بهيج عثمان: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 57:
رجل كالبرق: يخطف الأبصار تلألؤا بجوهر ساطع، ويشيع الرهبة في نفوس السامعين بصراحة القول الجامع، ويتغلغل في البواطن بثاقبيته حتى ليصل إلى بعدها الرابع، ويوحي بتدفق الخيرات وانهمار البشائر مدرارة، وينسحب مسرعا قبل أن ينقلب الهمس ثرثرة والبتّ تكرارا.
 
قوة منطبعة في سلوك، عرَّفَته كيف يمحو الأنا الفارغة: ثقة في القول، واخلاص في العمل، ووضوح في الهدف- تحديدًا له، وتصويبًا عليه، وبلوغًا اياه: }ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن، إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله، وهو أعلم بالمهتدين{ (النحل:125).
 
بهيج عثمان رمز للمسلم القوي الواضح، العازم الثبت، المطمئن السمح، الكيّس الودود، يجاريك ما دمت في حكمه على صواب، ويميل عنك إن حدت إلى خطأ، لا يُسخط الله في رضى الناس بل يُرضيه تعالى في سخطهم.
من اذا جادلته أفحمك، وإذا عاملته أكرمك. إن قويت عليه طلع، وان قوي عليك اتّضع. أبيّ الشكيمة، مستحكم العزيمة، على نجدة ونخوة. شديد الغيرة، ثوار الحمية، على شهامة تنزو إلى سَوْرة همة.
إنه اليقيني الجاهد، الإكسيري النافح، بلا تردد، المنجمر العود من طينة الجود، المنتصر على المآسي كصانع للظروف أكثر مما هو مصنوع منها، المنعش للمحيط حينما يؤج الحرج، آويًا إلى ركن شديد باستقامة مطلقة المروءة، وجرأة لا تنتهك الحرمات، وعفّة رضوانية إشراقية تجافي مصيدة الدنيا، وتمجّ الاعوجاج، وتسامي مسيرتها بسلامة القلب، وبإنجازات واقعية راسخة، وبالتزام بمحامد القيم وآلاء الخير.