الدولة المرابطية: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
Jobas1 (نقاش | مساهمات)
استرجاع النسخة
Jobas1 (نقاش | مساهمات)
سطر 344:
[[ملف:Benjamin of Tudela.jpg|200px|تصغير|يسار|[[بنيامين التطيلي]]، رحالة يهودي أندلسي، تنقل بحرية في رحلة زار فيها قرابة 190 مدينة شرقية وأوروبية، وتحول ما دونه في الرحلة إلى مصدر مهم عن الديموغرافيا اليهودية.]]
لم يؤسس [[تاريخ اليهود في إسبانيا|يهود الأندلس]] مدارسهم المستقلة إلا بعد تعربهم وتشربهم الحضارة العربية الإسلامية،<ref>[http://www.alhoukoul.com/article/769 قراءة في الحل الأندلسي للمسألة اليهودية 1 ـ 3 ] {{وصلة مكسورة|date= يوليو 2017 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160312015110/http://alhoukoul.com/article/769 |date=12 مارس 2016}}</ref> الأمر الذي جعل حلقاتهم العلمية تنفتح بالكامل على هذه الحضارة، على عكس تاريخهم القديم الذي تميز بالسرية والانغلاق نظرا للقمع الذي تعرضوا له على مر الزمان،<ref>D.G.Maeso, Los Arabes, Maestros de los Judios en la espana medieval , p:166 . Alvarez,yBenito, y Plaza, Guia del toledo judio, Alvarez (Ana Maria lopez) Ricardo Izquierdo Benito, Santiago Palomero, Guia del Toledo Judio, Fotografias Antonio Parejay Carlos Villasante, 1990. p. 27</ref> وأمكنهم ذلك من الإبداع من داخلها، فأنتجوا أهم أدبياتهم الفكرية والأدبية التي تحتل مكان الصدارة حتى العصر الحديث،<ref>David Gonzalo Maeso,Los Arabes Maestros de los Judios en la espana medieval
(Ensayos sobre la filosofia en al-Andalus Una Aproximacion Ensayos Sobre la Filosofia en Al-Andalus, Autores Textos Y Temas Filosofia,Coleccion Dirigida Por Jaume Mascaro n° 29, Anthropos Editorial del Hombre , Printed in Spain 1990.)</ref> وتدهور وضعهم بتدهور العالم الإسلامي.<ref>عبد الوهاب محمد المسيري، موسوعة اليهود واليهودية (نموذج تفسيري جديد)، المجلد الرابع، بيروت،دار الشروق، 1999م.ص:247.</ref><ref>أوليفا ريمي كونستبل، التجارة والتجار في الأندلس، الرياض، مكتبة العبيكان، 2003م.ص:155.</ref> وعند دخول المرابطين الأندلس كان نفوذ اليهود كبيرًا، حيث كان عدد كبير منهم يفضلون الاستيطان في مدن أندلسية أو مغربية،<ref>Sloush(N), Etude sur l’histoire des juifs du Maroc, Archives Marocaines, Vol. 4. 1905, p. 117.</ref> لدرجة أنهم كانوا يقولون عن [[غرناطة]] ''مدينة اليهود''،<ref>سلامة محمد سلمان الهرفي، دولة المرابطين في عهد علي بن يوسف بن تاشفين، (دراسة سياسية وحضارية) بيروت دار الندوة الجديدة، 1405هـ/1985م.ص :82</ref><ref>رينهارت دوزي، ملوك الطوائف ونظرات في تاريخ الإسلام، ترجمة كامل كيلاني، القاهرة، 1933م. ص :41</ref><ref>أحمد شحلان، تأثير الآداب العربية في الآداب العبرية، (دراسات مغربية مهداة إلى المفكر المغربي محمد عزيز الحبَّابي)، ص:224.</ref> أو [[لوسينا، قرطبة|أليسانة]] التي كان كل سكانها من اليهود فقط. وبعد حدوث مجزرة غرناطة بحق اليهود في غرناطة الزيرية في [[9 صفر]] [[459هـ]]/[[30 ديسمبر]] [[1066]]م، والتي وقعت بسبب استحواذ واستبداد كبير وزراء [[طائفة غرناطة]] اليهودي [[ابن نغريلة]] الذي خدم عند [[حبوس بن ماكسن]] و[[باديس بن حبوس]]، وابنه يوسف الذي أصبح كاتبا عند [[بلقين بن باديس]]، نتج عنه استئثار اليهود بالمناصب الكبرى، فثارت العامة على كل يهود غرناطة،<ref>ريموند شايندلين، اليهود في إسبانيا المسلمة، ترجمة مريم عبد الباقي، (الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس) الجزء الأول،تحرير سلمى الخضراء الجيوشي، بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية،1999م. ط.2. ص :305.