روبرت هوك: الفرق بين النسختين

ولد روبرت هوك في عام 1635 في [[فريشواتر]] في [[وايت (جزيرة)|جزيرة وايت]] لجون هوك وسيسلي جيليز. كان روبرت أصغر الأبناء الأربعة لوالديه، وبينه وبين شقيقه الأكبر منه مباشرةً سبعة أعوام.<ref name="Martin"/> كان والده جون كاهن كنيسة كل القديسين في فريشواتر،<ref name=Jardine23>{{مرجع كتاب| الأخير = Jardine | الأول = Lisa | وصلة المؤلف = | العنوان = The Curious Life of Robert Hooke: The Man who Measured London | الناشر = Harper Collins Publishers | السنة = 2003 | المكان = New York | الصفحة = 23 | الرقم المعياري = 0-00-714944-1|الإصدار=1}}</ref> وكذلك كان اثنان من أعمامه. وكان من المتوقع أن ينجح روبرت هوك في دراسته وينضم إلى الكنيسة. كما كان والده مسؤولاًمسؤولًا عن مدرسة محلية، ولذا كان قادرًا على تدريس روبرت، على الأقل جزئيًا في المنزل ربما بسبب ضعف صحة طفله النحيل.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|غريبين| Ref =تاريخ العلم 1543-2001، الجزء الأول|2012|p=196}}</ref> كان والده من [[ملكيون|أنصار الملك]] ومن المرجح أنه كان ضمن وفد ذهب لتقديم الولاء للملك [[تشارلز الأول ملك إنجلترا]]، عندما هرب إلى جزيرة وايت. لذا، نشأ روبرت أيضًا، على الولاء المطلق للملكية.

عند وفاة والده عام 1648، ورث روبرت نحو 40 جنيهًا<ref name="Martin">{{مرجع ويب|المسار=http://freespace.virgin.net/ric.martin/vectis/hookeweb/s.htm|العنوان=The Tragedy of Robert Hooke's Brother|الأخير=Martin|الأول=Rob|السنة=2000|تاريخ الوصول=9 مارس 2010|اقتباس=Robert is given forty pounds, a chest and all the books}}</ref><ref name="JOCEFR">{{مرجع ويب|المسار=http://www.gap-system.org/~history/Biographies/Hooke.html|العنوان=Hooke biography|الأخير=O'Connor |الأول=J J|المؤلفين المشاركين=E F Robertson|التاريخ=أغسطس 2002|الناشر=School of Mathematics and Statistics University of St Andrews, Scotland|تاريخ الوصول=9 مارس 2010|اقتباس=He was left £40 by his father, together with all his father's books (the often quoted figure of £100 is a much repeated error)}}</ref> مكنته من شراء رخصة التلمذة الصناعية رغم سوء حالته الصحية طوال حياته، ولكن نظرًا لما خلّفه والده من عدد ميكانيكية، ظن أنه يمكنه أن يصبح [[ساعاتي|صانع ساعات]] أو رسام للزخارف حيث كان مهتمًا بالرسم أيضًا. كان هوك طالب شديد الذكاء، لذا فبالرغم من ذهابه للندن للحصول على رخصة التلمذة الصناعية، إلا أنه درس لفترة وجيزة مع صموئيل كوبر وبيتر ليلي، لذا أصبح مؤهلاًمؤهلًا لدخول مدرسة وستمنستر في لندن تحت إشراف [[ريتشارد باسبي|د. باسبي]]. أتقن هوك سريعًا [[لغة لاتينية|اللاتينية]] و[[لغة يونانية|اليونانية]]،<ref name="JOCEFR"/> ودرس القليل من [[لغة عبرية|العبرية]]، كما أتقن [[أصول أقليدس]].<ref name="JOCEFR"/> وفيها أيضًا شرع في دراسة [[ميكانيكا|الميكانيكا]] التي لازمته طوال حياته.

في الوقت الذي كان معاصري هوك يعتقدون بأن الأثير هو وسط ينقل التجاذبات والتنافرات بين الأجسام الكونية، زعم هوك في كتابه الفحص المجهري عام 1665، بأن مسألة التجاذبات أساسها وجود قوى جاذبية. وفي محاضرة له عام 1666 أمام الجمعية الملكية بعنوان "عن الجاذبية" أرسى هوك مبدئين وهما أن كل الأجسام تتحرك في خطوط مستقيمة ما لم تتأثر بقوة ما تجبرها على الانحراف، وأن قوى الجذب تزداد كلما تقاربت الأجسام. وقد نقل دوغالد ستيوارت في كتابه ''عناصر فلسفة العقل البشري''، كلمات هوك في محاضرة ألقاها عام 1674، يصف فيها نظام العالم على النحو التالي: <blockquote>أولاًأولًا: كل الأجسام السماوية لها قدرة جذب إلى مراكزها لا تجذب فقط توابعها، بل وتجذب كل الأجسام الواقع داخل نطاق تأثيرها. ثانيًا: كل الأجسام لها حركة بسيطة وستستمر في الحركة المستقيمة، ما لم تنحرف عنها بتأثير قوى خارجية تجعلها تتحرك في مجال دائري أو بيضاوي أو في أي شكل منحني آخر. ثالثًا: هذا الجذب يزداد كلما تقاربت الأجسام. غير أني لم أحدد مدى النقص في قوى الجذب عند زيادة المسافة.<ref>Stewart, Dugald (1877) [http://books.google.com/books?id=OAwRAAAAYAAJ&pg=PA304 ''Elements of the Philosophy of the Human Mind''], T. & T. Clark, Vol. 2, Ch. 2, Section 4.2 (pp. 304 ff.) {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20140627104524/http://books.google.com/books?id=OAwRAAAAYAAJ&pg=PA304 |date=27 يونيو 2014}}</ref>"</blockquote>

