حرب نفسية: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط بوت: التصانيف المعادلة + 5 تصنيف
وسوم: تعديلات طويلة لفظ تباهي تحرير مرئي
سطر 23:
من أشهر الأمثلة التاريخية في هي:
=== فتوحات [[جنكيز خان]] ===
فالسائد أن جنكيز خان قد استخدم أعدادا هائلة من المقاتلين واجتاح بهم أغلب مناطق العالم، إلا أن الدراسات الحديثة أثبتت أن أراضي وسط آسيا لا يمكن أن تعيل أعدادا كبيره من السكان في ذلك الوقت الذين بإمكانهم غلبة سكان المناطق المجاورة المكتظة بالسكان، فأمبراطورية المغول بنيت بإبداع عسكري ليس إلا، باستخدام قوات مدربة سريعة الحركة واستخدام العملاء والجواسيس مع الاستخدام الصحيح للدعاية، فقد أشاع المغول أن أعدادهم خرافيةكبيرة وأن طباعهم شرسة وقاسية بغرض إخافة أعدائهم وخفض معنوياتهم. بالرجوع للتاريخ لا يمكنايمكننا معرفة من هو أول من عرف التعذيب النفسي ولكن يمكن القول أنه ظهر بصورة مشتته لا يصلح أن نطلق عليها أنها طريقة سائدة من طرق الحروب البشرية مع ذلك.
 
ومع ذلك يمكن تعريف بأنها الاستعمال المخطط لل[[دعاية]] ومختلف الأساليب النفسية للتأثير على آراء ومشاعر وسلوكيات العدو بطريقة تسهل الوصول للأهداف.
 
=== نص رسالة نابليون للديار المصرية ===
استخدم نابليون الحرب النفسية لتحقيق أهدافه من الفتوحات بالمشرق العربي. ولا سيما [[مصر]] حين أرسل رسالة لأهالي مصر تتسم فيه من استخدامه للكثير من الوسائل المستخدمة في مضمار الحرب النفسيةومنها؛النفسية ومنها؛ الخداع عن طريق الحيل والإيهام، إثارة القلق باستخدام وسائل غير مألوفة، الشتائم، افتراءات العدو وعرض قضيته التي يُحارِب من أجلها، خلق قوة خاصة جبارة لا تقهر، التهديد بواسطة التسليح، بث الذعر وإطلاق الشائعات، التحقير من قوة العدو، الإغراء والتضليل والوعد، استخدام الخلافات الدينية والعقائدية، الإرهاب.<ref>صلاح نصر، الرئيس الأول ل[[جهاز المخابرات المصرية]]، "الحرب النفسية-معركة الكلمة والمعتقد"، 1966، ص79</ref> وهنا يتضح جلياً في ما يلي من نص الرسالة:
"بسم الله الرحمن الرحيم لا إله الا الله لا ولد له ولا شريك له في ملكه، من طرف الفرنساوية المبني علي أساس الحرية والتسوية، السر عسكر الكبير أمير الجيوش الفرنساوية [[نابليون بونابرت|بونابارته]] يعرف أهالي [[مصر]] جميعهم ان من زمان مديد الصناجق الذين يتسلطون في البلاد المصرية يتعاملون بالذل والاحتقار في حق الملة الفرنساوية ويظلمون تجارها بأنواع الايذاء والتعدي، فحضر الان ساعة عقوبتهم وأخرنا من مدة عصور طويلة هذه الزمرة ال[[مماليك]] المجلوبين من بلاد الابازة والجراكسة يفسدون في الاقليم الحسن الأحسن الذي لا يوجد في كرة الأرض كلها، فما رب العالمين القادر علي كل شئ فانه حكم علي انقضاء دولتهم . يا أيها المصريون قد قيل لكم انني ما نزلت بهذا الطرف الا بقصد ازالة دينكم فذلك كذب صريح فلا تصدقوه ، وقولوا للمفترين انني ما قدمت اليكم الا لأخلص حقكم من يد الظالمين وانني أكثر من المماليك أعيذ الله سبحانه وتعالي واحترم نبيه و[[القرآن]] العظيم ، وقولوا أيضا لهم أن جميع الناس متساوون عند الله وأن الشئ الذي يفرقهم عن بعضهم هو ال[[عقل]] والفضائل والعلوم فقط، وبين المماليك والعقل والفضائل تضارب فماذا يميزهم عن غيرهم حتي يستوجبوا ان يتملكوا مصر وحدهم ويختصوا بكل شئ أحسن فيها من الجواري الحسان وال[[خيل]] والعتاق والمساكن المفرحة ، فان كانت الأرض المصرية التزاما للمماليك فليرونا الحجة التي كتبها الله لهم، ولكن رب العالمين رؤوف وعادل وحليم. ولكن بعونه تعالي من الآن فصاعدا لا ييأس أحد من أهالي مصر عن الدخول في المناصب السامية وعن اكتساب المراتب العالية، فالعلماء والفضلاء والعقلاء بينهم سيدبرون الأمور وبذلك يصلح حال الأمة كلها ، وسابقا كان في الأراضي المصرية المدن العظيمة والخلجان الواسعة والمتجر المتكاثر وما أزال ذلك كله الا الظلم والطمع من المماليك . أيها المشايخ والقضاة والائمة والجربجية وأعيان البلد قولوا لأمتكم ان الفرنساوية هم أيضا مسلمون مخلصون واثبات ذلك انهم قد نزلوا في رومية الكبري وخربوا فيها كرسي البابا الذي كان دائما يحث النصاري علي محاربة [[الإسلام]] ، ثم قصدوا جزيرة [[مالطة]] وطردوا منها الكواللرية الذين كانوا يزعمون ان الله تعالي يطلب منهم مقاتلة المسلمين، ومع ذلك الفرنساوية في كل وقت من الأوقات صاروا محبين مخلصين لحضرة السلطان العثماني وأعداء أعدائه أدام الله ملكه، ومع ذلك ان المماليك امتنعوا من اطاعة السلطان غير ممتثلين لأمره فما أطاعوا أصلا الا لطمع أنفسهم ، طوبي ثم طوبي لأهالي مصر الذين يتفقون معنا بلا تأخير فيصلح حالهم وتعلوا مراتبهم ، طوبي أيضاً للذين يقعدون في مساكنهم غير مائلين لأحد من الفريقين المتحاربين فاذا عرفونا بالاكثر تسارعوا الينا بكل قلب، لكن الويل ثم الويل للذين يعتمدون علي المماليك في محاربتنا فلا يجدون بعد ذلك طريقا الي الخلاص ولا يبقي منهم أثر.
 
