الدولة السامانية: الفرق بين النسختين
[نسخة منشورة] | [نسخة منشورة] |
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
سطر 73:
أل سامان أو السامانيون من عائلة عرفت بالرياسة قبل ال[[إسلام]] وبعده، فقد كان جَدُهم بهرام بن خشنش الساماني عاملا على أذربيجان قبل حلول الإسلام بين ظهرانيهم. ولما ولي المأمون العباسي خراسان لأبيه هرون الرشيد قربهم إليه ورفع منهم واستعملهم أمراءَ على مناطق ِنفوذ ِهم. ولما عاد المأمون كخليفة إلى بغداد في سنة مئتين وأربعَ للهجرة استخلف أولادَ أسد الساماني على أهم المدن في خراسان.فجعل نوح بن أسد على سمرقند وأحمد بن أسد على فرغانة ويحيى بن أسد على الشاش واشروسنه والياس بن أسد على هراة، فلما ولي طاهر بن الحسين خراسان أبقاهم على أعمالهم هذه، ثم توفي نوح بن أسد.وولي أخوه أحمد بن أسد ولما توفي أحمد بن أسد استخلف ابنـَه إسماعيل بن أحمد بن أسد الساماني على أعماله بسمرقند.. في سنة مئتين وإحدى وستين للهجرة.
في ربيع الأول من سنة مئتين وسبع وثمانين للهجرة
تقدم محمد بن بشير بجيشه إلى مدينة آمل، المدينة التي بإزاء بلاد ما وراء النهر، ولكن الأخبارَ كانت قد وصلت سريعا إلى إسماعيل بن أحمد الساماني، فعبر إليهم بجيشه نهرَ جيحون فأدركهم فور وصولهم، وهم على قدر كبير من التعب، فأوقع بهم هزيمة ًفادحه قـُتل في المعركة ستة ُآلاف مقاتل بينهم أميرُ الجيش ِنفسُه محمد بن بشير.وانهزم الباقون إلى نيسابور وهم بأسوأ حال. فكان وقعُ الهزيمة الغيرُ متوقعه في نفس عمرو بن الليث الصفار كالصاعقة.
جهـّزَ عمرو بن الليث الصفار فور وصول ِطلائع ِجيشِه، جيشا كثيفا، وجمع الكثيرَ من المتطوعة وأطلقَ المالَ لهذا الجيش وأحسن عدتـَه، ورغم أن جميعَ أصحابه وكبار ِ قادتِه أشاروا عليه بإنفاذ ِالجيوشَ تحت إمرة ِقادته الكبار والذين خبروا القتالَ طويلا وأن لا يخاطرَ هو بنفسِه. عزم عمرو على أن يقودَ كتائبَ هذا الجيش بنفسِه ليستردَ مهابتـَهُ التي بددتها هزيمته، بعث إسماعيل بن أحمد الساماني كتابا إلى عمرو بن الليث الصفار جاء فيه: انك قد وليت دنيا عريضة فاقنع بما في يدك واتركني مقيما بهذا الثغر الذي في يدي. فأبى عمرو بن الليث الصفار إلا القتال.
سطر 100:
وصلت إنباءُ العاصمة بخارى المفاجأة إلى الأمير السعيد نصر بن أحمد الساماني في نيسابور فقفلَ راجعا إليها.بعد أن بعث إلى قائد ِجيوشِه أبي بكر محمد بن المظفر ليوافيه إلى بخارى. وصل نصرُ بن أحمد الساماني سريعا إلى النهر ليعبرَ إلى بخارى فوافته قواتُ الخباز التي أُوكل إليها مهاجمة عسكر الأمير حينما يعود إلى عاصمتِه، فاقتتلوا ساعة ولم تلبث جنودُ الخباز أن انهزمت وتركته وحيدا ليأسرَه الأميرُ ويأخذ َه إلى عاصمتِه بخارى، وهناك القيَ الخباز ُفي ذات ِالتنور الذي كان يخبزُ فيه للسجناء، بعد أن أضرموا النارَ في جوفِه.
