طاوية: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V2.7
This article was translated by I Believe in Science & Ideas beyond borders & Beit al Hikma 2.0
سطر 17:
[[ملف:Taoist-Temple-Inside-2.jpg|تصغير|داخل معبد في مدينة سيبو في [[الفلبين]]]]
{{طاوية}}
'''الطاوية''' هي تقليد ديني أو فلسفي ذو أصل صيني، وهي تؤكد على العيش في وئام مع الطاو، والطاو هو فكرة أساسية في معظم [[فلسفة صينية|المدارس الفلسفية الصينية]]. ومع ذلك، فإن معناها في الطاوية هو المبدأ الذي هو مصدر ونمط ومضمون كل شيء موجود في الحياة. تختلف الطاوية عن [[الكونفوشيوسية]] في عدم التشديد على الطقوس الجامدة والنظام الاجتماعي، ولكنها تتشابه في أن فيها كامل الانضباطات والسلوكيات التي تحقق "الكمال" من خلال أن يندمج الفرد مع إيقاعات الكون غير المخطط لها والتي تسمى "الطريق" أو " داو".<ref>Creel, What Is Taoism?, 2</ref> تختلف الأخلاق الطاوية ضمن المدارس المختلفة داخلها، ولكن بشكل عام تميل إلى التأكيد على الوو وي wu wei (والذي يعني العمل بدون نية أو غرض مسبق)، والطبيعية، والبساطة، والعفوية، بالإضافة للكنوز الثلاثة: [[الرحمة]]، و[[التقشف]]، والتواضع.<ref name="Pollard; Rosenberg; Tignor 2011 164"/><ref>{{Cite book|title=Religions in the Modern World|last=Woodhead, Partridge, & Kawanmi|first=Linda, Christopher, & Hiroko|publisher=Routledge|year=2016|isbn=978-0-415-85880-9|location=New York|pages=146}}</ref>
'''الطاوية''' (بالـ[[صينية]]: 道教 = Dàojiào) مجموعة مبادئ، تنقسم لفلسفة وعقيدة دينية، مشتقة من المعتقدات الصينية الراسخة القدم. من بين كل المدارس العقلية التي عرفتها بلاد [[صين|الصين]]، تعتبر الطاوية الثانية من حيث تأثيرها على المجتمع الصيني بعد [[كونفشيوسية|الكونفشيوسية]]<ref>[https://www.schoolofwisdom.com/history/teachers/richard-wilhelm/carl-jung-on-richar-wilhelm/ Carl Jung on Richard Wilhelm]</ref>.
 
تعود جذور الطاوية إلى القرن الرابع قبل الميلاد على الأقل. رسمت الطاوية المبكرة مفاهيمها الكونية من مدرسة ين يانج (الطبيعيين أو علماء الطبيعة)، وتأثرت بعمق بأحد أقدم نصوص الثقافة الصينية "اي تشينج"، الذي يعرض نظامًا فلسفيًا حول كيفية الحفاظ على [[السلوك]] البشري بالتزامن مع الدورات المتغيرة الطبيعة. قد يكون للقانوني شين بوهاي (حوالي 400 - 337 قبل الميلاد) تأثيرًا كبيرًا أيضًا، مما يفسر السياسة الواقعية الخاصة بالوو وي. ويعتبر كتاب "طاو تي تشينغ" -وهو كتاب مدمج يحتوي على تعاليم تُنسب إلى لاو تسي- ركن أساسي للتقليد الطاوي، جنبا إلى جنب مع كتابات زوانغ زي الأخيرة.<ref>Creel 1970, p.48,62-63. What Is Taoism? https://books.google.com/books?id=5p6EBnx4_W0C&pg=PA48
تعريب الكلمة، الهدي، الطريقة أو الطريق، الذي يسلكه أتباع الديانة، اسمهم المهديون أتباع الهدي، وديانتهم الهداية.
* S.Y. Hsieh, 1995. p.92 Chinese Thought: An Introduction. https://books.google.com/books?id=-E5LZeR7QKwC&pg=PA92
* Julia Ching, R. W. L. Guisso. 1991. p.75,119. Sages and Filial Sons. https://books.google.com/books?id=ynfrlFZcUG8C&pg=PA75</ref>
 
تغلغلت مصادر الطاوية المختلفة في عهد أسرة [[هان]] (206 ق.م. - 220 م) في تقليد متماسك من المنظمات والطقوس الدينية في ولاية شو (سيتشوان حالياً). كان يعتقد في الصين القديمة في وقت سابق أن الطاويين هم النساك أو يعزل الذين لم يشاركوا في الحياة السياسية. كان جوانج زي أشهر هؤلاء، ومن الجدير بالذكر أنه عاش في الجنوب حيث أصبح جزءًا من التقاليد الشامانية الصينية المحلية.
== تمهيد ==
 
لعبت الشامانات الإناث دورا هاما في هذا التقليد الذي كان قوياً بشكل خاص في ولاية تشو الجنوبية. طورت الحركات الطاوية المبكرة مؤسساتها الخاصة على النقيض من الشامانية، لكنها استوعبت العناصر الشامانية الأساسية بداخلها. استمر الشامانات في نشر النصوص الأساسية للطاوية منذ العصور الأولى حتى القرن العشرين على الأقل. تطورت المباديء الأساسية للطاوية عبر حقب مختلفة، وتم تجميعها في الأزمنة الحديثة في فرعين رئيسيين هما: طاوية كوانزي، وطاوية تشينجي. نمت أدبيات الطاوية بشكل مطرد بعد لاو تسي وجوانج زي، وتم تجميعها في شكل قانون – داو زانج - والذي تم نشره بناء على طلب من الإمبراطور. تم ترشيح الطاوية عدة مرات خلال التاريخ الصيني كدين للدولة، ولكنها فقدت هذه الأفضلية بعد القرن السابع عشر.<ref>Catherine Despeux, "Women in Daoism", in {{cite book| first = Livia, ed. | last = Kohn | title = Daoism Handbook | publisher = Brill | location = Leiden | date = 2000 | url = https://books.google.com/books?id=EXVk1tr6lEYC&dq=China+shamanism+daoism&q=shamanism#v=snippet&q=shamanism&f=false | ref = harv}} pp. 403-404</ref>
حين بدأت الديانات الإبراهيمية ([[يهودية]]، [[مسيحية]]، [[إسلام]]) من الأعلى إلى الأسفل (الله وملائكته)، بدأ أتباع الهدي من الأسفل إلى العالم العلوي. راقب قدماء الصينيين الإنسان ببساطة، ثم جردوه من غلافه للمقارنة بينه وبين الحيوان، فظهر جليا أن الأشياء الحية المتطورة لها أصلان، ذكري وأنثوي، متضادان، متحدان ([[الين]] YIN الأنثوي و[[اليانغ]] Yang الذكري)، منبعهما شيء له صفتان، غموض أنثوي ونشاط ذكري، أصل كل الأنواع على الأرض وغيرها، [[التاو]] ([[DAO]])، [[طاو]]، أو الهدي كما يعربه البعض.
 
