز في جميع أنحاء العالم بين 800,000 ومليون نسمة، مع الغالبية العظمى منهم يقيمون في [[بلاد الشام]].<ref>{{cite news |url=http://news.bbc.co.uk/1/hi/world/middle_east/3612002.stm|title=Druze set to visit Syria |accessdate=8 September 2006 |publisher=BBC News |quote=The worldwide population of Druze is put at up to one million, with most living in mountainous regions in Syria, Lebanon, Jordan and Israel. |date=30 August 2004}}</ref>
 
== تاريخ ==
=== التسمية ===
[[ملف:Al-Hakim bi-Amr Allah.jpg|يسار|200بك|تصغير|[[الحاكم بأمر الله|أبو عليّ المنصور الحاكم بأمر الله]]، وأعلن مؤسس الدروز المعروف [[محمد بن إسماعيل الدرزي]] أن الحاكم تجسيد لله عام [[1018]].<ref name="Aga">{{cite book|title=The Aga Khans|author=Willi Frischauer|year=1970|publisher=Bodley Head|page=?}} (''Which page?'')</ref><ref name="Poonawala">{{cite journal|title=Review - The Fatimids and Their Traditions of Learning|author=Ismail K. Poonawala|journal=Journal of the American Oriental Society|volume=119|issue=3|page=542|doi=10.2307/605981}}</ref>]]
يُشير الدروز إلى أنفسهم بِاسم '''الموحدون''' نسبةً إلى عقيدتهم الأساسية في "توحيد الله" أو بتسميتهم الشائعة "'''بني معروف'''" ويعتقد الباحثون أن هذا الاسم هو لقبيلة عربية اعتنقت الدرزية في بداياتها أو ربما هو لقب بمعنى أهل المعرفة والخير والخير،<ref name="'''غالب أبو مصلح''', الدروز في ظلّ الاحتلال الإسرائيلي ص 49">'''غالب أبو مصلح''', الدروز في ظلّ الاحتلال الإسرائيلي ص 49</ref>، أماويشتق اسمإسم "دروز"'''الدروز''' فأُطلقمن عليهم نسبة إلىاسم [[نشتكينمحمد بن إسماعيل الدرزي]] الذيوالذي يعتبرونهكان محرفًاواعظاً للحقائق؛مبكراً ويكرهفي الدعوة التوحيدية. وعلى الرغم من أن الدروز هذايعتبرون الاسم[[محمد ويرفضونه،بن بلإسماعيل يشيرونالدرزي]] إلى[[زنديق]]،<ref أنهname=about>{{Citation|url=http://www.druze.ca/AboutDruze.html غير|title=About موجودthe فيFaith كتبهمof المقدسةThe ولمMo'wa'he'doon يرِدْDruze تاريخيًا|first=Moustafa فيF المراجع|last=Moukarim التي|deadurl=yes تكلمت|archiveurl=https://web.archive.org/web/20120426105258/http://www.druze.ca/AboutDruze.html |archivedate=26 April 2012}}</ref> فقد استخدم الإسم للتعبير عنهم.
 