وفي عام 1674، نشر هوك أفكاره حول نظام العالم مع بعض التطوير حيث وصف محاولته إثبات حركة الأرض من خلال ملاحظات رصدها.<ref name=attempt>Hooke's 1674 statement in "An Attempt to Prove the Motion of the Earth from Observations", is available in [http://echo.mpiwg-berlin.mpg.de/ECHOdocuView/ECHOzogiLib?mode=imagepath&url=/mpiwg/online/permanent/library/XXTBUC3U/pageimg online facsimile here]. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20100416051258/http://echo.mpiwg-berlin.mpg.de:80/ECHOdocuView/ECHOzogiLib?mode=imagepath&url=/mpiwg/online/permanent/library/XXTBUC3U/pageimg |date=16 أبريل 2010}}</ref> وسلّم هوك بالتجاذب المتبادل بين الشمس والكواكب، التي تتزايد كلما كانت الأجسام أقرب. ولم تحظ اكتشافات هوك تلك باهتمام حتى عام 1674، ربما لكونه لم يقدم دليلاًدليلًا ملموسًا أو إثباتًا رياضيًا، حيث أقر بعدم توصله إلى ذاك الحين إثبات لزعمه.<ref name=attempt/>

وفي مساهمات هي الأولى من نوعها، قدم هوك نموذجًا علميًا [[ذاكرة (بيولوجيا)|للذاكرة]] البشرية. في عام 1682 أمام الجمعية الملكية، اقترح هوك نموذجًا آليًا للذاكرة البشرية تتشابه قليلاًقليلًا مع النماذج الفلسفية القديمة.<ref>{{Cite journal|المؤلف=Singer, B. R. |السنة=1979|العنوان=Robert Hooke on memory: Association and time perception (I)|journal=Notes & Records of the Royal Society of London|volume= 31|الصفحات= 115–131|jstor=531553|pmid=11609928|doi=10.1098/rsnr.1976.0003|issue=1}}</ref> يعالج هذا النموذج مكونات الترميز وسعة الذاكرة والتكرار والاسترجاع والنسيان، له بعض دقة التي نتعجب لها حديثًا.<ref name="Hintzman, D. L. 2003">{{Cite journal|المؤلف=Hintzman, D. L. |السنة=2003|العنوان=Robert Hooke's model of memory|journal= Psychonomic Bulletin & Review|pmid=12747488|volume= 10|الصفحات= 3–14|doi=10.3758/BF03196465|issue=1}}</ref> أهمل هذا العمل لما يقرب من 200 عام إلى أن قدّم [[ريتشارد سيمون]] بين عامي 1919-1923 عمل يحمل مجموعة متنوعة من أوجه التشابه مع عمل هوك، منها افتراض كليهما أن الذاكرة جسدية موقعها في المخ.<ref>Semon, R. (1923). Mnemic psychology (B. Duffy, Trans.). London: George Allen & Unwin. (Original work published 1919)</ref><ref>Schacter, D. L. (2001). ''Forgotten ideas, neglected pioneers: Richard Semon and the story of memory''. Philadelphia: Psychology Press/Taylor & Francis, ISBN 1-84169-052-X.</ref><ref>{{Cite journal|المؤلف=Schacter, D. L., Eich, J. E., & Tulving, E. |السنة=1978|العنوان= Richard Semon's theory of memory|journal= Journal of Verbal Learning & Verbal Behavior|volume=17|الصفحات= 721–743|doi=10.1016/S0022-5371(78)90443-7|issue=6}}</ref> نشرت هذه المحاضرة بعد وفاته عام 1705، في وسط سلسلة أعماله عن طبيعة الضوء.

بقي وصفان معاصران لهوك، الأول لصديقه المقرب [[أوبري جون]]، الذي وصف هوك وهو في منتصف العمر وفي أوج قوته الإبداعية: "كان متوسط الحجم، أحدب قليلاً،قليلًا، شاحب الوجه، رأسه ضخم، عيناه كبيرة ورمادية اللون، شعره ناعم بني اللون"

أما الثاني فهو وصف لهوك وهو مسن كتبه ريتشارد والر : "كطبعه كان حقيرًا أحدبًا للغاية، ورغم أني سمعته بنفسي أنا وغيري، أنه بقي سويًا حتى سن السادسة عشر، عندما مارس عادات منحرفة مرات عدة... كان دائمًا شاحبًا جدًا وهزيلاً،وهزيلًا، لاشيء سوى جلد وعظام، عيناه كانتا كبيرتان ورماديتان، ذات نظرات حادة خاصة عندما كان أصغر سنًا؛ أنفه رفيع متوسط الحجم والطول؛ فمه واسع وشفته العلوية رفيعة؛ ذقنه حادة، وجبهته كبيرة؛ ورأسه متوسطة الحجم. لم يكن يرتدي شعرًا مستعارًا، وكان يظهر بشعر البني الداكن الطويل للغاية والمنسدل على وجهه دون تهذيب.."<ref name="rod.beavon.clara.net"/>