أبو القاسم الرافعي القزويني: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V2.7
ZkBot (نقاش | مساهمات)
سطر 15:
 
== اسمه ونسبه ولقبه ==
[[Fileملف:Shazdeh hosein darb.jpg|تصغير|يسار|أحد المعالم بقزوين]]
'''أبو القاسم عبد الكريم الرافعي القزويني'''، اسمه: '''عبد الكريم''' ابن أبي الفضل: [[محمد بن عبد الكريم الرافعي|محمد بن عبد الكريم]] ابن الفضل بن الحسن بن الحسين الرافعي القزويني الشافعي. وكنيته: أبو القاسم، ونسبته: الرافعي، القزويني. يعرف بـالإمام الرافعي، أو بـأبي القاسم الرافعي، ويشتهر بكنيته ونسبته، فيقال له: '''أبو القاسم الرافعي'''، ويقال له: '''عبد الكريم الرافعي'''، ويقال له: '''الرافعي''' مجردا عن الاسم والكنية،{{للهامش|1}} لكن إذا أطلق عند الشافعية؛ فلا يراد به سواه. ويشتهر في بلاد العجم بالإمام رافعان. وقد ذكر الرافعي في كتاب التدوين، -عند ذكر نسب والده-: أنه سمع الخطيب الأفضل محمد بن أبي يعلى السراجي، يحكى عن أشياخ له: أن الرافعية من أولاد العرب الذين توطنوا تلك البلاد في عهد التابعين وأتباع التابعين، وذكر أنه سمع غير واحد: أن آخرين -من الرافعية- من ولد رجل من العرب اسمه: رافع، أو كنيته أبو رافع، سكن أحدهما قزوين والآخر همدان، وأعقب كل واحد فيهما، فقيل لأولادهما: '''الرافعية'''.<ref name="التدوين في أخبار قزوين">{{مرجع كتاب|المؤلف1=أبو القاسم عبد الكريم الرافعي|المسار=http://islamport.com/w/tkh/Web/382/113.htm|العنوان=كتاب التدوين للرافعي، ترجمة والد الإمام الرافعي|الناشر=موقع الوراق الموسوعة الشاملة الجزء الأول|الإصدار=|الصفحة=113|تاريخ الوصول=20/ [[رجب]]/ [[1417 هـ]]}}</ref> ويقال له: القزويني، نسبة إلى [[قزوين]]، وهي إحدى المدائن ب[[أصبهان]].<ref name="التلخيص الحبير"/> كما يقال له أيضا: الشافعي نسبة لمذهبه في الفقه، ويعرف أيضا بـ'''الفقيه الشافعي'''، أو: شيخ الشافعية، أو: إمام الدين.
 
سطر 35:
== شيوخه ==
شيوخ أبي القاسم الرافعي كثيرون، فقد تعلم منهم، وروى عنهم، إلا أنه كان لوالده النصيب الأكبر في تعليمه، فقد كان والده يتولى مجالس للتفسير ورواية الحديث، والفقه، والدروس التعليمية، فأخذ عن والده الكثير، وعن خال والدته: [[أحمد بن إسماعيل الطالقاني]] أبو الخير أحمد ابن إسماعيل ابن يوسف ابن محمد ابن العباس رضي الدين أبو الخير الطالقاني القزويني ([[512 هـ]]- [[590 هـ]]).<ref>ترجم له تلميذه الإمام الرافعي في كتاب: "التدوين في ذكر أهل العلم بقزوين" وفي أماليه، وابن قاضي شهبة في كتاب: [[طبقات الشافعية]]. ولد سنة اثنتي عشرة أو إحدى عشرة وخمسمائة. وقرأ على محمد بن يحيى، وعلى ملكداد القزويني، وقرأ بالروايات على إبراهيم بن عبدالملك القزويني. ولي تدريس: {{المقصود|النظامية|النظامية}} بـ[[بغداد]] سنة [[569 هـ]] إلى سنة ثمانين، ثم عاد إلى بلاده.</ref><ref name="طبقات المفسرين للسيوطي">{{مرجع كتاب|المؤلف1=طبقات المفسرين للسيوطي، الجزء الأول|الصفحة= (23)|المسار=http://shamela.ws/browse.php/book-6234/page-3|العنوان=موقع المكتبة الشاملة|تاريخ الوصول=19 جمادى الأولى [[1437 هـ]]}}</ref>