قبل أن تصبح الدعوة التوحيدية علنية، كانت الحركة سرية وعقدت اجتماعات مغلقة فيما كان يعرف بجلسات الحكمة. خلال هذه المرحلة، وقع نزاع بين [[محمد بن إسماعيل الدرزي]] و[[حمزة بن علي بن أحمد]] بشكل أساسي بشأن "[[غلاة|غلو]]" الدرزي، والذي يشير إلى الإعتقاد بأن الله قد [[تجسد]] في البشر (وخاصةً [[علي]] وأحفاده، بما في ذلك [[الحاكم بأمر الله]]، الذي كان [[الخليفة]] في ذلك الوقت) وللدرزي الذي أطلق على نفسه اسم "سيف الإيمان"، مما دفع [[حمزة بن علي بن أحمد]] إلى كتابة رسالة يدحض فيها الحاجة إلى نشر الإيمان بالسيف وعدة رسائل يدحض فيها معتقدات ال[[غلاة]]. وفي عام [[1016]] أعلن [[محمد بن إسماعيل الدرزي]] وأتباعه صراحةً معتقداتهم ودعوا الناس للإنضمام إليهم، مما تسبب في أعمال شغب في [[القاهرة]] ضد الحركة التوحيدية بما في ذلك [[حمزة بن علي بن أحمد]] وأتباعه. أدى ذلك إلى تعليق الحركة لمدة عام وطرد الدرزي وأنصاره.<ref>{{cite journal |title=Al-Darazî and Ḥamza in the Origin of the Druze Religion |last=Hodgson |first=Marshall G. S. |journal=[[Journal of the American Oriental Society]] |issn=0003-0279 |volume=82 |issue=1 |year=1962 |pages=5–20 |doi=10.2307/595974 |jstor=595974 |registration=y|bibcode=1964JAOS...84..128H }}</ref>
 
على الرغم من أن الكتب الدينية الدرزية تصف الدرزي بأنه "وقح" و"العجل" الذي يتسم بالعقل الضيق والمتسرع، لا يزال اسم "الدروز" يُستخدم لتحديد الهوية ولأسباب تاريخية. في عام [[1018]]، اغتيل الدرزي بسبب تعاليمه. تزعم بعض المصادر أنه أُعدم من قبل [[الحاكم بأمر الله]].<ref name="about" /><ref name=samy>{{cite book|title= The Druzes: An Annotated Bibliography |last=Swayd|first=Samy |publisher=ISES Publications|location=Kirkland, WA, USA|year=1998|isbn=978-0-9662932-0-3}}</ref>
 
ترى بعض السلطات في اسم "الدروز" كلمة وصفية، مستمدة من اللغة العربية "دارس".{{sfn|Chisholm|1911|p=605}} وتكهن آخرون بأن الكلمة تأتي من الكلمة الفارسية ([[لغة فرنسية|بالفرنسية]]: ''درزو''، [[نقحرة]]: ''درزو'') والتي تعني "النعيم" أو من الشيخ حسين الدرزي، الذي كان من أوائل المتحولين إلى الإيمان التوحيدي.<ref name = najjar /> في المراحل المبكرة للحركة، نادراً ما يذكر المؤرخون كلمة "الدروز"، وفي النصوص الدينية الدرزية تظهر فقط كلمة المؤيد أو الموحدين. المؤرخ العربي الأول الوحيد الذي ذكر الدروز هو العالم المسيحي [[يحيى بن سعيد الأنطاكي]] من [[القرن الحادي عشر]]، والذي يشير بوضوح إلى مجموعة من الهرطقة التي أنشأها الدرزي، بدلاً من أتباع حمزة بن علي.<ref name=najjar>{{cite book |last=Al-Najjar |first='Abdullāh |title=Madhhab ad-Durūz wa t-Tawḥīd (The Druze Sect and Unism) |publisher=Dār al-Ma'ārif |location=Egypt |year=1965 |language=Arabic}}</ref> وبالنسبة للمصادر الغربية، كان [[بنيامين التطيلي]]، المسافر اليهودي الذي مر عبر [[لبنان]] عام [[1165]] أو حوالي ذلك التاريخ، وهو أحد أوائل الكتاب الأوروبيين الذين أشاروا إلى الدروز بالاسم. وكلمة دوغوزين المذكورة في الإصدار باللغة العبرية المبكرة لرحلاته، ولكن من الواضح أن هذا خطأ في الكتابة. وقد وصف الدروز بأنهم "سكان الجبال، موحيدين، ويؤمنون "بخلود الروح "و[[تناسخ الأرواح|التناسخ]]".<ref>{{cite book |last=Hitti |first=Philip K |title=Origins of the Druze People and Religion, with Extracts from their Sacred Writings |edition=new |series=Columbia University Oriental Studies |volume=28 |publisher=Saqi |location=London |year=2007 |origyear=1924 |isbn=978-0-86356-690-5 |pages=13–14}}</ref> وصرّح أيضاَ بأنهم "أحبوا اليهود".<ref>{{cite book|author1=Mordechai Nisan|title=Minorities in the Middle East: A History of Struggle and Self-Expression, 2d ed.|date=1 Jan 2002|publisher=McFarland|isbn=978-0-7864-5133-3|page=283}}<!--|accessdate=21 December 2014--></ref>
 