خرج الأمير السعيد الساماني بعد أن اعادَ سلطانـَه في بخارى. في إثر أخوته الذين هربوا صوبَ هرات وكان قد سبقه إليها قائدُ جيوشِه محمد بن المظفر فاجتمعوا هناك، فاستأمن أخواه منصور وإبراهيم إليه.وأما أخوه الثالث يحيى فقد هرب إلى نيسابور.فكان الأمير السعيد في إثره لا يُمكـّنـُه من الاستقرار، فحصره بها وبذل له الأمان فجاء إليه، فأكرمه وأحسن إليه، فيما تمكن أخوه إبراهيم من الإفلات من قبضته والمضي إلى بغداد في رجب سنة ثلاثمئة وإحدى وثلاثين للهجرة توفي السعيد نصر بن أحمد الساماني صاحبُ خراسان وما وراء النهر بعد معاناته ثلاثة عشر شهرا من مرض السل، ولم يكن بقي من مشايخ دولتهم أحدٌ. فقد سعى بعضُهم ببعض طلبا للرياسة والسلطان فهلك بعضُهم ومات البعضُ
في سنة ثلاثمئة وأربع وثلاثين للهجرة الأمير الحميد نوح بن نصر الساماني يعزل والي خراسان أبا علي بن محتاج ويولي مكانه إبراهيم بن سيمجور. أبو علي بن محتاج عاملُ خراسان المعزول يكاتب إبراهيم بن أحمد بن إسماعيل الساماني والذي استقر في بغداد بعد فراره قبل سنين عده
وصلت أخبار إبراهيم بن أحمد بن إسماعيل الساماني إلى الأمير نوح وانه توجه إليه في بخارى بعد أن ملك أغلب أراضي خراسان فترك العاصمة وتوجه إلى سمرقند بعد أن أيقن أن لا طاقة له لصد الجيوش الكثيفة التي زحفت صوبه، فدخلها إبراهيم في جمادي الآخرة سنة ثلاثمئة وخمسٍ وثلاثين وبايعه
جمع الأمير نوح بن نصر الساماني القوادَ والأجناد في نيسابور وبذل لهم أمولا كثيرة، وتقدم صوب العاصمة بخارى، بجمع كثيف من العساكر وحاصر العاصمة وضيق عليهم طويلا فما كان من عمه إبراهيم وأخيه محمد إلا أن خرجا من البلد طالبين الأمان فقبض عليهم الأمير نوح وسمل أعينهما ودخل العاصمة في رمضان سنة مئتين وخمسٍ وثلاثين للهجرة
في سنة ثلاثمئة وستٍ وثلاثين للهجرة
وفي سنة ثلاثمئة وثلاث وأربعين للهجرة مات الأمير نوح بن نصر الساماني والذي كان يلقب بالأمير الحميد وولي بعده ابنـُه عبد الملك فاستعمل بكر بن مالك قائدا على جيوشِه وأنفذ َه في أول محرم إلى الري لمقاتلة ركن الدولة البويهي فدخلوا أصبهان واستولوا على خزائن الدولة البويهية ونـُهبت دورَ العامة في أصبهان، فاتصل ركنُ الدولة البويهي بالأمير عبد الملك الساماني واصطلحا، على أن يحملَ ركنُ الدولة وعضدُ الدولة البويهيين إليه كلَ سنة مئة ًوخمسين ألف دينار، وعادت جيوشُ السامانيين إلى خراسان، في سنة ثلاثمئة وست وستين للهجرة ،مات عاملُ السامانيين على [[غزنة]] أبو إسحاق البُتكين ولم يَخلفْ من أهله وأقاربه من يصلحُ للتقدم لقيادتهم، فاجتمع عسكرُه واتفقوا على زوج ابنته القائد التركي سُبُكتكين ِلما عرفوه من قدرته على القيادة فقدموه عليهم وولوه أمرَهم. شرع سُبُكتكين هذا بعد أن جمع العساكرَ الغزنويه في مهاجمة الأراضي الهندية في معاركَ يشيبُ لها الولدان ،وشن الغارات ِتلو الغارات عليها، فأحتل من بلادهم قلاعًا حصينة على شواهق الجبال ونهب ما فيها من الأموال.وقتل من الهنود ما لا يدخلُ تحت الإحصاء.ففي عام واحد فقط أدخل خمسَمئة ِالف ٍمن نساءهم وصبيانهم اسواقَ النخاسه.
