أبو حنيفة النعمان: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
←‏أهم آراؤه الكلامية: تعديل الاسلوب الشخصي للعبارة
وسم: تعديل مصدر 2017
←‏توجهه إلى طلب العلم: كان ممتعاً بعض الأخطاء لا توصف
وسوم: تعديلات المحتوى المختار تحرير من المحمول تعديل ويب محمول
سطر 35:
 
=== توجهه إلى طلب العلم ===
انصرف أبو حنيفة إلى العلم بعد نصيحة [[الشعبي (فقيه)|الشعبي]]، وصار يختلف إلى حلقات العلماء، وكانت حلقات العلم في ذلك العصر ثلاثة أنواع: حلقات للمذاكرة في [[عقيدة إسلامية|أصول العقائد]]، وهذا ما كان يخوض فيه أهل الفرق المختلفة، وحلقات لمذاكرة [[الأحاديث النبوية]] وروايتها، وحلقات لاستنباط [[الفقه]] من [[القرآن|الكتاب]] و[[السنة النبوية|السنة]]، والفتيا فيما يقع من الحوادث.
 
وقد ذكرت المصادر عدة روايات عن أبي حنيفة تدل على أنه عندما تفرغ لطلب العلم اتجه إلى الفقه بعد أن استعرض العلوم المعروفة في ذلك العصر، واختار أولاً [[علم الكلام]] والجدل مع الفرق، ثم انصرف عنه إلى [[الفقه]].<ref>أبو حنيفة، محمد أبو زهرة، ص23-24</ref> وهذه رواية قد رُويت من عدة طرق إحداها عن [[أبو يوسف|أبي يوسف]] صاحب أبي حنيفة أن أبا حنيفة سُئل: «كيف وُفقت إلى الفقه؟»، فقال: «أخبرك، أما التوفيق فكان من الله، وله الحمد كما هو أهله ومستحقه، إني لما أردت تعلم العلم جعلت العلوم كلها نصب عيني، فقرأت فناً فناً منها، وتفكرت عاقبته وموضع نفعه، فقلت آخذ في [[علم الكلام|الكلام]]، ثم نظرت، فإذا عاقبته عاقبة سوء ونفعه قليل، وإذا كمل الإنسان فيه لا يستطيع أن يتكلم جهاراً ورمي بكل سوء ويقال صاحب هوى، ثم تتبعت أمر [[الأدب]] و[[النحو]]، فإذا عاقبة أمره أن أجلس مع صبي أعلمه النحو والأدب، ثم تتبعت أمر [[الشعر]]، فوجدت عاقبة أمره المدح والهجاء، وقول الكذب وتمزيق الدين، ثم تفكرت في أمر [[القراءات]]، فقلت: إذا بلغت الغاية منه اجتمع إلي أحداث يقرؤون علي، والكلام في [[القرآن]] ومعانيه صعب، فقلت: أطلب [[الحديث النبوي|الحديث]]، فقلت: إذا جمعت منه الكثير أحتاج إلى عمر طويل حتى يُحتاج إلي، وإذا احتيج إلي لا يجتمع إلا الأحداث، ولعلهم يرمونني بالكذب وسوء الحفظ فيلزمني ذلك إلى يوم الدين، ثم قلبت [[الفقه]]، فكلما قلبته وأدرته لم يزدد إلا جلالة، ولم أجد فيه عيباً، ورأيت الجلوس مع العلماء والفقهاء والمشايخ والبصراء والتخلق بأخلاقهم، ورأيت أنه لا يستقيم أداء الفرائض وإقامة الدين والتعبد إلا بمعرفته، وطلب الدنيا والآخرة إلا به، ومن أراد أن يطلب به الدنيا طلب به أمراً جسيماً، وصار إلى رفعة منها، ومن أراد العبادة والتخلي لم يستطع أحد أن يقول: تعبد بغير علم، وقيل إنه فقه وعمل بعلم».<ref>أبو حنيفة، محمد أبو زهرة، ص24-25</ref><ref>انظر أيضاً: تبييض الصحيفة، السيوطي، ص23</ref>
 
تثقف أبو حنيفة إذن بالثقافة الإسلامية كلها التي كانت في عصره، فقد حفظ القرآن على قراءة عاصم، وعرف قدراً من الحديث، وقدراً من النحو والأدب والشعر، وجادل الفرق المختلفة في مسائل الاعتقاد وما يتصل به، وكان يرحل لهذه المناقشة إلى [[البصرة]]، وكان يمكث بها أحياناً سنةً لذلك الجدل، ثم انصرف بعد ذلك إلى الفقه،<ref>أبو حنيفة، محمد أبو زهرة، ص27</ref> واتجه إلى دراسة الفتيا على المشايخ الكبار الذين كانوا في عصره، ولزم واحداً منهم، أخذ عنه وتخرج عليه، ولقد كانت [[الكوفة]] في عهده موطن فقهاء العراق، كما كانت [[البصرة]] موطن الفرق المختلفة ومن كانوا يخوضون في أصول الاعتقاد، وقد كانت تلك البيئة الفكرية لها أثرها في نفسه، حتى قال: {{اقتباس مضمن|كنت في معدن العلم والفقه، فجالست أهله ولزمت فقيهاً من فقهائهم}}.<ref>أبو حنيفة، محمد أبو زهرة، ص28ض28-29</ref>
 
=== ملازمته لشيخه حماد بن أبي سليمان ===