=== التاريخ المبكر ===
بدأ الإيمان [[دروز|الدرزي]] كحركة في الطائفة [[الإسماعيلية]] والتي كانت تعارض بعض الإيديولوجيات الدينية والفلسفية التي كانت موجودة خلال تلك الحقبة. بشر بهذا الإيمان [[حمزة بن علي بن أحمد]]، وهو عالم باطني وصوفي. والذي جاء إلى [[مصر]] عام [[1014]] وقام بتجميع مجموعة من العلماء والقادة من جميع أنحاء العالم لتأسيس الحركة التوحيدية. وعقد اجتماعات في مسجد ريضان، بالقرب من [[مسجد الحاكم بأمر الله]].<ref>{{Citation|url=http://www.druze.com/education/DruzeLuminariesAlHakim-English-level3.pdf |publisher=Druze |title=Luminaries: Al Hakim |deadurl=yes |archiveurl=https://web.archive.org/web/20080820044553/http://www.druze.com/education/DruzeLuminariesAlHakim-English-level3.pdf |archivedate=20 August 2008 }}</ref>
 
في عام [[1017]]، كشف [[حمزة بن علي بن أحمد]] رسميًا عن الإيمان الدرزي وبدأ في نشر العقيدة التوحيدية. وحصل حمزة على دعم الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله، والذي أصدر مرسومًا يشجع الحرية الدينية قبل إعلان الدعوة الإلهية.<ref>{{Citation |url=http://ismaili.net/drupal5/node/10766 |title=Ismaili |publisher=Islam Heritage Field}}</ref> وأصبح الحاكم بأمر الله شخصيَّة محوريَّة في العقيدة الدرزية رغم أن موقعه الديني كان محل خلاف بين العلماء. يصرح جون اسبوزيتو أن الحاكم كان يُعتقد أنه "ليس فقط القائد الديني والسياسي المُعين إلهياً، بل أيضاً هو الفكر الكوني الذي يربط الله بالخليقة"،<ref>{{Citation |url=https://books.google.com/?id=lZXTFCN93kkC&pg=PA156&dq=druze+hakim+John+Esposito#PPA156,M1 |title=Melville's Clarel and the Intersympathy of Creeds |first=William |last=Potter |page=156|isbn=9780873387972 |year=2004 }}</ref> بينما يرى آخرون مثل نسيم دانا ومردخاي نيسان أنه مظهر من مظاهر تناسخ الله أو الذي يفترض صورة الله. <ref name="مولد تلقائيا1">{{Citation |url=https://books.google.com/?id=kY0oedX32BwC&pg=PA128&dq=Hamza+bin+Ali+druze#PPA127,M1 |title=The Olive and the Tree: The Secret Strength of the Druze |first1=Dr Ruth |last1=Westheimer |first2=Gil |last2=Sedan|isbn=9781590561027 |year=2007 }}</ref>
 