</ref> بعد قصيدة سياسية تحريضية من [[أبي إسحاق الألبيري]]،<ref>عبد الله الزيري، مذكرات الأمير عبد الله، المسماة بالتبيان،تحقيق ونشر أ.ليفي بروفنسال، دار المعارف بمصر، القاهرة،1955م.ص:54.</ref><ref>عز الدين عمر موسى، النشاط الاقتصادي في المغرب الإسلامي خلال القرن السادس الهجري، بيروت،القاهرة، دار الشروق، 1983م.ص:112.</ref> وتقول الدراسات اليهودية، أنه بعد سقوط ملوك الطوائف في يد يوسف بن تاشفين، عوض اليهود ما فقدوه في تلك الثورة، حيث تم نهب أموالهم من طرف عامة المدينة، رغم أنها أقل بكثير مما انتهبه من مستضعفي غرناط أحد أبناء [[إسماعيل بن النغريلة]].<ref>ابن الخطيب، كتاب تاريخ أسبانيا الإسلامية أو كتاب إعمال الأعلام في من بويع قبل الإحتلام من ملوك الإسلام، تحقيق وتعليق ليفي بروفنصال، بيروت،دار المكشوف، 1956م.ط.2.ص :231-233.</ref> وتعتبر تلك المذبحة الوحيدة التي سجلها تاريخ الإسلام بالأندلس والمشرق.<ref>ريموند شايندلين، اليهود في إسبانيا المسلمة، ترجمة مريم عبد الباقي، (الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس) الجزء الأول،تحرير سلمى الخضراء الجيوشي، بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية،1999م. ط.2. ص :306</ref><ref>إميليو غرسية غومث، مع شعراء الأندلس والمتنبي، ص:125-127</ref><ref>David J. Wasserstein, "Samuel ibn Naghrila ha-Nagid and Islamic historiography in Al-Andalus", dans Al-Qantara, XIV-1, (1993), p.109-125.</ref> وبفضل [[فقه النوازل]]، الذي تميز بالاجتهاد والاستنباط، صبغت روح العدالة العلاقات الاجتماعية بين سكان الأندلس.<ref>[http://articles.islamweb.net/media/index.php?page=article&lang=A&id=2512 فقه النوازل في الغرب الإسلامي ] حوار إدريس بن محمد العلمي مع محمد التمسماني وتوفيق الغلبزوري. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160304224121/http://articles.islamweb.net/media/index.php?page=article&lang=A&id=2512 |date=04 مارس 2016}}</ref><ref>ابن سهل، ديوان الأحكام الكبرى، الجزء الثاني، ص :887 وما يليها. ص :948 وما بعدها.</ref> واضطر العديد من العلماء اليهود إلى الهجرة من شبه الجزيرة الأيبيرية، عقب معاناتهم من حكم المرابطين الذين أجبروهم على اعتناق الإسلام أو الموت، ونزح الكثير من اليهود إلى مناطق إسلامية أكثر تسامحاً أو هربوا إلى الممالك المسيحية، من أمثال [[ابن ميمون]] الذي ولد في [[قرطبة]] واستقر به الأمر في مصر.<ref name="مولد تلقائيا3">{{مرجع ويب|المسار=https://www.jewishvirtuallibrary.org/jsource/Judaism/Sephardim.html|العنوان=Sephardim|الموقع=www.jewishvirtuallibrary.org}}</ref>
 
برز العديد من الحاخامات والشعراء والعلماء العبرانيين ك[[صمويل الفاسي]] حبر مراكش، الذي اعتنق المسيحية أيام المرابطين، وتسمى بإسم صامويل ماروشيتانيوس ([[باللاتينية]]: Samuel Marochitanus) والذي شغل مناصب مرابطية كبيرة، كالمشاركة في بيعة سجلماسة.<ref>[[عبد العزيز بنعبد الله]]، الموسوعة المغربية للأعلام البشرية والحضارية "معلمة الصحراء" الرباط، 1976م. ص:121</ref><ref>الحبيب الجنحاني، الحياة الاقتصادية والاجتماعية في سجلماسة عاصمة بني مدرار،ص:159</ref> و[[ابن عزرا]] الذي برع في الفلسفة وعلم الفلك والرياضيات والشعر واللغة وشرح القوانين التلموذية في 24 مجلد. و[[إسحاق الفاسي]] أحد ألمع الأسماء اليهودية، استقر بفاس وأدار بها مركزا يهوديا ضخما،<ref>يوسف أشباخ، تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين الجزء الثاني، ترجمة محمد عبد الله عنان، مصر، مؤسسة الخانجي، 1958م.ط.2.