قادس (سفينة): الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط بوت: تعريب V2.0
ط بوت: إصلاح خطأ فحص ويكيبيديا 16
سطر 19:
 
[[ملف:AssyrianWarship.jpg|thumb|[[سفينة حرب]] آشورية، [[سفينة شراعية كبيرة مزودة بصفين من المجاديف على كل جانب]] مع مقدمة حادة مدببة. 700 قبل الميلاد]]
كان بناة السفن، على الأرجح [[الفينيقيون|فينيقي]]، البحارة الذين عاشوا على السواحل الجنوبية والشرقية للبحر الأبيض المتوسط، أول من صنعوا القادس ذا المستويين والذي عُرف على نطاقٍ واسعٍ باسمه اليوناني، ''biērēs''، أو[[البيريم (bireme)]].<ref>Casson (1995), pp. 57-58</ref> وبالرغم من أن [[الفينيقيون]] كانوا من أهم الحضارات البحرية في [[الكلاسيكية القديمة|العصر القديم]]، فلم يوجد سوى القليل من الأدلة التفصيلية بشأن أنواع السفن التي استخدموها. تُعتبر أفضل الرسومات التي وُجدت حتى الآن هي صورًا صغيرة، مبسطة للغاية على الأختام التي تصف سفن هلالية الشكل مجهزةً بصارٍ واحد وضفافٍ من المجاديف. أوضحت اللوحات الجصية الجدارية الغنية بالألوان في المستوطنة [[الحضارة المينوسية|المينوسية (Minoan)]] في [[سانتوريني (Santorini)]] (c. 1600 قبل الميلاد) بعض الصور الأكثر تفصيلاً لسفن ذات خيام احتفالية على ظهر السفينة في موكب. بعضهم مُزود بمجاديف، بينما هناك آخرون يقوم فيهم الرجال بالتجديف بمشقة منحنين على الأسوار. وقد تم تفسير هذا بأنه تجديد شعائري لأنواع السفن الأكثر قدمًا، في إشارةٍ إلى وقتٍ قبل اختراع التجديف، ولكن لم يُعرف إلا القليل عن استخدام وتصميم السفن المينوسية.<ref>Wachsmann (1995), pp. 13-18</ref>
 
== التاريخ العسكري ==
سطر 59:
في غرب البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، أدى انقسام [[الإمبراطورية الكارولنجية (Carolingian Empire)]] إلى فترةً من عدم الاستقرار، حيث زادت القرصنة والإغارة في المتوسط، وخاصة التي كان يقوم بها المسلمون الفاتحون الذين وصلوا حديثًا. ازداد الموقف سوءًا بسبب [[فايكنج]] الدول الإسكندنافية المهاجمين الذين استخدموا [[السفن الطويلة]]، السفن التي تشبه القوادس في وجوهٍ كثيرةٍ مثل التصميم والوظيفة وأيضًا في توظيف تكتيكات مماثلة. ولمواجهة هذا التهديد، بدأ الحكام المحليين في بناء سفن كبيرة ذات مجاديف، احتوى بعضها على 30 زوجًا من المجاديف، وكانت هذه السفن أكبر وأسرع وذات جوانب أعلى من سفن الفايكنج.<ref>Unger (1980), p. 80</ref> هدأ التوسع الإسكندنافي، الذي تضمن غارات على بلدان البحر الأبيض المتوسط وهجمات على كلٍ من أيبيريا الإسلامية والقسطنطينية نفسها، في منتصف القرن الحادي عشر. حينئذٍ، حقق ظهور الممالك المسيحية مثل فرنسا، وهنغاريا، وبولندا مزيدًا من الاستقرار في المرور التجاري. وفي نفس هذه الفترة، ظهرت مدن الموانئ الإيطالية ودول المدينة مثل [[جمهورية البندقية|البندقية]]، و[[جمهورية بيزا|بيزا]]، و[[دوقية أمالفي|أمالفي]]، على حدود الإمبراطورية البيزنطية حيث كافحت التهديدات الشرقية.<ref>Unger (1980), pp. 75-76</ref>
 
خلال القرن الثالث عشر والرابع عشر، تطور القادس إلى تصميمٍ كان يجب أن يبقى كما هو، حتى تم التخلص منه في القرن التاسع عشر. انحدر النوع الجديد من القادس من السفن التي استخدمها الأساطيل البيزنطية والتابعة للمسلمين في العصور الوسطى المبكرة. وكانت هذه السفن الدعامة الأساسية لكل القوى المسيحية حتى القرن الرابع عشر، متضمنةً الجمهوريات البحرية العظيمة؛ جنوة، والبندقية، والبابوية، وفرسان الاسبتارية، ومنطقة أراغون، ومملكة قشتالة، وأيضًا[[للقراصنة]] و[[سفينة القراصنة|سفن القراصنة]]. كان المصطلح العام لأنواع هذه السفن هو ''gallee sottili'' ("السفن الممشوقة"). استخدم [[الأسطول العثماني]] الأخير تصميماتً مشابهة، ولكن كانت بشكلٍ عام أسرع باستخدام الشراع، وأصغر ولكن أبطأ باستخدام المجاديف.<ref>Pryor (1992), pp. 64-69</ref> قُصدَت تصميمات القادس توفير إمكانية الاشتباك القريب جنبًا إلى جنب مع أسلحة اليد والأسلحة القاذفة مثل الأقواس والأقواس المستعرضة. في القرن الثالث عشر، قامت المملكة الأيبيرية [[لأراغون]] ببناء عدة أساطيل من القوادس عالية القلاع، مزودة برجل القوس المستعرض الكتالاني، وهزمت عدة مرات القوات القاهرة [[لإمبراطورية الأنجويون|للأنجيون (Angevin)]].<ref>Mott (2003), p. 107</ref>
 