" بسم الله الرحمن الرحيم لا إله الا الله لا ولد له ولا شريك له في ملكه، من طرف الفرنساوية المبني علي أساس الحرية والتسوية، السر عسكر الكبير أمير الجيوش الفرنساوية [[نابليون بونابرت|بونابارته]] يعرف أهالي [[مصر]] جميعهم ان من زمان مديد الصناجق الذين يتسلطون في البلاد المصرية يتعاملون بالذل والاحتقار في حق الملة الفرنساوية ويظلمون تجارها بأنواع الايذاء والتعدي، فحضر الان ساعة عقوبتهم وأخرنا من مدة عصور طويلة هذه الزمرة ال[[مماليك]] المجلوبين من بلاد الابازة والجراكسة يفسدون في الاقليم الحسن الأحسن الذي لا يوجد في كرة الأرض كلها، فما رب العالمين القادر علي كل شئ فانه حكم علي انقضاء دولتهم . يا أيها المصريون قد قيل لكم انني ما نزلت بهذا الطرف الا بقصد ازالة دينكم فذلك كذب صريح فلا تصدقوه ، وقولوا للمفترين انني ما قدمت اليكم الا لأخلص حقكم من يد الظالمين وانني أكثر من المماليك أعيذ الله سبحانه وتعالي واحترم نبيه و[[القرآن]] العظيم ، وقولوا أيضا لهم أن جميع الناس متساوون عند الله وأن الشئ الذي يفرقهم عن بعضهم هو ال[[عقل]] والفضائل والعلوم فقط، وبين المماليك والعقل والفضائل تضارب فماذا يميزهم عن غيرهم حتي يستوجبوا ان يتملكوا مصر وحدهم ويختصوا بكل شئ أحسن فيها من الجواري الحسان وال[[خيل]] والعتاق والمساكن المفرحة ، فان كانت الأرض المصرية التزاما للمماليك فليرونا الحجة التي كتبها الله لهم، ولكن رب العالمين رؤوف وعادل وحليم. ولكن بعونه تعالي من الآن فصاعدا لا ييأس أحد من أهالي مصر عن الدخول في المناصب السامية وعن اكتساب المراتب العالية، فالعلماء والفضلاء والعقلاء بينهم سيدبرون الأمور وبذلك يصلح حال الأمة كلها ، وسابقا كان في الأراضي المصرية المدن العظيمة والخلجان الواسعة والمتجر المتكاثر وما أزال ذلك كله الا الظلم والطمع من المماليك . أيها المشايخ والقضاة والائمة والجربجية وأعيان البلد قولوا لأمتكم ان الفرنساوية هم أيضا مسلمون مخلصون واثبات ذلك انهم قد نزلوا في رومية الكبري وخربوا فيها كرسي البابا الذي كان دائما يحث النصاري علي محاربة [[الإسلام]] ، ثم قصدوا جزيرة [[مالطة]] وطردوا منها الكواللرية الذين كانوا يزعمون ان الله تعالي يطلب منهم مقاتلة المسلمين، ومع ذلك الفرنساوية في كل وقت من الأوقات صاروا محبين مخلصين لحضرة السلطان العثماني وأعداء أعدائه أدام الله ملكه، ومع ذلك ان المماليك امتنعوا من اطاعة السلطان غير ممتثلين لأمره فما أطاعوا أصلا الا لطمع أنفسهم ، طوبي ثم طوبي لأهالي مصر الذين يتفقون معنا بلا تأخير فيصلح حالهم وتعلوا مراتبهم ، طوبي أيضاً للذين يقعدون في مساكنهم غير مائلين لأحد من الفريقين المتحاربين فاذا عرفونا بالاكثر تسارعوا الينا بكل قلب، لكن الويل ثم الويل للذين يعتمدون علي المماليك في محاربتنا فلا يجدون بعد ذلك طريقا الي الخلاص ولا يبقي منهم أثر.
المادة الأولي: جميع القري الواقعة في دائرة قريبة بثلاث ساعات من المواضع التي يمر بها عسكر الفرنساوية فواجب عليها أن ترسل للسر عسكر من عندها وكلاء كيما يعرف المشار إليه أنهم أطاعوا وأنهم نصبوا علم الفرنساوية وهو أبيض وكحلي وأحمر
 
