مدخل إلى التطور: الفرق بين النسختين
[نسخة منشورة] | [نسخة منشورة] |
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V2.9 |
ط بوت: إصلاح خطأ فحص ويكيبيديا 16 |
||
سطر 1:
{{هذا مدخل|تطور}}
{{نظرية التطور}}
'''التطور''' في علم الأحياء هو عملية التغير على مر الزمان في [[خلة (النمط الظاهري)|خلة]] موروثة أو أكثر في [[تجمع|تجمعات]] الأفراد<ref name=Futuyma>{{مرجع كتاب |الأخير=Futuyma |الأول=Douglas J. |وصلة المؤلف= |
بدأ تطور نظرية التطور الحديثة بإدخال مصطلح [[الاصطفاء الطبيعي]] في مقالة مشتركة [[تشارلز داروين|لتشارلز داروين]] و[[ألفرد راسل والاس]]. من ثم حققت النظرية شعبية واسعة بعد الإقبال على قراءة كتاب داروين ''[[أصل الأنواع]]''. كانت نظرية [[داروين]] و[[والاس]] الأساسية أن التطور يحدث وفق خلة قابلة للتوريث تؤدي إلى زيادة فرصة بعض الأفراد الحاملين لهذه الخلة trait بالتكاثر أكثر من الأفراد الذين لا يحملونها. هذه النظرية كانت جديدة تماما ومخالفة لمعظم أسس النظريات التطورية القديمة، خصوصاً النظرية المطورة من قبل [[جان باتيست لامارك]].
سطر 8:
التطور هو أيضاً مصدر [[تنوع حيوي|للتنوع الحيوي]] على كوكب [[الأرض]]، بما فيها [[انقراض|الأنواع المنقرضة]] المسجلة ضمن [[شجل أحفوري|السجل الأحفوري]] أو المستحاثي.
<ref name="مولد تلقائيا1">{{مرجع كتاب | الأخير = Futuyma | الأول = Douglas J. | وصلة المؤلف = Douglas J. Futuyma |
الآلية الأساسية التي ينتج بها التغير التطوري هي ما تدعوه النظرية: [[اصطفاء طبيعي|الاصطفاء الطبيعي]] {{إنج|natural selection}} (الذي يتضمن [[اصطفاء بيئي|البيئي]] و[[اصطفاء جنسي|الجنسي]] و[[اصطفاء الأقارب|القرابة]] مع [[انحراف وراثي|الانحراف الوراثي]]). تقوم هاتان العمليتان أو الآليتان بالتأثير على [[تنوع جيني|التنوع الجيني]] المتشكل عن طريق [[طفرة|الطفرات]]، و[[تأشيب جيني|التأشيب الجيني]] و[[انسياب المورثات]]. لذا يعتبر الاصطفاء الطبيعي عملية يتم بها بقاء ونجاة الأفراد ذوي الخلات الأفضل (للحياة) وبالتالي [[تكاثر حيوي|التكاثر]]. بعبارة أخرى: الاصطفاء يحابي أصحاب [[صلاحية (أحياء)|الصلاحية]] الأكبر. إذا كانت هذه الخلات قابلة للتوريث فإنها ستنتقل إلى الأجيال اللاحقة، مما يجعل الخلات الأكثر نفعاً وصلاحية للبقاء أكثر شيوعاً في الأجيال اللاحقة.
<ref name=Futuyma/><ref>{{Cite journal|
فبإعطاء وقت كاف، يمكن أن تنتج هذه العملية العفوية [[تلاؤم|تلاؤمات]] متنوعة نحو تغيرات الشروط البيئية
<ref name="understandingevolution">{{مرجع ويب|
الفهم الحديث للتطور يعتمد على نظرية الاصطفاء الطبيعي، التي وضعت أسسها أساساً في ورقة مفصلية عام 1858 من قبل [[تشارلز داروين]] و[[ألفرد راسل والاس]] ونشرت ضمن كتاب داروين الشهير ''[[أصل الأنواع]]''. في الثلاثينات من القرن العشرين، ترافق الاصطفاء الطبيعي الدارويني مع نظرية [[وراثة|الوراثة]] [[غريغور مندل|المندلية]] لتشكل ما يدعى [[اصطناع تطوري حديث|الاصطناع التطوري الحديث]]، وعرفت أيضاً [[داروينية|بالداروينية-الجديدة]]. الاصطناع الحديث يصف التطور كتغير في [[تواتر الأليل|تواتر]] [[أليل (وراثة)|الأليلات]] ضمن مجموعة حيوية من جيل إلى الجيل الذي يليه.