يقول بعض العلماء الدروز وغير الدروز مثل سامي سويد وسامي مكارم أن هذا الإلتباس يرجع إلى التشويش حول دور الداعية المبكر [[محمد بن إسماعيل الدرزي]]، الذي رفضت تعاليمه الدروز باعتبارها هرطقة.<ref>{{Citation |url=https://books.google.com/?id=H-k9oc9xsuAC&pg=PA217&dq=The+Druzes:+A+New+Study+of+Their+History,+Faith+and+Society+Al-Hakim#PPA217,M1 |title=Medieval Islamic Civilization: An Encyclopedia |first1=Josef W |last1=Meri |first2=Jere L |last2=Bacharach |publisher=Routledge |year=2006 |isbn=978-0-415-96690-0}}</ref> وتؤكد هذه المصادر أن الحاكم رفض ادعاءات الدرزي عن الألوهية،<ref name= samy /><ref name="مولد تلقائيا1" />{{Sfn|Swayd|2006}} وأمر بإلغاء حركته مع دعم حركة [[حمزة بن علي بن أحمد]].<ref>{{Citation |url =https://books.google.com/?id=rezD7rvuf9YC&pg=PA921&vq=druze&dq=druze+god+hakim#PPA921,M1 |author1=M. Th. Houtsma |author2=EJ Brill |title=First Encyclopaedia of Islam |year=1913–36|isbn=978-9004097964 }}</ref>
 
اختفى الحاكم في إحدى الليالي أثناء رحلته المسائيَّة - من المفترض أنه تم اغتياله، ربما بناءً على طلب من أخته الكبرى ست الملك. يعتقد الدروز أنه ذهب إلى [[غيبة (عقيدة)|الغيبة]] مع [[حمزة بن علي بن أحمد]] وثلاثة من الدعاة البارزين الآخرين، تاركين رعاية "الحركة التبشيرية التوحيدية" لزعيم جديد، وهو [[المقتنى بهاء الدين]].
 
=== اغلاق الإيمان ===
{{درزية}}
تم استبدال الحاكم بابنه القاصر، [[الظاهر لإعزاز دين الله]]. واعترفت حركة الدروز التوحيدية، والتي كانت موجودة في [[الخلافة الفاطمية]]، بالظاهر لإعزاز دين الله كخليفة، لكنها اتبعت حمزة [[إمامية|كإمام]] لها.<ref name=samy /> وأمرت الوصية على الخليفة الشاب، [[ست الملك]]، الجيش بتدمير الحركة في عام [[1021]].<ref name=about /> في الوقت نفسه، تم تعيين بهاء الدين الساموكي على قيادة الحركة التوحيدية من قبل حمزة بن علي.<ref name=about />
 
على مدار الأعوام السبعة التالية، واجه الدروز اضطهاداً شديداً من قبل الخليفة الجديد، [[الظاهر لإعزاز دين الله]]، الذي أراد القضاء على الإيمان الدرزي.<ref name=Rebecca>{{cite web |url=http://www.sacredtribesjournal.org/images/Encyclopedia/The_Druze.pdf |title=The Druze |author=Rebecca Erickson |work=Encyclopedia of New Religious Movements |deadurl=yes |archiveurl=https://web.archive.org/web/20150518085757/http://www.sacredtribesjournal.org/images/Encyclopedia/The_Druze.pdf |archivedate=18 May 2015}}</ref> وكان هذا نتيجة صراع على السلطة داخل [[الدولة الفاطمية]]، حيث شوهد الدروز بعين الريبة بسبب رفضهم الإعتراف بالخليفة الجديد، [[الظاهر لإعزاز دين الله]]، كإمام لهم. وانضم العديد من الجواسيس، وخاصةً أتباع الدرزي، إلى حركة التوحيد من أجل التسلل إلى المجتمع الدرزي. بدأ الجواسيس في إثارة المتاعب وتلطيخ سمعة الدروز. نتج عن ذلك احتكاك مع الخليفة الجديد الذي اشتبك عسكرياً مع المجتمع الدرزي. وتراوحت المصادمات بين [[أنطاكية (مدينة تاريخية)|أنطاكية]] و[[الإسكندرية]]، حيث تم ذبح عشرات الآلاف من الدروز على يد الجيش الفاطمي.<ref name=about /> وكانت أكبر مذبحة في [[أنطاكية (مدينة تاريخية)|أنطاكية]]، حيث قُتل 5,000 من الزعماء الدينيين الدروز، تلتها مذبحة [[حلب]].<ref name=about /> ونتيجة لذلك، مارس الدروز إيمانهم بسرية تحت الأرض، على أمل البقاء على قيد الحياة، حيث أُجبر المعتقلون إما على التخلي عن عقيدتهم أو القتل. وتم العثور على ناجين من الدروز في جنوب لبنان وسوريا. وفي عام [[1038]]، بعد مرور عامين على وفاة [[الظاهر لإعزاز دين الله]]، تمكنت الحركة الدرزية التوحيدية من الإستئناف والإستمرار لأن القيادة الجديدة التي حلت مكان [[الظاهر لإعزاز دين الله]] كانت تربطها علاقات سياسية ودية مع زعيم درزي بارز واحد على الأقل.<ref name=Rebecca />
 