المادة الأوليالأولى: جميع القري الواقعة في دائرة قريبة بثلاث ساعات من المواضع التي يمر بها عسكر الفرنساوية فواجب عليها أن ترسل للسر عسكر من عندها وكلاء كيما يعرف المشار إليه أنهم أطاعوا وأنهم نصبوا علم الفرنساوية وهو أبيض وكحلي وأحمر
 
المادة الثانية: كل قرية تقوم علي العسكر الفرنساوي تحرق بال[[نار]].
السطر 37 ⟵ 38:
المادة الثالثة: كل قرية تطيع العسكر الفرنساوي أيضاً تنصب صنجاق السلطان العثماني محبنا دام بقاؤه.
 
المادة الرابعة: المشايخ في كل بلد يختمون حالا جميع الأرزاق والبيوت والأملاك التي تتبع المماليك وعليهم الاجتهاد التام لئلا يضيع أدني شئ منها .

المادة الخامسة-: الواجب علي المشايخ والعلماء والقضاة والائمة أنهم يلازمون وظائفهم وعلي كل أحد من أهالي البلدان ان يبقي في مسكنه مطمئنا وكذلك تكون الصلاة قائمة في الجوامع علي العادة، والمصريون بأجمعهم ينبغي أن يشكروا الله سبحانه وتعالي لانقضاء دولة المماليك قائلين بصوت عالي أدام الله اجلال [[السلطان العثماني]] ، أدام الله اجلال العسكر الفرنساوي ، لعن [[الله]] [[المماليك]] وأصلح حال الأمة المصرية." <ref>العلامة الشيخ [[عبد الرحمن الجبرتي]]، "تاريخ عجائب الآثار في التراجم والأخبار"، الجزء الثاني، ص 183،182، 184</ref><ref>صلاح نصر، الرئيس الأول لجهاز المخابرات المصرية، "الحرب النفسية-معركة الكلمة والمعتقد"، 1966، ص76،77،78</ref>
=== فترة الحرب العالمية الثانية ===
استطاعت دول المحور، دول [[روما]]، [[برلين]]، و[[طوكيو]] أن تجعل شعوبها أولاً راضية عن القيام بحرب عدوانية، ثم قامت بتفتيت خصومها للحصول على النصر جزءاً بعد آخر، وكان عليها أن تخيف أعدائها المباشرين، وأن تُهدئ خصومها المنتظرين.
السطر 44 ⟵ 47:
 
