تأثيرات التغير المناخي على البشر: الفرق بين النسختين
[نسخة منشورة] | [نسخة منشورة] |
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط بوت:إضافة (بوابة:طب) |
مصعب العبود (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
||
سطر 3:
وإلى الآن يوجد مظهر مهمل من مظاهر مشكلة التغيرات المناخية؛ فقد تم إجراء قدر أقل من البحوث حول تأثيرات التغير المناخي على الصحة ووفرة الطعام و[[نمو اقتصادي|النمو الاقتصادي]] و[[الهجرة البيئية|الهجرة]] والأمن والتغير الاجتماعي و[[المنافع العامة]]مثل [[ماء الشرب|مياه الشرب]] مقارنةً بتلك الأبحاث التي أجريت حول التغيرات [[الجيوفيزيائية]] المرتبطة بالاحتباس الحراري العالمي. إن تأثيرات البشر ربما تكون إيجابية وسلبية على حد سواء. فتغيرات المناخ في [[إقليم سيبيريا]] على سبيل المثال يتوقع أن تحسن من إنتاج الطعام وأنشطة الاقتصاد المحلي، وذلك على المدى القصير إلى المتوسط على الأقل. ولكن العديد من الدراسات أشارت إلى أن [[آثار الاحتباس الحراري العالمي|الآثار الحالية والمستقبيلة للتغير المناخي]] على الإنسان والمجتمع سلبية وستظل سلبية بصورة سائدة.<ref>http://ghfgeneva.org/Portals/0/pdfs/human_impact_report.pdf</ref><ref>http://www.oxfam.org.uk/resources/policy/climate_change/downloads/research_what_happened_to_seasons.pdf</ref>
فغالبية الآثار العكسية للتغير المناخي تعاني منها المجتمعات الفقيرة وذات الدخل المنخفض حول العالم، والتي تتميز بمستويات كبيرة من التعرض للعوامل البيئية المؤثرة المتمثلة في الصحة والثروة والعناصر الأخرى، بالإضافة إلى مستويات منخفضة من القدرة المتوفرة للتأقلم مع التغيرالمناخي. لقد أظهر أحد التقارير حول التأثير البشري على تغير المناخ والذي صدر عن [[المنتدى الإنساني العالمي]] عام 2009 يتضمن رسمًا حول العمل الذي تم من قبل [[منظمة الصحة العالمية]] في فترة مبكرة من ذلك العقد أن [[دولة نامية|الدول النامية]] تعاني من 99% من الخسائر المنسوبة إلى التغير المناخي.{{بحاجة لمصدر|تاريخ=نوفمبر 2011}} ولقد أثار هذا أيضًا تساؤلاً حول العدالة المناخية حيث إن أكثر 50 دولة نامية حول العالم لا
وبسبب قلة الأبحاث التي أجريت حول التأثيرات البشرية على التغير المناخي وبسبب صعوبة التفرقة بين تأثير التغير المناخي والعناصر الأخرى المساهمة؛ فإن الإحصاءات التي ترتبط بالتأثيرات البشرية على التغير المناخي بها هوامش كبيرة من عدم الدقة.{{بحاجة لتوضيح|تاريخ=يوليو 2011}} وعلى المستوى العالمي بوجه خاص، فإن كثيرًا من البيانات الإحصائية حول التأثير البشري على التغير المناخي يجب أن
وبالرغم من أنه لم يكن هناك بحث (ومناقشة مرتبطة بالسياسة) حول تأثير الإنسان على التغير المناخي، إلا أن عددًا من المنظمات تبرز ملف هذه القضية من خلال تنظيم لقاءات عالية المستوى ونشر تقارير حول الموضوع. وهذه المنظمات تتضمن [[أوكسفام|منظمة أوكسفام]] و[[برنامج الأمم المتحدة الإنمائي]] و[[برنامج الأمم المتحدة للبيئة و]] منظمة الصحة العالمية [[والمفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان]] و[[المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين]] (UNHCR) و[[مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية]] و[[المنتدى الإنساني العالمي]] و[[مؤسسة كير الدولية]] و[[منظمة السلام الأخضر]] و[[شركة مابلكروفت]] و[[البنك الدولي]] و[[الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر]].