كان للطاوية تأثير عميق على [[الثقافة الصينية]] عبر التاريخ، حيث يٌنسب لقب الطاوية تقليديًا فقط إلى رجال الدين وليس إلى أتباعهم العاديين (العلمانيين)، عادة ما نحرص على ملاحظة التمييز بين تقاليدهم الدينية وممارسات الدين الشعبي الصيني وأوامر الطقوس الدينية غير الطاوية، والتي غالباً ما يتم وصفها بالخطأ على أنها طاوية.
لو كانت فرصة، للاحظ القدماء أن البكتيريا تتواصل أيضا، بأعضاء شبه تناسلية، (Pili)، مع أنها تعتبر الكائنات البدائية.
 
اليوم، التقليد الطاوي هو واحد من المذاهب الدينية الخمسة المعترف بها رسميا في [[جمهورية الصين الشعبية]] (PRC) فضلا عن جمهورية الصين (ROC)، وتنظم الحكومة أنشطتها من خلال جمعية الطاوية الصينية؛ وعلى الرغم من أن الطاوية ليست منتشرة بعيداً عن جذورها في شرق آسيا، فإنها تدعي أن لها أتباعاً في عدد من المجتمعات المختلفة، مثل [[هونغ كونغ]] و[[ماكاو]] وفي [[جنوب شرق آسيا]] على وجه الخصوص.
== تقديم ==
 
==التاريخ==
الطاوية، بالمعنى المتداول اليوم، تشمل تيارين أو مدرستين متباينتين: مدرسة [[فلسفة|فلسفية]]، نشأت أثناء الفترة الكلاسيكية لحكم سلالة "[[تشو]]" في الصين، المدرسة الثانية عبارة عن مجموعة من معتقدات الدينية، طورت خمسمائة سنة بعد المدرسة الأولى، وفي ظل حكم سلالة "[[هان]]".
يعتبر [[لاوتزه|لاو تسي]] أحد مؤسسي الطاوية ويرتبط في هذا السياق ارتباطًا وثيقًا بما يعرف بالطاوية "الأصلية" أو "البدائية". لا تزال هناك خلافات حول ما إذا كان شخصية حقيقة أم لا؛ ومع ذلك، يرجع تاريخ العمل المنسوب إليه -طاو تي تشينغ Tao Te Ching- إلى أواخر القرن الرابع قبل الميلاد.<ref>Carr (1990, pp. 63–65). Converting the various [[pronunciation respelling for English|pronunciation respelling systems]] into [[International Phonetic Alphabet|IPA]], British dictionaries (1933–1989, Table 3) give 9 {{IPA|/taʊ.ɪzəm/}}, 2 {{IPA|/taʊ.ɪzəm, daʊ.ɪzəm/}}, and 1 {{IPA|/daʊ.ɪzəm/}}; American dictionaries (1948–1987, Table 4) give 6 {{IPA|/daʊ.ɪzəm, taʊ.ɪzəm/}}, 2 {{IPA|/taʊ.ɪzəm, daʊ.ɪzəm/}}, 2 {{IPA|/taʊ.ɪzəm/}}, and 1 {{IPA|/daʊ.ɪzəm/}}.</ref>
 
تستمد الطاوية أسسها الكونية من مدرسة الطبيعيين (في شكل عناصرها الرئيسية - يين ويانغ والمراحل الخمس)، والتي تطورت خلال فترة الدول المتحاربة (القرن الرابع - القرن الثالث قبل الميلاد).<ref name="Robinet 1997, p. 63"/> ;<ref name="Robinet 1997, p. 25">Robinet 1997, p. 25</ref><ref>Kirkland 2004, p. 62</ref> <ref>Kirkland 2004, p. 61</ref>
يطلق اليوم على هاتين المدرستين الطاوية الفلسفية والطاوية الدينية على التوالي.
 
يحدد روبينيت أربعة عناصر شكلت الطاوية عند نشأتها:<ref name="Robinet 1997, p. 6">Robinet 1997, p. 6</ref>
اسم الطاوية لم تتم صياغته حتى حكم أسرة هان في القرن الثاني قبل الميلاد ، ففي هذا الوقت إندمجت بعض التيارات الرئيسية للعقيدة الطاوية معا وأصبحت عقيدة واحدة <ref>[https://plato.stanford.edu/entries/daoism/ "Taoism"] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180819083128/https://plato.stanford.edu/entries/daoism/ |date=19 أغسطس 2018}}</ref>. وارتبط أحد هذه التيارات بالإمبراطور الأسطوري الأصفر هوانج تي، وكان يمكن تتبعها تاريخيا في دولة شي ( Ch’i ) التي كانت تشغل فيما يقال الجزء الشمالي من شانتونج الحديثة shantung والجزء الجنوبي من هوباي Hopei . وكان حكام هذه الدولة مثل حكام الدولة الصينية يعتبرون أنفسهم من سلالة الإمبراطور الأصفر، وكانوا يمارسون شعائر العبادة الخاصة به في بلاطهم. لكنهم أيضا افتتحوا أكاديمية للفلاسفة أسموها أكاديمية بوابة شي Chi – gate . والمقصود بالبوابة هنا بوابة رب الزراعة The god of agriculture وإنتعشت هذه الأكاديمية خلال الجزء الأخير من القرن الرابع قبل الميلاد . وكان أحد أشهر أعلام هذه الأكاديمية هو تسو ين Tsou Yen الشهير . الذي كان أول من صاغ وجهة النظر الصينية للكون في نسق أو نظام قائم على طاقتين كونيتين هما الظلمة (Yin) والنور (Yang) واتحد النور والظلمة مع القوى أو العناصر الخمسة المتحركة (الوهسنج Wuhsing) لكن الغالبية العظمى من علماء هذه الأكاديمية كانوا ينتمون لمدارس طاوية مختلفة، كان أبرزهم سنج هسينج sung Hsing وين ون Yin Wen وكانت أفكارهما مستقاه من فلسفه مفكر أقدم هو يانج شو Yang Chu الذي دافع عما يمكن وصفه بالخلاص الفردي، وكانت تعالميه معاكسه بشكل مباشر لتعاليم مو- تسو Mo-Tzu الذي ظهرت أعماله في الشرائع الطاوية وعقيدة هذا الأخير تقوم على الفكرة الصينية المثالية عن ملك أو حاكم يضحي بنفسه لصالح شعبه مثل المقدس يو Yu . ولم يكن يانج شو راغبا في اقتلاع شعرة واحدة حتى لو كان في إقتلاعها صالح العالم أجمع فلقد كانت تعاليم مدرسته الأساسية هي : " أبعد الضرر عن نفسك وعش عمرا مديدا بقدر ما تستطيع " <ref>[https://www.patheos.com/Library/Taoism "Patheos Library – Taoism"] {{وصلة مكسورة|date= يوليو 2018 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180708152454/http://www.patheos.com/library/taoism |date=08 يوليو 2018}}</ref>.
* الطاوية الفلسفية، أي الطاو تي تشينغ وغوانج زي
* تقنيات تحقيق النشوة
* ممارسات لتحقيق الخلود أو العمر الطويل
* طرد الارواح الشريرة
 
