طوارق: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
الرجوع عن تعديل معلق واحد من 105.110.44.19 إلى نسخة 32613143 من باسم.
الطاء فقد كانت كلمة الطوارق و هي في الاصل التوارق
وسوم: تعديلات طويلة تعديلات المحتوى المختار تحرير مرئي
سطر 1:
{{هل تقصد|فولكس فاغن طوارق}}
{{الطوارق}}
'''الطوارقالتوارق''' (يسمون أنفسهم: '''كَلْ تَمَاشَقْ'''، '''كَلْ تَمَاجَقْ'''، '''كَلْ تَمَاهَقْ'''، [[تيفيناغ]]: '''ⴾⵏⵏⵜⵎⴰⵛⵈ''') هم الأمة [[أمازيغ|الأمازيغية]] التي تستوطن [[الصحراء الكبرى]]، في جنوب [[الجزائر]]، و[[أزواد]] شمال [[مالي]]، وشمال [[النيجر]]، وجنوب غرب [[ليبيا]]، وشمال [[بوركينا فاسو]]. والطوارقوالتوارق [[مسلمون|مسلمون سنيون]] [[مذهب مالكي|مالكيون]]، ويتحدثون اللغة الطارقيةالتارقية بلهجاتها الثلاث: [[تماجق]]، و[[لهجة تماشقية|تماشق]]، و[[تماهق]]. عرقيا يمكن وصف الطوارقالتوارق بأنهم جنس أبيض مع ميل إلى السمرة.<ref name="تشارلز دانيلز">تشارلز دانيلز، الجرمنتيون سكان جنوب ليبيا القدماء، تعريب أحمد اليازوري، ص 30، ص 42، ص 19، دار الفرجاني، طرابلس - ليبيا.</ref> عاش الطوارقالتوارق حياة بداوة عريقة في [[الصحراء الكبرى]] منذ آلاف السنين ولا يزال بعضهم إلى اليوم متمسك بنمط العيش هذا بسبب التهميش الذي عانوه من الدول التي تقاسمت أراضيهم. عرف الطوارقالتوارق بتسميات عديدة في مراحل تاريخية متلاحقة، ففي عصور ما قبل التاريخ عرفوا [[جرمنتيون|بالجرمنتيين]]، وفي أوائل العصر الإسلامي عرفوا [[الملثمون|بالملثمين]]، ثم [[المرابطين]]، وأخيرا في العصر الحديث عرفوا بالطوارقبالتوارق.
 
== نسبهم ==
{{مفصلة | جرمنتيون| الأمازيغ}}
[[الأمازيغ]] والطوارقوالتوارق على وجه الخصوص هم أخلاف [[جرمنتيون|الجرمنتيين]] الذين استوطنوا [[الصحراء الكبرى]] في جنوب [[ليبيا]] وجنوب [[الجزائر]] منذ آلاف السنين، ولا تزال آثارهم باقية إلى يومنا هذا في [[طاسيلي ناجر|جبال تاسيلي]] و[[جبال أكاكوس|جبال تادرارات]] و[[جبال الهقار|جبال آهقار]].<ref name="تشارلز دانيلز"/> وقد قسم النسابة الأمازيغ إلى قسمين كبيرين: البرانس والبتر. ونسبت [[صنهاجة]] - التي ينتمي إليها الطوارقالتوارق - إلى الأمازيغ البرانس، وفقا لما أورده [[ابن خلدون]] في تاريخه:
{{اقتباس خاص |وأما شعوب هذا الجيل وبطونهم فإن علماء النسب متفقون على أنهم يجمعهم جذمان عظيمان وهما برنس وماذغيس. ويلقب ماذغيس بالأبتر فلذلك يقال لشعوبه البتر، ويقال لشعوب برنس البرانس، وهما معا ابنا برنس وبين الناسبين خلاف هل هما لأب واحد؟ فذكر ابن حزم عن أيوب بن أبي يزيد صاحب الحمار أنهما لأب واحد على ما حدّثه عنه يوسف الوراق. وقال سالم بن سليم المطماطي وصابى بن مسرور الكومي وكهلان بن أبي لوا، وهم نسابة البربر: إن البرانس بتر وهم من نسل مازيغ بن كنعان. والبتر بنو بر بن قيس بن عيلان، وربما نقل ذلك عن أيوب بن أبي يزيد، إلا أن رواية ابن حزم أصح لأنه أوثق. وأما شعوب البرانس فعند الناسبين أنهم يجمعهم سبعة أجذام وهي ازداجة ومصمودة وأوربة وعجيسة وكتامة وصنهاجة وأوريغة. وزاد سابق بن سليم وأصحابه: لمطة وهكسورة وكزولة.<ref>عبد الرحمن بن خلدون: تاريخ ابن خلدون، جـ 6، ص 117، طبعة دار الفكر، بيروت - لبنان.</ref>
}}
سطر 20:
== موطنهم ودينهم ==
[[ملف:Tuareg area-ar.png|تصغير|160بك|خريطة وطن الطوارق.]]
