ابن حجر العسقلاني: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط بوت: إصلاح خطأ فحص ويكيبيديا 16
ط املاء
سطر 23:
'''شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن أحمد الكناني العسقلاني ثم المصري الشافعي''' ([[شعبان]] [[773 هـ]]/[[1371]]م - [[ذو الحجة]] [[852 هـ]]/[[1449]]م)،<ref name="ذيل">[[s:ذيل طبقات الحفاظ#الطبقة الخامسة والعشرون|ذيل طبقات الحفاظ للسيوطي، الطبقة الخامسة والعشرون]] على [[ويكي مصدر]]</ref> [[محدث|مُحدِّث]] وعالم مسلم، [[شافعية|شافعي المذهب]]، لُقب بعدة ألقاب منها [[شيخ الإسلام]] وأمير المؤمنين في الحديث،{{للهامش|1}} أصله من مدينة [[عسقلان]]، ولد الحافظ ابن حجر العسقلاني في شهر [[شعبان]] سنة [[773 هـ]] في [[الفسطاط]]،<ref>[http://www.al-eman.com/الكتب/الإصابة+في+تمييز+الصحابة+**/i216&p1 كتاب: الإصابة في تمييز الصحابة، نبذة عن المؤلف، موقع نداء الإيمان]</ref> توفي والده وهو صغير، فتربّى في حضانة أحد أوصياء أبيه، ودرس العلم، وتولّى التدريس.<ref>[https://ferkous.com/home/?q=aalam-23 ترجمة مختصرة لابن حجر العسقلاني، موقع الشيخ أبي عبد المعز محمد علي] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180905022902/https://ferkous.com/home/?q=aalam-23 |date=05 سبتمبر 2018}}</ref>
 
ولع بالأدب والشعر ثم أقبل على [[علم الحديث]]، ورحل داخل [[مصر]] وإلى [[اليمن]] و[[الحجاز]] و[[بلاد الشام|الشام]] وغيرهماوغيرها لسماع الشيوخ، وعمل بالحديث وشرح [[صحيح البخاري]] في كتابه [[فتح الباري]]، فاشتهر اسمه، قال [[السخاوي]]: {{اقتباس مضمن|انتشرت مصنفاته في حياته وتهادتها الملوك وكتبها الأكابر.}}، وله العديد من المصنفات الأخرى، عدَّها [[شمس الدين السخاوي|السخاوي]] 270 مصنفًا، وذكر [[السيوطي]] أنها 200 مصنف.<ref>{{مرجع كتاب|المسار=https://archive.org/details/Ibn_Hadjar_48|العنوان=ابن حجر العسقلاني مصنفاته ودراسة في منهجه وموارده في كتابه الإصابة|date=|website=موقع أرشيف|الناشر=مؤسسة الرسالة، بيروت|place=جـ1 / ص 168|تاريخ الوصول=|الأخير=محمود|الأول=شاكر|via=}}</ref> وقد تنوعت مصنفاته، فصنف في علوم القرآن، وعلوم الحديث، و[[فقه إسلامي|الفقه]]، والتاريخ، وغير ذلك من أشهرها: [[تقريب التهذيب]]، و[[لسان الميزان]]، و[[الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة (كتاب)|الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة]]، وألقاب الرواة، وغيرها.<ref name="الفيصل">[https://books.google.com.eg/books?id=hThWDwAAQBAJ&pg=PT137&lpg=PT137&dq=انتشرت+مصنفاته+في+حياته+وتهادتها+الملوك+وكتبها+الأكابر&source=bl&ots=uj5kOEx8Ze&sig=6esHoAMZ1tVBNU0GlBWbHr5Nnko&hl=ar&sa=X&ved=2ahUKEwjhxtSeiKLdAhUj-YUKHRJPDCUQ6AEwAHoECAEQAQ#v=onepage&q=انتشرت%20مصنفاته%20في%20حياته%20وتهادتها%20الملوك%20وكتبها%20الأكابر&f=false مجلة الفيصل: العدد 47، السنة الرابعة، أبريل 1981، صـ 142]</ref> تولى ابن حجر الإفتاء واشتغل في دار العدل وكان قاضي قضاة [[الشافعية]]. وعني ابن حجر عناية فائقة بالتدريس، واشتغل به ولم يكن يصرفه عنه شيء حتى أيام توليه القضاء والإفتاء، وقد درّس في أشهر المدارس في العالم الإسلامي في عهده من مثل: المدرسة الشيخونية والمحمودية والحسنية والبيبرسية والفخرية والصلاحية والمؤيدية ومدرسة جمال الدين الاستادار في [[القاهرة]]. توفي في [[852 هـ]] بالقاهرة.
 