وقد ذكر [[تاج الدين السبكي]] في ترجمته للرافعي أنه: سمع الحديث من جماعة منهم: أبوه، وأبو حامد عبد الله ابن أبي الفتوح ابن عثمان العمراني، والخطيب أبو نصر حامد ابن محمود الماوراء النهري، والحافظ أبو العلاء الحسن ابن أحمد العطار الهمذاني، ومحمد ابن عبد الباقي ابن البطي، والإمام أبو سليمان أحمد ابن حسنويه وغيرهم، وحدث بالإجازة عن: أبي زرعة المقدسي وغيره.<ref name="الطبقات">{{مرجع كتاب|المؤلف1=[[طبقات الشافعية الكبرى]]، الجزء الثامن، صفحة رقم: (163)|المؤلف2=المؤلف: [[تاج الدين السبكي]]|المسار=http://islamport.com/w/trj/Web/2131/1845.htm|العنوان=الموسوعة الشاملة، موقع مشكاة للكتب الإسلامية|الصفحة=163- 170|تاريخ الوصول=3/ [[جمادى الثانية]]/ [[1437 هـ]]}}</ref> قرأ الحدِيث على والده، [[محمد بن عبد الكريم الرافعي]]، قال فِي الأربعين: {{اقتباس مضمن|أخبرني والدي بقِراءتِي عليه سنة تسع وستِّين وخمسمائة}}، ذكره [[ابن الملقن]]، في كتاب: البدر المنير، وعلى خال والدته: [[أحمد بن إسماعيل الطالقاني]]، وقرأ [[حديث نبوي|الحديث]] على: أبي بكر عبد الله ابن إبراهيم ابن عبد الْملك. وروى عن أبيه وعن خال والدته: [[أحمد بن إسماعيل الطالقاني]]. وسمع بـ[[بغداد]] من محمد ابن عبد الباقي ابن أحمد ابن سلمان أبو الفتح البغدادي الحاجب مسند العراق، المعروف بـابن البَطِّي، ([[477 هـ]]- [[564 هـ]])، سمع منه في [[بغداد]]، وروى عنه. وسمع بـ[[همدان (إيران)|همدان]] من الحسن ابن أحمد ابن الحسن ابن أحمد بن محمد العطار الهمذاني، ([[488 هـ]]- [[569 هـ]])، من كبار الحفاظ، وروى عنه. وروى بالإجازة العامة عن أبي سعد السمعاني، كما روى بالإجازة الخاصة عن أبي زرعة طاهر ابن الحافظ أبي الفضل محمد ابن علي المقدسي، المولود سنة 480 أو 481 هجرية، وتوفي سنة 566 هجرية، وعن رجب ابن مذكور ابن أرنب، وغيرهما. وسمع من محب الدين أبو عبد الله محمد بن محمود بن الحسن بن هبة الله ابن محاسن المعروف بـابن النجار، ([[578 هـ]]- [[643 هـ]])، صاحب ذيل تاريخ بغداد، وسمع من جماعات: منهم: أبو سليمان أحمد ابن حسنويه ابن حاجي الزبيري الشريف الأديب المناظر الفقيه، والواقد بن خليل الحافظ، -جد الزبيري لأمه-، وأحمد ابن الحسن العطَّار، والحسن ابن أحمد ابن الحسن ابن أحمد بن محمد العطَّار الهمذاني الحافظ، واللَّيث ابن سعد الْكشميهني الهمذاني. وحامد ابن محمود ابن علي الماوراء النَّهْرِي الخطيب الرَّازِيّ المفتي المناظر المحدث، وشهردار ابن شيرويه ابن فناخسرو الديلمي المتقن الحافظ صاحب مسند الفردوس، وعبد الله ابن أبي الفتوح ابن عمران العمراني أبو حامد، -أحد الفقهاء المعتبرين-، وعبد الواحد ابن علي ابن محمد. وسمع أيضا من علي ابن عبيد الله ابن الحسن ابن الحسين ابن بابويه، الرَّازِيّ الحافظ، وعلي ابن المختار ابن عبد الواحد العربوي، وعلي ابن سعيد الحَبَّار، ومبارك ابن عبد الرحمن، ومحمد ابن أبي طالب -أو طالب- ابن بلكويه ابن أبي طالب الضَّرِير الْمُقْرِئ العابد، ومحمد ابن أحمد النَّيْسَابُورِي، ويحيى ابن ثابت البَقَّال، وأبو الكرم علي بن عبد الكريم الهمذاني، وغيرهم.<ref name="البدر المنير321">{{مرجع كتاب|المؤلف1=ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري، المتوفى: 804 هـ|المؤلف2=المحقق: مصطفى أبو الغيط، وعبد الله بن سليمان وياسر بن كمال|المسار=http://shamela.ws/browse.php/book-5922#page-68|العنوان=كتاب البدر المنير في تخريج الأحاديث والأثار الواقعة في الشرح الكبير، فصل في حال الإمام الرافعي... الجزء: الأول|الصفحة=321|الناشر=دار الهجرة للنشر والتوزيع -الرياض، السعودية، المكتبة الشاملة|الإصدار=الأولى|السنة=1425 هـ/ 2004 م|تاريخ الوصول=27/ {{المقصود|صفر|صفر}}/ [[1417 هـ]]}}</ref>
