الدولة السامانية: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
وسمان: تحرير من المحمول تعديل ويب محمول
لا ملخص تعديل
وسوم: تعديلات طويلة تحرير من المحمول تعديل ويب محمول
سطر 68:
أل سامان أو السامانيون من عائلة عرفت بالرياسة قبل ال[[إسلام]] وبعده، فقد كان جَدُهم بهرام بن خشنش الساماني عاملا على أذربيجان قبل حلول الإسلام بين ظهرانيهم. ولما ولي المأمون العباسي خراسان لأبيه هرون الرشيد قربهم إليه ورفع منهم واستعملهم أمراءَ على مناطق ِنفوذ ِهم. ولما عاد المأمون كخليفة إلى بغداد في سنة 204 للهجرة استخلف أبناء [[أسد الساماني]] على أهم المدن في [[خراسان]]. فجعل [[نوح بن أسد]] على [[سمرقند]] و[[أحمد بن أسد]] على [[فرغانة]] و[[يحيى بن أسد]] على [[الشاش]] و[[اشروسنه]] و[[الياس بن أسد]] على [[هراة]]، فلما ولي [[طاهر بن الحسين]] [[خراسان]] أبقاهم على أعمالهم هذه، ثم توفي [[نوح بن أسد]]. فوُلّيَ أخوه أحمد بن أسد بعده ثم استخلفه ابنـَه [[إسماعيل بن أحمد بن أسد الساماني|إسماعيل]] على أعماله بسمرقند.. في سنة 261 للهجرة.
 
في ربيع الأول من سنة 287 للهجرة، تمكن [[عمرو_بن_الليث_الصفار|عمرو ابن الليث الصفار]] حاكمُ [[نيسابور]] (أخو [[يعقوب_بن_الليث_الصفار|يعقوب الصفار]]) من قتل عدو الخلافة العباسية الأول في ذلك الوقت [[رافع بن هرثمه[[هرثمة_بن_أعين|هرثمة]] بعد معركة عنيفة ويبعثُ برأسه للخليفة العباسي [[أحمد_المعتضد_بالله|المعتضد]]. ويطلبُ من الخليفة توليته بلاد َما وراء النهر الغنية، ومرادَ كل طامع ثمنا لذلك. وكما هو ديدنُ كل من يقفُ على رأس السلطة السياسية في بغداد الخليفة أو وزراؤه، متغلبٌ واحدٌ قوي موال في كل مصر من أمصار الدولة، هو المطلبُ الثابت للخلافة. ولذا أرسل الخليفة العباسي لواء الخلافه وخلعا وهدايا سنيه إلى نيسابور ورِضا الخلافة عن سعي عمرو بن الليث الصفار لبسط نفوذه على [[بلاد ما وراء النهر]]. كان عمرو بن الليث الصفار يستصغرُ أمر، إسماعيل بن أحمد الساماني على بلاد ما وراء النهر، فبعث إليه من نيسابور جيشا متواضعا في العدة والعدد، وجعل على ذلك الجيش خليفتـَه وحاجبه واخصَ أصحابه وأكبرَهم عنده الأمير [[محمد ابن بشير]]. تقدم محمد بن بشير بجيشه إلى مدينة [[آمل]]، المدينة التي بإزاء بلاد ما وراء النهر، ولكن الأخبارَ كانت قد وصلت سريعا إلى إسماعيل بن أحمد الساماني، فعبر إليهم بجيشه نهرَ [[جيحون_(نهر)|جيحون]] فأدركهم فور وصولهم، وهم على قدر كبير من التعب، فأوقع بهم هزيمة فادحة قتل في المعركة ستة آلاف مقاتل بينهم أميرُ الجيش نفسُه محمد بن بشير. وانهزم الباقون إلى نيسابور وهم بأسوأ حال. فكان وقعُ الهزيمة الغيرُ متوقعة في نفس [[عمرو بن الليث الصفار]] كالصاعقة. فجهّزَ فور عودة طلائع جيشِه، جيشا كثيفا، وجمع الكثيرَ من المتطوعة وأطلقَ المالَ لهذا الجيش وأحسن عدتـَه، ورغم أن جميعَ أصحابه وكبار قادتِه أشاروا عليه بإنفاذ الجيوش تحت إمرة قادته الكبار والذين خبروا القتالَ طويلا وأن لا يخاطرَ هو بنفسِه. عزم عمرو على أن يقودَ كتائبَ هذا الجيش بنفسِه ليستردَ مهابتهُ التي بددتها هزيمته، بعث إسماعيل بن أحمد الساماني كتابا إلى عمرو بن الليث الصفار جاء فيه:
"إنك قد وليت دنيا عريضة فاقنع بما في يدك واتركني مقيما بهذا الثغر الذي في يدي. فأبى عمرو بن الليث الصفار إلا القتال".
 