== اسمه ونسبه ==
سطر 262:
}}</ref>
 
وقد نشأ ابن حجر يتيمًا أباً وأمًا، فقد توفي والده في [[رجب]] سنة [[777هـ]]، وماتت أمُّه قبل ذلك بمدة، وكان أبوه قبل وفاته قد أوصيأوصى به إلى رجلين ممن كان بينه وبينهم مودة هما: زكي الدين الخرُّوبي رئيس التجار بالديار المصرية، وشمس الدين بن القطان من فقهاء الشافعية.<ref name=":6">{{مرجع كتاب|المسار=https://books.google.com.eg/books?id=QrlHCwAAQBAJ&pg=PT56&lpg=PT56&dq=%D9%83%D8%A7%D9%86+%D8%A3%D8%A8%D9%88%D9%87+%D9%82%D8%A8%D9%84+%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%AA%D9%87+%D9%82%D8%AF+%D8%A3%D9%88%D8%B5%D9%8A+%D8%A8%D9%87+%D8%A5%D9%84%D9%8A+%D8%B1%D8%AC%D9%84%D9%8A%D9%86+%D9%85%D9%85%D9%86+%D9%83%D8%A7%D9%86+%D8%A8%D9%8A%D9%86%D9%87+%D9%88%D8%A8%D9%8A%D9%86%D9%87%D9%85+%D9%85%D9%88%D8%AF%D8%A9+%D9%87%D9%85%D8%A7&source=bl&ots=9tDcvpDIR4&sig=ZEvCO0TcZhaL_b_fbpppoM31h8Q&hl=ar&sa=X&ved=2ahUKEwi8odil6ZzdAhVRbFAKHaJyAAoQ6AEwAHoECAAQAQ#v=onepage&q=%D9%83%D8%A7%D9%86%20%D8%A3%D8%A8%D9%88%D9%87%20%D9%82%D8%A8%D9%84%20%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%AA%D9%87%20%D9%82%D8%AF%20%D8%A3%D9%88%D8%B5%D9%8A%20%D8%A8%D9%87%20%D8%A5%D9%84%D9%8A%20%D8%B1%D8%AC%D9%84%D9%8A%D9%86%20%D9%85%D9%85%D9%86%20%D9%83%D8%A7%D9%86%20%D8%A8%D9%8A%D9%86%D9%87%20%D9%88%D8%A8%D9%8A%D9%86%D9%87%D9%85%20%D9%85%D9%88%D8%AF%D8%A9%20%D9%87%D9%85%D8%A7&f=false|العنوان=منهج ابن حجر العسقلاني في العقيدة من خلال كتاب فتح الباري|الناشر=IslamKotob|اللغة=ar|الأخير=IslamKotob}}</ref> فنشأ الحافظ في غاية العفّة والصيانة في كنف الوصي الأول الخرُّوبي. ولم يألُ الخروبي جهدًا في رعايته والعناية بتعليمه، فأدخله الكتاب بعد إكمال خمس سنين، وكان لدى ابن حجر ذكاء وسرعة حافظة بحيث إنه حفظ [[سورة مريم]] في يوم واحد.<ref name=":1" /><ref>{{مرجع ويب
| المسار = http://shamela.ws/browse.php/book-17372#page-115
| العنوان = الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر
سطر 286:
| تاريخ الوصول = 2018-09-02
}}</ref>
 
 
 