في عام [[1043]]، أعلن [[المقتنى بهاء الدين]] أنَّ الطائفة لم تعد تقبل أنصار جدد، ومنذ ذلك الوقت، تم حظر التبشير.<ref name=samy /><ref name=Rebecca />
 
=== الحقبة الصليبية ===
خلال فترة حكم [[الصليبيين]] في [[بلاد الشام]] ([[1099]]-[[1291]])، ظهر الدروز لأول مرة في ضوء التاريخ في المنطقة الغربية من [[قضاء الشوف|جبال الشوف]]. وظهروا كمحاربين أقوياء يخدمون الحكام المسلمين في [[دمشق]] ضد [[الحملات الصليبية]]، وتم تكليف الدروز بمهمة مراقبة الصليبيين في ميناء [[بيروت]]، بهدف منعهم من القيام بأي اعتداءات داخل البلاد. بعد ذلك، وضع قادة الدروز في الغرب تجربتهم العسكرية الكبيرة تحت تصرف [[الدولة المملوكية|الحكام المماليك]] في [[مصر]] ([[1250]]–[[1516]])؛ أولاً، لمساعدتهم في وضع حد لما تبقى من حكم الصليبيين في بلاد الشام الساحلية، وفي وقت لاحق لمساعدتهم على حماية الساحل اللبناني من الانتقام الصليبي عن طريق البحر.<ref name="Druze heritage">{{Citation|url=http://www.druzeheritage.org/dhf/Druze_History.asp |publisher=Druze Heritage |title=History |deadurl=yes |archiveurl=https://web.archive.org/web/20160303201657/http://www.druzeheritage.org/dhf/Druze_History.asp |archivedate=3 March 2016 |df= }}</ref>
 
في الفترة المبكرة من الحقبة الصليبية، كانت السلطة الإقطاعية الدرزية في أيدي عائلتين، ال[[تنوخيون]] وأرسلان. ومن قلاعهم في منطقة الغرب ([[قضاء عاليه]] في [[جبل لبنان (محافظة)|محافظة جبل لبنان]] الجنوبي حالياً)، قاد [[تنوخيون|التنوخيين]] توغلاتهم في الساحل الفينيقي وأخيراً نجحوا في السيطرة على [[بيروت]] والسهل البحري ضد [[الفرنجة]] الصليبيين. وبسبب معاركهم الشرسة مع الصليبيين، كسب الدروز احترام الخلفاء المسلمين [[أهل السنة والجماعة|السنَّة]]، وبالتالي اكتسبوا قوى سياسية مهمة. بعد منتصف [[القرن الثاني عشر]]، حلّت [[معنيون|الأسرة المعنية]] محل ال[[تنوخيون]] في قيادة الدروز. ويعود أصل العائلة إلى الأمير معان الذي ظهر في لبنان في أيام الخليفة العباسي [[الفضل المسترشد بالله]] ([[1118]]-[[1135]] م). اختار [[معنيون|الأسرة المعنية]] مقرهم في قضاء الشوف في جنوب غرب لبنان (جنوب [[جبل لبنان]])، وكانوا يطلون على السهل البحري بين [[بيروت]] [[وصيدا]]، وجعلوا من مقرهم الرئيسي في [[بعقلين]]، والتي لا تزال قرية درزية رائدة. لقد تم استثمارهم بالسلطة الإقطاعية من قبل السلطان [[نور الدين زنكي]] وتم تزويد الكتائب المحترمة بالصف الإسلامي في كفاحهم ضد الصليبيين.{{Sfn|Hitti|1924}}
 