تقدم عمرو بن الليث الصفار أميرُ بلاد ما وراء النهر على رأس جيشِه بعد أن أتم كاملَ استعداداتِه للمواجهة الحاسمة، ولأن الحربَ خدعه،خدعة، واصل الأميرُ [[إسماعيل الساماني]] كتبَهكُتبَه إلى عمرو الصفار التي يطلب فيه المصالحة، ويتعطفه بلين الخطاب لإيهامه بأنه على غير استعداد للمواجهة. ولكن الحقيقة َ كانت غيرَ ذلك. بلغ جيشُ الصفار نهرَ [[بلخ]] في موسم الفيضان، فسأتعصى عليه العبورُ لشدة ِجريان مياه النهر، فأشار عليه قوادُه بالرجوع، ولكنه أبى إلا المواجهة، وقال: "لو شئتُ أن اسكـّرَ هذا النهرَ ببيدر من الأموال وأعبرَه لفعلت". انتفعَ إسماعيل بن أحمد الساماني من التحرك المكشوف لخصمه عمرو بن الليث الصفار فعبر إلى الضفة الغربية لنهر [[جيحون_(نهر)|جيحون]] بسرعة خاطفه،خاطفة، وأحاط بجيش خصمِه من كل ناحية لكثرة جموعِه، والصفار لم يزل يعالجُ معدات العبور إلى الضفة الشرقية. انتبه عمرو إلى الحقيقة المرعبة وبشكل مفاجئ انه محاصرٌ تماما، فأسقط ما في يده، وبعث بكتاب إلى إسماعيل يخبره فيه بأنه وافق على الصلح الذي أراد، وطلب المحاجزه،المحاجزة، ولكن إسماعيل هو الذي يأبى هذه المرة ولن يقبلَ إلا بالمناجزه،بالمناجزة، فندم حينئذ عمرو بن الليث الصفار على ما فعل، ولكن لات ساعة مندمفعل.
 
اشتبك الجيشان في معركة حاميهحامية كثـُرَ القتلُ فيها بين الفريقين، وبالرغم من وجود عمرو بن الليث الصفار مقاتلا بين جنوده إلا أن المباغتة حطت من معنوياتهم. فلملم يكنيدم القتال بين الجيشين كثيرُ قتال حتى تفكك جيشُ عمرو بن الليث الصفار، وتفرقواوتفرق في كل ناحية طلبا للنجاة. فأمر من تبقى معه من الجنود، أن يسيروا في الطريق الواضح وان يغذوا السيرَ حتى ينصرفَ الذين يتبعونه خلف جملة ِجيشه، وسلك هو طريقا آخرا ظن انه منجيه. فوحلت به دابتـُه ودوابُ من معه. فمضى أصاحبُه في سبيلهم وتركوه وحده، ولم يكن له في نفسه حيله،حيلة، فأدركه أصحابُجنود إسماعيل وأخذوه أسيرا.
وصل خبُر اسرأسر ِعاملعامل ألخلافهالخلافة وثقتِها الأمير عمرو بن الليث الصفار إلى أسماع الخليفة المعتضد العباسي في بغداد. وبما أن الحقَ عند الخليفة هو دوما ًمعمع القوي المنتصر، عرف الخليفة المعتضد بما فعل إسماعيلَ بن أحمد الساماني بعمرو بن الليث الصفار في بغداد، وبذا برز إسماعيل بن أحمد الساماني في ذلك الزمان واشتهر بين رجالات السياسة في البيت العباسي وقادة جيوشهم، الأمرُ الذي مهد فيما يأتي من الأيامبعد لفرض ملك آل سامان كأمر واقع معترف به. أرسل الخليفة المعتضد إلى الأمير إسماعيل الساماني الخلعَ والهدايا واقره واليا على ما كان في يده وما أنتزعه من الصفارين في المعارك الأخيرة من أعمال. وفي واحد من مواقف
أرسل الخليفة المعتضد إلى الأمير إسماعيل الساماني الخلعَ والهدايا وأقره واليا على ما كان في يده وما أنتزعه من الصفارين في المعارك الأخيرة. وفي واحد من المواقف القليلة بين الخصوم في مثل تلك الظروف، خيّرَ إسماعيل بن أحمد الساماني أسيرَه الأميرَ عمرو بن الليث الصفار بين المقام عنده أو إنفاذه إلى الخليفة المعتضد، وحتى يُكملَ عمرو بن الليث الصفار مسلسلَ قراراتِه الخاطئة اختار الترحيلَ إلى بغداد. فبعث به إسماعيلُ إلى هناك فلما وصل موكبُه. خرج رجالُ الخليفة على مبعدة ٍمن العاصمة لاستقباله، فأدخلوه إلى بغداد مشتهرا على جمل وطيف به في المدينة إذلالا له، ومن ثم أودعَ السجنَ وبقي به محبوسا حتى اُخرج وقُتل في عام مئتين وتسعة وثمانين289 للهجرة بعد عام واحد من أسره.
 
