الظاهر بيبرس: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط استرجاع تعديلات Waleedgood (نقاش) حتى آخر نسخة بواسطة إسلام
وسم: استرجاع
لا ملخص تعديل
وسوم: تحرير من المحمول تعديل في تطبيق الأجهزة المحمولة تعديل بتطبيق iOS
سطر 34:
=== معركة المنصورة ===
{{مفصلة|معركة المنصورة}}
برز بيبرس عندما قاد جيشجيشَ المماليك في [[معركة المنصورة]] ضد الصليبيين في رمضان من عام [[647 هـ]] / [[1249]] م. فقد شن [[فرنجة|الفرنجة]] هجوماً مباغتاً على الجيش المصري مما تسبب بمقتل قائد الجيش "فخر الدين بن الشيخ" وارتبك الجيش وكادت أن تكون كسرة إلا أن خطة معركة أو "مصيدة المنصورة" التي رتبها بيبرس، القائد الجديد للمماليك الصالحية أو [[المماليك البحرية|البحرية]] وبموافقة [[شجرة الدر]] التي كانت الحاكمة الفعلية لمصر في تلك الفترة بعد موت زوجها سلطان مصر [[الصالح أيوب]]. فقاد الهجوم المعاكس في تلك المعركة ضد الفرنج، وتسبب بنكبتهم الكبرى في المنصورة. التي تمأسر فيها أسر الملك الفرنسي [[لويس التاسع]] وحبسه في [[دار ابن لقمان]].
 
=== توران شاه ===
بعد وفاة السلطان الصالح أيوب استدعت شجرة الدر ابنه [[توران شاه]] من [[حصن كيفا]]، ونصبته سلطاناً على مصر ليقود الجيش المصري ضد القوات الصليبية الغازية. لكن ماإنما إن انتهت الحرب، حتى بدأ توران شاه بمضايقة شجرة الدر وظل يطالبها برد أموال ومجوهرات والده، وفي نفس الوقت توعد وهدد مماليك أبيه واستبعدهم من المناصب ووضع مكانهم أصحابه الذين أتوا معه من حصن كيفا. مما حذاحدا بالمماليك الإسراع في قتله قبل خروج الفرنج من [[دمياط]]، فقُتل بمشاركة بيبرس و[[فارس الدين أقطاي]] في [[فارسكور]].
 
وبعد مقتل توران شاه نصب المماليك شجرةشجرَةَ الدر سلطانةسلطانةً باعتبارها أرملة السلطان الصالح أيوب وأما ابنه خليل فقد مات صغيراً، وطلبوا من الأمراء الأيوبيين في الشام الاعتراف بسلطنتها. فرفض أيّوبيّو الشام هذا التنصيب، لأن ذلك معناه نهاية دولتهم في مصر، وأيضا لم يوافق الخليفة العباسي [[المستعصم بالله]] في [[بغداد]] الذي اعترض على ولاية امرأة. فتسلم السلطنة [[عز الدين أيبك]] الذي تزوجها لكي يتمكن من الحكم. ولكن الأيوبيين لم يوافقوا على ذلك وتم إرسالوأرسل جيش إلى مصر بقيادة صاحب حلب ودمشق [[الناصر يوسف]] لاحتلالها وتحريرها من المماليك، ولكنهم هُزموا أمام المماليك، وفرّوا هاربين إلى الشام مما مكن المماليك من تثبيت حكمهم في مصر.
 
