الآراء المسيحية حول النبي محمد في العصور الوسطى: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
رسول الإسلام غير سليمة، فالرسول يُرسل من أحد، ورسول الإسلام تعني مُرسل من الإسلام
←‏لمحة عامة: تنقيح، إزالة تفخيمات، إزالة ترجمة شبه آلية، تنسيق وتدقيق لغوي
وسوم: تعديلات طويلة تحرير من المحمول تعديل ويب محمول
سطر 4:
 
== لمحة عامة ==
خلافاخلافًا لآراء المسلمين عن النبي محمّد، كانت صورته في الغرب سلبية للغاية وقد بقيت كذلك لأكثر من ألف عام.<ref name="Britannica">"Muhammad." Encyclopædia Britannica. 2007. Encyclopædia Britannica Online. 10 Jan. 2007, [http://search.eb.com/eb/article-251806].</ref><ref>Esposito (1998) p.14</ref><ref>Watt (1974) p.231</ref>
 
=== أوائل العصور الوسطى ===
أقدم معرفة (موثقة) للمسيحيين عن النبي محمد تعود للمصادر البيزنطية التي كتبت بعد مدة وجيزة من وفاة الرسول سنة [[632]]. ففي ''تعليمات يعقوب المعمد حديثا'' (Doctrina Jacobi nuper baptizati) وهو حوار بين يهودي تحول للمسيحية وعدد من اليهود، كتب أحد المشاركين أن شقيقه "كتب له قائلاقائلًا: إن نبيانبيًا مخادعامخادعًا ظهر وسط الشرقيين" وكتب آخر عن الرسول "هو مخادع.مخادع، فهل آتى الأنبياء بسيف وعربة حرب؟ ... لن تكتشفوا أي شيء حقيقي عن هذا النبي المذكور إلا سفك الدم البشري".<ref>Walter Emil Kaegi, Jr., "Initial Byzantine Reactions to the Arab Conquest", ''Church History'', Vol. 38, No. 2 (Jun., 1969), p. 139-149, p. 139-142, quoting from ''Doctrina Jacobi nuper baptizati'' 86-87</ref> ورغم أن محمدامحمدًا لم يذكريُذكر باسمه فوجوده معروف على ما يبدو.يبدو، ويبدووبحسب أيضامؤرخين أنفقد كلانظر إليه كلٌ من اليهود والمسيحيين نظرا إليه نظرة سلبية.<ref>Walter Emil Kaegi, Jr., "Initial Byzantine Reactions to the Arab Conquest", ''Church History'', Vol. 38, No. 2 (Jun., 1969), p. 139-149, p. 139-142</ref> وهناك مصادر أخرى معاصرة، مثل كتابات '''البطريرك سوفرونيوس Sophronius''' تبين جهلهمعدم إيمانهم بظهور نبيالنبي محمد بين العرب أو بدينهم، بل تتكلم فقط عن أن هجمات العرب (المسلمين) كانت عقاباعقابًا على ذنوب المسيحيين.<ref>Walter Emil Kaegi, Jr., "Initial Byzantine Reactions to the Arab Conquest", ''Church History'', Vol. 38, No. 2 (Jun., 1969), p. 139-149, p. 139-141,</ref>
 
وقد سمع الغرب عن النبي وعرفوا عنه منذ وقت ترجمة أعمال [[يوحنا الدمشقي]] الجدلية،، الذي صاغ عبارة اعتبرها البعض مهينة هيوهي "النبي الكاذب".<ref>Source: "The Fountain of Wisdom" (''pege gnoseos''), part II: "Concerning Heresy" (''peri aipeseon'')</ref> وكانت "دائما تقريبا تستخدم لغرض الإهانة." <ref name="Britannica"/> وهناك مصدر مؤثر آخر هي "رسائل إلى شرقي" (Epistolae Saraceni) كتبها أحد المسيحيين الشرقيين وترجمت من العربية إلى اللاتينية.<ref name="Britannica"/> ومنذ القرن التاسع وما بعده كتبت سير سلبية للغاية عن النبي في اللاتينية، <ref name="Britannica"/> مثل السيرة التي كتبها ''ألفاروس Alvarus'' القرطبيالقرطبي، والذي أعلن فيها أنه [[المسيح الدجال (توضيح)|المسيح الدجال]].<ref name="meyer2">Kenneth Meyer Setton (July 1, 1992). "[http://books.google.com/books?vid=ISBN0871692015&id=hk4LAAAAIAAJ&printsec=titlepage Western Hostility to Islam and Prophecies of Turkish Doom]". DIANE Publishing. ISBN 0-87169-201-5. pg 4-15 {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160527141730/https://books.google.com/books?vid=ISBN0871692015&id=hk4LAAAAIAAJ&printsec=titlepage |date=27 مايو 2016}}</ref>
 