يمكن إرجاع بعض عناصر الطاوية إلى الديانات الشعبية في عصور ما قبل التاريخ في [[الصين]] والتي تجمعت فيما بعد لتصبح تقليداً طاوياً. استمدت العديد من الممارسات الطاوية على وجه الخصوص من فترة عهد الممالك المتحاربة، وخاصة من الوو wu (المرتبطة بالثقافة الشامانية في شمال الصين) والفانجشي fangshi (ربما اشتق هذا المصطلح من جملة "العرافين المسئولين عن حفظ الوثائق في العصور القديمة، والذين يفترض أن لاو تسي نفسه كان واحداً منهم)، على الرغم من أن الطاويين أصروا في وقت لاحق على أن هذا لم يكن الأمر صحيحاً. تم استخدام كل من هذين المصطلحين لاحقاً لوصف الأفراد المكرسين بالكامل للسحر، والطب، والعرافة، وطرق إطالة العمر والوصول للنشوة"، بالإضافة لطرد الارواح الشريرة. في حالة الوو، غالباً ما تستخدم لفظة "الشامان" أو "السحرة" كترجمة. كانت الفانجشي قريبة فلسفياً من مدرسة الطبيعيين، واعتمد كثيرا على التنجيم الفلكي والتكهنات التقويمية في أنشطتهم.<ref name="Robinet 1997, p. 25"/>
'''مصطلحات''': قد تلاحظ أن التسمية العربية للفلاسفة الصينيين لها نفس مشاكل التسمية في لغات أخرى، ف[[تشوانغ تسو]] مثلا، هو [[شوان زي]]، حين يسمى بالإنجليزي Chuang tzu أو Zunag zi وبالفرنسي Tchouang Tseu.
أول نموذج منظم من الطاوية هي مدرسة تيانشي Tianshi (الأسياد السماويين)، التي عرفت فيما بعد باسم مدرسة تشنجي Zhengyi، وتطورت نتيجة لحركة مكاييل الأرز الخمسة في نهاية القرن الثاني الميلادي. أسس الأخيرة زانج داولينج، الذي ادعى أن لاو تسي ظهر له في عام 142. تم الاعتراف رسميا بمدرسة تيانشي من قبل الحاكم تساو تساو في 215، وهو ما أضفي الشرعية على صعود تساو تساو إلى السلطة في المقابل. حصل لاو تسي على اعتراف إمبراطوري باعتباره شخصية إلهية في منتصف القرن الثاني قبل الميلاد.<ref name="Robinet 1997, p. 36">Robinet 1997, p. 36</ref>
 
اكتسبت الطاوية في شكل مدرسة شانغتشينغ Shangqing مكانة رسمية في الصين مرة أخرى خلال سلالة تانغ (618-907)، التي زعم أباطرتها أن لاو تسي يقرب لهم من حيث النسب. ومع ذلك، فإن حركة شانغتشينغ قد تطورت في وقت مبكر في القرن الرابع على أساس سلسلة من الكشوفات عن طريق الآلهة والأرواح إلى يانغ شي في السنوات بين 364 و370.<ref>Robinet 1997, p. 39</ref>
== طاو ==
الفكرة الأساسية عن الطاو الذي يقول به الطاويون مستقي في الأساس من دين قديم شاع خلال حكم أسرة شانج Shang ولا ندري عنه سوى القليل .فنحن نقرأ في " الطاو – تي – شنج Tao-teching" ( السفر الكلاسيكي للطاو) والذي تظهر فيه دلائل كثيرة على الانتقال من الدين إلى الفلسفه، أن بوابة الظلمة هي أصل كل الأشياء <ref>Pregadio, 2008. Vol. 1, p. 326, Daoshi</ref>. ومن الواضح أن اقتباس من أسفار أقدم عهدا وربما يشير إلى أرض قديمة أو إلى ربة الماء التي تهب الميلاد لكل الموجودات وتستردهم مرة آخرى عند الموت . والنهوض من فتحة هذة الرى جرى تفسيره بالمرور من اللاوجود إلى الوجود .ومادام أصل الوجود هو اللاوجود فالنتيجة التي وصلوا إليها أن كل الموجودات ستصبح أخيرا لا موجودات . فمن هذه الربة انبثق كل الوجود وكل الحركات وإليهما العودة حتما <ref>[https://www.academia.edu/6919287/2014_Religion_and_Society._A_Summary_of_French_Studies_on_Chinese_Religion Religion and Society. A Summary of French Studies on Chinese Religion] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170827012653/http://www.academia.edu/6919287/2014_Religion_and_Society._A_Summary_of_French_Studies_on_Chinese_Religion |date=27 أغسطس 2017}}</ref>.
 