=== صراع المماليك ===
بعد استتباب الأمر للمماليك في حكم مصر بقيادة [[عز الدين أيبك|السلطان أيبك]]، بدأ أمر [[فارس الدين أقطاي الجمدار|أقطاي]] يستفحل، وأحس السلطان عز الدين أيبك بزيادة نفوذه، خاصة بعدما طلب من أيبك أن يفرد له مكاناً في قلعة الجبل، ليسكن به مع عروسه<ref name="السلوك"/>، فقرر قتله بالتعاون مع مملوكه [[سيف الدين قطز]] والمماليك المعزية، فاستدرجه إلى قلعة الجبل واغتاله وألقى برأسه إلى المماليك البحرية الذين تجمعوا تحت القلعة مطالبين بالإفراج عنه وكان ذلك سنة 652 هـ / [[1254]]م. ففر المماليك البحرية من مصر إلى [[سوريا]] و[[الكرك]] و[[سلاجقة الروم|سلطنة الروم السلاجقة]] وأماكن أخرى، وكان في مقدمتهم بيبرس و[[المنصور قلاوون|قلاوون الألفي]] وبلبان الرشيدي و[[سنقر الأشقر]] الذين فروافرّوا إلى [[دمشق]].
[[ملف:Krak des Chevaliers landscape (cropped).jpg|تصغير|350px|صورة جوية ل[[قلعة الحصن (حمص)|قلعة الحصن]]]]
فرح [[الناصر يوسف]] بما حصل ورحب بهم، وحاول أن يستخدمهم ضد أيبك. استمرت العداوة بين الناصر يوسف وأيبك فأرسل الناصر يوسف جيشه للهجوم على مصر بمساعدة المماليك البحرية الذين معه في هذه المرة، ولكن ما إن وصل حدود مصر حتى اضطر إلى أن ينسحب ويوافق على شروط أيبك التي كان من ضمنها إبعاد البحرية عن سوريا فرحلوا إلى [[الكرك]]<ref name="السلوك"/>. فأستقبلهم صاحب الكرك المغيث عمر أحسن استقبال، وفرق فيهم الأموال<ref>المختصر. 3/193</ref>، وحاول الهجوم على مصر بدعم المماليك البحرية ولكنه مني بهزيمة أمام أيبك وكروكرَّ راجعا وكان ذلك سنة 656 هـ / 1258 م<ref name="السلوك"/><ref name="علاقات">العلاقات الدولية في عصر الحروب الصليبية. د. منذر الحايك. ج:1. ط:أولى 2006 ص:401- 405</ref>. وأثناء عودة المماليك منهزمين من مصر هاجموا غزة التي تعد تابعة للناصر يوسف، فهزموا الحامية التي بها وأسروا آمرها، فقوي أمرهم<ref>المختصر 3/197</ref>.
 
وفي أثناء تحرك البحرية في جنوب الشام، صادفوا في [[غور الأردن]] فرقة [[شهرزور|الشهرزورية]]<ref>الشهرزورية: فرقة من الأكراد نسبة إلى بلدة [[شهرزور]]، (راجع معجم البلدان، مادة شهرزور) هربوا من العراق بعد غزو التتار، فانضموا إلى الناصر في الشام ثم تمردوا عليه. راجع العلاقات الدولية في عصر الحروب الصليبية. ص:401</ref>، التي فرت من العراق تحت ضغط [[التتار]]، فاتفقوا معهم وتزوج بيبرس امرأة منهم لتوثيق الاتفاق بالمصاهرة<ref name="علاقات"/>. مما حرك المخاوف عند الناصر منهم، فحرك عساكره إليهم، فهزم البحريةالبحريةُ عسكرعسكرَ الشام، فركب الناصر بنفسه وبكل جيشه، ففرت البحرية إلى الكرك والشهرزورية إلى مصر<ref name="الفكرة">"زبدة الفكرة" لبيبرس الدواداري</ref><ref name="علاقات"/>. فتابع تحركه نحو الكرك وحاصرها، فأراد المغيث حل القضية سلمياً مع الناصر، فوافق الناصر على شرط تسليمه المماليك، وفي أثناء الحصار شعر بخطورة الموقف أحد مقدمي البحرية، وربما أذكاهم وأكثرهم أهلية للقيادة -وكان هو الظاهر بيبرس- الذي يعرف بدقة أين يجب أن يكون في كل ظرف، فتسلل من قلعة الكرك ولجأ إلى الناصر يوسف الذي استقبله وعفا عنه. أما باقي المماليك فقد استلمهم الناصر من المغيث وأودعهم سجن [[قلعة حلب]]، وبقوا فيها حتى احتل التتار حلب وأخذوهم منها<ref name="علاقات"/><ref>المختصر 3/198</ref>.
 