يقع موطن الطوارقالتوارق في جنوب [[الجزائر]]، وجنوب غرب [[ليبيا]]، وشمال [[مالي]]، وشمال [[النيجر]]، وشمال [[بوركينا فاسو]].<ref>التينبكتي: الطوارق عائدون لنثور، ص 27، منشورات منظمة تاماينوت.</ref> وتمتاز مناطق الطوارق في هذه الدول بأنها مناطق صحراوية الأكثر جفافا والأقل سكانا من غيرها من مناطق الدول المذكورة <ref name="الجزيرة.نت">[http://www.aljazeera.net/specialfiles/pages/974580fd-b1a5-4881-a045-3f057758637a الجزيرة.نت: الطوارق أو الرجال الزرق.] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180426061518/http://www.aljazeera.net/specialfiles/pages/974580fd-b1a5-4881-a045-3f057758637a |date=26 أبريل 2018}}</ref>، ولكن بالرغم من ذلك فإن هذه المناطق تحوي أكبر مخزون للطاقة في إفريقيا.<ref>[http://www.aljazeera.net/programs/aljazeeraworld/2014/7/11/%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%A3%D9%8A%D8%AA%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%85%D8%B1%D8%AF الجزيرة.نت: عالم الجزيرة.. أيتام الصحراء - التمرد.] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170828055639/http://www.aljazeera.net:80/programs/aljazeeraworld/2014/7/11/%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%A3%D9%8A%D8%AA%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%85%D8%B1%D8%AF |date=28 أغسطس 2017}}</ref>
 
الطوارقالتوارق مسلمون سنيون مالكيون، ولقد كان لهم دور في نشر الإسلام عندما أسسوا [[أودغست|مملكة أودغست]]، ومن بعدها [[دولة المرابطين]]، ثم مدينة [[تمبكتو|تينبكتو]] التاريخية التي غدت من أكبر مراكز الإشعاع الحضاري والديني، ومركزا فريدا من مراكز التجارة في المنطقة بأسرها.<ref>عمر الأنصاري: الرجال الزرق، ص 54، دار الساقي، بيروت - لبنان.</ref> كان إسلام صنهاجة اللثام الذي بدأ في عهد [[عقبة بن نافع|عقبة]] قد اشتد وتأكد في عهد [[الأدارسة]] <ref name="حسن أحمد محمود">حسن أحمد محمود: قيام دولة المرابطين، ص 72، دار الفكر العربي، القاهرة - مصر.</ref>، ووضح إسلام أهل اللثام وضوحا تاما في القرن الثالث الهجري، على ما ذهب إليه ابن خلدون.<ref>تاريخ ابن خلدون، جـ 6، ص 242.</ref> وقد اتبعوا مذهب الإمام [[مالك بن أنس]] الذي شاع في [[بلاد المغرب]] منذ القدم.
 
== سبب تسميتهم بالطوارقبالتوارق ==
اختلف المؤرخون في تسمية الطوارق بهذا الاسم فمن قائل أن سبب تسميتهم بالطوارق نسبة إلى طروقهم الصحراء وتوغلهم فيها، ومن قائل أن سبب التسمية هو انتسابهم إلى [[طارق بن زياد]] <ref>الرجال الزرق، ص 29.</ref>، والراجح أن اسم '''(طوارق)''' ومفرده طارقي، أو تارقي، أو طارجي، نسبة إلى تارجا، والتي تعني الأرض الغنية بمنابع المياه، وهي منطقة واحات فزان التي كانت تحوي أكبر مخزون للمياه الجوفية في الصحراء الكبرى منذ أقدم الأزمان ولا تزال كذلك حتى اليوم.<ref name="إبراهيم الكوني">إبراهيم الكوني: بيان في لغة اللاهوت، لغز الطوارق يكشف لغزي الفراعنة وسومر، أوطان الأرباب جـ 1، ص 10، ص 11.</ref> لا يسمي الطوارق أنفسهم بهذا الاسم، بل يطلقون على أنفسهم اسما مستعارا من تراثهم وتاريخهم وتجربتهم ولغتهم هو '''إيموهاغ''' (كما ينطقه طوارق ليبيا والجزائر)، أو '''إيموشاغ''' (كما ينطقه طوارق مالي)، أو '''إماجغن''' (كما ينطقه طوارق النيجر)، ومفردها '''أماهغ'''، أو '''أماشغ'''، أو '''أماجغ''' على الترتيب وتعني كلها الغريب، أو النبيل، أو الضائع، المحروب المغلوب على أمره.