صلاح الدين الأيوبي: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
وسوم: تعديلات المحتوى المختار تحرير من المحمول تعديل ويب محمول
Glory20 (نقاش | مساهمات)
الرجوع عن تعديل معلق واحد من 93.168.167.212 إلى نسخة 32949504 من JarBot.
سطر 43:
كانت [[خلافة عباسية|الدولة العباسية]] قد تجزأت إلى عدّة دويلات بحلول الوقت الذي ظهر فيه صلاح الدين، في أواسط [[القرن الثاني عشر]]، فكان [[خلافة فاطمية|الفاطميون]] يحكمون [[مصر]] ويدعون لخلفائهم على منابر [[مسجد|المساجد]] ولا يعترفون بخلافة [[بغداد]]، وكان [[صليبيون|الصليبيون]] يحتلون الشاطئ الشرقي [[البحر المتوسط|للبحر المتوسط]] من [[اسيا الصغرى|آسيا الصغرى]] إلى [[شبه جزيرة سيناء]]، و[[أتابك|الأتابكة]] يسيطرون على شمال [[العراق]] و[[سوريا|سوريا الداخلية]].<ref>المصور في التاريخ، الجزء السادس. تأليف: شفيق جحا، [[منير البعلبكي]]، [[بهيج عثمان]]، [[دار العلم للملايين]]، [[بيروت]]. [[أيوبيون|الأيوبيون]]، صفحة: 91</ref>
[[ملف:Egypt 3rd invasion ar.PNG|تصغير|250بك|خط سير جيش الشام من [[دمشق]] إلى [[مصر]] ومعاركه مع الفاطميين والصليبيين.]]
لمع نجم صلاح الدين في سماء المعارك والقيادة العسكرية عندما أقبل الوزير الفاطمي [[شاور بن مجير السعدي]] إلى [[بلاد الشام|الشام]] فارًا من [[مصر]]، وهربًا من الوزير ضرغام بن عامر بن سوار المنذري اللخمي الملقب ''فارس المسلمين'' لما استولى على الدولة المصرية وقهره وأخذ مكانه في الوزارة وقتل ولده الأكبر طيء بن شاور، مستغيثًا بالملك [[نور الدين زنكي]] في [[دمشق]] وذلك في شهر [[رمضان]] سنة [588[558 هـ]] ودخل دمشق في [[23 ذو القعدة|23 من ذي القعدة]] من السنة نفسها، فوجه نور الدين معه [[أسد الدين شيركوه]] بن شاذي في جماعة من عسكره كان صلاح الدين، ابن الستة والعشرين ربيعًا،<ref>{{Harvard citation no brackets|Lyons|Jackson|1982|pp=6–7}}</ref> في جملتهم في خدمة عمه وخدمة جيش الشام وهو كاره للسفر معهم،<ref name="يا بيروت"/> وكان لنور الدين في إرسال هذا الجيش هدفان؛ قضاء حق شاور لكونه قصده، وأنه أراد استعلام أحوال مصر فإنه كان يبلغه أنها ضعيفة من جهة الجند وأحوالها في غاية الاختلال فقصد الكشف عن حقيقة ذلك.<ref name="يا بيروت"/> وكان نور الدين كثير الاعتماد على شيركوه لشجاعته ومعرفته وأمانته فانتدبه لذلك، وجعل أسد الدين شيركوه ابن أخيه صلاح الدين مقدم عسكره وشاور معهم فخرجوا من [[دمشق]] على رأس الجيش في [[جمادى الأولى]] سنة [[559 هـ]] ودخلوا [[مصر]] وسيطروا عليها واستولوا على الأمر في رجب من السنة نفسها،<ref name="يا بيروت"/><ref>{{مرجع كتاب|الأخير= ابن الأثير|الأول= |وصلة المؤلف= ابن الأثير|العنوان= [[الكامل في التاريخ]]، الجزء التاسع|السنة= 2008|الناشر= دار التوفيقية للطباعة|المكان= القاهرة|الصفحات= ص 468}}</ref> ومن المعروف أن صلاح الدين لم يلعب دورًا كبيرًا خلال هذه الحملة الأولى، بل اقتصر دوره على مهمات ثانوية.<ref>{{Harvard citation no brackets|Lyons|Jackson|1982|p=8}}</ref>
[[ملف:صلاح الدين في شبابه.jpg|تصغير|يمين|رسمٌ تخيُليّ لِصلاح الدين في شبابه.]]
