المملكة العربية السورية: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
وسمان: تحرير من المحمول تعديل ويب محمول
وسمان: تعديلات طويلة إضافة أرقام هندية
سطر 76:
=== النهضة ===
{{مفصلة|النهضة العربية|سوريا تحت حكم محمد علي باشا}}
في عام 1832 دخلتوقعت سوريا بالاحتلال العسكري تحت حكم [[إبراهيم باشا]] نائباً عن أبيه والي مصر [[محمد علي باشا]]، وعلى الرغم من عدم التفاف جميع السوريين حول قيادته وشخصه،وشخصه إلا أن حكمه القصير شهد إصلاحاتٍ هامة، فاعتمد [[اللغة العربية]] في التعليم بدلاً من [[لغة تركية عثمانية|اللغة التركية العثمانية]]، وأسس ثلاث كليّات على حساب الدولة في دمشق وحلب و{{فصع}}[[أنطاكية]]، ونشّط الزراعة بإعفاء المزراعين من الضرائب تسع سنوات في حال استصلاحهم أرضًا بورًا، كذلك اهتم بمزارع الأبقار والحرير، وبنى على ضفاف [[نهر الفرات]] وحول حلب قرى لتوطين البدو، كذلك أدخل البريد وأنشأ مجالس للإدارة المحلية من أبناء البلاد.<ref name="ثاني">سوريا صنع دولة وولادة أمة، مرجع سابق، ص 209</ref><ref>تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين، فيليب حتي، ترجمة كمال اليازجي، دار الثقافة، بيروت 1983، ص.352</ref>
 
بناءً ل[[اتفاقية كوتاهية]] بين السلطنة ومحمد علي -بأن يحكم هذا الأخير سوريا حتى وفاته فقد- انتهى الوجود المصري عام 1849 فعادت البلاد لما كانت عليه،عليه. اختفت قرى البدو قرب حلب والفرات ولم يعد ثمة أثر لمزارع الأبقار، كما انخفض عدد أنوال الحرير من خمسين ألفًا إلى ألفين وخمسمائةوخمسمائةٍ فقط، وبعدما كانت البلاد تصدّر المنسوجات القطنية أصبحت تستوردها.<ref name="ثاني"/> غير أنّ إبراهيم باشا أطلق نهضة ثقافية هامة لن تتوقف بعد خروجه، فأخذت المدارس الوطنيةالوطنية، ومدارس البعثات التبشيرية (وهذه تبعاً لأهداف مؤسسيها وليس للأهداف التي أرادها إبراهيم باشا بالطبع بدليل أن معظم انتشارها كان في جبل لبنان) بالانتشار في دمشق وحلب، وحتى سنة 1860 كان عدد المدارس التابعة للبعثات الإمريكية في [[جبل لبنان]] وحده ثلاثين مدرسة توّجت بافتتاح [[الكلية الإنجيلية السورية]] عام 1866، ولم يكن نشاط البعثات الفرنسية أقل فأسست [[جامعة القديس يوسف]] عام 1875.<ref>سوريا صنع دولة وولادة أمة، مرجع سابق، ص.214</ref> أما المدارس الوطنية فمن أبرز مؤسسيها في جبل لبنان وبيروت [[ناصيف اليازجي]] و{{فصع}}[[بطرس البستاني]]، وعندما أصبح مدحت باشا واليًا على دمشق (78-1880) أولى التعليم عناية خاصة حتى بلغ عدد المدارس الوطنية التي أنشأها في دمشق وحدها عند نهاية حكمه 103 مدارس 19 منها مختلطة و16 للإناث و68 للذكور.<ref>عصر السلطان عبد الحميد، مرجع سابق، ص.33</ref> إلى جانبفضلاً عن المكتبات العامة (من مظاهر النهضة) فتأسست [[المكتبة الظاهرية]] في دمشقبدمشق والمكتبة الشرقية ومكتبة نعمة يافت في بيروت؛ أما الوجه الثاني للنهضة فتمثل بال[[صحافة]] ويمكن ذكر عدد كبير من الصحف التي تأسست وانتشرت خلال مرحلة النهضة؛<ref name="ثالث">سوريا صنع دولة وولادة أمة، مرجع سابق، ص.215</ref> بل وتسارعت وتيرتها، فإن المطبوعات الثقافية كانت 29 مطبوعة عام 1904 وغدت عام 1910 نحو 160 مطبوعة.<ref>المسألة السورية المزودجة، مرجع سابق، ص.41</ref><ref>تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين، مرجع سابق، ص.353</ref>
حركة التثقيف هذه ولدت متعلمين قاوموا الاستبداد العثماني لعلّ من أبرزهم [[عبد الرحمن الكواكبي]] من خلال كتابه «[[طبائع الاستبداد]]»، وقد هاجر قسم كبير من مثقفي البلاد إلى [[مصر]] التي كانت تنعم بقسطٍ وافرٍ من الحريات العامة، وأداروا من منفاهم عددًا من الصحف المعارضة من أمثال "الكوكب الشرقي" و"المحروسة".<ref name="ثالث"/> انطلاقًا من هذه النهضة تأسست الجمعيات السياسية التي تشبه في أيامنا المعاصرة الأحزاب السياسية والتي لم تقتصرتكن منغلقةً على السوريين بل شملت العرب العثمانيين الآخرين أيضاً (نظرياً، أما عملياً فلم يكنيك فيها من غير السوريين سوى العراقيين)، ومنها "الجمعية السورية" في بيروت عام 1847 و"الجمعية السرية" عام 1875 و"[[حزب اللامركزية الإدارية|حزب اللامركزية العثماني]]" عام 1912 في [[القاهرة]]، و{{فصع}}[[جمعية العهد]] و{{فصع}}[[جمعية العربية الفتاة]].<ref>سوريا صنع دولة وولادة أمة، مرجع سابق، ص.224</ref>ومنها ما أسسه الطلبة العرب في باريس، لكن مع اندلاع الحرب الأولى انتقل معظمها إلى دمشق والأقل إلى بيروت.
 
