محمد بن جرير الطبري: الفرق بين النسختين

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 18:
== سيرته ==
=== نسبه ومولده ونشأته ===
أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الطبري ، وُلِد في [[طبرستان|طبَرِستان]] في مدينة [[آمل]] ، وهناك مدينتين تحمل أسم '''آمل''' وهناك خلاف حول أي المدينتين التي ينتمي لها الطبري ويرجح أحدبعض الباحثين ان المقصودة التي في [[تركمانستان]]<ref>طبقات رواة الحديث بخراسان في القرن الخامس الهجري وعددهم(555)راويا - اطروحة دكتوراه : منصور غلام عبد الستار النهلوي،جامعة دمشق 2000 ص 32 </ref> <ref> كتاب الطبري :السيرة والتاريخ، الدكتور عبد الرحمن العزاوي ، دار الشؤون الثقافية ، بغداد 1955 ص 174</ref>،<ref>ياقوت الحموي: معجم الأدباء 18/ 48.</ref> عام [[224 هـ]]، ونسبه بعض العلماء الى قبيلة [[الأزد]] اليمنية والتي أستوطن قسم منها في المشرق الأسلامي وهو الأرجح ، وكان ينأى بنفسه عن الخوض في الأنساب<ref> حوار مع العلامة المؤرخ [[جواد علي]] ، مجلة بين النهرين، العددان 59 – 60، 1985، ص93.</ref><ref>ماساهم به المؤرخون العرب في تاريخ الدولة العباسية ، د. '''[[عبد العزيز الدوري]]''' ، الجامعة الامريكية في بيروت ،1960 ص 34</ref><ref>الوراقة والوراقين في التاريخ الاسلامي ، د.[[فاروق عمر فوزي]] ، مجلة التاريخ والاثار العراقية العدد 7 ص 187</ref><ref>مخطوطة كتاب مطالع الأنوار لأبي بكر المالقي ، مخطوطة فريدة بخط المؤلف ، د.[[قاسم السامرائي]] ، مجلة عالم المخطوطات والنوادر ،الرياض، المجلد الرابع ، 1999، ص 104</ref><ref>عروبة العلماء المنسوبين للبلدان الاجنبية -الطبري ، د.[[ناجي معروف]] ، مجلة الاقلام ، 1966 ص 43</ref> <ref>أصول التاريخ والأدب ، د.[[مصطفى جواد]] ، مخطوط المجمع العلمي العراقي ، مج 33 ص 21 </ref><ref>محمد بن جرير الطبري (224- 311هـ) أ.د. '''إبراهيم السلقيني''' عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي ،مقال في مجلة كلية الدراسات الإسلامية والعربية العدد الأول 2002</ref>،وزعم المستشرق [[بروكلمان]] أنه من عنصر أعجمي <ref>تاريخ اداب اللغة العربية ج3 ص 432</ref>، نشأ الطبري بآمل، وتربى في أحضان والده وغمره برعايته، وتفرس فيه النباهة والذكاء والرغبة في العلم فتولى العناية به ووجَّهه منذ الطفولة إلى حفظ [[القرآن الكريم]]، كما هي عادة [[المسلمين]] في مناهج التربية الإسلامية، وخاصةً أن والده رأى [[رؤيا]] تفاءل بها خيرًا عند تأويلها.
فقد رأى أبوه [[رؤيا]] في منامه أن ابنه واقف بين يدي الرسول ومعه مخلاة مملوءة بالأحجار، وهو يرمي بين يدي رسول الله، وقصَّ الأب على مُعَبِّرٍ رؤياه فقال له: "إن ابنك إن كبر نصح في دينه، وذبَّ عن شريعة ربه". ويظهر أن الوالد أخبر ولده بهذه الرؤيا وقصها عليه عدة مرات؛ فكانت حافزًا له على طلب العلم والجد والاجتهاد فيه والاستزادة من معينه، والانكباب على تحصيله ثم العمل به، والتأليف فيه؛ ليدافع عن الحق والدين.<ref>ياقوت الحموي: معجم الأدباء 18/ 49. د/ محمد الزحيلي: الإمام الطبري ص31.</ref> وظهرت على الطبري في طفولته سمات النبوغ الفكري، وبدت عليه مخايل التفتح الحاد والذكاء الخارق والعقل المتقد، والملكات الممتازة، وأدرك والده ذلك فعمل على تنميتها وحرص على الإفادة والاستفادة منها؛ فوجَّهه إلى [[عالم (مهنة)|العلماء]] ومعاهد الدراسة، وساعده على استغلال كل هذه الطاقات دون أن يشغله بشيء من شؤون الحياة ومطالبها، وخصص له المال للإنفاق على العلم والتعلم، وسرعان ما حقق الطبري أحلام والده، وزاد له في آماله وطموحه. وقد حرص والده على إعانته على طلب العلم منذ صباه، ودفعه إلى تحصيله، فما كاد الصبي الصغير يبلغ السن التي تؤهله للتعليم، حتى قدمه والده إلى علماء آمل، وشاهدته دروب المدينة ذاهبًا آيبًا يتأبط دواته وقرطاسه. وسرعان ما تفتح عقله، وبدت عليه مخايل النبوغ والاجتهاد، حتى قال عن نفسه: "حفظت [[القرآن]] ولي سبع سنين، وصليت بالناس وأنا ابن ثماني سنين، وكتبت الحديث وأنا في التاسعة".<ref>ياقوت الحموي: معجم الأدباء 18/ 49.</ref>