# في المجال السياسي يجعل كتلة كبيرة من الرأي العام الدولي ترى أن مستقبل العالم يتوقف على الاختيار بين ال[[شيوعية]] وال[[فاشية]].
# في المجال الاستراتيجي بأن تبدوا كل ضحية على أنها هي الضحية الأخيرة،الأخيرة وبذلك يتقدم الألمان رويداً رويداً.
# في الميدان السيكولوجي باستخدام '''الذعر الكامل''' بجعل الشعب الألماني نفسه يخشى من تصفية الشيوعية له، كما استخدمت أفلام عمليات [[الحرب الخاطفة]] لإخافة الجماعات الحاكمة في دول أخرى ولتحطيم المعنويات، وتسبب عن ذلك ما يُسمى ببـ '''الانهيار العصبي''' للأمم وذلك بابقائها دائماً في حالة شك وعدم تيقن مما يُمكن أن يحدث لها غداً.
 
من ناحية أخرى،أخرى لوحظ أن كلاً من [[ألمانيا]] و[[بريطانيا]] وجدتا في الإذاعة وسيلة فعالة يُمكن توجيهها إلى كل [[دول أوروبا]] على الموجات العادية، بل تستطيع كل منهما أن تتداخل في الإذاعة الأخرى بالقيام بما يُسمى أعمال [[الشوشرة]]. لقد ركز كل منهما اهتمامه لجذب انتباه أكبر عدد من المستمعين والتأثير في معتقداتهم، وعواطفهم، وولائهم سواء أكانوا أصدقاء أم محايدين أم أعداء.
 
خرج الألمان بعد ذلك بما يُسمى [[حرب الإذاعة]] وأخذوا منه الدرس والمبدأ الأساسي، وهو عدم السماح لإذاعتهم أن تسبق الحوادث والأحداث، إذ كان الراديو الألماني يعد المستمعين أحياناً لا يستطيع أن يُحققها العسكريون. وقد انتهز البريطانيون ذلك لتوجيه أنظار المستمعين إليها. مما جعل الألمان يضعون ضباط اتصال من الجيش في الإذاعة لمراقبة الاذاعيين في توجيه اذاعتهم.
 
أما [[الولايات المتحدة الأمريكية]]، فلم يكن لديها أي أقسام مدنية أو عسكرية تتوافر لها وسائل الدعاية، ولكن كان لها في الواقع صلات غير مباشرة ببعض الصحف في كل أنحاء العالم. ولذلك كان أول ما قام به الرئيس [[روزفلت]] أن عين منسقاً للمعلومات Co-ordinator of Information. وامتلأت إدارته بالإخصائيين ولا سيما في القسمين الخاصين بالبحوث والتحليلات. وجمعت أكوام من المعلومات السياسية والجغرافية،والجغرافية والاقتصادية، ونسقت عمليات الإذاعة من جهة ومع السياسة الخارجية من جهة أخرى. وكانت الظاهرة العامة التي واجهها الأمريكيون في الحرب النفسية التي تولوها كانت تكمن في الناحية الإدارية.
 
وفي 13 من يونيو 1942، انشأ الرئيس [[روزفلت]] [[إدارة معلومات الحرب]] لتتولى السيطرة المباشرة وغير المباشرة على كل الدعاية المحلية والدعاية الخارجية في نصف الكرة الغربي الذي بقى تحت إدارة لجنة روكفلر في وزارة الخارجية، وأخذت إدارة معلومات الحرب قسم [[الإذاعة]] من إدارة التنسيق، والتي تغير أسمها إلى إدارة الخدمات الإستراتيجية وحددت أغراضها بالآتي:
# استمرار جمع المعلومات.
# القيام بالدعاية السوداء.