المزدكية: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
ط WPCleaner v2.0b - باستخدام وب:فو (en dash or em dash)
سطر 25:
 
==المزدكية==
كان مزدَك الشخص الرئيسيّ في مجال التدريس الديني والفلسفي للديانة المزدكية، والتي تم اعتبارها على أنها نسخة مطوّرة ومنقّحة من [[الزرادشتية]]،<ref name="ya56">{{Cite book|author=Yarshater, Ehsan|year=1983|title=Cambridge history of Iran The Seleucid, Parthian and Sasanian periods|volume=2|pages=995&ndash;997995–997|isbn=978-0-521-24693-4}}</ref><ref name=cosmo>[http://azargoshnasp.net/famous/babak_khorramdin/teachingsmazdakshaki.pdf Shaki, Mansour. 1985. The cosmogonical and cosmological teachings of Mazdak.] Papers in Honour of Professor Mary Boyce, Acta Iranica 25, Leiden, 1985, pp. 527–43.</ref> على الرّغم من أنّه قد تم اعتبار أن تعاليم مزدَك مشتقّة من التعاليم [[المانوية]] أيضاً.<ref name="ya56"/> كانت الديانة الزرادشتية هي الدّيانة السّائدة في بلاد فارس الساسانيّة، وكان مزدَك نفسه كاهناً زرادشتيّاً، مما جعل معظم رجال الدّين يعتبرون أن تعاليم مزدَك ليست إلا محض بدعة من اختراعه. المعلومات حول مزدَك نادرة والتّفاصيل غير واضحة، ولكن يمكن الحصول على بعض المعلومات من العقيدة الخرميّة التي يعتقد علماء الدّين أنّها امتداد للمزدكيّة.<ref name="ya56" /><ref>{{Cite journal|author=Shaki, Mansour|year=1978|title=The social doctrine of Mazdak in the light of middle Persian evidence|journal=Archív Orientálni|volume=46|issue=4|pages=289&ndash;306289–306}}</ref>
 
===الأصل===
سطر 37:
الهدف من حياة البشر من وجهة نظر المزدكيّة، هو تحرير جزء من أنفسهم وتقديمه للنور، ونظرت المزدكيّة للنفس البشرية المتشكلّة من خليط من النور والظلام بشكل متفائل وتعتبر هذه المشكلة قابلة للحل، على عكس المانويّة التي اعتبرت أنّ الخليط البشري المؤلّف من النور والظلام هو كارثة كونيّة.
 
تتألّف المزدكيّة من ثلاثة عناصر مميّزة هم النار والماء والأرض، كما تمتلك المزدكيّة أربع قوى هم البصيرة والتّفاهم والحماية والفرح.<ref>{{harvnb|Yarshater|1983|pages=1007&ndash;10081007–1008}}</ref>
 
===المبادئ الأخلاقية والاجتماعية===
سطر 50:
من أجل التغلّب على هذه الشّياطين يجب تحقيق العدالة والمساواة من جديد، ويجب على الجميع مشاركة الحاجات الزائدة التي يملكونها مع الآخرين؛ على الرّغم من أنّه غير الواضح كيف كان سيوّزع مزدك الممتلكات، إلا أنّه يُزعم أن مزدَك كان ينوي جعل الثروة مشتركة، ومن ثم توزيع الفائض بشكل متساوي.<ref>{{Cite journal|author=Crone, Patricia|year=1991|title=Kavad’s Heresy and Mazdak’s Revolt|journal=Iran (Journal of Persian Studies)|publisher=British Institute of Persian Studies|volume=29|pages=21–40|url=http://www.hs.ias.edu/files/Crone_Articles/Crone_Mazdak.pdf}}</ref>
 
تم نشر إشاعة سيئة حول أن المزدكيّة كانت تسمح بتشارك الزوجات، مما يعني اختلاط النسب وانعدام الخصوصية والحرمان من حق الدفاع عن الزوجات والبنات، إلا أنّ هذه الإشاعات لم يتم إثباتها وقد شكّك بصحّتها الباحثون لعدم وجود أي دليل على ذلك؛ على الرّغم من أن مزدَك كان من المرجّح أن يتّخذ إجراءً مناسباً لمنع تعدد زوجات الأغنياء ونقص زوجات الفقراء.<ref name=ya1000>{{harvnb|Yarshater|1983|pages=999&ndash;1000999–1000}}</ref>
 