جمع جي تشاوفو سلسلة من الكتب المقدسة بين عامي 397 و402 التي أصبحت فيما بعد أساس لمدرسة لينج باو Lingbao، والتي كشفت عن أكبر تأثير لها خلال عهد أسرة سونج (960-1279). نشط العديد من أباطرة سونج -وأبرزهم هويزونج- في تشجيع الطاوية، حيث جمعوا النصوص الطاوية ونشروا طبعات من داو زانغ. <ref>Robinet (1997), p. 50.</ref>
== الخلود ==
الخلود بالنسبة للصيني القديم يعني الخلود المادي . فكانت فكرة الخلود الروحي غير معروفة للصينيبن قبل إحتكاكهم بالبوذية . ولكن سرعان ما انتشرت فكرة ان الإنسان بعد الموت يترك جسده القديم كما تترك حشرة زير الحصاد (السيكادا Cicada) أو الحية جلدها القديم منسلخة عنه ليحلق في أجواء السعادة في كل انحاء الإمبراطورية خلال القرنين الرابع والثالث قبل الميلاد . وحظيت هذه العقيدة بالقبول في دولة شن Ch’in في الأجزاء الشمالية الغربية من الصين، حيث كان الجو مهيأ بشكل جيد لها بسبب تدفق أفكار الدين الشاماني العامر بالأفكار الصوفية من أسرة شانج الحاكمة القديمة ، وكان أول إمبراطور في أسرة شن Ch’in هو شيه-هوانج- تي (Shih-huang-ti) وقد بذل جهودا كبيرة ليكون خالدا لا يموت وجمع لتحقيق هذا الغرض عددا كبيرا من السحره في بلاطه <ref>[https://books.google.com.eg/books?id=HG-fUg2TqRQC&pg=PA21&redir_esc=y Walking the I Ching] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160819093119/https://books.google.com.eg/books?id=HG-fUg2TqRQC&pg=PA21&redir_esc=y |date=19 أغسطس 2016}}</ref>.
 
تأسست مدرسة كوان زين Quanzhen في شاندونغ في القرن الثاني عشر. حيث ازدهرت خلال القرن الثالث عشر والرابع عشر، وأصبحت أكبر وأهم مدرسة طاوية في شمال الصين خلال عهد أسرة يوان. التقى المعلم الأكثر تميزًا في المدرس، تشيو تشوجي مع جنكيز خان في عام 1222 ونجح في التأثير على الخان بدفعه نحو ممارسة المزيد من ضبط النفس خلال غزواته الوحشية. وكانت المدرسة أيضا معفاة من الضرائب بموجب مرسوم الخان.<ref>Robinet (1997), p. 184.</ref>
=== الممارسات التي كانت تجري لإطالة العمر ===
تعتبر هذة الممارسات واحدة من الملامح الرئيسية للطاوية ويمكن تصنيف هذة الممارسات كالتالي :
 
تم تجميع جوانب [[الكونفوشيوسية]] و[[الطاوية]] و[[البوذية]] في المدرسة النيو كونفوشيوسية، والتي أصبحت في نهاية المطاف عقيدة الإمبراطورية لأغراض بيروقراطية حكومية تحت حكم مينغ (1368-1644).<ref>Robinet 1997, p. 115</ref>
دينية : مراعاة الوصايا ، السلوك الأخلاقي ، الدعاء أو الصلوات والتعاويذ .
مادية : الحمية ، الأدوية ، الكيماويات ، طرق التنفس .
 
إلا أنه خلال فترة أسرة تشينغ (1644–1912)، ونتيجة لإحباطات عديدة تجاه الحكومة، فضل العديد من الناس الكونفوشيوسية والبوذية التقليديين على الأعمال الطاوية.<ref>{{cite book|url=https://books.google.com/books?id=vFBy3cvteTQC&printsec=frontcover&dq=quanzhen&hl=zh-CN&sa=X&ei=z9-pT923NamRiQfIls3QAw&ved=0CDgQ6AEwAA#v=onepage&q=quanzhen&f=false|title=The Teachings and Practices of the Early Quanzhen Taoist Masters|author=Eskildsen, Stephen|publisher=State University of New York Press|date=2004|page=17}}</ref>
وهناك مدارس كثيرة زاوجت بين الوسائل الدينية والوسائل المادية . ويوجد منهجان قديمان في الصين لبلوغ أطول عمر ممكن . أحدهما هو تخزين أكبر قدر من الحيوية في الجسم بالإفراط في تناول الطعام والشراب لتحاشي الموت .
والثاني بتغيير الجسم بإحلال عناصر غير قابلة للدمار محل عناصر قابلة للدمار . وهذا المنهج الأخير هو الموجود في الطوائف الطاوية .
== الشرائع الطاوية ==
[[ملف:Taopriest.jpg|thumb|160px| كاهن طاوي في [[ماكاو]] .]]
[[ملف:二王庙内殿.jpg|thumb|300px|معبد طاوي أثناء إحدى الشعائر]]
[[ملف:Longhu Shan 02.jpg|thumb|300px|معبد طاوي في [[جيانغشي]].]]
[[ملف:Golden Lotus Taoist Temple on Jingshan top, in Lucheng, Wenzhou, Zhejiang, China.jpg|thumb|300px|معبد زهرة اللوتس الذهبية في [[ونجو]] ، [[تشيجيانغ]].]]
 
تم إنشاء المكتبة الإمبراطورية خلال القرن الثامن عشر، ولكنها استبعدت جميع الكتب الطاوية منها. وبحلول بداية القرن العشرين، مرت الطاوية بالعديد من الأحداث الكارثية (ونتيجة لذلك، بقيت نسخة واحدة كاملة فقط من داوسانغ، محفوظة في دير وايت كلاود في [[بكين]]).<ref>Robinet (1997), p. 213.</ref>
شهدت فترة حكم أسرة سنج نشاط كبير في نشر الأعمال الطاوية وكل أنواع الآداب الأخرى ،ويرجع الفضل في هذا للرعاية الإمبراطورية وسرعة انتشار الطباعة . فتم طبع معظم الكتابات التي تتناول الشرائع الطاوية، أما نصوص الشرائع نفسها فجرت طباعتها في النصف الأول من القرن الخامس عشر وهي تتكون من 1464 عملا مرتبة في ثلاثة أقسام تقليدا للتريبيتاكا (Tripitaka) البوذية وتتناول هذه الأقسام الثلاثة (التطهر) تطهر القديسين وتطهر الذين إتحدوا مع الطاو وهي أسمى الطهارات ، وطهارة الخالدين أو الطهارة العظمى . وهذا هو الثالوث الطاوي .
 
واليوم تمارس الطاوية بحرية في [[تايوان]]، حيث تدعي أنه لها الملايين من الأتباع.
== النشأة ==
[[ملف:Ruyi.rooftop.altonthompson.jpg|thumb|250px|سقف إحدى المعابد الطاوية في مدينة [[كاوهسيونغ]] ب[[تايوان]] .]]
 