<ref>بيان في لغة اللاهوت، لغز الطوارق يكشف لغزي الفراعنة وسومر، أوطان الأرباب جـ 1، ص 9.</ref><ref>محمد عبد الرحمن عبد اللطيف: الطوارق شعب الصحراء الكبرى، ص 8.</ref> وحسب قواعد اللغة الطارقية ينبغي أن تنتهي الكلمة بنون في حال الجمع؛ لذا فإن أقوام شمال إفريقيا حاولوا في لهجاتهم التي انبثقت عن هذه اللغة أن يعيدوا اللفظة الشاذة إلى القاعدة عندما أطلقوا على أنفسهم '''إمازغن'''، ومفردها '''أمازغ''' وجمعها بالعربية '''أمازيغ'''. والشذوذ لم يقتصر على اسم القوم، ولكنه تجاوزه لينسحب على اسم اللغة أيضا عندما أسموها '''تماهق''' أو '''تماشق''' أو '''تماجق''' (حسب لهجات المناطق المشار إليها آنفا)، لأن اللغة تفترض وجود تاء تأنيث في نهاية كل كلمة. ولكن تم إسقاط تاء التأنيث الأخيرة لأسباب فرضها ناموس النطق الذي يجعل من المستعسر نطق التاء إذا سبقها حرف الغين لتصير '''تماهغت'''، أو '''تماشغت'''، أو '''تماجغت''' كما تقتضي القاعدة، فتم استبدال الغين قافا نتيجة اندغام التاء في حرف الغين.<ref name="إبراهيم الكوني"/> وقد صارت الأسماء '''إيموهاغ''' أو '''إيموشاغ''' أو '''إيماجغن''' تستخدم لتشير إلى طبقة المحاربين في مجتمع الطوارق، وما عادت تستخدم لتشير لمجتمع الطوارق ككل وبدل منها صارت تستخدم الأسماء '''كل تماهق''' أو '''كل تماشق''' أو '''كل تماجق'''، حيث يقول الأستاذ محمد أحمد الشفيع في عنوان فرعي في بحثه عن الطوارق كيف يسمي هذا الشعب نفسه؟: {{اقتباس مضمن|إن هذا الشعب يطلق على نفسه '''"كلتماجق"''' كما ينطقه الطوارق في النيجر أو '''"كلتماشق"''' كما ينطقونه في مالي أو '''"كلتماهق"''' كما ينطقونه في ليبيا والجزائر فالاختلاف هو نطق الحرف قبل الأخير من هذه الكلمة. وإذا ما حللنا الكلمة نجدها تتكون من جزأين: '''كَلْ: أي أهل، أصحاب.'''، '''تماشق: ومعناها اللغة الطارقية.''' وهذا يعني أن الطوارق يعرفون أنفسهم بأنهم أهل وأصحاب اللغة الطارقية}}.<ref>محمد أحمد شفيع: مقالات عن الطوارق، مخطوط مكتبة المؤلف، ص 7.</ref>. واختلاف هذه المسميات يرجع إلى تباين صوتي طرأ في اللغات الأمازيغية مايز بين نطق الزين في الكلام عند الناطقين بالأمازيغية الشمالية وبين الطوارق الناطقين بالأمازيغية الجنوبية، حيث يوافق نطق الزين [z] عند أهل [[كل آهقار|آهقار]] و[[كل اجر|آجر]] هاء [h] وينطق في لهجات الطوارق الجنوبية [j] في مالي ونيجر (مثل : أهل [[كل قرس|قرس]] و[[كل آير|آير]] و[[إولميدان]]) وينطق شينا [š] عند [[كل آضاغ]] في مالي. وهو ما يفسّر تنوّع صيغة أمازيغ إلى أماهيغ وأماجيغ وأماشيغ.<ref>{{Cite journal|المسار=https://journals.openedition.org/encyclopedieberbere/2465|العنوان=Amaziɣ (le/un Berbère)|التاريخ=1986-07-01|journal=Encyclopédie berbère|issue=4|اللغة=fr|issn=1015-7344|الأخير=S.|الأول=Chaker,}}</ref><ref>{{مرجع كتاب|المسار=https://www.worldcat.org/oclc/60839346|العنوان=A grammar of Tamashek (Tuareg of Mali)|date=2005|website=|الناشر=Mouton de Gruyter|ISBN=3110184842|place=Berlin|الصفحة=2|OCLC=60839346|تاريخ الوصول=|الأخير=Pr. Jeffrey|الأول=Heath,|via=}}</ref>