وخلال القرن الرابع عشر، بدأ تجهيز القوادس بمدافع مختلفة الأحجام، كان معظمها صغيرًا في البداية، ولكن كان هناك ''مدافع'' أكبر على السفن المنتمية [[لألفونسو الخامس ملك أراغون]].
سطر 131:
=== العصور الوسطى ===
==== مواصفات نمطية ====
لقد صدرت أولى مواصفات القوادس بأمر من [[كارلو الأول ملك نابولي]]، عام 1275 بعد الميلاد.<ref>See both Bass and Pryor</ref> بلغ الطول الإجمالي 39.30 مترًا، وبلغ طول [[العارضة]] 28.03 مترًا، وعمقه 2.08 مترًا. أما جسم السفينة، فبلغ عرضه 3.67 مترًا. وبلغ العرض بين [[أذرع الامتداد]] 4.45 مترًا. وبالنسبة للمجاديف، كان عددها 108 مجدافًا، بلغ طول أغلبها 6.81 أمتار، والبعض الآخر 7.86 أمتار، وبلغ طول مجدافيّ التوجيه 6.03 أمتار. وبلغت ارتفاعات الصاري الأمامي والصاري الأوسط 16.08 مترًا، و11.00 مترًا على التوالي، وبلغ محيط كلٍ منهما 0.79 مترًا، وتُقدَّر أطوال عوارض الشراع بـ 26.72 مترًا، و17.29 مترًا. وبالنسبة لـ[[الحمولة الساكنة|ساكن]]، فبلغت حوالي ثمانين مترًا طنيًّا. وكان يعمل على هذا النوع من السفن رجلان، وفيما بعد ثلاثة، يجلسون على [[درج (أثاث)|درج]], ويعمل كلٌ منهم على مجداف. وكانت مجاديف تلك السفينة أطول من القادس الأثيني ثلاثي المجاديف، والذي بلغ طول مجاديفه 4.41 أمتار و4.66 أمتار.<ref>Morrison p. 269‏269</ref> أُطلق على هذا النوع من السفن الحربية اسم''جاليا سوتيل (galia sottil)''.<ref>Landström</ref> وفقًا للاندستورم، لم يكن لقوادس العصور الوسطى مدكات، حيث كان [[اقتحام السفينة (هجوم)|اقتحام السفينة]] يُعتبر طريقة للقتال أكثر أهمية من الدفع بالقوة.
 
وقد كان لمثل تلك القوادس الريادة في استخدام [[المدفعية البحرية]]، والتي تُعتبر مكملاً لنتوء[[خط الماء]] العلوي المُصمم لكسر ذراع الامتداد الخاص بالعدو. ولم تُسمَّ السفن باسم قوادس بها العديد من الرجال على كل مجداف إلا في القرن السادس عشر.<ref>Pryor (1992), p. 67</ref>
سطر 140:
كانت الفكرة السائدة هي أن التطورات الأساسية التي تميز الدرمندات القديمة عن السفن الليبرونية، والتي ميّزت قوادس البحر المتوسط، هي التركيز على ظهر السفينة[[ظهر السفينة (سفينة)|ظهر السفينة]]، وترك [[الدك|مدكات]] في مقدمة السفينة للمرفأ الموجود فوق سطح الماء، وإدخال الـ[[شراع مثلثي الشكل]] بشكل تدريجي.<ref>Pryor & Jeffreys (2006), p. 127</ref> ولم تكن الأسباب المحددة لترك المدك واضحة. وقد توضح رسوم النتوءات المتجهة للأعلى في القرن الرابع والموجودة في مخطوطة ''[[فاتيكان فيرجيل]]'' (Vatican Vergil) جيدًا أن المدك قد تم استبداله بمرفأ في القوادس الرومانية الأخيرة.<ref>Pryor & Jeffreys (2006), pp. 138–140</ref> هناك احتمال بأن ذلك التغيير ظهر نتيجة للتطوير التدريجي لبنية قشرة أولية قديمة، والتي تم تصميم المدكات عكسها في بنية الهيكل الأولي، مما أنتج هيكلاً أقوى، وأكثر مرونة، وأقل عرضة لهجمات المدكات.<ref>Pryor & Jeffreys (2006), pp. 145–147, 152</ref> على الأقل مع بداية القرن السابع، كانت وظيفة المدك الأساسية قد تم نسيانها.<ref>Pryor & Jeffreys (2006), pp. 134–135</ref> وكان أسطول غزو بيليساريوس في 533 على الأقل مزودًا جزئيًا بأشرعة مثلثية الشكل، الأمر الذي جعل من المحتمل أن يكون الشراع مثلثي الشكل قد أصبح من المعدات الأساسية للدرمند في ذلك الوقت،<ref>Basch (2001), p. 64</ref> أن الشراع المربع التقليدي قد تم الاستغناء عنه تدريجيًا في الملاحة في البحر المتوسط في العصور الوسطى.<ref>Pryor & Jeffreys (2006), pp. 153–159</ref>
 