سطر 19:
ومن ثّم فإن المناخ المتغير يؤثر سلبًا على متطلبات صحة الأفراد: وهي الهواء والماء النقي والطعام الكافي والعوائق الطبيعية لعوامل العدوى المرضية والمأوى المناسب والآمن. فالمناخ الحار والمتغير يؤدي إلى مستويات مرتفعة من بعض [[ملوثات الهواء]] وزيادة تكرار الحوادث المرتبطة بالطقس المتطرف. حيث يزيد من معدلات ونطاقات نقل الأمراض المعدية من خلال الماء غير النظيف والطعام الملوث وبالتأثير في الكائنات [[الناقلة (وبائيات)|ناقل]] (مثل الناموس) وفصائل المضيف المتوسط والمستودع التي تأوي العامل المعدي (مثل الماشية و[[خفاشيات|الخفافيش]] و[[قوارض|القوارض]]). إن التغيرات التي تطرأ على درجات الحرارة وسقوط الأمطار الموسمية تعرض الإنتاج الزراعي في العديد من المناطق للخطر بما يتضمن بعضًا من البلدان الأقل تطورًا؛ وذلك يشكل مخاطر على حياة الأطفال ونموهم والصحة العامة والقدرة الوظيفية للبالغين. ومع استمرار تزايد ارتفاع الحرارة، فإن خطورة الكوارث المرتبطة بالطقس (وبالطبع تكرارها) ستزداد - ويبدو أن هذا قد حدث بالفعل في عدد من المناطق حول العالم خلال العقود الماضية العديدة. ونتيجة لذلك وعلى سبيل الخلاصة فإن ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي بالإضافة إلى التغيرات التي تطرأ على موارد الطعام والماء؛ يمكن بصورة غير مباشرة أن تزيد من نطاق نتائج الحالة الصحية العكسية بما في ذلك [[سوء التغذية]] و[[إسهال|الإسهال]] و[[رضة خطيرة|الإصابات]] و [[أمراض الوعاء القلبي|الوعاء القلبي]] و[[مرض تنفسي|أمراض الجهاز التنفسي]] والأمراض المنقولة عن طريق الماء والحشرات.
إن لتفاوت الرعاية الصحية والتغيرات المناخية تأثيرًا كبيرًا على صحة الإنسان وجودة الحياة
التغير المناخي يمكن أن يؤدي إلى زيادة بالغة في انتشار مختلف الأمراض المعدية. وبداية من منتصف السبعينيات، كان هناك "ظهور وانتعاش وإعادة توزيع للأمراض المعدية".<ref name=Epstein>{{Cite journal|المؤلف=P. Epstein|السنة=2002|العنوان=Climate Change and Infectious Disease: Stormy Weather Ahead?|journal=[[Epidemiology (journal)|Epidemiology]]|volume=13|issue=4|الصفحات=373–375}}</ref> والأسباب التي أدت إلى ذلك على الأرجح متعددة حيث تعتمد على عناصر اجتماعية وبيئية ومناخية متنوعة، ولكن العديد يزعمون أن "انتشار المرض المعدي ربما يكون واحدًا من التفسيرات البيولوجية المبكرة لعدم الاستقرار المناخي".<ref name=Epstein/> وبالرغم من أن العديد من الأمراض المعدية تأثرت بالتغيرات التي طرأت على المناخ، إلا أن الأمراض المنقولة بواسطة النواقل مثل الملاريا و[[حمى الضنك]] واللشمانيات تمثل أقوى [[علية|علاقة سببية]]. فالملاريا بالتحديد التي تقتل ما يقرب من 300000 طفل سنويًا تشكّل أكبر [[تهديد وشيك]].<ref name=malaria>{{Cite journal|المؤلف=J. Patz|المؤلفين المشاركين=S. Olson|السنة=2006|العنوان=Malaria Risk and Temperature: Influences from Global Climate Change and Local Land Use Practices|journal=[[Proceedings of the National Academy of Sciences]]|volume=103|issue=15|الصفحات=5635–5636|doi=10.1073/pnas.0601493103 | pmid=16595623 | pmc = 1458623}}</ref>
=== الملاريا ===
الملاريا على وجه الخصوص
==== درجة الحرارة ====
سطر 34:
==== ظروف الطقس المتطرفة ====
غالبًا ما تصاحب الأمراض المعدية حالات [[الطقس المتطرف]] مثل الفياضانات والزلازل والجفاف. إذ تحدث هذه الأوبئة المحلية بسبب فقدان البنية الأساسية مثل المستشفيات والخدمات الصحية العامة، بل أيضًا بسبب التغيرات التي تطرأ على النظام البيئي المحلي والبيئة. على سبيل المثال فإن حالات ظهور الملاريا ترتبط بقوة بظاهرة دوائر إلنينو بعدد من البلدان (الهند وفنزويلا على سبيل المثال). [[ذبذبة إلنينو الجنوبية|إلنينو]] قد تؤدي إلى حدوث تغيرات وإن كانت مؤقتة ولكنها قاسية في البيئة مثل تأرجح درجات الحرارة و[[الفياضانات المفاجئة]].<ref name=Epstein/> وعلاوة على ما سبق، فمع وجود ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي كان هناك ميل ملحوظ تجاه طقس أكثر تنوعًا وشذوذًا. وقد أدى هذا إلى زيادة عدد أحداث الطقس المتطرفة وحدتها. وهذا الميل نحو مزيد من التنوع والتأرجح ربما