==اللاهوت==
ظهرت وتطورت المدرسة الطاوية الفلسفية أثناء الانتعاش الفكري الذي صاحب فترة حكم سلالة "[[تشو]]"، عرفت الفترة ظهور العديد من المدارس الفلسفية، كانت تتنافس مع بعضها حتى تحظى بشرف تقديم النصائح للحكام (في المقاطعات)، حول الكيفية الأمثل حتى يحيوا حياة أفضل وحتى يحسنوا تسيير الأمور في عالم تتسارع فيه وتيرة التغيرات السياسية والاجتماعية.
يمكن تعريف الطاوية بأنها [[واحدية]]، بالنظر إلى تركيزها الفلسفي على عدم وجود شكل محدد للتاو، وصدارة مفهوم "الطريق" بدلاً من المفاهيم البشرية المجسمة للإله. وهذا هو أحد المعتقدات الأساسية التي تشترك فيها جميع الطوائف تقريبًا.<ref>Kirkland (2004), p. 3</ref>
 
عادة ما تقدم الأوامر الطاوية بشكل يكون فيه المعلمون الثلاثة الأنقياء في الجزء العلوي من مجموعة الآلهة، وهو في شكل تسلسل هرمي منبثق من الطاو. يعتبر لا وتسى تجسيداً لأحد المعلمين الثلاثة الأنقياء وكان يعبد ككونه الجد الأعلى للعقيدة الفلسفية.
تدعو هذه المدرسة إلى احترام الذات والانعزال عن الحياة العامة، تفرعت هذه المبادئ عن التقاليد الصينية القديمة للتصوف والعبادة التأملية والتي ارتبطت ب[[يوغا|اليوغا]]. قام الفيلسوف "[[تشوانغ تسو]]" بتطوير هذه المبادئ في نهاية القرن الـ4 قبل الميلاد.
 
غالباً ما يكون للفروع المختلفة من الطاوية مجموعة آلهة أقل، حيث تعكس هذه الآلهة مفاهيم مختلفة لعلم الكونيات. الآلهة الأصغر قد يتم ترقيتها أو خفضها تبعاً لنشاطها. بعض فرق الديانة الصينية الشعبية تضم الإمبراطور جايد الذي يلي المعلمين الثلاثة الأنقياء في الرتبة كممثل للإله الأعلى.
نشأت المدرسة الأخيرة بعد ظهور أحد الحكماء واسمه "[[لاوزي|لاو تسي]]"<ref>[https://www.bopsecrets.org/gateway/passages/tao-te-ching.htm "Tao Te Ching, 1. chapter, translated by Livia Kohn (1993)"] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180628020628/http://www.bopsecrets.org/gateway/passages/tao-te-ching.htm |date=28 يونيو 2018}}</ref>، قام الأخير بإملاء تعاليمه على أحد المنتسبين إلى المدرسة الطاوية الأولى وهو "[[تشانغ داولنغ]]"، وقعت هذه الأحداث في جبال [[سيشوان|السيشوان]]، ويؤرخ البعض أحداثها سنة 142 بعد الميلاد. على الرغم من التأثيرات ذات الطابع الديني والمأخوذة من المعتقدات القديمة للأهالي، الديانة [[شامانية|الشامانية]]، [[كهانة|الكهانة]] أو [[شعوذة|الشعوذة]]، على رغم كل هذه التأثيرات استطاعت المدرسة الطاوية الفلسفية الحفاظ على نفسها، في نفس الوقت شقت الديانة الطاوية لنفسها طريقا وسطا، ويتجلى تأثيرها أكثر في الثقافية الشعبية ال[[صين]]ية.
 
يبجل الأشخاص الذين ساهموا تاريخ الطاوية، والأشخاص الذين يعتبروا قد أصبحوا خالدين (xian) من قبل رجال الدين والناس العاديين حالياً.
== التعاليم الدينية ==
== الفلسفة ==
[[ملف:Birth of Laozi.PNG|thumb|340px|لوجة ميلاد [[لاوتزه]] في معبد بمدينه [[تشنغدو]] في مقاطعه [[سيتشوان]] ب[[الصين]] .]]
[[ملف:DaoDeJingWangBi.jpg|thumb|200px|نسخه لشرح وانج بي للطاو – تي شنج وكوهسيانج.]]
 
على الرغم من هذه التراتبية الآلهية، لا ينبغي الخلط بين المفاهيم التقليدية لتاو مع الديانات الغربية. فلا يعني الإتحاد مع الطاو بالضرورة الاتحاد بروح أبدية، بالمعنى الهندوسي على سبيل المثال.<ref>Chan (1963)</ref>
يمكن العثور على تعاليم ومبادئ المدرسة الطاوية الفلسفية بين دفتي اثنين من أهم المصنفات: الأول وهو الـ"[[داوديجنغ]]" (道德經)، ألفه "[[لاوتسو]]" (老子) في القرن الـ3 ق.م.، المصنف الثاني أو الـ"[[تشوانغ تسو]]"، ويضم مجموعة من الأمثال والمواعظ، صنفه "[[تشوانغ تسو]]" (莊子) في نفس القترة السابقة تقريبا (القرن الـ3 ق.م.).
 
==النصوص==
حتى يكون الإنسان في حالة تناغم مع الـ"طاو "، وجب عليه أن يمارس الـ"لافعل" ([[وو واي]])، أو على الأقل اجتناب كل الأفعال الناتجة عن الغصب (الإجبار)، الاصطناع أو الغير خاضعة للطبيعية.
===طاو تي تشينغ===
يعتبر الطاو تي تشينغ أو الداوديجنغ أكثر النصوص الطاوية تأثيرًا على نطاق واسع. تمت كتابة الكتابة عن طريق لاو تسي وفقا للأسطورة. ومع ذلك، لا يزال التأليف، والتاريخ الدقيق للمنشأ، وحتى وحدة النص موضع نقاش، وربما لن يُعرفوا أبداً على وجه اليقين. يرجع تاريخ أقدم نصوص طاو تي تشينغ التي تم التنقيب عنها (والمكتوبة على أقراص الخيزران) إلى أواخر القرن الرابع قبل الميلاد. استخدم طاو تي تشينغ كنص طقسي على مدار تاريخ الطاوية الدينية.<ref>{{cite web|url=http://www.patheos.com/Library/Taoism.html |title=Patheos Library – Taoism |publisher=Patheos.com |date=2011-01-05 |accessdate=2011-05-16}}</ref>
الكلمات الافتتاحية الشهيرة للكتاب هي:
<blockquote>
لطاو الذي يمكن أن يُقال ليس هو الطاو الأبدي
الاسم الذي يمكن تسميته ليس هو الاسم الأبدي
</blockquote>
هناك جدل كبير، وحاد في بعض الأحيان، حول الترجمة [[الإنجليزية]] الأفضل للكتاب، وأي منهجية ترجمة معينة هي الأفضل.<ref>Watts (1975), p. xxiii</ref>
 