== تلامذته والرواة عنه ==
تعلم على يد الرافعي: ابنه عزيز الدين، وكان للرافعي مجلس للتعليم بـ[[قزوين]]، وكان يروي [[حديث نبوي|الحديث]] في الجامع الكبير بقزوين، وفي [[المدينة المنورة]]، في موسم سفره للحج. وممن أخذ عنه: تقي الدين [[ابن الصلاح]]، ذكر في مقدمة كتاب "شرح التبصرة والتذكرة" أن مشائخ ابن الصلاح كانوا في الغالب من علماء الحديث، وعد من أشهرهم: '''أبا القاسم عبد الكريم الرافعي'''.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1=شرح التبصرة والتذكرة ج: (1) ص: (4)، مقدمة عن ابن الصلاح، مشائخة|المؤلف2=المؤلف: {{المقصود|العراقي|العراقي}} تحقيق: ماهر الفحل|المسار= http://islamport.com/b/3/alhadeeth/mustalah/%E3%D5%D8%E1%CD%20%C7%E1%CD%CF%ED%CB/%D4%D1%CD%20%C7%E1%CA%C8%D5%D1%C9/%D4%D1%CD%20%C7%E1%CA%C8%D5%D1%C9%20001.html|العنوان=الموسوعة الشاملة، موقع مشكاة|تاريخ الوصول=10/ [[جمادى الثانية]]/ [[1437 هـ]]}}</ref> وممن روى عن الرافعي -سماعا-: ابنه عزيز الدين محمد، والحافظ عبد العظيم المنذري، بالمدينة المنورة، وروى عنه بالإجازة: ابن أخته أبو الثناء محمود ابن سعيد القزويني الطاوسي، وأبو الفتح عبد الهادي ابن عبد الكريم القيسي خطيب المقياس، [[عبد الرحمن ابن السكري#فخر الدين عبد العزيز|وفخر الدين عبد العزيز]] ابن قاضي القضاة [[عبد الرحمن ابن السكري|عبد الرحمن]] المعروف بـ([[ابن السكري]])، وغيرهم.<ref name="البدر المنير" /> قال [[تاج الدين السبكي]]: {{اقتباس مضمن|روى عنه: الحافظ [[عبد العظيم المنذري]] وغيره}}.<ref name="الطبقات" /> قال [[الذهبي]]: {{اقتباس مضمن|سمع منه الحافظ عبد العظيم بالموسم،{{للهامش|5}}<ref>بالمدينة المنورة</ref> وأجاز لأبي الثناء محمود بن أبي سعيد الطاوسي، وعبد الهادي بن عبد الكريم خطيب المقياس، والفخر عبد العزيز بن [[عبد الرحمن ابن السكري]]}}.<ref name="سير أعلام النبلاء" />. ذكر الحافظ [[الذهبي]] رواية عن الرافعي فقال: «أخبرنا إسحاق بن إبراهيم المقرئ، أخبرنا [[عبد العظيم المنذري|عبد العظيم الحافظ]] سنة خمس وخمسين، حدثنا الشيخ '''أبو القاسم عبد الكريم بن محمد القزويني''' لفظا بمسجد رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} أخبرنا أبو زرعة إذنا. (ح){{للهامش|6}}<ref>(ح): رمز لتحويل السند.</ref> وأخبرنا عبد الخالق القاضي، أخبرنا أبو محمد بن قدامة، أخبرنا أبو زرعة، أخبرنا أبو منصور بن المقومي إجازة -إن لم يكن سماعا- أخبرنا أبو القاسم الخطيب، أخبرنا علي بن إبراهيم القطان، حدثنا ابن ماجه، حدثنا إسماعيل بن راشد، حدثنا زكريا بن عدي، حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن عبد الكريم عن عطاء، عن جابر أن رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} قال: «'''صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه، إلا [[المسجد الحرام]]، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه'''.» قال عبد العظيم: "صوابه ابن أسد".»<ref name="سير أعلام النبلاء"/>
