المير داماد: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:تدقيق إملائي V1
سطر 52:
بعد مقتل الشهيد الثاني على يد مؤيدي [[العثمانيين]] ترك منطقة جبل عامل التي أصبحت غير امنة وهاجر إلى [[إيران]] التي اتخذت مذهب التشيع كمذهب رسمي وأصبحت منطقة امنة للشيعة. اثناء الهجرة كان معه ولده محمد الذي لم يكتسب لقب الشيخ البهائي بعد والذي كان عمره 13 عاما فقط. الشيخ عز الدين حسين بن عبد الصمد بعد مدة من الزمن تقلد منصب شيخ الإسلام في منطقة قزوين عاصمة الدولة الصفوية بقيادة الشاه طهماسب وفي سنة 969 هـ.ق تقلد نفس المنصب في مشهد. استقراره في مشهد لم يدم سوى سنتين وفي عام 971هـ.ق هاجر إلى هرات ذات الأغلبية السنية. بعد هجرته إلى هرات اخذ يلتف حوله مجموعة من العلماء وطلبة العلم وخلال ثمان سنوات من مدة اقامته هناك (979-971)هـ.ق تأسست حوزة علمية عريقة خرجت الكثير من العلماء. استفادة الميرداماد من الشيخ عزالدين كانت خلال هذه الفترة لأنه كما قلنا بان الشيخ اقام في مشهد حتى 971هـ.ق والفيلسوف الميرداماد بداء دراسته خلال نفس الفترة في {{المقصود|مشهد|مشهد}} لكنه لم يستفد من الشيخ بشكل واسع لان الدروس التي كان يلقيها الشيخ كانت تخص السطوح العلياء من التدريس وحينها كان عمر الميرداماد 11 عاما لكنه حضر دروس الشيخ في أواخر اقامته في هرات حيث اصبح الميرداماد شابا نابغا يستوعب الدروس من هكذا عالم ومن مؤلفاته عقد الطهماسبي و وصول الاخيار إلى الاخبار<ref>أحوال و اشعار الشيخ البهائي ص 10-23</ref>. و من اساتذته أيضا كان خاله الفقيه عبد العالي العاملي الذي لد عام 993هـ.ق و هو ابن المحقق الكركي . يقول عنه الشيح الحر العاملي في كتابه امل الامل "لقد كان فاضلا , محققا ,فقيها , محدثا , متكلما , عابدا و من اكابر العلماء في عصره<ref>امل الامل، ج1، ص110</ref>.
هؤلاء العلماء الثلاث الذي ذكرتهم كتب التاريخ والأحوال وأطلقت عليهم أساتذة ومشايخ الميرداماد كانوا متبحرون في علوم النقلية. لكن اساتذته في العلوم العقلية التي اشتهر فيها لم يكونوا معروفين في الحقيقة الا ما ذكره آراي عباسي في كتابه تاريخ العالم حيث تم في هذا الكتاب مناقشة حياة الميرداماد اثناء اقامته في مدينة هرات و تردده على وليه عهد طهماسب المعروف بمحمد خدابندة حيث كانت تدور هنالك مباحثات مع امير فخر الدين سماك الاسترآبادي الذي يعتقد انه من أساتذة الميرداماد في العلوم العقلية<ref name="ReferenceA">تاريخ العالم آراي عباسى، ج1، ص146</ref>. في نفس هذا الكتاب اثناء شرح حياة فخر الدين السماك الاسترآبادي جاء انه كان متبحرا في العلوم العقلية وكان من طلبة امير غياث الدين منصور الشيرازي. حاشية على تجريد الكلام في تحرير عقائد الإسلام كان من مؤلفاته<ref>ريحانةالادب، ج3، ص 68</ref>. كما يقول قطب الدين لاهيجي تلميذ الميرداماد حول استاذه انه كان يطالع الكتب بنفسه ويتعلم بقدرته الذاتية<ref>مستدرك الوسائل، ج3، ص425</ref>. اعتمادا على ما ذكره قطب الدين لاهيجي يجب ان نعترف ان أستاذ الميرداماد في [[الفلسفة]] والحكمة كان فخر الدين السماك الذي عرف بآرائه المستقلة وحاشية على الالهيات التي تشكل جزء من كتاب تجريد الاعتقاد كان مؤلفه الوحيد الذي نعرفه عنه. ولي العهد محمد خدابندة في عام 980هـ.