لحية: الفرق بين النسختين

تعتبر اللحية من الأمور الهامة عند المسلمين، حيث تشير تعاليم الإسلام إلى أن إعفاء اللحية من سنن الفطرة التي فطر الله الخلق عليها. يقول الرسول محمدصلى الله عليه وسلممحمد: {{اقتباس مضمن|خالفوا المشركين وفروا اللحى وأحفوا الشوارب <ref>صحيح - غاية المرام/108</ref>}}. ويفسر جميع المذاهب الأربعة هذا الحديث بوجوب إعفاء اللحية لدى رجال المسلمين، فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلمالرسول محمد من حديث ابن عمر - في الصحيحين وغيرهما - أنه قال: {{مض|قصوا الشوارب وأعفوا اللحى}}، وفي لفظ: {{مض|قصوا الشوارب ووفروا اللحى خالفوا المشركين}}، وفي رواية مسلم عن أبي هريرة عن النبيصلى الله عليه وسلمالنبي أنه قال: {{مض|جزوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس}}، ففي هذه الأحاديث الصحيحة الأمر الصريح بإعفاء اللحى وتوفيرها وإرخائها وقص الشوارب؛ مخالفة للمشركين والمجوس، والأصل في الأمر الوجوب، فلا تجوز مخالفته إلا بدليل يدل على عدم الوجوب، وليس هناك دليل على جواز قصها وتشذيبها وعدم إطالتها.

أن اللحية ليست واجبة وإنما هي مستحبة فحسب، وهذا قول علماء الشافعية. وقد ردوا على القائلين بالوجوب استدلالاً بحديث "أعفوا اللحى" بأن هذا الحكم الوارد بالحديث حكم (معلل) أي وردت له علة وسبب وهي مخالفة المجوس والمشركين، ولما بحث العلماء عن حكم مخالفة المشركين وجدوا أنها ليست على الوجوب،<ref>إفادة ذوي الأفهام بأن حلق اللحية مكروه وليس بحرام ص 30 الشيخ عبد العزيز الغماري</ref> بدليل قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم {{مض|غيّروا الشيب ولا تتشبهوا باليهود}} ولم يقل أحد من العلماء أن صبغ الشعر واجب لأجل مخالفة اليهود. فكذلك يكون الأمر بالنسبة لإعفاء اللحية سواء بسواء، فلو كان الأمر للوجوب بإطلاق لكان تغيير الشيب واجباً أيضاً، وهذا غير حاصل، فينسحب عليه نفس حكم اعفاء اللحية.<ref>البيان لما يشغل الأذهان ص 330 د. علي جمعة مفتي الديار المصرية سابقاً</ref>