تدور الموضوعات الرئيسية حول طبيعة الطاو وكيفية تحقيقها، وإن الطاو هو شيء فوق الوصف، وكيفية إنجاز أشياء عظيمة عن طريق وسائل صغيرة. التعليقات القديمة على الكتاب هي نصوص مهمة في حد ذاتها. ربما كان أقدمها وهو تعليق هي تشانج جونج، مكتوبًا على الأرجح في القرن الثاني الميلادي. من التعليقات الهامة الأخرى تعليق وانغ بي وتعليق تشانج ير.<ref>Kohn & LaFargue (1998), p. 158.</ref>
عن طريق التناغم التلقائي مع نزوات طبيعته الذاتية الأساسية، وترك كل المعارف العلمية المكتسبة، يتحد الإنسان مع "[[طاو|الطاو]]" ويستخلص منه قوة غامضة ([[دي]]). بفضل هذه القوة يستطيع الإنسان تجاوز كل المستحيلات على ذوي البشر العاديين، على غرار الموت والحياة.
 
===الرموز والصور===
اعتبرت المدرسة الطاوية المبكرة هذه القوى بأنها سحرية، فيما اعتبرها كل من "[[لاوتسو]]" (老子) و"[[تشوانغ تسو]]" (莊子) قوى ناتجة عن أهلية الشخص (اِسْتِحْقاق)، وعوامل الطبيعية والتلقائية<ref>[https://plato.stanford.edu/entries/laozi/ "Laozi"] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180729225034/https://plato.stanford.edu/entries/laozi/ |date=29 يوليو 2018}}</ref>.
للتاجيتو (المعروف باسم رمز يين ويانغ أو يين يانغ ببساطة) والباكوا (الرسومات الثلاثية) أهمية كبيرة في الرمزية الطاوية. وفقاً لعلم الكونيات الطاوي، يخلق الكون نفسه من فوضى أولية من الطاقة المادية المنظمة في دورات يين ويانغ والمشكلة على هيئة أشياء وحيوات. يين هو المستقبل، ويانغ هو العامل النشط، تتم ملاحظتهم في جميع أشكال التغير والاختلاف مثل دورات الموسم السنوية، والمناظر الطبيعية، والاقتران الجنسي، وتشكيل الرجال والنساء كشخصيات، والتاريخ الاجتماعي السياسي.<ref name="Little 2000, p. 131">Little (2000), p. 131</ref> في حين أن جميع المنظمات الطاوية تقريبا تستخدم هذه الرموز، يمكن أن ينظر إليها أيضاً على أنها رموز [[كونفوشيوسية]] أو كونفوشيوسية جديدة أو [[صينية]] شعبوية. يمكن أن يرى هذا الرمز كعنصر زخرفي على الأعلام التنظيمية الطاوية والشعارات، وأرضيات المعابد، أو مخيط في أردية الكهنة. وقد نشأت هذه الرموز في حوالي القرن العاشر الميلادي وفقا لمصادر أسرة سونغ. كان يرمز لليين واليانغ سابقاً بشكل نمر وتنين معاً.<ref>{{cite book|last1=Feuchtwang|first1=Stephan|title=Religions in the Modern World|date=2016|publisher=Routhledge|location=New York|pages=150|edition=Third}}</ref>
 
قد يوجد في المعابد الطاوية أعلام مربعة أو مثلثية. وهي عادة ما تتميز بوجود كتابة مخططات روحانية عليها، وتهدف إلى تحقيق وظائف مختلفة من ضمنها توفير التوجيه لأرواح الموتى، وجلب الحظ السعيد، وزيادة العمر الافتراضي. كما قد يكون هناك أعلام ولافتات أخرى للآلهة أو الخالدين.<ref name="Little 2000, p. 131"/>
انتقد "[[تشوانغ سو]]" (莊子) ما كان يذهب إليه كل من "[[كونفيشيوس]]" وأتباع مدرسة "[[موتسه]]"، من أن الحكمة الإنسانية وحدها يمكن أن تقود إلى استكشاف الـ"[[طاو]]"، كان يعتقد أن التمييز (الذاتي، التلقائي) للأفكار التصورية هو المسئول عن انفصال الإنسان عن الـ"طاو".
 
يتم عرض متعرج مع سبعة نجوم في بعض الأحيان، ويمثل مجموعة [[بنات نعش الكبرى]] (أو بوشل، المكافئ الصيني لها). كان الفكر الصيني يعتبر مجموعة بنات نعش الكبرى كمعبود في عهد أسرة شانغ في الألفية الثاني قبل الميلاد، بينما كان يعتبر مسار تشي للإله الدائري تايي خلال عهد أسرة هان.<ref>Little (2000), p. 128</ref>
على الصعيد السياسي، دعا أتباع الطاوية إلى العودة لنمط الحياة الفلاحية البدائي. في كتاب الـ"[[داوديجنغ]]" (道德經)، ينطبق مبدأ الـ'لافعل" على الحُكام أيضا على غرار محكومِيهم، فلا يترتب عليهم أي فعل حتى يضمنوا أنهم ورعيتهم يعود كل طرف بالمنفعة على الآخر. إلا أن "[[لاو-تسه]]" (老子) كانت له مآخذ على بعض الآراء السطحية لـ"[[تشانغتسي]]" (莊子)، كان الأول ينصح الحكام بأن يعملوا حتى تكون بطون الرعية ملآنة فيما تكون عقولهم خاوية، كان يرى أن الجهل يؤدي إلى نزع الرغبة في نفوس الناس.
 
قد يتم تحديد المعابد الطاوية في جنوب [[الصين]] و[[تايوان]] في كثير من الأحيان من خلال أسطحها، والتي تتميز بمجسمات تنانين وطيور الفينيق مصنوعة من بلاط السيراميك متعدد الألوان. كما أن بها تناغم بين يين ويانغ (حيث يمثل طائر الفينيق اليين). رمز آخر ذو صلة هو اللآلئ المشتعلة، والتي يمكن رؤيتها على الأسطح بين مجسمين لتنانين، وكذلك على دبوس شعر المعلم السماوي. تفتقر العمارة الصينية الطاوية على العموم إلى السمات العامة التي تميزها عن المباني الأخرى.<ref>Schipper (1993), p. 21.</ref>
كان "[[لاوتسو]]" (老子) يقارن الأفراد من أبناء الشعب بكلاب القش التي تستعمل في مراسيم الأضاحي، كان يتم مراعاتهم قبل موعد الطقوس، ثم يتم رميهم والتخلص منهم بمجرد انتهاء هذه المراسيم. كان النظام المثالي في رأي "[[لاو-تسه]]" (老子) هو النظام الشمولي الذي يقوده ملك-فيلسوف، أما الرعية فيجب أن تكون مسالمة ومطاوعة لأقصى درجة لهذا الحاكم.
 