سطر 42:
=== والده ===
{{انظر أيضا|محمد بن عبد الكريم الرافعي}}
والد عبد الكريم الرافعي هو: محمد بن عبد الكريم بن الفضل بن الحسن بن رافع القزويني الرافعي الشافعي،<ref>{{مرجع كتاب|الأخير1=صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي|العنوان=الوافي بالوفيات، الجزء الثالث، (أبو الرافعي)|الإصدار=الأولى|الصفحة=230|الناشر=دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع|المكان=بيروت|السنة=1420 هـ 2000 م}}</ref> يقال له: '''بابويه'''{{للهامش|7}} وهو لقب كان يطلق عليه في صغره، فقد كان من عادة أهل قزوين: أنهم يلقبون الصغير بلقب: '''بابا''' أو: '''بابويه'''، ومعناه: (سمي جده)، وقد سمي باسم جده، ولكنه كره أن يطلق عليه هذا اللقب.<ref name="التدوين في أخبار قزوين"/> يلقب بـ'''مفتي الشافعية''' وكنيته: '''أبو الفضل'''. قال عنه [[الذهبي]]: {{اقتباس مضمن|الإمام العلامة مفتي الشافعية أبو الفضل محمد بن عبد الكريم بن الفضل الرافعي القزويني}}.<ref name="سير أعلام النبلاء للذهبي"/> كانت ولادته سنة ثلاث عشرة أو أربع عشرة وخمسمائة هجرية، أو نحوهما.<ref name="التدوين في أخبار قزوين" /> توفي أبواه وهو صغير، واحتضنه جده من قبل أمه: أبو ذر، قال عنه الرافعي: {{اقتباس مضمن|وكان من عباد الله الصالحين، المشهورين بالصيانة وحسن السيرة}}. وقام جده بتسليمه إلى الكتاب، وتعليمه وتأديبه ورباه أحسن تربية، بأطيب مكسب، وبعد ما خرج من الكتاب، وهو في حد الصغر: ذهب به جده إلى مفتي البلدة وإمام أئمتها أبي بكر '''ملكداد بن علي العمركي'''، فتعلم عنده، وأخذ عن غيره مثل: علي ابن الشافعي، وأبو سليمان الزبيري. وبعد وفاة شيخه: ملكداد سافر إلى {{المقصود|الري|الري}}، في شهر صفر سنة خمس وثلاثين وخمسمائة، فتفقه عند أبي نصر حامد بن محمود الخطيب، وسمع الحديث منه ومن غيره كالحسن بن محمد الغزال البلخي، والقاضي الحسن بن محمد الاسترأبادي وغيرهما. ثم عاد إلى [[قزوين]] في آخر شهر شوال تلك السنة. ثم خرج إلى [[بغداد]] في شهر رمضان سنة ست وثلاثين وخمسمائة، فتفقه بها وسمع الحديث الكثير، وحصّل من كل فن من فنون العلم، ثم سافر من بغداد للحج، سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة. وعقد المجلس في التاجية، في صفر سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة، ثم خرج منها في هذه السنة على قصد [[نيسابور]] في شهر ربيع الأول، من هذه السنة، وبقي في الطريق أشهراً، ودخل نيسابور في شهر رمضان من هذه السنة، وأقام مدة عند محمد بن يحيى، وسمع بها الحديث من مشائخها، وسمع الحديث أيضا في [[طوس]] و[[آمل]] وغيرها. وعاد إلى قزوين في شهر صفر سنة تسع وأربعين وخمسمائة.<ref name="التدوين في أخبار قزوين114">{{مرجع كتاب|المؤلف1=أبو القاسم عبد الكريم الرافعي|المسار=http://islamport.com/w/tkh/Web/382/114.htm|العنوان=كتاب التدوين للرافعي، ترجمة والد الإمام الرافعي|الناشر=موقع الوراق الموسوعة الشاملة الجزء الأول|الإصدار=|الصفحة=114|تاريخ الوصول=20/ [[رجب]]/ [[1417 هـ]]}}</ref> ورغب في مصاهرته أبو الرشيد الزاكاني فتزوج منه والدة أبي القاسم الرافعي، وكان زفافها إليه في شهر صفر سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة هجرية.