سطر 30:
الآلية التي يحدث بها التغير التطوري من نوع لآخر: ألا وهي [[اصطفاء طبيعي|الاصطفاء الطبيعي]]. بعد الكثير من العمل على نظريته قام داروين بنشر عمله عن التطور بعد تسلمه رسالة من [[ألفرد راسل والاس]] يكشف له والاس فيها عن اكتشافه الشخصي حول موضوع الاصطفاء الطبيعي. لهذا ينسب لوالاس دور مشارك في التأسيس لهذه النظرية.
<ref>
{{مرجع كتاب | الأخير = Bowler | الأول = Peter J. | وصلة المؤلف = Peter J. Bowler |
</ref>
أثار نشر كتاب داروين قدراً كبيراً من الجدل العلمي والاجتماعي. فبالرغم من أن حدوث تطور بيولوجي من نوع ما أصبح مقبولاً من قبل عدد كبير من العلماء، فإن أفكار داروين خاصة حول حدوث تطور تدريجي من خلال الاصطفاء الطبيعي تمت مهاجمتها ونقدها بقوة. إضافة لذلك كان داروين قادراً على تبيان الاختلاف بين النواع مفسراً إياه بالاصطفاء الطبيعي ثم التلاؤم، إلا انه كان عاجزاً عن تفسير كيفية نشوء الاختلاف أو كيف يتم تعديل النواع عبر الأجيال، كان لا بد من انتظار نشوء علم الوراثة على يد [[غريغور ماندل|ماندل]].
سطر 39:
استطاع [[غريغور مندل]] بالعمل على وراثة النبات من كشف حقيقة انتقال ميزات معينة في حبات [[بازلاء|البازلاء]]، هذا الانتقال يحدث بأشكال متنوعة وكانت [[وراثة مندلية|قابلة للتوريث]] بنسب واضحة قابلة للتنبؤ.
<ref name="mendelianrevolution">
{{مرجع كتاب | الأخير = Bowler | الأول = Peter J. | وصلة المؤلف = Peter J. Bowler |
</ref>
أعيد إحياء عمل ماتدل في عام 1901، وفسر بداية على أنه دعم "للقفزة" المعاكسة للداروينية، أو ما يدعى بمدرسة القفز التطوري saltationist ومعاكسة لفكرة [[تدريجية عرقية|التدرجية]].
سطر 52:
كانت المتاحف ومقتنيات [[تاريخ طبيعي|التاريخ الطبيعي]] من التسليات الشائعة في القرن التاسع عشر. في التوسع الأوروبي والبعثات البحرية وُظف خبراء تاريخ طبيعي وأمناء متاحف ضخمة تعرض عينات محفوظة وأخرى حية من التنوعات الحيوية. تشارلز داروين كان خريج إنجليزي تعلم وتدرب في مجالات علم التاريخ الطبيعي. والمؤرخون الطبيعيون كانوا يجمعون مقتنيات العينات هذه ويفهرسونها ويصفونها ويدرسونها. وقد وُظف تشارلز داروين خبير تاريخ طبيعي على متن سفينة [[بيغل (سفينة)|بيغل]]، التي عينت للقيام ببعثة حول العالم لمدة خمس سنوات. وقد قام داروين خلال رحلته بمراقبة الكثير من الكائنات الحية وتجميعها لكونه مهتماً جداً بالأشكال المتنوعة للحياة على طول سواحل [[أمريكا الجنوبية]] و[[أرخبيل غالاباغوس|جزر غالاباغوس]] المجاورة.<ref>{{Harvard citation|Farber|2000|p=136}}</ref><ref>{{Harvard citation|Watson|2005|p=1257}}</ref>
لقد حصَّل داروين خبرة واسعة مع تجميعه ودراسته للتاريخ الطبيعي للكائنات الحية من الأماكن البعيدة. ومن خلال دراسته، صاغ فكرة أنَّ كل نوع كان قد تطور من أسلاف ذوي ميزات مشابهة. وفي عام 1838، شرح كيف تؤدي إلى ذلك عملية سماها الاصطفاء الطبيعي.<ref name=Confessions>{{Cite journal|