=== العصور الوسطى ===
إضافة إلى المصادر البيزنطية مثل ''إيولوجيوس'' (Eulogius) القرطبي من القرن التاسع، وصل للغرب بعض المعلومات عن النبي من خلال [[مستعربون|المستعربين المسيحيين]] في [[إسبانيا]]، مثل ''بطرس الفونسي'' (Petrus alfonsi) في القرن الحادي عشر، وهو يهودي تحول للمسيحية.<ref name="Britannica"/> فيوفي وقت لاحق من القرن الثاني عشر اعتبر بطرس الملقب بالمحترم ''Peter the Venerable'' أن محمدا هو السابق للمسيح الدجال والمحضر له وأنه خليفة [[آريوس]] <ref name="meyer2"/> وقد أمر بترجمة [[القرآن الكريم|القرآن]] إلى اللاتينية، وبجمع معلومات عن محمد من أجل أن يقوم علماء المسيحية بتفنيد الإسلام.<ref name="Britannica"/>
 
وخلال القرن الثالث عشر أكمل كتابكتّاب السيرة الأوروبيون كتاباتهم عن النبي بسلسلة من الأعمال التي كتبها أمثال ''Pedro Pascual,''، [[ريكولدو دي مونتي]],، [[رامون لول]]، [[بدرو باسكوال]]، ''ريكولدو مونتي دي كروتش،كروتش''، [[رامون لول]].<ref name="Britannica"/> في هذه الأعمال يصور محمد على أنه دجال وأن الإسلام ما هو إلا هرطقة مسيحية.<ref name="Britannica"/>
وقد أماتم حقائقتفسير معلومات كثيرة بشكل مختلف عن المعتقد الإسلامي في محمد، مثل اعتقاد المسلمين بأن النبي كان أمياأميًا وأنه تزوج أرملة ثرية وتزوج لاحقا لاحقًا[[تعدد الزوجات|عدة زوجات]] وأنه حكم مجتمعا،مجتمعًا، ولذا شارك في عدد من الحروب،الحروب. وأنهإضافة إلى أنه مات مثل "شخص عادي"، علىمخالفًا عكس[[عقيدة الاعتقادمسيحية|العقيدة المسيحيالمسيحية]] بنهايةالتي الحياةتؤمن الدنيويةبالموت للمسيحالدنيوي بشكلو[[صعود خارقيسوع|الصعود فكانت كلهاالإلهي]] تفسر بأسوأ ما يمكنل[[يسوع]].<ref name="Britannica"/>
 
اعتقد علماء القرون الوسطى في الغرب ورجال الكنيسة بأن الإسلام من اختراع محمد والذي بدوره كان يوحى إليه من [[شيطان|الشيطان]]. وكثيراوكثيرًا ما كان الدعاة المسيحيون يفترونفي الفضائحالغرب علىيظهرون النبيصورة ويجعلونهسلبية مواضيعلمحمّد، أساطيرويعطونه يدرّسونهاتفسير علىمختلف عن التفسير الإسلامي، يقومون أنهابتدرسيه حقائقونشره.<ref name="meyer1">Kenneth Meyer Setton (July 1, 1992). "[http://books.google.com/books?vid=ISBN0871692015&id=hk4LAAAAIAAJ&printsec=titlepage Western Hostility to Islam and Prophecies of Turkish Doom]". DIANE Publishing. ISBN 0-87169-201-5. pg 1-5 {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160527141730/https://books.google.com/books?vid=ISBN0871692015&id=hk4LAAAAIAAJ&printsec=titlepage |date=27 مايو 2016}}</ref>
فعلى سبيل المثال ومن أجل إظهار أن النبي كان عدو المسيح، جرى التأكيد على أنه قد مات في سنة [[666]] ([[عدد الوحش|رقم الوحش]] في الفلكورالمعتقدات المسيحيالغربية) وليس في سنة 632. وفي قصة أخرى مبنية على الرقم "666" كان يعتقد أن المسلمين سيحكمون في الأرض بعدد ذلك من السنين.<ref name="meyer2"/> وكتعبير عن ازدراءرفضهم المسيحيةلفكرة للإسلام بالكلامالإسلام، قاموا بتحريف اسمه من محمد إلى "ماهوند (Mahound)" ، "الشيطان المتجسد".<ref>Reeves (2003), p.3</ref> وأكد آخرون للمسيحيين المتدينين أن نهايته كانت سيئة.<ref name="meyer1"/> فحسب إحدى الرواياتالروايات، بعد وقوعه في حالة سكر وذهل أكله قطيع من الخنازير، واستخدمت هذه الأسطورة لتفسير حرمة الخمر وأكل [[خنزير|الخنزير]] عند المسلمين. وكتابإضافة إلى كتاب (Leggenda di Maometto) "قصة محمد" <ref name="meyer1"/> مثالكمثال على تزويرتغيير سيرة النبي حيث يذكر فيه أن زنديقازنديقًا مسيحيامسيحيًا هرب من سَجن الكنيسة له إلى الجزيرة العربية ودرّس النبي فنون [[سحر|السحر الأسود]] وأن النبي أسس دينا كاذباكاذبّا باختياره الانتقائي وتحريفه لنصوص الكتاب المقدس والعهد القديم لإقامة الإسلام. كما شرحت عطلة المسلمين في يوم [[الجمعة]] (يوم إلهة الحب عند اليونانيين) بدل السبت لدى اليهود والأحد لدى المسيحيين بأنها عائدة لانحلال أخلاق المسلمين كما تجلى ذلك في [[تعدد الزوجات]] حسب رأيهم.<ref name="meyer1"/> والتصويرات السلبية للغاية لمحمد بوصفه زنديقا أو نبيا كاذبا أو راهبا مرتدا أو مؤسس دين عنيف وجدت طريقها إلى العديد من الأعمال الأخرى في الأدب الأوروبي ،الأوروبي، مثل أغاني البطولات الفرنسية chansons de geste و Piers Plowman التي كتبها William Langland وسقوط الأمراء The Fall of the Princes التي كتبها John Lydgate.<ref name="Britannica"/>
 