ق ترك هرات واقام في [[شيراز]]، في نهاية إقامة ولي العهد في هرات، الميرداماد كانع عمره اقل من 20 سنة. حيث يقول عنه آراي عباسي يبدو ان الميرداماد يمتلك الاستعداد والنبوغ العالي للتبحر في العلم وكان عبقريا في فهم وتحليل المباحث الفلسفية الدقيقة والمعقدة. كانت فترة دراسته في هرات فترة ذهبية وغنية بالعلوم وفي نهاية هذه الفترة عرف كعالم مرموق في العلوم العقلية والنقلية. كما قلنا بان الشيخ عز الدين حسين بن عبد الصمد العاملي أستاذ الميرداماد في عام980هـ.ق ترك مدينة هرات ورجع إلى قزوين وفي نفس العام قام ولي العهد بأمر الشاه {{المقصود|طهماسب|طهماسب}} بترك هرات والاتجاه صوب شيراز لتسلم منصب حكومة شيراز وترك حكم مدينة هرات بعهدة ابنه حمزة ميرزا. انتقال ولي العهد من هرات إلى شيراز كان بمثابة رفض الشاه لولي عهده وفي الحقيقة كان لعزله من منصب ولي العهد. اثناء هذه التطورات، ترك الشيخ عزالدين حسين العاملي هرات ورجع إلى العاصمة [[قزوين]] وبعد مهاجرته لم تعد [[هرات]] ذات أهمية علمية كما في السابق لذلك قام الميرداماد بترك مدينة هرات خلال هذه الفترة<ref name="ReferenceA"/>.
== الهجرة الىإلى أصفهان ==
في عام 984 هـ.ق توفي الشاه طهماسب الذي تولى السلطة من عام (920 إلى 984) هـ.ق والذي عمل باجتناب المحرمات والتقيد بالأحكام الشرعية حيث تولى السلطة من بعده ولده الشاه إسماعيل الثاني (984 إلى 985) هـ.ق والذي كانت تصرفاته واعتقاداته عكس والده. في الفترة التي كان فيها الشاه طهماسب معروفا بالزهد والنقاء كان ولده الشاه إسماعيل الثاني غير ملتزم دينيا ومعروف بالنفور من والده، العلماء الذين كانوا في زمن والده منبوذين بحجة دعم اهل السنة قام بحمايتهم وتقريبهم منه ووفر لهم الحماية اللازمة اما بالنسبة للمطربين الذي كانوا في زمن والده منبوذين بحجة اجتناب المحرمات قام بإرجاعهم والتفوا حوله ومارسوا نشاطهم بسهولة<ref>التاريخ السياسي و الاجتماعي لإيران، ص172و173 ص 242</ref>. بداية حكم إسماعيل الثاني كانت سببا لهجرة علماء كبار مثل الميرداماد والشيخ البهائي إلى مدينة أصفهان وابتعادهم عن أجهزة الدولة وخصوصا ما قام به الشيخ عز الدين والد الشيخ البهائي واستاذه عندما هاجروا إلى الباحرين بعد أداء الحج وقرروا الابتعاد عن مركز الحكومة. خلال هذه الفترة كانت أصفهان مليئة بالمدارس الممتازة والأساتذة الكبار وكذلك طلابها كانوا جديين ومجتهدين في نيل العلوم والمعارف. الميرداماد كان يُدرِس الحكمة في مدرسة (خوجة أصفهان). والشيخ البهائي أيضا كان يدرس التفسير، الحديث وعلم الرجال والميرفندرسكي المعاصر للميرداماد كان يدرس الملل والنحل خلال تلك الفترة<ref>ملا صدرا، ص 18، 57 و 42</ref>.
خلال فترة حكم الشاه عباس الصفوي في سنة 999 هـ.ق اتخذ من أصفهان عاصمة للدولة بدل قزوين وكان عباس الصفوي يحترم العلماء ويكرمهم ويقدم لهم الحوافز والبيئة الامنة مما أدى إلى ان تأخذ حوزة أصفهان تدريجيا بالاتساع واكتساب الأهمية من قبل العلماء.