==الأتباع==
اكتسبت تعاليم مزدَك الكثير من الشّعبيّة، مما جذب الكثير من الأتباع، بما فيهم الملك كافاد الأوّل (الحاكم من 488 حتى 531م). اعتنق الملك المزدكيّة وتم تبنّيها في مملكة الحيرة العربيّة التابعة للملك، بعد أن تم إقالة الملك السّابق لها (المنذر) من قبل القائد الحارث.<ref>{{Cite book|author=Yarshater, Ehsan|chapter=The Persian presence in the Islamic world|editor=Hovannisian, Richard G. |editor2=Sabagh, Georges|year=1998|title=The Persian Presence in the Islamic World|location=Cambridge, England|publisher=Cambridge University Press|pages=4&ndash;1254–125, [https://books.google.com/books?id=39XZDnOWUXsC&pg=PA28 page 28]|isbn=978-0-521-59185-0}}</ref><ref>Khanam, R. 2005. Encyclopaedic ethnography of Middle-East and Central Asia: A–I: Volume 1. P.441</ref>
 
بدعم من الملك، تمكّن مزدَك من إنشاء برنامج إصلاحي اجتماعي يشجّع على السّلام، ومناهض للكهنوتيّة، كما أقام برامج لمساعدة الفقراء عن طريق افتتاح مستودعات حكوميّة لمساعدة الفقراء، كما أغلق جميع المعابد الزرادشتيّة باستثناء المعابد الرئيسيّة الثلاثة في البلاد.
سطر 74:
نجا عدد قليل من المزدكيّين، واستقرّوا في المناطق النائيّة. ويقال أنّ مجتمعات قليلة من المزدكيّين نجوا لقرون بعد الفتوحات الإسلاميّة لبلاد فارس. واختلطت مذاهبهم مع التيّارات الرّاديكاليّة للإسلام الشّيعي، مما أدّى إلى ثورات دينيّة قويّة في المنطقة في وقت لاحق.
 
في القرن التّاسع عشر، قام الخراميّون بتمرّد ضد الخلافة العبّاسيّة بقيادة باباك خورامدين، ودافعوا بنجاح عن مناطق كبيرة ضد قوّات الخلافة العباسيّة لمدة عشرين عاماً تقريباً.<ref>[http://journals.iium.edu.my/intdiscourse/index.php/islam/article/viewFile/252/234 Al-Bīrūnī: Father of Comparative Religion] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170228221137/http://journals.iium.edu.my:80/intdiscourse/index.php/islam/article/viewFile/252/234 |date=28 فبراير 2017}}</ref> وقد تكون الباطنية والقرامطية وغيرها من التيّارات الثوريّة الإسلاميّة في وقت لاحق مرتبطة بشكل وثيق بالمزدكيّة، وكثيراً ما يقوم المؤلّفون المعاصرون بمطابقة هذه التيّارات كلّها سويّةً.<ref>{{harvnb|Yarshater|1983|pages=1003&ndash;10041003–1004}}</ref>
 
أصبحت المزدكيّة في نهاية المطاف علامة مميزة مرتبطة بأي حركة دينيّة راديكاليّة داعية إلى المساواة في التّاريخ الإيراني اللاحق.<ref>{{harvnb|Yarshater|1983|pages=1022&ndash;10231022–1023}}</ref> ولكن يُنظر اليوم إلى مزدَك على أنّه زنديق خطير وعدوّ للدين الحقيقي، وتهديد للدين بالمقارنة مع ماني ومحمّد.
 
يدّعي مؤلّف كتاب (دابيستان مذاهب) -الذي كُتب في أواخر القرن السّابع عشر،- أنّه التقى مع أتباع حقيقيّين للديانة المزدكيّة، والذين قاموا بممارسة تعاليم دينهم المزدكيّ بسريّة بين المسلمين وحافظوا على دينهم.