=== الاضطهاد خلال الحقبة المملوكية والعثمانية ===
بعد طرد الصليبيين من [[الأراضي المقدسة]]، حوّل سلاطين مصر [[الدولة المملوكية|المملوكيين]] انتباههم إلى المسلمين السوريين المنشقين. في عام [[1305]]، بعد إصدار فتوى من قبل الفقيه [[ابن تيمية]]، بالدعوة إلى [[الجهاد]] ضد جميع المسلمين من غير [[أهل السنة والجماعة|السنَّة]] مثل الدروز و[[علويون (طائفة)|العلويين]] و[[إسماعيلية|الإسماعيليين]] والمسلمين [[الشيعة]] [[شيعة اثنا عشرية|الاثني عشر]]، ألحق [[الناصر ناصر الدين محمد بن قلاوون]] بهزيمة كارثية على الدروز. وفي [[قضاء كسروان|كسروان]]، أجبر الدروز على التحول إلى المذهب السني الأرثوذكسي. في وقت لاحق، في عهد [[العثمانيين]]، تعرضّ الدروز لهجوم شديد في [[صوفر]] في عام [[1585]]، بعد أن زعم ​​العثمانيون أنَّ الدروز هاجموا قوافلهم بالقرب من [[طرابلس (لبنان)|طرابلس]].{{Sfn | Hitti | 1924}} كنتيجة للتجربة العثمانية مع الدروز المتمردين، كلمة دورزي في [[اللغة التركية]]، لا تزال تعني البلطجي.<ref>{{cite book|author1=Stefan Winter|title=The Shiites of Lebanon under Ottoman Rule, 1516–1788|date=11 Mar 2010|publisher=Cambridge University Press|isbn=978-1-139-48681-1|page=37}}<!--|accessdate=1 March 2015--></ref> ووصف حكيم إسلامي مؤثر في ذلك الوقت الدروز بأنهم كفار وجادل بأنه، على الرغم من أنهم قد يتصرفون مثل المسلمين في الخارج، فإن هذا ليس أكثر من ذريعة. كما أعلن أن مصادرة الممتلكات الدرزية وحتى عقوبة الإعدام سوف تتوافق مع قوانين الإسلام.<ref>{{Citation |publisher=shaanan |url=http://app.shaanan.ac.il/shnaton/15/14.pdf |title=Druze Identity, Religion — Tradition and Apostasy |date=May 2015}}</ref>
 
ونتيجة لذلك ، شهد [[القرن السادس عشر]] والسابع عشر سلسلة من التمردات الدرزية المسلحة ضد [[العثمانيين]]، والتي واجهتها الحملات العقابية العثمانية المتكررة ضد [[قضاء الشوف|الشوف]]، والتي تعرض فيها السكان الدروز في المنطقة للإستنزاف ودُمرت العديد من القرى الدرزية. لم تنجح هذه الإجراءات العسكرية القاسية، في تراجع الدروز المحليين إلى درجة التبعية المطلوبة. وأدى ذلك إلى موافقة الحكومة العثمانية على ترتيب يمنح بموجبه [[ناحية إدارية|النواحي الإدارية]] المختلفة في الشوف في "[[التزام (ضريبة)|الإلتزام]]" إلى أحد [[أمير|أمراء]] المنطقة، أو كبار الزعماء، مما يترك الحفاظ على القانون والنظام و تحصيل الضرائب في المنطقة بين يدي الأمراء من الأسرة المعنية. كان هذا الترتيب هو توفير حجر الزاوية للمكانة المميزة التي تمتعت بها في النهاية مناطق [[جبل لبنان]] والدروز والمسيحيين على حد سواء.<ref name="Druze heritage" />
 
== مذهب إسلامي أم ديانة مستقلة ==