حجم أي تجمع يتعلق بعدد ومدى توفر الموارد التي بإمكانها دعمه. من الضروري توفر تكافؤ أو توازن بين حجم التجمع والموارد المتاحة كي يتبت التجمع على نفس الحجم على مر السنوات. وبما أنَّ الكائنات الحية تنتج عدداً من النسل أكبر من أن تقدر البيئة على إعالته، فلن يستطيع كل الأفراد من كل جيل النجاة. لا بد من أن يكون هناك صراع [[تنافس]]ي من أجل الموارد التي تساعد على البقاء. كنتيجة لذلك، استنتج داروين أنَّه لم تكن الصدفة وحدها التي تحدد فرص البقاء. بل إنَّ بقاء الكائن الحي يتعلق بالاختلافات (أي [[خلة (النمط الظاهري)|الخلات]]) التي توجد في كل كائن حي، والتي تعزز أو تضعضع من بقائه وتكاثره. يكون من المرجح أكثر أن ينتج الأفراد المتكيفين جيداً نسلاً أكبر عدداً من منافسيهم الأقل تكيفاً. وهكذا تختفي الخلات التي تعيق البقاء والتكاثر مع مرور الأجيال. الخلات التي تساعد الكائن الحي على البقاء والتكاثر تتراكم عبر الأجيال. أدرك داروين أنَّ هذا التفاوت بالقدرات بين الأفراد قد يسبب تغيرات تدريجية في التجمع، واستعان بمصطلح الاصطفاء الطبيعي لوصف هذه السيرورة.<ref name=Geographic>{{مرجع ويب|
شكلت مراقبات التنوعات في الحيوانات والنبانات الأساس الذي تقوم عليه نظرية الاصطفاء الطبيعي. على سبيل المثال، لاحظ داروين أنه توجد بين [[سحلب|السحالب]] (الأوركيد) و[[حشرة|الحشرات]] علاقة وثيقة تتيح [[تأبير|تلقيح]] النبات. وقد لاحظ أنَّ السحالب لديها تشكيلة من البنيات التي تجذب الحشرات، بحيث تلتصق [[حبوب اللقاح]] من الزهور بأجساد الحشرات. وبهذه الطريقة، تنقل الحشرات حبوب اللقاح من السحلب الذكر إلى الأنثى. مع أنَّ مظاهر السحالب مفصلة ودقيقة، إلا أنَّ هذه الأجزاء المتخصصة فيها تصنع من نفس البنيات الأساسية التي تشكل الزهور الأخرى. وضع داروين في كتابه ''تلقيح السحالب'' الافتراض بأنَّه تم تكييف زهور السحالب من أجزاء موجودة سابقاً بواسطة الاصطفاء الطبيعي.<ref>{{مرجع ويب|
كان داروين ما زال يدرس أفكاره ويختبرها حين تلقى رسالة من [[ألفرد راسل والاس|ألفرد والاس]] يشرح فيها نظرية تشبه كثيراً النظرية الخاصة بداروين. هذا أدى لنشر مشترك فوري لكلتا النظريتين. رأى كلاهما تاريخ الحياة كأنه [[شجرة العائلة|شجرة عائلة]]، بحيث كل تفرع من أغصان الشجرة يمثل [[سلف مشترك|سلفاً مشتركاً]]. أطراف الأغصان مثلت الأنواع الحديثة، والتفرعات مثلت الأسلاف المشتركة التي تتحدر منها أنواع مختلفة. لتفسير هذه العلاقات، قال داروين أنَّ كل الكائنات الحية كانوا أقرباء، وهذا يعني أن الحياة لا بد من أنها تحدرت من بضعة أشكال، أو حتى من سلف مشترك واحد. وقد سمى هذه السيرورة ''التحدر مع تعديلات''.<ref name="مولد تلقائيا2">{{مرجع ويب|
نشر داروين نظريته للتطور بواسطة الاصطفاء الطبيعي في ''[[أصل الأنواع]]'' عام 1859. نظريته تعني أنَّ كل أشكال الحياة، بما فيها البشرية، هي نتيجة السيرورات الطبيعية المستمرة. وهذا التضمين بأن كل الحياة على الأرض تعود لسلف مشترك لقي معارضة من قبل بعض الجماعات الدينية. واعتراضاتهم هي على النقيض من [[نسبة دعم نظرية التطور|نسبة الدعم]] العلمي للنظرية الذي يصل إلى أكثر من 99 بالمئة.