طالبت هذه الجمعيات بإلإصلاح وإطلاق الحريات العامة وباللامركزية. نظريًانظرياً كانت الدولة تتقبل الإصلاح ومطالب الجمعيات والمثقفين غير أن التغيير كان بطيئاً ومثقلاً بسياسة الاتحاديين التمييزية ضد العرب، فعلى سبيل المثال في أعقاب عودة الحياة الدستورية عام 1908 انتخب لمجلس النواب العثماني (مجلس المبعوثان) مائتان وخمسةٌ وسبعون نائباً مُثّل فيه سبعة ملايين تركي بمائةٍ واثنين وأربعين نائباً [52%]، في حين تمثل عشرة ملايين عربي دون احتساب مصر بستين نائبًا فقط [22%]<ref>السلطان عبد الحميد الثاني: محمد حرب، دار القلم، دمشق، ط1، 1990، ص 46</ref> دون احتساب مصر (التي ستبقى إيالةً عثمانيةً حتى اندلاع الحرب عندما استبدل الإنجليز بنظام الخديوية العثماني الحماية البريطانية)، (حسب [[ستيفن لونغريغ]] فإن أهاليأبناء سنجقمتصرفية جبل لبنان قاطعوا -احتجاجاً على سوء الأوضاع- ورفضوا انتخاب مبعوثين عنهم<ref>سوريا ولبنان تحت الانتداب الفرنسي: ستيفن لونغريغ، تر. بيار عقل، دار الحقيقة، بيروت، بلا تاريخ، (الطبعة الإنجليزية 1958)، ص ٣٥</ref>، ولكنلكن أياً كان الأمر فإن تعدادهم القليل لن يسمح بتعديلٍ لهذي قيمتهقيمةٍ في الموازينالمجلس)، أما في مجلس الأعيان -الذي يعيّن السلطان أعضاءه تعييناً- فلم يكن للعرب فيه سوى ثلاثةٍ من أصل أربعين عينًا؛<ref>سوريا صنع دولة وولادة أمة، مرجع سابق، ص 222</ref> تدعى سياسة صبغ الدولة والمجتمع بالصبغة التركية «[[تتريك|سياسة التتريكبالتتريك]]».<ref>[http://www.lewaa-iskenderun.com/site/history/antakia/ أنطاكية وكفاحها ضد التتريك]، لواء إسكندرون، 30 يناير 2013. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170517234831/http://www.lewaa-iskenderun.com/site/history/antakia/ |date=17 مايو 2017}}</ref> والتي كانت سياسةً ثابتةً لدى [[حزب الاتحاد والترقي]].
 
ونتيجة هذه العوامل وأمثالها عقدت الجمعيات العربية [[المؤتمر العربي الأول|مؤتمر باريس]] عام 1913 والذي طالب بالمساواة و{{فصع}}[[فدرالية|اللامركزية]] على غرار [[سويسرا]] و{{فصع}}[[الولايات المتحدة]] والاعتراف [[اللغة العربية|بالعربية]] لغة رسمية وعدم أداء الجندية الإلزامية (الجهادية) خارج أراضي الولايةالولايات العربية.<ref>المسألة السورية المزدوجة، مرجع سابق، ص.42</ref> صادق السلطان في 18 آب 1913 على مقررات المؤتمر، لكن الرأي الأخير في الدولة حينها كان للاتحاديين، فأدت المماطلة والتسويف منمماطلتهم قبلهموتسويفهم، ثم الأحداث الدولية باندلاعبانفجار [[الحرب العالمية الأولى]] إلى إجهاض أي إصلاحٍ أو مساواةٍ منشودة.<ref>إلى جورج بوش الثاني، مرجع سابق، ص.109</ref><ref>[http://www.modars1.com/t7128-topic المؤتمر العربي الأول]، المدرس، 30 يناير 2013. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20150502195725/http://www.modars1.com:80/t7128-topic |date=02 مايو 2015}}</ref><ref>[http://www.yabeyrouth.com/pages/index354.htm المؤتمر العربي الأول في باريس]، يا بيروت، 30 يناير 2013. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20130918193156/http://www.yabeyrouth.com:80/pages/index354.htm |date=18 سبتمبر 2013}}</ref><ref>تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين، مرجع سابق، ص.349</ref>
 
== الحرب العالمية الأولى ==