سطر 116:
السلطان يمينُ الدولة محمود الغزنوي يكاتب الأمير الساماني الجديد منصور بن نوح ويطلبُ تولية َخراسان بدل بكتوزون لما له ولوالده من فضل على الدولة السامانيه، ولكن الأميرَ الساماني يبذلُ له ولاية َما يشاء من الأعمال سوى خراسان، فأعاد الطلبَ مرات ٍعده وكان الجوابُ ذاتـُه في كل مره، في هذه الظروف بكتوزون قائدُ جيوش الدولة السامانيه يخلع الأميرَ الساماني من الملك ويقبضُ عليه ويأمرُ بسمل عينيه بمعاونة جماعة ٍمن أعيان العسكر وأقاموا أخاه عبد الملك الساماني مقامَه في الملك بعد سنةً ٍوسبعة ِأشهر ٍمن إمرته.وماج الناسُ بعضُهم في بعض في بلاد ما وراء النهر وخوارزم لهذا الحدث ،الأمرُ الذي قوى نفسَ يمين الدولة السلطان محمود الغزنوي وطمع في الاستقلال بالملك فسار نحو بخارى عازمًا على القتال.
سمع عبد الملك ابن نوح الساماني وبكتوزون قائدُ جيوشِه بمسير السلطان الغزنوي إليهم. تجهزوا للقتال وساروا إليه فالتقوا بمرو واقتتلوا أشد قتالٍ رآه الناس حتى أدركهم الليل فانهزم بكتوزون قائدُ الجيوش السامانيه إلى نيسابور بعد أن لحقت بعسكره خسائرُ فادحه. تبعه السلطان محمود الغزنوي ليمنعه من تنظيم قواته، والتقاط الأنفاس، فأدركه على أبوابها فأوقع به وقيعة مؤلمه. وعاد يمين الدولة السلطان محمود الغزنوي إلى بلخ مستقر ِوالده فاتخذها دارَ ملكٍ له.واتفق أصحابُ الأطراف بخراسان على طاعته واستقر ملكُ محمود بخراسان كلها، فأزال عنها اسمَ السامانية وخطب فيها للقادر بالله العباسي، وبإقامة الخطبة
بلغ الخبرُ الأميرَ يمين الدولة محمود الغزنوي فسار مجدًا نحو نيسابور فلما قاربها سار عنها المنتصر الساماني وظل يتنقل من مدينة إلى أخرى والغزنويون في إثره
في شوال سنة ثلاثمئة وثلاث وتسعين سار الساماني بجيش من الاتراك الغزيه نحو جيوش الغزنويين لأعادة ملك السامانيين فتوجه إلى سمرقند وبها القائد التركي ايلك الخان
في سنة ثلاثمئة وخمس وتسعين للهجرة زحف جيشُ الغزنويين في قضه وقضيضه قاصدا الأميرَ الساماني بعد أن علموا تراجعَ الغزية الذين كانوا معه إلى أوطانهم. فالتقوا به بنواحي مدينة [[أشروسنة]] فانهزم المنتصر وأكثرَ الغزنويون في أصحابه القتل. وسار المنتصر منهزمًا حتى عبر النهر، فسير يمينُ الدولة العساكرَ خلفه ففارق مكانـَه وسار وهم في أثره
▲بنواحي مدينة [[أشروسنة]] فانهزم المنتصر وأكثرَ الغزنويون في أصحابه القتل. وسار المنتصر منهزمًا حتى عبر النهر، فسير يمينُ الدولة العساكرَ خلفه ففارق مكانـَه وسار وهم في أثره ,فلما ضاقت عليه المذاهب عاد إلى ما وراء النهر وقد ضجـِر أصحابُه وسئموا من السهر والتعب والخوف، ولأن الناسَ دائما على دين القوي، فارقه كثيرٌ منهم إلى يمين الدولة محمود الغزنوي فأعلموه بمكانه.فلم يشعر المنتصر الساماني إلا وقد أحاطت به الخيلُ من كل جانب فقاتلهم ساعة ثم فر من المواجهة والتجأ دخيلا بحلة من العرب فصانعوه حتى أظلمَ الليل ,ثم وثبوا عليه وقتلوه وبعثوا برأسه إلى يمين الدولة السلطان محمود الغزنوي تقربا له وطمعا بالمكافأة.وكان ذلك خاتمة َأمر ِالسامانيين وابتداءَ أمر ِالغزنويين.
== المصادر ==
|