الفتح الإسلامي للغال: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
وسوم: تعديلات المحتوى المختار تحرير من المحمول تعديل ويب محمول
ط استرجاع تعديلات علي عبدالرحيم الشريف (نقاش) حتى آخر نسخة بواسطة ZkBot
وسم: استرجاع
سطر 50:
=== الأوضاع الاجتماعيَّة ===
[[ملف:Frühmittelalterliches Dorf.jpg|نموذجٌ لِما كان عليه شكلُ القُرى والبلدات في العُصُور الوُسطى المُبكرة في مُختلف البلاد الجرمانيَّة بما فيها المملكة الإفرنجيَّة.|تصغير|يمين]]
كان الشكلُ الأوليّ من نظام [[إقطاعية|الإقطاع]] يسود مُختلف أنحاء المملكة الإفرنجيَّة، وكانت جُمهرة من الأُمراء والدوقات والكونتات تتقاسم السُلطة في مُختلف الولايات والأنحاء، وكُلَّما ضعُف سُلطانُ العرش اشتد نفوذُ أولئك الزُعماء المحليين، كما أُسلف. كما كانت العشائريَّة سائدة بين مُختلف طبقات الشعب، بحيثُ تعصَّب كُلُّ فريقٍ لِجماعته وعشيرته التي يتحدّر منها.<ref name="تأسيس المملكة الإفرنجية" /> وكان حق وراثة الأرض بين الإفرنج موضوعًا حسَّاسًا على المُستوى الاجتماعي، نظرًا لِأنَّ المكانة السياسيَّة والاجتماعيَّة لِلفرد كانت تتوقف عليه، فوفقًا لِحق الوراثة كانت تقل أو تزيد مكانة الإفرنجي بِانتقاص أو ازدياد ما يملكه من أراضٍ وضياع.<ref name="اجتماعيًا">{{مرجع كتاب|المؤلف1= عُمران، محمود سعيد|العنوان= معالم تاريخ أوروبَّا في العُصُور الوُسطى|الطبعة= الثانية|الصفحة= 147 - 148|الناشر= [[دار النهضة العربية (بيروت)|دار النهضة العربية]]|المكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]}}</ref> وحقُ وراثة الأرض كان عادة اجتماعيَّة قديمة سادت بين القبائل الجرمانيَّة مُنذُ ما قبل استقرارها وتحضُّرها، فكان زعيمُ العشيرة يُوزِّع الجياد والرِّماح على رفاق السِّلاح قبل أي غزوة، وكان منحُ مثل هذه الأشياء يتم دون تحفُّظ، وكان من يتلقَّاها يحتفظ بها طالما كانت صالحة لِلاستعمال حتَّى ولو ترك خدمة زعيمه. وكان من حق المُحارب أن يُوصي بها عند وفاته لِأيِّ شخصٍ يشاء، ولم يكن هُناك ضررٌ من ذلك لِأنَّ مثل هذه الأشياء يُمكن تعويضها في عمليَّات غزوٍ جديدة. ولكنَّ المُشكلة كانت أنَّ رئيس العشيرة كان يمنح بعض الأراضي بعد الغزو، وليس من السهل تعويض الأرض بِقدر تعويض السلاح، وهُنا أدرك المُلوك ضرورة تحديد وتقييد هباتهم من الأراضي، ومن هذه القُيُود ولاءُ من يحصل على المنحة وأن تكون المنحة طوال حياته فقط ولا تُورَّث من بعده.<ref name="اجتماعيًا" /> وكان من الطبيعي أن يميل النُبلاء إلى التخلُّص من شرط الولاء وعدم التقيُّد بِالمُدَّة وأن يكون من حقِّهم توريث الأرض لِأولادهم. ولمَّا ضعُفت سُلطة العرش الإفرنجي نجحوا بِذلك، على أنَّ بعض المُلُوك الأقوياء أو مُحافظي القصر الذين لاحظوا العجز الناشئ في إيرادات الأراضي نتيجة تملُّص النُبلاء من ولائهم لِلعرش فرضوا بعض الضرائب على النُبلاء لِتعويض هذا العجز، فتمرَّد عليهم هؤلاء، ممَّا ولَّد صراعٌ اجتماعيٌّ دائم بين الحُكَّام وطبقة النُبلاء تمثَّل بِرغبة الأخيرين في تأمين مركزٍ دائمٍ لِأنفُسهم ولِأُسرهم من بعدهم، وبِضرورة تحقيق الحُكومة مُتطلبات المملكة النامية.<ref name="اجتماعيًا" /> أمَّا على صعيد طبقة الفلَّاحين والمُزارعين، فإنَّ الوثائق والمخطوطات بِالكاد تذكر عنها شيءًا قبل [[القرن 9|القرن التَّاسع الميلاديّ]]، وجلَّ ما هو معروف عن هذه الطبقة في [[عصور وسطى مبكرة|العُصُور الوُسطى المُبكرة]] يتأتَّى من [[علم الآثار|الاكتشافات الأثريَّة]]. ويبدو من خِلال التدقيق في تلك الاكتشافات، ومُطالعة الوثائق القليلة المُتبعثرة، أنَّ هذه الطبقة كان منها من يخضع بِالكامل لِسُلطة النُبلاء الإقطاعيين، وأنَّ بعضها الآخر كان عبارة عن مُجتمعاتٍ مُصغرة ذاتيَّة الحُكم إلى حدٍ كبير.<ref group="ْ">{{مرجع كتاب |المؤلف=Wickham, Chris |وصلة المؤلف=:en:Christopher Wickham |العنوان=The Inheritance of Rome: Illuminating the Dark Ages 400–1000 |الناشر=Penguin Books |المكان=New York |السنة=2009 |isbn=978-0-14-311742-1|الصفحات=204-210}}</ref> وقد تجمَّع الفلَّاحون في قُرى أو بلدات صغيرة شُيِّدت مُنذُ [[الإمبراطورية الرومانية|العصر الروماني]] ثُمَّ تراجع شأنها بعد انهيار الإمبراطوريَّة، وكان مُعظم تلك التجمُّعات مُحصنًا يتمحور حول سوقٍ محليَّة أو كنيسةٍ كُبرى. وعرفت الزراعة بعض التحسُّن والتطوُّر عن العصر الروماني، فاستعمل الفلَّاحون أنواعًا أكثر تقدُمًا من [[محراث|المحارث]]، واعتمدوا أُسلوب [[تناوب المحاصيل لمدة ثلاث سنوات|تناوُب المحاصيل لِمُدَّة ثلاث سنوات]].<ref group="ْ">Thaër A. von, [1809] 1811. ''Principes raisonnés d’agriculture'', traduction de EVB Crud, tome premier. Paris, Paschoud, ix + 372 p.</ref>
 
=== الأوضاع الاقتصاديَّة ===