وبعد وفاة زكي الدين الخروبي سنة [[787هـ]]،<ref>{{مرجع ويب
السطر 293 ⟵ 295:
| اللغة = ar
| تاريخ الوصول = 2018-09-02
}}</ref> انتقل الحافظ إلى وصاية شمس الدين بن القطان، وكان الحافظ حينها قد راهق حيث بلغ أربع عشرة سنة.<ref name=":6" /> وكان ابن القطان فقيهفقيها وعالموعالما بالقراءات، فدرس ابن حجر عليه [[الفقه]] والعربية والحساب وقرأ عليه شيئاً من«الحاوي الصغير»، فأجاز له ثم درس ما جرت العادة على دراسته من أصل وفرع ولغة ونحوها وطاف على شيوخ الدراية.<ref>{{مرجع ويب
| المسار = http://shamela.ws/browse.php/book-17372/page-115#page-116
| العنوان = الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
السطر 306 ⟵ 308:
| تاريخ الوصول = 2018-09-02
}}</ref> ثم حبب إِليه فن الحديث فَأقبل عليه سماعاً وكتابَة وتخريجاً وتعليقاً وتصنيفاً، وبدأ الطلب بنفسه في سنة [[793 هـ|793هـ]]، غير أنه لم يكثر من الطلب إلا في سنة [[796 هـ|796هـ]]، وكتب بخطه عن ذلك قائلًا: {{اقتباس مضمن|رفع الحجاب، وفتح الباب، وأقبل العزم المصمم على التحصيل، ووفق للهداية إلى سواء السبيل}}. فأخذ عن مشايخ ذلك العصر، واجتمع [[الحافظ العراقي|بالحافظ العراقي]]، فلازمه عشرة أعوام. وتخرَّج به، وانتفع بملازمته. وقرأ عليه «الألفية»، و«شرحها»، وانتهى منهما في [[رمضان]] سنة [[798 هـ|798هـ]] بمنزل شيخه [[الحافظ العراقي|العراقي]] بجزيرة الفيل على شاطئ النيل، كما قرأ عليه «النكت على ابن الصلاح» في مجالس آخرها سنة [[799 هـ|799هـ]]، وبعض الكُتب الكبار والأجزاء القصار، وقرأ وسمع على مُسْنِدي القاهرة ومصر الكثير في مدة قصيرة، فوقع له سماع متصل عالٍ لبعض الأحاديث.<ref>{{مرجع كتاب|المسار=https://ia600701.us.archive.org/3/items/Ibn_Hadjar_48/iha01.pdf|العنوان=ابن حجر العسقلاني مصنفاته ودراسة في منهجه وموارده في كتابه الإصابة|date=|website=|الناشر=مؤسسة الرسالة - بيروت.|place=صفحة 61 : 62|تاريخ الوصول=|الأخير=محمود عبد المنعم|الأول=شاكر|via=}}</ref>
 
 
== رحلاته العلمية ==
السطر 360 ⟵ 363:
}}</ref>
 
وقد طاف ابن حجر معظم [[اليمن|بلاد اليمن]] ولقي بها عددعددا كبيركبيرا من العلماء جالسهم وناقشهم وسمع منهم وسمعوا منه، فلقي [[تعز|بتعز]]: أبوأبا بكر بن محمد بن صالح بن الخياط، والتقى في [[زبيد (مدينة)|زبيد]] بجماعة منهم: شهاب الدين الناشري، و<nowiki/>[[ابن المقري|شرف الدين ابن المقري]]، والوجيه عبد الرحمن بن محمد العلوي، وعبد اللطيف بن أبي بكر الشَّرْجي، و<nowiki/>[[علي بن الحسن الخزرجي]]، والموفق علي بن محمد بن إسماعيل النَّاشري. وفي [[عدن]] التقى: الرضي بن المستأذن، وأبا المعالي عبد الرحمن بن حيدر بن علي الشِّيرازي. كما التقى بالمُهجم: أحمد بن إبراهيم بن أحمد القُوصي، وعلي بن أحمد الصَّنعاني، والقاضي عفيف الدين عبد اللَّه بن محمد النَّاشري. وبوادي الحُصَيب: الجمال محمد بن أبي بكر بن علي المصري. واجتمع في [[زبيد (مدينة)|زبيد]] و<nowiki/>[[تعز]] بالنفيس العلوي محدث اليمن.<ref>{{مرجع كتاب|المسار=http://k-tb.com/book/history05390-%D8%A7%D8%A8%D9%86-%D8%AD%D8%AC%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B3%D9%82%D9%84%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%85%D8%A4%D8%B1%D8%AE%D8%A7|العنوان=ابن حجر العسقلاني مؤرخا|date=|website=|الناشر=عالم الكتب|place=صـ 35 : 39|تاريخ الوصول=|الأخير=عز الدين|الأول=محمد كمال الدين|via=}}</ref> واجتمع في [[زبيد (مدينة)|زبيد]] ووادي الحُصيب بشيخ اللغويين [[الفيروزآبادي]]، فقرأ عليه أشياء، من جملتها جزءًاجزء التقطه ابن حجر من «المشيخة الفخرية»، فيه أزيد من ثمانين حديثًا من العوالي، وسمع منه المسلسل بالأولية بسماعه من السبكي، وكتب له تقريظاً عليعلى تغليقتعليق التعليق وأعطاه النصف الثاني من تصنيفه «<nowiki/>[[القاموس المحيط]]» لتعذر وجود باقيه حينئذٍ، وأذن له مع المناولة في روايته عنه.<ref>{{مرجع ويب
| المسار = http://shamela.ws/browse.php/book-26317#page-1115
| العنوان = إنباء الغمر بأبناء العمر
السطر 373 ⟵ 376:
}}</ref>
 