===الطقوس===
ترك هذا الأخير أثرا بالغا في إحدى المدارس الفلسفية ذات التوجهات الشمولية، والتي أنشأها "[[هان فاي تسي]]".
في العصور القديمة قبل تأسيس الطاوية، كان الطعام يوضع كتضحية لأرواح الموتى أو الآلهة. يشمل ذلك الحيوانات المذبوحة، مثل الخنازير والبط، أو الفاكهة. لكن رفض السيد السماوي الطاوي تشانغ داو لينج التضحية بالطعام والحيوانات إلى الآلهة. حيث دمر المعابد التي طالبت بالتضحية الحيوانية، وطرد الكهنة منها. لا تزال معابد الطاوية في الوقت الحاضر غير مسموح لها باستخدام التضحيات الحيوانية. شكل آخر من أشكال التضحية هو حرق ورق الجوس، أو مال الجحيم، بافتراض أن الصور التي تحترق ستظهر مرة أخرى -ولكن ليس كصورة مجردة، بل كعنصر حقيقي- في عالم الأرواح، مما يجعل الأجداد والأحباء الذين غادروا متاحين مجدداً.<ref>[[David "Race" Bannon]], “Chinese Medicine: From Temples to Taoism,” T’ai Chi, Vol. 20, No. 3 (1996): 28-33.</ref>
 
تقام عروض الشوارع أيضًا في أيام العطلات الخاصة. هذه العروض الحيوية تشمل دائماً الألعاب النارية والعوامات المغطاة بالزهور التي تبث الموسيقى التقليدية. كما أنها تشمل أيضا رقصة الأسد ورقصة التنين، ودمى مشغولة بشرياً (غالباً من للرب السابع والرب الثامن)، وممارسة [[الكونغ فو]]، ومحفات تحمل صور الإله. لا يعتبر المشاركون المختلفون مجرد مؤديين، بل تتملكهم الآلهة والأرواح المعنية.<ref>Schipper (1993), p. 28–29.</ref>
على عكس [[كونفشيوسية|الكونفشيوسية]] والتي كانت تدعو الفرد إلى الانصياع إلى النظام التقليدي، كانت مبادئ الطاوية تقوم على أنه يجب على الإنسان أن يهمل متطلبات المجتمع المحيط، وأن يبحث فقط على الأشياء التي تمكنه من أن يتناغم مع المبادئ المؤسسِة للكون، أو "طاو" (طريق).
 
كان [[التنجيم]]، مثل التنجيم الفلكي، والاي تشينغ، يعتبر منذ زمن طويل مسعى طاوياً تقليدياً. الوساطة الروحية أيضاً منتشرة على نطاق واسع في بعض الطوائف.<ref>Silvers (2005), p. 129–132.</ref>
يقول "[[مينغ-تسي]]" (من أتباع المدرسة [[كونفشيوسية|الكونفشيوسية]]) وهو يصف أتباع [[لاوتسو]]، "''لن يضحوا ولو بشعرة إذا توجب ذلك لإنقاذ العالم''".
 
==العلاقات مع الأديان والفلسفات الأخرى==
تطور الفكر الفلسفي لكل من طاو-تي-شنج ، وشوانج- تسو (Chuang Tzu) في القرنين الثالث والرابع للميلاد،وأصبح معروفا بالتعاليم السرية أو الغامضة (هسوان-هسيوه Hsuan-hsueh) . وفي سنة 470 عندما أنشأ أحد أباطرة أسرة ليو-سونج (Liu-sung) اكاديمية جديدة للتعليم العام تم إخال هذة الفلسفة لتكون موضوعا أساسيا للدراسة . ولأن ممثلي هذه المدرسة كانوا هم أنفسهم من الطبقة المثقفة فقد كانت فلسفتهم مرتبطه ارتباطا وثيقا بالفكر الكونفوشيوسي السائد في هذه الدوائر .
يعتقد العديد من العلماء أن الطاوية نشأت كحركة مضادة للكونفوشيوسية. إن المصطلحات الفلسفية "داو" و "دي" مشتركة بالفعل بين الطاوية و[[الكونفوشيوسية]]، كما يُعتقد أن لاو تسي كان مدرسًا لكونفوشيوس. انتقد زوانغ زي صراحة المعتقدات الكونفوشيوسية والمبادئ الموهية في كتاباته. ترفض الطاوية بشكل عام التشديد الكونفوشيوسي في الطقوس، والنظام الاجتماعي الهرمي، والأخلاق التقليدية، وتفضل الطبيعية، والعفوية، والفردية بدلاً من ذلك.<ref>Fisher (1997). p. 167.</ref>
 
تميز دخول [[البوذية]] إلى [[الصين]] بتفاعل كبير وتوافق مع الطاوية. ينظر إلى البوذية في الأصل على أنها طاوية أجنبية بصورة ما، حيث تمت ترجمة الكتب البوذية إلى اللغة الصينية باستخدام المفردات الطاوية. عرف ممثلو البوذية الصينية المبكرة، مثل سن جا وو وتاو تشين نصوص الطاوية الأساسية وتأثروا بها بشدة.
وهذة المجموعة التي حاولت المزج بين الطاوية والكونفوشيوسية سادت في بداية أسرة هان Han. وكان يمثلها في ذلك الوقت وانج بي (Wang Pi 249-226) الذي حقق شهرة بشرحة للطاو – تي شنج وكوهسيانج . وكان أحد خصائص عقيدتهم هو إعترافهم بأن كونفوشيوس هو أعظم حكيم في كل العصور ، لكنهم يفسرون الحكيم بطريقتهم الطاوية . فإن كونفوشيوس كحكيم كان يعني " اللاوجود" .
 
شكلت الطاوية بشكل خاص تطور البوذية التشانزية (زين)، حيث قدمت عناصر مثل مفهوم الطبيعة، وعدم الثقة في الكتاب المقدس والنص، والتركيز على احتضان هذه الحياة والعيش في كل لحظة.<ref>Maspero (1981). p. 39.</ref>
فالطاو لا يمكن أن يوجد شيئا لأنه ليس اللاوجود ، إنه أي الطاو لم يكن سببا في قداسة الأرباب ، فالأرباب مقدسة بذاتها . فإذا كان اللاموجود لا يمكن أن يكون موجودا ،فكذلك الموجود لا يمكن أن يكون لاموجودا فالموجود دائم الوجود .
 