ص :256</ref><ref>عطا علي محمد شحاته ريَّه، اليهود في بلاد المغرب الأقصى، في عهد المرينيين والوطاسيين، دمشق، دار الكلمة، دار الشفيق، للطباعة والنشر والتوزيع، 1999م .ص:194</ref><ref>Graetz, op. cit., p.184. Zafarani, op. cit.,p. 24</ref> وانتقل بعدها إلى [[لوسينا، قرطبة|لوسينا]]، وتلميذه [[يهوذا اللاوي]] الطبيب والفيلسوف والشاعر الأندلسي، واشتهر بين علماء اليهود بلا منازع، وإلا يومنا هذا، الفيلسوف والطبيب [[موسى بن ميمون]]، الذي تعلم ونشأ في عصر المرابطين، وألف الغالبية العظمى من مؤلفاته باللغة العربية، وتروي بعض المصادر التاريخية أن أسرته اضطرت إلى ترك البلاد بسبب ضغط المرابطين عليهم، وهذا خطأ تاريخي لأن أسرة ابن ميمون لم تغادر الغرب الإسلامي إلا في أوائل عهد الموحدين. وبرز أسماء أخرى كالنحوي والحاخام يوسف قمحي، المولود في جنوب الأندلس، والذي نقل أعمال بن ميمون من العربية إلى العبرية، وإبراهيم بارحيا البرشلوني الذي ساهم في نقل الفكر العربي اليهودي إلى سكان أوروبا النصرانية. وكان الكثير منهم يحتكرون تجارة العبيد والجواري البيض والحرير والتوابل، واختصوا في بعض المهن والحرف، كمهنة [[الترجمة]] التي كانت في ذلك العصر تجارة مربحة تدر على أصحابها أموال طائلة، أبرز ممتهنيها كبير النقلة [[جيراردو الكريموني]] الذي بدأ العمل أيام المرابطين في [[طليطلة]]، واشتهر بترجمة [[كتاب المختصر في حساب الجبر والمقابلة]] و[[المجسطي]]، كما برز يهوذا بن طيبون وهو من أسرة يهودية أندلسية اشتهرت بالترجمة، عُرف بلقب ''أبا النقلة اليهود''. وساهم اليهود في الإدارة والسلطة، وتلقب بعضهم بلقب الوزير في عصر المرابطين، كالشاعر أبو يعقوب سليمان بن المعلم الذي حمل صفة الأمير والوزير، وصاحب النفوذ الكبيرة أبو الحسن أبراهام بن مير بن كامنيال، الذي كان يتزعم اليهود ويحمي مصالحهم، وأبو إسحاق بن مهاجر، ومنهم الوزير سليمان بن فاروسال الذي اغتيل في 2 ماي 1108م، خلال مهمة دبلوماسية إلى الممالك الأسبانية بعد [[معركة أقليش]] التي انتصر فيها المرابطون ضد جيوش قشتالة. ومن السياسات المرابطية التي تعتبر ضد اليهود، ظهرت معظمها في أواخر سنوات الدولة المرابطية، بعض الإجراءات الاحتياطية في مراكش التي قام بها علي بن يوسف بمنع اليهود من المبيت في العاصمة ليلا، نظرًا للظرفية السياسية والصراعات الداخلية المتعددة في أكثر من جبهة في المغرب ضد ابن تومرت.<ref>[http://alhoukoul.com/article/861 قراءة في الحل الأندلسي للمسألة اليهودية 2 ـ3] {{وصلة مكسورة|date= يوليو 2017 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160313044440/http://alhoukoul.com/article/861 |date=13 مارس 2016}}</ref> وصدرت بعض الفتاوي تؤيد معاقبة اليهود والنصارى الذين يتشبهون بالمسلمين.<ref>يحيى بن عمر الأندلسي، كتاب أحكام السوق، تحقيق محمود علي مكي(صحيفة المعهد المصري للدراسات الإسلامية بمدريد) المجلد الرابع، العددان الأول والثاني، 1375هـ/1956م.ص:128.</ref> وأخرى تمنع أهل الذمة من الإشراف على المسلمين في منازلهم، أو بيع الخمر والخنزير في أسواق المسلمين. ونصح [[ابن عبدون]]، وهو إشبيلي عاصر المرابطين وألف كتاب في [[الحسبة]]، بعدم بيع الكتب العلمية لليهود، لأنهم، حسب قوله، ينتحلون كتب المسلمين في الطب وفي علوم شتى: {{اقتباس خاص|يجب ألا يباع من اليهود، ولا من النصارى، كتاب علم إلا ما كان من شريعتهم، فإنهم يترجمون كتب العلوم، وينسبونها إلى أهلهم وأساقفتهم، وهي من تواليف المسلمين.<ref>ابن عبدون الإشبيلي، رسالة في الحسبة، (ضمن ثلاث رسائل في آداب الحسبة والمحتسب تحقيق ونشر ليفي بروفنسال القاهرة، مطبوعات المعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقية، 1955م. ص: 57</ref><ref>محمود الحاج قاسم، انتقال الطب العربي إلى الغرب، دمشق،بيروت، دار النفائس،1419هـ/1999م. ص:140.</ref>}}