وأثار وجود ابن حجر في [[اليمن]] أهتمام العلماء فأقبلوا علي السماع منه والأستمداد من فوائده، حتي طلب منه ابن النفيس العلوي أن يخرَّج لهم من مرويات نفسه، فخرَّج «الأربعين المهذبة بالأحاديث الملقبة» في يوم واحد، وكتب وهو هناك بخطه «التقييد لابن نقطة» في خمسة أيام، و«فصل الربيع في فضل البديع» في يومين، وأخذوا عنه «مشيخة الفخر ابن البخاري»، و«المائة العشاريات» لشيخه التنوخي، وحدث بكتاب [[ابن الجزري]] في الأدعية المسمى «بالحصن الحصين» فتنافسوا في تحصيله وروايته.<ref>{{مرجع كتاب|المسار=https://archive.org/details/Ibn_Hadjar_48|العنوان=ابن حجر العسقلاني مصنفاته ودراسة في منهجه وموارده في كتابه الإصابة|date=|website=موقع أرشيف|الناشر=: مؤسسة الرسالة - بيروت|place=صفحة 80|تاريخ الوصول=|الأخير=محمود عبد المنعم|الأول=شاكر|via=}}</ref> ولما سمع صاحب [[اليمن]] الملك [[إسماعيل بن عباس بن علي|الأشرف إسماعيل بن عباس]] بقدوم ابن جر إلى البلاد اليمنية طلب الاجتماع به والسماع منه، فالتقى به ابن حجر وامتدحه في أكثر من ثلاث قصائد، وأهداه تذكرته الأدبية بخطه في أربعين مجلد لطافاً بالإضافة إلى كتب أخرى، فأثابه الملك لاأشرف أحسن إثابة وعامله معاملة كريمة.<ref>{{مرجع كتاب|المسار=http://k-tb.com/book/history05390-%D8%A7%D8%A8%D9%86-%D8%AD%D8%AC%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B3%D9%82%D9%84%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%85%D8%A4%D8%B1%D8%AE%D8%A7|العنوان=ابن حجر العسقلاني مؤرخا|date=|website=|الناشر=عالم الكتب|place=صفحة 40|تاريخ الوصول=|الأخير=عز الدين|الأول=محمد كمال الدين|via=}}</ref>
 
 
وفي عام [[800 هـ]] رحل ابن حجر من [[اليمن]] -صحبة الموكب الذي جهزه صاحبها الملك [[إسماعيل بن عباس بن علي|الأشرف]] للحجاج- إلى [[مكة]] ليحج حجة الإسلام، وهي الثالثة، بالنظر لمجاورته مع وصيه وأبيه، فإنه -كما تقدم- كان وهو مراهق مجاوراً في سنة [[786 هـ]] مع وصيه الخرُّوبي، وقبلها وهو طفل مع والده، ثم حج أيضاً في سنة [[805 هـ]]، وجاور [[مكة|بمكة]] بعض سنة [[806 هـ]]، ثم سافر إلى [[اليمن]] للمرة الثانية (سنة [[806 هـ]]) فلقي هناك من التقي بهم في المرة الاولى وغيرهم، فأخذ عنهم وأخذوا عنه.<ref>{{مرجع ويب
وأثار وجود ابن حجر في [[اليمن]] أهتمام العلماء فأقبلوا عليعلى السماع منه والأستمداد من فوائده، حتيحتى طلب منه ابن النفيس العلوي أن يخرَّج لهم من مرويات نفسه، فخرَّج «الأربعين المهذبة بالأحاديث الملقبة» في يوم واحد، وكتب وهو هناك بخطه «التقييد لابن نقطة» في خمسة أيام، و«فصل الربيع في فضل البديع» في يومين، وأخذوا عنه «مشيخة الفخر ابن البخاري»، و«المائة العشاريات» لشيخه التنوخي، وحدث بكتاب [[ابن الجزري]] في الأدعية المسمى «بالحصن الحصين» فتنافسوا في تحصيله وروايته.<ref>{{مرجع كتاب|المسار=https://archive.org/details/Ibn_Hadjar_48|العنوان=ابن حجر العسقلاني مصنفاته ودراسة في منهجه وموارده في كتابه الإصابة|date=|website=موقع أرشيف|الناشر=: مؤسسة الرسالة - بيروت|place=صفحة 80|تاريخ الوصول=|الأخير=محمود عبد المنعم|الأول=شاكر|via=}}</ref> ولما سمع صاحب [[اليمن]] الملك [[إسماعيل بن عباس بن علي|الأشرف إسماعيل بن عباس]] بقدوم ابن جر إلى البلاد اليمنية طلب الاجتماع به والسماع منه، فالتقى به ابن حجر وامتدحه في أكثر من ثلاث قصائد، وأهداه تذكرته الأدبية بخطه في أربعين مجلدمجلدا لطافاً بالإضافة إلى كتب أخرى، فأثابه الملك لاأشرف أحسن إثابة وعامله معاملة كريمة.<ref>{{مرجع كتاب|المسار=http://k-tb.com/book/history05390-%D8%A7%D8%A8%D9%86-%D8%AD%D8%AC%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B3%D9%82%D9%84%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%85%D8%A4%D8%B1%D8%AE%D8%A7|العنوان=ابن حجر العسقلاني مؤرخا|date=|website=|الناشر=عالم الكتب|place=صفحة 40|تاريخ الوصول=|الأخير=عز الدين|الأول=محمد كمال الدين|via=}}</ref>
 