ولمّا وصل أسد الدين وشاور إلى [[مصر|الديار المصرية]] واستولوا عليها وقتلوا الوزير ضرغام وحصل لشاور مقصوده وعاد إلى منصبه وتمهدت قواعده واستمرت أموره، غدر ب[[أسد الدين شيركوه]] واستنجد [[فرنجة|بالفرنجة]] عليه فحاصروه في [[بلبيس]] ثلاثة أشهر،<ref>{{مرجع كتاب|الأخير= ابن الأثير|الأول= |وصلة المؤلف= ابن الأثير|العنوان= [[الكامل في التاريخ]]، الجزء التاسع، أحداث 559 هـ|السنة= 2008|الناشر= دار التوفيقية للطباعة|المكان= القاهرة|الصفحات= ص 469}}</ref> وكان أسد الدين قد شاهد البلاد وعرف أحوالها، ولكن تحت ضغط من هجمات [[مملكة بيت المقدس|مملكة القدس الصليبية]] والحملات المتتالية على [[مصر]] بالإضافة إلى قلة عدد الجنود الشامية أجبر على الانسحاب من البلاد.<ref>{{مرجع كتاب |الأخير= ابن كثير|الأول= |وصلة المؤلف= ابن كثير|العنوان= [[البداية والنهاية]]، الجزء الثامن، أحداث 559 هـ|السنة= 2008|الناشر= دار التوفيقية للطباعة|المكان= القاهرة|الصفحات= ص 371}}</ref> وبلغ إلى علم نور الدين في [[دمشق]] وكذلك أسد الدين مكاتبة الوزير شاور للفرنجة وما تقرر بينهم فخافا على مصر أن يملكوها ويملكوا بطريقها جميع البلاد هناك فتجهز أسد الدين في قيادة الجيش وخرج من دمشق وأنفذ معه نور الدين العساكر وصلاح الدين في خدمة عمه أسد الدين، وكان وصول أسد الدين إلى البلاد مقارنًا لوصول الفرنجة إليها، فاتفقوا مع الفاطميين عليه، فاشتبكوا في أوّل معركة كبيرة في صحراء [[الجيزة]]، وفي تلك المعركة لعب صلاح الدين دورًا كبيرًا، حيث كان جيش المصريين والفرنجة يفوق جيش الشام عددًا، فرأى شيركوه أن يجعل صلاح الدين على القلب لاعتقاده بأن الفرنجة سيحملون على القلب ظنًا منهم أن شيركوه سيكون في القلب، وتولّى شيركوه قيادة الميمنة مع شجعان من جيشه، وسُلّمت قيادة الميسرة إلى جمع من القادة [[أكراد|الكرد]]. عند بداية المعركة، حمل [[صليبيون|الصليبيون]] على القلب، الذين تقهقروا بانتظام أمام هذا الهجوم، ليطوّقهم بعد ذلك شيركوه وجنوده في صورة من صور [[تكتيك الكماشة]].<ref name="الكامل 562">{{مرجع كتاب|الأخير= ابن الأثير|الأول= |وصلة المؤلف= ابن الأثير|العنوان= [[الكامل في التاريخ]]، الجزء العاشر، أحداث 562 هـ|السنة= 2008|الناشر= دار التوفيقية للطباعة|المكان= القاهرة|الصفحات= ص 4-5}}</ref> يرى بعض المؤرخين الغربيين أن وعورة الأرض وكثافة [[رمل|الرمال]] وثقل الجياد الأوروبية والجنود الفرنجة المدرعين، أسهمت في جعل الآية تنقلب عليهم، فهزمهم جيش الشام، واستطاع صلاح الدين أسر أحد قادة الجيش الصليبي عندما هاجم جناحه، وهو صاحب [[قيسارية]].<ref>{{Harvard citation no brackets|Lyons|Jackson|1982|p=14}}</ref>