[[محمد_بن_زيد_العلوي|محمد بن زيد العلوي]] صاحب [[طبرستان]] والديلموالذي لم يستغلُ الفراغ َالذي حصل في [[خراسان]] بعد أن سمعسماعه بأسر عمرو بن الليث الصفار واضطراب حكم [[الصفارين]] فخرج من طبرستان نحو خراسان ظنا منه أن إسماعيل الساماني اكتفى بكسر جيش الصفار وأسره وانه لا يتجاوزُ عمله ولا يقصدُ خراسان وأنه لا دافعَ له عنها. أرسل إليه إسماعيل الساماني يقول له "إلزم عملك ولا تتجاوزُه ولا تقصدُ خراسان، واقره على [[جرجان]] التي في يديه عاملا له عليها، فأبى ذلك محمد زيد. فندب إليه القائد محمد بن هارون. فجمع جمعا كثيرا وراجل وسار نحو محمد بن زيد فالتقوا على باب جرجان واقتتلوا قتالا شديدا فانهزم أصحابُ محمد بن زيد وقتل منهم بشرٌ كثير وأصابت بنَ زيد ضرباتٌ وا ُسر ابنه زيد بن محمد بن زيد ونهبَ بنُ هرون عسكرَه وما فيه، ثم مات محمد بن زيد بعد أيام من جراحاته التي أصابته وحُملَ ابنه زيد بن محمد إلى الأمير إسماعيل بن محمد الساماني فأطلق سراحَه. في سنة مئتين وتسعين للهجرة أميرُ الجيوش السامانية محمد بن هارون الذي كان قد حارب محمد بن زيد العلوي وتولى طبرستان لإسماعيل بن أحمد الساماني، يخلع طاعة الأمير الساماني ويسيرُ إلى الري ويقتلُ واليها (الدتمش التركي) ويستولي عليها. إسماعيل بن أحمد الساماني يبعث بجيشه على جناح السرعة فيهزم محمد بن هارون ويُلجئُه إلى الديلم مستجيرا بهم، ويدخلَُ إسماعيل الري ويُقطعُها لبارس الكبير على أن يُحضر له الأمير المشاقق محمد بن هارون قسرا أو صلحا، فكاتبه بارس وضمن له إصلاح حاله مع الأمير إسماعيل فقبل محمد قوله دون أن يظن أنها خديعة، فما أن وصل حتى قُيّد وحُمل إلى بُخارى وقُتل فيها.
 
في منتصف صفر سنة مئتين وخمس وتسعين للهجرة، توفي إسماعيل بن أحمد الساماني أميرُ خراسان وبلاد ما وراء النهر بعاصمة ألدوله السامانية بخارى، وولي َ بعده ابنه ُ أبو نصر أحمد بن إسماعيل الساماني. خرج الأمير الجديد إلى سمرقند في أول ِفعل قام به، وقبض على أقوى منافسيه على زعامة البيت الساماني عمُه إسحاق بن أحمد لئلا يخرج عليه ويشغله. ومن سمرقند توجه إلى جرجان إذ امتنع عاملها بارس الكبير من حمل الأموال إلى بخارى بعد سماعه بموت إسماعيل، فهرب بارس إلى بغداد خوفا ً منه في أربعة ألاف فارس بعد أن كتب إلى المكتفي العباسي يستأذنه في المسير إليه. وأتت كتبُ المكتفي يعهد بالولاية إلى المتغلب الجديد أحمد بن إسماعيل الساماني. توفي المكتفي بالله العباسي ابن المعتضد بن الموفق بن المتوكل، وتولى أمَر الخلافة من بعده أخوه جعفر بن المعتضد ولقب بالقاهر. وفي 296هـ الوزير العباس بن الحسن يجمع القوادَ والقضاة في عاصمة الخلافة بغداد ويخلع المقتدر ويبايع ابن المعتز وسُمي المرتضي بالله، هاهنا وقفاتٌ قلما تتكرر في التأريخ فبعد بضعة أيام يُخلعُ المرتضي ويعود المقتدر العباسي خليفة من جديد. يطلب المقتدر من نصر بن أحمد الساماني أن يضم إليه سجستان وما تبقى من الأعمال التي لم تزل في يد الصفارين. في رجب سنة مئتين وثمان وتسعين للهجرة استولى أبو نصر أحمد بن إسماعيل الساماني على تاجيك نشين وبها المعدل بن علي بن الليث الصفار فأخذه وأخذ أخاهُ محمد بن علي بن الليث أسيرين بعد أن كسروا جيشه، واستولوا على عسكره، واستعمل عليها سيمجور الدواتي. وكتب أحمد إلى المقتدر بالقبض عليهما، فطلب منه المقتدرُ أن يحملهما إلى بغداد.