انتهت الخلافات بين الطاهر يوسف وأيبك على إثر وساطة قام بها [[ابن العلقمي]] وزير الخليفة [[المستعصم بالله]]، ونص الاتفاق على أن تسحب فلسطين من أملاك أيبك وتضم إلى يوسف، وأقطع بيبرس [[نابلس]] لإرضائه بعد استشاطته غضبا من الاتفاق بين يوسف وأيبك.
سطر 54:
=== عين جالوت ===
{{مفصلة|معركة عين جالوت}}
عاد لمصر بعد أن ولاه [[قطز|سيف الدين قطز]] منصب الوزارة عام [[1260]] ميلادية ليشتركا معا في محاربة [[إمبراطورية المغول|المغول]] الذين كانوا في طريقهم إلى [[مصر]] بعد اجتياحهم المشرق الإسلامي ثم [[العراق]] وإسقاطهم [[الخلافة العباسية|الدولة العباسية]] في [[بغداد]]. وقد أرسل هولاكو رسلا لقطز يحملون كتابا فيه تهديد ووعيد إن لم يخضعوا له. فعقد سيف الدين قطز اجتماعا مع وجهاء الدولة وعلمائها وتم الاتفاق على التوجه لقتال المغول إذ لا مجال لمداهنتهم. وقد اختلى قطز ببيرسببيبرس البندقداري الذي كان أمير الأمراء واستشاره في الموضوع. فأشار عليه بأن: أقتل الرسل، وأن نذهب إلى [[كتبغا]] متضامنين. فإن انتصرنا أو هزمنا، فسوف نكون في كلتا الحالتين معذورين. فاستصوب قطز هذا الكلام، وقام بقتل رسل المغول<ref>المغول في التاريخ. [[فؤاد صياد]]. {{المقصود|دار النهضة العربية|دار النهضة العربية}}. ط:1980 ص: 305</ref>. وقد زاد من عزيمة المسلمين وصول رسالة من صارم الدين الأشرفي -وقد وقع أسيرا في يد المغول أثناء غزوهم الشام ثم قبل الخدمة في صفوفهم- أوضح لهم فيها قلة عددهم وشجعهم على قتالهم وأن لا يخافوا منهم<ref name="خاشع">الوطن العربي والغزو الصليبي - تأليف د. خاشع المعاضيدي ود.سوادي عبد محمد ودريد عبد القادر نوري - ص:224 مطابع جامعة الموصل 1981 م.</ref>. وقد استفاد قطز من رحيل [[هولاكو]] إلى {{المقصود|فارس|فارس}} على رأس معظم جيشه بعد سماعه بوفاة أخيه الخان الأعظم، فمن تبقى في الشام من عساكر المغول تحت قيادة كتبغا يتراوح ما بين 10 آلاف إلى 20 ألف رجل<ref name="الباز">[[السيد الباز العريني]]. المغول. [[دار النهضة العربية (بيروت)|دار النهضة العربية]]. ط:1406-1986 ص: 260</ref>. قام سيف الدين قطز بتقسيم جيشه لمقدمة بقيادة بيبرس وبقية الجيش يختبئ بين التلال وفي الوديان المجاورة كقوات دعم أو لتنفيذ هجوم مضاد أو معاكس. فقامت مقدمة الجيش بقيادة [[بيبرس]] بهجوم سريع ثم انسحبت متظاهرة بالانهزام لسحب خيالة المغول إلى الكمين، وانطلت الحيلة على كتبغا فحمل بكل قواه على مقدمة جيش المسلمين واخترقه وبدأت المقدمة بالتراجع إلى داخل الكمين، وفي تلك الأثناء خرج قطز وبقية مشاة وفرسان الجيش وعملوا على تطويق ومحاصرة قوات كتبغا، فعندئذ استعر القتال ولم يمض كثير من الوقت حتى هزم الجيش المغولي وقتل معظمهم بمن فيهم قائدهم كتبغا، ويعد بيبرس المهندس العسكري لمعركة عين جالوت<ref>محمد الياس أبو مصطفى: دور الخطر المغولي في توحيد الجبهة الداخلية للمماليك، رسالة ماجستير منشورة، [[الجامعة الإسلامية (غزة)]]، 2016م، ص 54-60</ref>.
 
== مقتل قطز ==