خلال [[عصور وسطى|العصور الوسطى]] ولا سيماولاسيّما في أماكن الصراع الساخن بين الإسلام والمسيحيةوالمسيحية، كان من الشائع تصوير النبي محمد على أن الشياطين تعذبه في الجحيم. وأحد أمثلة هذا هو في [[الكوميديا الإلهية]] لدانتي حيث وضع النبي محمد في الخندق التاسع لدائرة الجحيم الثامنة، أي المكان المخصص لمن سبب الانشقاق. وبالتحديد في مكان من يزرع الشقاق الديني. وكانت إحدى الادعاءات التي اتهم بها النبيمحمد أنه كان كاذباكاذبًا منتحلامنتحلًا نشر تعاليم علم أنها كاذبة من أجل إرضاء شهواته.<ref name="Watt">Watt, Montgomery, ''Muhammad: Prophet and Statesman.'' Oxford University Press, 1961. From p. 229.</ref>
 
اعتقد بعض المسيحيين أيضا أن المسلمين يعبدون محمدا كما عبد المسيحيون المسيح. وهذا ما سبب انتشار اسم [[محمدي]]ين بدل [[مسلم]]ين في الغرب. وكان المسلمون يلقبون [[وثنية|بالوثنيين]] في كتابات أوربيي العصور الوسطى أو بالأعداء الزناديق paynim foe. وهذه التصويرات كما في [[نشيد رولاند|أغنية رولاند]] Song of Roland تصور المسلمين وهم يعبدون [[محمد (اسم)|محمدامحمدًا]] (كانت تكتب Mahom وأيضاوأيضاً Mahumet) على أنه [[إله]] وأنهم يعبدون عددا من الأصنام بدءابدءًا من [[أبولو (توضيح)|أبولو]] وحتى [[لوسيفر]] (شيطان في الاعتقاد المسيحي)، وأن كبير الإلهة عند المسلمين هو [[ترماغنت|ترماغانت]].<ref>''Brewer's Dictionary of Phrase and Fable'', "[http://www.bartleby.com/81/16352.html Termagant] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171008075915/http://www.bartleby.com/81/16352.html |date=08 أكتوبر 2017}}</ref>
 
عندما كانت تجري محاكمة [[فرسان الهيكل|فرسان المعبد]] بتهمة الهرطقة كثيرا ما كان يشار لعبادتهم الشيطان [[باهومت]] Baphomet، الذي كان يلفت الانتباه لشبهه باسم محمد لدى الكتاب المسيحيين ذلك العصر Mahomet. كل هذه وأشياء أخرى شبيهة كانت من روح العصر وضمن ما نظر إليه على أنه صراع بين المسلمين والمسيحيين حيث كانت أوروبا العصور الوسطى تبني مفهوم "العدو الكبير" بعد النجاحات الكبيرة للمسلمين من خلال سلسلة من [[الفتوحات الإسلامية|الفتوحات]] بُعيد سقوط [[الإمبراطورية الرومانية الغربية]]، وكذلك لنقص المعلومات الحقيقية في الغرب عن الشرق الغامض.