من ناحية أخرى، أدرجت الطاوية عناصر بوذية خلال سلالة تانغ، مثل الأديرة، والنباتية، وحظر الكحول، وعقيدة الفراغ، وجمع الكتاب المقدس في منظومة ثلاثية.
== تطور فلسفة الطاو مع ظهور [[كونفوشيوسية|الكونفوشيوسية]] ==
كان المتنافسون الأيديولوجيون والسياسيون لقرون هم الطاوية، والكونفوشيوسية، والبوذية، وقد أثروا بعمق على بعضهم البعض. فقد كان وانغ بي على سبيل المثال وهو أحد أكثر المعلقين الفلسفيين نفوذاً على لاو تسي (بالإضافة لييجينغ) كونفوشيوسيًا.<ref>Dumoulin et al. (2005), pp.70&74</ref> كما يتقاسم الخصوم الثلاثة بعض القيم المتماثلة، حيث يتبنى الثلاثة [[فلسفة]] إنسانية تؤكد على السلوك الأخلاقي والكمال البشري. في وقت معين، كان أغلب الصينيين يجمعون بين الديانات الثلاثة في الوقت نفسه. أصبح هذا مؤسسيًا عندما تم تجميع جوانب من المدارس الثلاث في مدرسة الكونفوشيوسية الجديدة.<ref>Dumoulin et al. (2005), pp. 68, 70–73, 167–168.</ref>
 
قام بعض المؤلفين بعمل دراسات مقارنة بين الطاوية والمسيحية. كان هذا الاهتمام منصباً من قبل طلاب تاريخ الدين مثل جي ام ام ودي غروت. كما تم إجراء مقارنة بين تعاليم لاو تسي ويسوع الناصري من قبل العديد من المؤلفين مثل مارتن أرونسون، وتوروفوف وهانسن (2002)، الذين يعتقدون أن لديهم العديد من التشابهات التي لا ينبغي تجاهلها. ويرى ج. إيسامو ياماموتو أن الاختلاف الرئيسي هو أن المسيحية تبشر بإله شخصي بينما لا تفعل الطاوية ذلك. ومع ذلك، فقد جادل عدد من المؤلفين مثل لين يوتانغ بأن بعض المعتقدات الأخلاقية والأدبية لهذه الأديان متشابهة بشكل كبير. أظهرت القيم الطاوية في [[فيتنام]] المجاورة أنها قابلة للتكيف مع الأعراف الاجتماعية، كما شكلت معتقدات اجتماعية وثقافية ناشئة جنباً إلى جنب مع [[الكونفوشيوسية]].<ref>Markham & Ruparell (2001). pp. 248–249.</ref>
[[ملف:Yin yang.svg|يسار|150بك|تصغير|الـ"[[يين ويانغ|يين واليانغ]]" في التايجيتو، شعار الفلسفة.]]
 
==انظر أيضا==
عرفت الصين خلال تاريخها ([[تاريخ الصين]]) اضطرابات عديدة وشديدة (الممالك المتحاربة، انقلابات على أنظمة)، جعل فلاسفة تلك المرحلة في عودة إلى الماضي، مستلهمة البساطة، السكينة، من سذاجة الناس، راجية الإبقاء على الأمور في حالة سكون، تفاديا للفوضى.
* [[ديانة صينية]]
* [[فلسفة شرقية]]
* [[اليانية]]
* [[الكونفوشيوسية]]
* [[الزرادشتية]]
* [[الشنتو]]
* [[المانوية]]
 
==المراجع==
نقرأ كيف أن [[لاو تزي]] و[[جوانغ تزى]] انتقدا في كتاباتهما، نهم الإنسان نحو العلم والتطور، آخذين عليه اهماله للسكينة ووداعة العيش. هذه النظرة لامت أيضا [[كونفوشيوس]] وأتباعه في سيرهما نحو نزع الأمية من [[المجتمع الصيني]]، وسعيه الحثيث في تغيير السياسيات المطبقة.
{{مراجع|2}}
 
مع هذا، اعترف [[كونفوشيوس]] نفسه بأنه على هدْي الطاوية القديمة، هذا ما دفع [[شون تزي]] ([[زونزي]]) أحد أتباع كونفوشيوس، للمزج بين الطاو في الطريقة الأولى، وبين الكونفوشية ([[كونفشيوسية]]) التي تدعوا للتطور.
 
قال شوِن تزي، في كتاباته: ''كل شيء يتغير، تماما مثل الطاو، الذي هو في تغير دائم.'' وأعطى مثالا، حيث يطالَب أتباع الطاو بالمحافظة على الصحة الجسمية والعقلية، وقارنها بالطبيب الطاوي الذي يسعى حثيثا في البحث عن أنجع الأدوية تفاديا للأمراض.
 
ظهر بعدها أن الكونفوشية، مجرد مننهج في طريق الطاو، وأن الطاو هو أساس الفلسفة.
==انظر أيضا==
* [[ديانة صينية]] .
* [[فلسفة شرقية]] .
* [[اليانية]].
* [[الكونفوشيوسية]] .
* [[الزرادشتية]] .
* [[الشنتو]] .
* [[المانوية]] .
== المصادر ==
{{مراجع}}
== المراجع ==
* ''راجع: تاريخ الطاوية''
السطر 130 ⟵ 131:
* [https://www.humanistictexts.org/chuang.htm# فلسفة Chuang Tzu] النص بالإنجليزي.
* [https://www.humanistictexts.org/xunzi.htm# فلسفة Xunzi] من أعظم فلاسفة العالم، النص بالإنجليزي.
 
== وصلات خارجية ==
* [https://www.bbc.co.uk/religion/religions/taoism BBC religions - Taoism]
* [https://www.daoistcenter.org Center for Daoist Studies]
* [https://en.daoinfo.org FYSK Daoist Culture Centre Database]
* [https://www.sacred-texts.com/tao/index.htm Taoist Texts] at the [[Internet Sacred Text Archive]]
* [https://ctext.org/daoism Early Daoist texts] – {{Ill-WD2|مشروع النص الصيني|id=Q5100670}}
* [https://www.patheos.com/Library/Taoism.html Patheos Library – Taoism]
* [https://www.taodirectory.co.uk Tao Directory]
* [https://en.daoinfo.org/wiki/ Wikipedia of Daoism]
* [https://www.chinaodysseytours.com/chengdu/qing-yang-gong-temple.html Qing Yang Gong Temple - One of the Oldest Taoist Temples]
 
{{تصنيف كومنز|Taoism}}