كانت الدرمندات التي وصفها بروكوبيوس ذات صف واحد به حوالي خمسة وعشرين مجدافًا في كل جانب. وامتدت تلك المجاديف مباشرةً من جسم السفينة، على عكس السفن القديمة التي استخدمت [[ذراع الامتداد]].<ref>Pryor (1995), pp. 103–104</ref> وفي الدرمندات [[القوادس المزدوجة]] في القرنين التاسع والعاشر، كان ظهر السفينة يقسم صفيّ المجاديف، حيث يوجد الصف الأول في الأسفل، أما الثاني، فيوجد فوق ظهر السفينة، وكان على المجدّفين أن يقاتلوا في عمليات اقتحام السفن.<ref>Pryor & Jeffreys (2006), pp. 232, 255, 276</ref> بلغ الطول الإجمالي لتلك السفن حوالي 32 مترًا.<ref>Pryor & Jeffreys (2006), pp. 205, 291</ref> وهناك خيمة تغطي مكان القائد توجد في [[الكوثل (مؤخرة السفينة)]] (''prymnē'').<ref>Pryor & Jeffreys (2006), p. 215</ref> وتميزت مقدمة السفينة بوجود سلوقية (''pseudopation'') مرتفعة، توجد تحتها سحارة أو اثنتين مثبتتين لإطلاق [[نار الإغريق]] .<ref>Pryor & Jeffreys (2006), p. 203</ref> وتجد الدعامات التي يعلق الجنود دروعهم الواقية حول جوانب السفينة، وتعطي حماية لطاقم السفينة.<ref>Pryor & Jeffreys (2006), p. 282</ref> وكانت للسفن الكبيرة أيضًا حصون خشبية على أي من الجانبين بين الصواري، حيث تحمي رماة السهام من المنصات النارية المرتفعة.<ref name="Galley104">Pryor (1995), p. 104</ref> أما المرفأ الموجود في مقدمة السفينة، فيُستخدم للهجوم على مجاديف العدو، وتكسيرها ومنعها من مقاومة القذائف النارية ومحاولات الاقتحام.<ref>Pryor & Jeffreys (2006), pp. 143–144</ref>
 
=== فترة العصر الحديث المبكرة ===
سطر 220:
{{مفصلة|Galley slave}}
 
على عكس الصورة المشهورة عن المُجدّفين المقيدين بسلاسل عند المجاديف التي تقدمها أفلام مثل: ''[[بن هور (1959 فيلم)|بن هور]]''، فلا يوجد دليل على استغلال القوات البحرية القديمة للمجرمين المدانين أو العبيد واستخدامهم كمُجدفين، والاستثناء الممكن الوحيد هو في عصر [[مصر البلطمية]].<ref>{{مرجع كتاب |الأخير=Casson|الأول=Lionel |العنوان=Ships and Seamanship in the Ancient World |سنةالسنة=1971 |الناشر=[[دار نشر جامعة برنستون]] |مكانالمكان=Princeton |الصفحات=325–326}}</ref>
 
فتشير الأدلة الأدبية إلى أن القوات البحرية [[تاريخ اليونان|اليونانية]] و[[سلاح البحرية الروماني|القوات البحرية الرومانية]] كانت تفضل بوجهٍ عام الاعتماد على رجال أحرار لدفع قوادسهم.<ref>Rachel L. Sargent, “The Use of Slaves by the Athenians in Warfare”, ''Classical Philology'', Vol. 22, No. 3 (Jul., 1927), pp. 264-279</ref><ref name="Lionel Casson, 1966, 36">Lionel Casson, “Galley Slaves”, ''Transactions and Proceedings of the American Philological Association'', Vol. 97 (1966), pp. 35-44</ref> ولا يتم وضع العبيد عند المجاديف إلا في الظروف الاستثنائية فقط. ففي بعض الحالات، يتم إعطاء هؤلاء الأشخاص حريتهم منذ ذلك الحين فصاعدًا، في حين أن البعض الآخر يبدأون الخدمة على السفينة كرجالٍ أحرار.