وفي عام [[800 هـ]] رحل ابن حجر من [[اليمن]] -صحبة الموكب الذي جهزه صاحبها الملك [[إسماعيل بن عباس بن علي|الأشرف]] للحجاج- إلى [[مكة]] ليحج حجة الإسلام، وهي الثالثة، بالنظر لمجاورته مع وصيه وأبيه، فإنه -كما تقدم- كان وهو مراهق مجاوراً في سنة [[786 هـ]] مع وصيه الخرُّوبي، وقبلها وهو طفل مع والده، ثم حج أيضاً في سنة [[805 هـ]]، وجاور [[مكة|بمكة]] بعض سنة [[806 هـ]]، ثم سافر إلى [[اليمن]] للمرة الثانية (سنة [[806 هـ]]) فلقي هناك من التقيالتقى بهم في المرة الاولى وغيرهم، فأخذ عنهم وأخذوا عنه.<ref>{{مرجع ويب
| المسار = http://shamela.ws/browse.php/book-17372#page-142
| العنوان = الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
السطر 427 ⟵ 432:
| الأخير = السخاوي
| الأول = شمس الدين
}}</ref> وكان ابتداءًابتداء السفر من الريدانية بعد صلاة الجمعة [[19 رجب]] من السة المذكورة،<ref>إنباء الغمر بأبناء العمر (3/ 492)</ref> وفي أثناء سفره لم يخل وقته من فائدة على جاري عادته، فسمع وكتب بالبلاد التي مر بها وهو في الطريق إلى الشام الكثير عن رفقته من القضاة والشيوخ المرافقين للعسكر المصري، ووصل الركب إلى [[دمشق]] في النصف من شعبان فنزل بنابن حجر بالمدرسة العادلية الصغرى، وعقد مجلس الإملاء [[الجامع الأموي (دمشق)|بجامع بني أمية]] فحضره جمع وافر من الأعيان والفضلاء والطلبة، وسمع في مدة إقامته في [[دمشق]] إلى العشرين من شعبان على من تهيأ له السماع منهم، وعلق بخطه أشياء كثيرة تزيد عليعلى مجلدين.<ref>{{مرجع كتاب|المسار=https://archive.org/details/Ibn_Hadjar_48|العنوان=ابن حجر العسقلاني مصنفاته ودراسة في منهجه وموارده في كتابه الإصابة|date=|website=[[أرشيف الإنترنت|موقع أرشيف]]|الناشر=[[مؤسسة الرسالة]] - [[بيروت]]|place=جـ1، صـ89، 90|تاريخ الوصول=|الأخير=عبد المنعم|الأول=شاكر محمود|via=}}</ref>
 