<ref name="التدوين في أخبار قزوين114" /> سمع الحديث وتفقه في بلده بقزوين في صباه، ثم سافر إلى {{المقصود|الري|الري}} فسمع وتفقه، ثم ارتحل إلى [[العراق]] وتعلم في [[المدرسة النظامية]] في [[بغداد]]، فسمع الحديث وتفقه على ابن الرزاز، وحج منها، ثم انتقل إلى [[نيسابور]] وتعلم في مدرستها النظامية، فحصل على الإمام محمد بن يحيى، وسمع الحديث الكثير، ولما عاد إلى قزوين أقبل عليه المتعلمون، فدرس وفسر وروى الحديث واستفاد الناس منه، وانتفع منه الخاصة والعامة، وصنف في التفسير والحديث والفقه. وكان مشايخه يوقرونه لحسن سيره وشمائله ووفور فضله وفضائله.<ref name="البدر المنير337">{{مرجع كتاب|المؤلف1=ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري، المتوفى: 804 هـ|المؤلف2=المحقق: مصطفى أبو الغيط، وعبد الله بن سليمان وياسر بن كمال|المسار=http://shamela.ws/browse.php/book-5922#page-84|العنوان=كتاب البدر المنير في تخريج الأحاديث والأثار الواقعة في الشرح الكبير، فصل في حال الإمام الرافعي... الجزء: الأول|الصفحة=337، 338|الناشر=دار الهجرة للنشر والتوزيع -الرياض، السعودية، المكتبة الشاملة|الإصدار=الأولى|السنة=1425 هـ/ 2004 م|تاريخ الوصول=27/ {{المقصود|صفر|صفر}}/ [[1417 هـ]]}}</ref> سمع الحديث بقزوين من أبي علي الحسن بن أحمد الهمذاني، حينما قدم عليهم، ومن ملكداد بن علي بن أبي عمرو، وببغداد من: أبي منصور بن خيرون وأبي الفضل الأرموي، وأبي عبد الله بن الطرائفي، وسعد الخير الأنصاري. وسمع بنيسابور من: أبي الأسعد القشيري، وعبد الخالق بن زاهر الشحامي.<ref name="البدر المنير"/> تفقه بنيسابور على: محمد بن يحيى، وفي النظامية{{للهامش|8}} ب[[بغداد]] على: أبي منصور ابن الرزاز، وبقزوين على: ملكداد بن علي، وأبي علي بن شافعي، وسمع من: أبي البركات ابن الفراوي، وبرع في المذهب، ذكر ابن الملقن أن أبا القاسم الرافعي قال عن والده في [[مؤلفات الإمام الرافعي#الأمالي|أماليه]]: {{اقتباس مضمن|والدي أبو الفضل ممن خص بعفة الذيل وحسن السيرة والجد في العلم والعبادة وذلاقة اللسان وقوة الجنان والصلابة في الدين والمهابة عند الناس والبراعة في العلم: حفظا وضبطا ثم إتقانا وبيانا وفهما ودراية ثم أداء ورواية.}}<ref name="البدر المنير338">{{مرجع كتاب|المؤلف1=ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري، المتوفى: 804 هـ|المؤلف2=المحقق: مصطفى أبو الغيط، وعبد الله بن سليمان وياسر بن كمال|المسار=http://shamela.ws/browse.php/book-5922#page-85|العنوان=كتاب البدر المنير في تخريج الأحاديث والأثار الواقعة في الشرح الكبير، فصل في حال الإمام الرافعي... الجزء: الأول|الصفحة=338|الناشر=دار الهجرة للنشر والتوزيع -الرياض، السعودية، المكتبة الشاملة|الإصدار=الأولى|السنة=1425 هـ/ 2004 م|تاريخ الوصول=27/ {{المقصود|صفر|صفر}}/ [[1417 هـ]]}}</ref> وقال في المجلس العاشر من الأمالي: كتب سعد بن الحسن الكرماني لوالدي رحمهما الله -وكان سعد من أهل العلم والفضل والبيوتات الشريفة-:
{{بداية قصيدة}}
{{بيت|يا أبا الفضل قد تأخرت عنا|فأسأنا بحسن عهدك ظنا}}
سطر 70:
كان أبو القاسم عبد الكريم الرافعي من أعلام القرن السابع الهجري، وكان متضلعا في مختلف فنون العلم،{{للهامش|9}} وخصوصا في العلوم الدينية، وكان أكثر اهتماما ب[[علم التفسير]]، و[[علم الحديث]]، وروايته، وعلم اللغة العربية، وعلم [[أصول الفقه]]، وعلم [[الفقه]]، ذكر ابن حجر قول الأسنوي في كتاب الطبقات، <ref>كتاب الطبقات للأسنوي، ج: (2)، ص: (75)</ref> أن الرافعي: كان إماما في الفقه والتفسير والحديث والأصول، وغيرها، وأنه كان طاهر اللسان في تصنيفه، كثير الأدب، شديد الاحتراز في مراتب الترجيح. وذكر قول الذهبي أن أبا القاسم الرافعي: يظهر عليه اعتناء قوي بالحديث وفنونه في شرحه لمسند الشافعي. قال ابن قاضي شهبة في كلامه عن أبي القاسم الرافعي أنه: صاحب الشرح المشهور كالعلم المنشور، وإليه يرجع عامة الفقهاء من أصحابنا في هذه الأعصار في غالب الأقاليم والأمصار، ولقد برز فيه على كثير ممن تقدمه، وحاز قصب السبق، فلا يدرك شأوه إلا من وضع يديه حيث وضع قدمه. وذكر ابن العماد في كلامه عن أبي القاسم الرافعي بأنه: الإمام العلامة إمام الدين الشافعي، صاحب الشرح المشهور الكبير على المحرر، وقال عنه: أنه كان بارعا في العلم، انتهت إليه معرفة المذهب ودقائقه، وكان مع براعته في العلم رجلا صالحا، متصفا بالزهد، ذا أحوال وكرامات ونسك وتواضع.<ref name="التلخيص66/">{{مرجع كتاب|المؤلف1=كتاب: التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الشرح الكبير، لابن حجر العسقلاني|المؤلف2=المؤلف=أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني المتوفى: 852هـ. ترجمة الإمام الرافعي صاحب الشرح الكبير، (اسمه ونسبه ومولده) الجزء الأول ص: (66)|المسار=http://shamela.ws/browse.php/book-1581/page-83#page-86|العنوان=موقع الموسوعة الشاملة|الصفحة=66|تاريخ الوصول=25/ [[جمادى الأولى]]/ [[1437 هـ]]}}</ref>
 
=== أقوال العلماء فيه ===
تحدث العلماء عن مكانة أبي القاسم الرافعي، وأخلاقه، وسيرته، وصلاحه، وتواضعه، وعمله في مجال التعليم، ورواية الحديث، واجتهاده، وتأليف الكتب، وبما يدل على مكانته، وكفائته العلمية. قال ابن قاضي شهبة: {{اقتباس مضمن|الإمام العلامة إمام الدين، أبو القاسم القزويني الرافعي. صاحب الشرح المشهور كالعلم المنشور، وإليه يرجع عامة الفقهاء من أصحابنا في هذه الأعصار، في غالب الأقاليم والأمصار، ولقد برز فيه على كثير ممن تقدمه، وحاز قصب السبق، فلا يدرك شأوه إلا من وضع يديه حيث وضع قدمه.}}<ref name="طبقات ابن شهبة" /> قال الذهبي: «انتهت إليه معرفة المذهب» وقال تاج الدين السبكي: {{اقتباس مضمن|وقال أبو عبد الله محمد ابن محمد الإسفراييني: هو شيخنا إمام الدين، وناصر السنة، كان أوحد عصره في العلوم الدينية أصولا وفروعا، مجتهد زمانه في المذهب، فريد وقته في التفسير كان له مجلس بقزوين للتفسير ولتسميع الحديث}}.<ref name="الطبقات" />