==== العوامل المحددة غير المناخية ====
سطر 40:
==== النموذج المستقبلي ====
يتضمن النموذج التنبؤ بالمدى والتوزيع الجغرافي وخصائص عنصر معين (الملاريا في هذه الحالة) خلال فترة زمنية. هذه النماذج
=== استجابة الصحة العامة ===
في الوقت الحالي، لا يوجد دليل يجعلنا نقترح أن البدء السريع للتغير المناخي آخذ في الهبوط. فحتى إذا تمكنا بمعجزة من وقف جميع انبعاثات [[غازات دفيئة|غازات الاحتباس الحراري]]، فسنظل نواجه التغيرات المحتملة غير القابلة للتحول التي تسببنا فيها بأنفسنا. ومن ثَمّ فمن الضروري التأقلم على هذه الظروف المتغيرة. ستكون استجابتنا تفاعلية واستباقية على حد سواء ويجب أن تتم على عدة مستويات (تشريعية وهندسية وسلوكية شخصية).<ref name=story/> واستجابة لمرض الملاريا سنحتاج على سبيل المثال إلى تحسين جودة الخدمات الصحية وسهولة الوصول إليها وتحديد مدى الاستجابة تجاه المجتمعات المعرضة للخطر واستهدافها وتحسين قدرتنا على وضع النماذج والرقابة وتطبيق حملات [[توعية عامة]] على مستوى واسع.<ref name=Bhattacharya/>
== المياه ==
مع زيادة سخونة المناخ، فإنها تغير طبيعة سقوط الأمطار والتبخر والثلوج وتدفق ينابيع المياه والعناصر الأخرى التي تؤثر في وفرة المياة وجودتها على مستوى العالم.
== النزوح/الهجرة ==
سطر 54:
تحسنت الظروف، ولكن عددًا غير محدد أصبح في عداد المهاجرين، وهذا داخل بلادهم في العادة، إلا أن هناك أيضًا من هاجروا عبر الحدود القومية.
ومن أجل تقليل الهجرات الإجبارية بسبب سوء الأوضاع البيئية وتعزيز عودة المجتمعات المعرضة للمخاطر، يجب على الحكومات أن تتبنى سياسات وتضخ موارد التمويل من أجل توفير [[حماية اجتماعية|الحماية الاجتماعية]] وتنمية أسباب المعيشة وتطوير البنية التحتية الحضرية الأساسية
وإدارة مخاطر الكوارث. ورغم أن كافة الجهود يجب أن تبذل للتأكيد على إمكانية بقاء الأفراد في المناطق التي يعيشون فيها، فمن المهم أيضًا إدراك أن الهجرة يمكن أن تكون هي الأخرى طريقة للأفراد للتأقلم مع التغيرات البيئية. ففي حالة إدارتها بطريقة صحيحة وبذل الجهود لحماية حقوق المهاجرين، يمكن أن توفر الهجرة منافع مستدامة بالنسبة للمنطقة الأصلية والوجهة المنشودة كذلك بالإضافة إلى المهاجرين أنفسهم. ولكن المهاجرين - خاصة منخفضي المهارات -
الأفراد تضررًا في المجتمع وغالبًا ما يحرمون من وسائل الحماية الأساسية وإمكانية الوصول إلى الخدمات.<ref name="beta.adb.org"/>
إن الروابط بين التدهور البيئي التدريجي الناتج عن التغير المناخي والنزوح
== الأمن ==
عادة ما تكون الصراعات شديدة التعقيد بالإضافة إلى العديد من الأسباب القائمة على بعضها البعض، والتي يُشار إليها غالبًا بالمصطلح "حالات الطوارىء المعقدة". فلدى التغير المناخي القدرة على زيادة حدة مظاهر التوتر القائمة أو خلق توترات جديدة - حيث
لقد عقد [[مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة]] مناقشته الأولى على الإطلاق حول التغير المناخي عام 2007، حيث كانت الروابط بين التغير المناخي والأمن موضوعًا للعديد من التقارير عالية الأهمية منذ عام 2007 من قبل رموز أمنية رائدة بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة و[[الاتحاد الأوروبي]]. كما تنظر [[مجموعة الـ 77|مجموعة G77]] المؤلفة من الدول النامية إلى التغير المناخي باعتباره تهديدًا أمنيًا كبيرًا يتوقع أن يضرب الدول النامية على وجه التحديد بقوة.
== التأثيرات الاجتماعية ==
إن توابع [[التغير المناخي والفقر]] ليست موزعة بالتساوي بين المجتمعات. فالعوامل الفردية والاجتماعية مثل الجنس (النوع) والعمر والتعليم والعرق والموقع الجغرافي واللغة تؤدي إلى مستوى مختلف من [[قابلية التعرض للخطر]] والقدرة على التكيف مع تأثيرات التغير المناخي. إن تأثيرات التغير المناخي مثل الجوع والفقر والأمراض مثل الإسهال والملاريا تؤثر بصورة غير متساوية على الأطفال؛ بمعنى أن 90 في المائة من وفيات الملاريا والإسهال تقع بين الأطفال الصغار.<ref name="who.int"/>
|