وفي أثناء توجهه إلى [[حلب]]، كتب [[حمص|بحمص]] عن محمد بن محمد بن القواس المخزومي، كما كتب [[حماة|بحماة]] عن شاعرها التقي بن حجة الحنفي أشياء من نظمه، وعن الشيخ نور الدين علي بن يوسف بن مكتوم الشيباني جزءا فيه عشرة أحاديث من «عشرة الحداد» وغيرها، وكذا عن الشمس محمد بن أحمد بن أبي بكر الحموي ابنبن الأشقر حديثاً من البخاري. وكان دخولهم إلى [[حلب]] في [[5 رمضان|الخامس من رمضان]] سنة [[836 هـ]]، وأقاموا بها خمسة عشر يوماً، حل فيها ابن حجر ضيفاً على العلاء بن خطيب الناصرية قاضي الشافعية بحلب آنذاك، وأخذ عنه أشياء من نظمه، وسمع بها على [[برهان الدين الحلبي|برهان الدين سبط بن العجمي]] «الحديث المسلسل بالأولية»، و«مشيخة الفخر بن البخاري» تخريج ابن الظاهري وقد أحضرت له خصيصياً من [[دمشق]] لعدم توفرها بحلب يومئذِ، وسمع بعض «عشرة الحداد» على القاضي أبي جعفر بن الضياء والشهاب أحمد بن إبراهيم بن العديم.<ref>{{مرجع كتاب|المسار=https://ia800304.us.archive.org/7/items/WAQ57676/57676.pdf|العنوان=الحافظ ابن حجر العسقلاني أمير المؤمنين في الحديث|date=|website=[[أرشيف الإنترنت|موقع ارشيف]]|الناشر=دار القلم - [[دمشق]]|place=صفحة 104، 105|تاريخ الوصول=|الأخير=الشيخ|الأول=عبد الستار|via=}}</ref>
 
وفي أثناء إقامته [[حلب|بحلب]] كان يذهب إلى ما جاورها من القرى والبلدان للأخذ عمن بها من المحدثين والمسندين والأدباء فسمع بظاهر [[البيرة (منبج)|البيرة]] من كمال الدين محمد بن البارزي، ورجع مع [[بدر الدين العيني|البدر العيني]] إلى بلده [[عينتاب]] وصليا [[عيد الفطر]] بها، وسمع عليه بظاهرها ثلاثة أحاديث، وسمع بمدينتي [[الباب (حلب)|الباب]] و<nowiki/>[[بزاعة]] من الشهاب أحمد بن أبي بكر بن الرسام الحموي شيئاً من أربعين القاضي المرداوي، وسمع على آخرين في بلدان أخرى.<ref>{{مرجع كتاب|المسار=https://ia800304.us.archive.org/7/items/WAQ57676/57676.pdf|العنوان=الحافظ ابن حجر العسقلاني أمير المؤمنين في الحديث|date=|website=[[أرشيف الإنترنت|موقع ارشيف]]|الناشر=دار القلم - [[دمشق]]|place=صفحة 106|تاريخ الوصول=|الأخير=الشيخ|الأول=عبد الستار|via=}}</ref> ثم عاد إلى [[حلب]]، فأقام بها حتى رجعت العسكر المصري في [[يوم السبت]] [[7 ذو الحجة|سابع ذي الحجة]] فرجع معهم ووصلوا [[القاهرة]] في [[الأحد (يوم)|يوم الأحد]] [[20 محرم|العشرين من المحرم]] سنة [[837 هـ]].<ref name=":26">{{مرجع كتاب|المسار=https://archive.org/download/adel-00014/History05390.pdf|العنوان=ابن حجر العسقلاني مؤرخا|date=|website=|الناشر=عالم الكتب|place=صفحة 54، 55|تاريخ الوصول=|الأخير=عز الدين|الأول=محمد كمال الدين|via=}}</ref>
 
وقد حصل في رحلته هذه فوائد ونوادر علقها في تذكرته االمسماة «جلب حلب» المحتوية على أبعة أجزاء حديثية، بالإضافة إلى مايزيد على المجلدين مما أنتقاه أو لخصه هناك. كما حدث هناك وعقد مجالس الإملاء بدمشق وحلب،وخطب بالسلطان في وداع السنة [[الجامع الأموي (دمشق)|بجامع ىبنيبني أمية]]، وصلى بالناس [[صلاة الكسوف]] [[جامع حلب الكبير|بالجامع الكبير]] بحلب فما سلم إلا وقد انجلت الشمس وغربت. كما نبه أثناء مقامه هناك على فساد مابثه الشمس الفرياني من الأسانيد المختلفة المركبة، فرجع الكثيرون عن الرواية عنه.<ref name=":26" />
 
== شيوخه وتلاميذه ==