وقال أيضاً: {{اقتباس مضمن|كان الإمام الرافعي متضلعا من علوم الشريعة تفسيرا وحديثا وأصولاً، مترفعا على أبناء جنسه في زمانه نقلا وبحثا وإرشادا وتحصيلا}}. «وأما الفقه؛ فهو فيه عمدة المحققين، وأستاذ المصنفين، كأنما كان الفقه ميتا، فأحياه وأنشره، وأقام عماده بعد ما أماته الجهل فأقبره، كان فيه بدرا يتوارى عنه البدر إذا دارت به دائرته، والشمس إذا ضمها أوجها، وجوادا لا يلحقه الجواد إذا سلك طرقا، ينقل فيها أقوالا، ويخرج أوجها، فكأنما عناه البحتري بقوله:
سطر 93:
 
=== نسكه وتواضعه ===
كان أبو القاسم الرافعي صاحب نسك، وتواضع، ذكر العلماء أنه اتصف بـالورع والزهد والتقى، وأنه كان نقيا طاهر الذيل، مراقبا لله ذو سيرة رضية مرضية، وطريقة زكية، مشتغلا بالعلم والعبادة، قال السبكي: {{اقتباس مضمن|وكان -رحمه الله- ورعا زاهدا تقيا نقيا طاهر الذيل مراقبا لله له السيرة الرضية المرضية والطريقة الزكية، والكرامات الباهرة}}.<ref name="الطبقات"/> {{اقتباس مضمن|قال ابن الصلاح: أظن أني لم أر في بلاد العجم مثله، قلت: لا شك في ذلك}}. قال النووي: «الرافعي من الصالحين المتمكنين، كانت له كرامات كثيرة».<ref name="الطبقات"/> قال الذهبي: {{اقتباس مضمن|وكان من العلماء العاملين، يذكر عنه تعبد ونسك وأحوال وتواضع، انتهت إليه معرفة المذهب}}.<ref name="سير أعلام النبلاء"/> ذكر ابن الملقن أن الرافعي كان متقللا من الدنيا، وأنه عند سفره إلى المدينة المنورة، كان يملي فيها الحديث، على الذين يروون عنه الحديث، وكان الحافظ عبد العظيم المنذري، ممن يأخذ عنه الحديث في المدينة، فلم يعرفه في بداية الأمر؛ لما كان يظهر عليه من التواضع والبساطة. قال [[ابن الملقن]] أيضا: «قرأت على شيخنا صلاح الدين قال: سمعت قاضي القضاة أبا عبد الله محمد ابن عبد الرحمن القزويني -تغمده الله بعفوه- يحكي عن مشايخ بلده: أن سبب تصنيف الإِمام أبي القاسم الرافعي الشرح الصغير: أن بعض الفقهاء قصد أن يختصر [[فتح العزيز للرافعي|الشرح الكبير]]، فبلغ ذلك الإمام الرَّافِعي فخاف أَن يفسده عليه بالتغيير، لقصور عبارة ذلك الرجل، فقال له الإِمام أبو القاسم: أَنا أختصِره لك، ولكن لا أقدر على الورق. وكان ذلك الرجل -أيضا- فقيرا، فلم يمكنه إلا أن أحضر للإِمام أبي القاسم من الورق المكتوب الذي يباع شيئا كثيرا، فَكتب الإِمام الشَّرح الصغير في ظهوره، حتى أكمله، ثم نقل من تلك الظهور. قلت: "وهذه الحكاية مما يدل على زهد الإمام الرافعي، وتقلُّلِهِ من الدنيا"».<ref name="البدر المنير" />
 
== مؤلفاته ==
سطر 152:
 
== وفاته ==
توفي الرافعي في شهر [[ذو القعدة|ذي القعدة]] سنة: ثلاث وعشرين وستمائة، [[تقويم هجري|هجرية]] ([[623 هـ]]) قال الذهبي: {{اقتباس مضمن|وقال ابن خلكان: توفي في ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين وستمائة وقال الرافعي: سمعت من أبي حضورا في الثالثة سنة ثمان وخمسين وخمسمائة}}.<ref name="سير أعلام النبلاء" />
قال تاج الدين السبكي:
{{اقتباس مضمن|نقلت من خط الحافظ صلاح الدين خليل ابن كيكلدي العلائي، نقلت من خط الحافظ علم الدين أبي محمد القاسم ابن محمد البرزالي، نقلت من خط الشيخ الإمام تاج الدين ابن الفركاح، أن القاضي شمس الدين ابن خلكان حدثه أن الإمام الرافعي توفي في ذي القعدة، سنة ثلاث وعشرين وستمائة}}.<ref name="الطبقات"/>
سطر 199:
[[تصنيف:أشاعرة]]
[[تصنيف:علماء الدراسات الإسلامية]]
[[تصنيف:علماء حديث إيرانيونمن خراسان]]
[[تصنيف:فقهاء الشافعية]]
[[تصنيف:مجددون]]