كثيراً ما يُستعمل مصطلح البقاء للأصلح كمرادف للاصطفاء الطبيعي ويُساوى معه. ولكن المصطلح البقاء للأصلح نشأ في كتاب [[هربرت سبنسر]] ''مباديء علم الأحياء'' عام 1864، أي بعد خمس سنوات من نشر داروين لأعماله الأصلية. بقاء الأصلح يشير يصف عملية الاصطفاء الطبيعي بصورة خاطئة. وذلك لأن الاصطفاء الطبيعي لا يتعلق بالبقاء فقط، وليس من الضروري أنَّ الأصلح هو من يبقى دائماً.<ref name=delgado>{{مرجع ويب|
==مصدر التنوع==
{{مفصلة|تنوع جيني|طفرة|تأشيب جيني|تكاثر جنسي|انسياب المورثات}}
نظرية الاصطفاء الطبيعي لداروين وضعت الأساس للنظرية التطورية الحديثة، وتجاربه وملاحظاته أظهرت أنَّ الكائنات الحية في التجمعات تباينوا فيما بينهم، وأنَّ بعض هذه الاختلافات كانت تُوَرَّث، وأنَّ هذه الاختلافات يمكن أن تخضع للاصطفاء الطبيعي. ولكنه لم يقدر على تفسير مصدر هذه الاختلافات. ومثل الكثير ممن سبقوه، أخطأ داروين بالاعتقاد أنَّ الخلات القابلة للتوريث هي ناتجة عن الاستخدام والإهمال، وأنَّ الميزات التي يكتسبها الكائن الحي في حياته يمكن أن تُوَرث إلى نسله. وفد بحث عن أمثلة، مثل أنَّ الطيور الكبيرة التي تتغذى على الأرض تصبح أرجلها أقوى من خلال التمرين وتصبح أجنحتها أضعف كنتيجة لعدم الطيران، إلى أن أصبحت غير قادرة على الطيران على الإطلاق، مثل النعامة.<ref name=toos>{{Harvard citation|Darwin|1872|p=[http://darwin-online.org.uk/content/frameset?itemID=F391&viewtype=text&pageseq=136 108].}} Effects of the increased Use and Disuse of Parts, as controlled by Natural Selection {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160612043542/http://darwin-online.org.uk/content/frameset?viewtype=text&itemID=F391&pageseq=136 |date=12 يونيو 2016}}</ref> سُمي الفهم الخاطئ هذا ب[[وراثة الخواص المكتسبة]]، وكان جزءاً من نظرية [[تطافر الأنواع]] transmutation of species التي عرضها [[جان باتيست لامارك]] عام 1809. وفي أواخر القرن التاسع عشر أصبحت تُعرف هذه النظرية بال [[لاماركية]]. قام داروين بوضع نظرية غير ناجحة سماها [[شمولية التخلق]] pangenesis في سبيل محاولة تفسير كيف يمكن أن تورث الخواص المكتسبة. في آخر سنوات الثمانين من القرن الثامن عشر، أشارت تجارب [[أوغست وايزمن]] إلى أن التغيرات الناجمة عن الاستخدام وعدمه لا يمكن توريثها، وفقدت [[اللاماركية]] التأييد تدريجياً.<ref name= ImaginaryLamarck>{{Cite journal|
قامت أعمال [[غريغور مندل]] الرائدة في [[علم الوراثة]] بتزويد المعلومات الناقصة الضرورية لتفسير كيف يتم توريث الميزات الجديدة من جيل الآباء إلى جيل الأبناء. أظهرت تجارب مندل على عدة أجيال من البازلاء أنَّ الوراثة تعمل عن طريق تفرقة المعلومات الوراثية وإعادة خلطها خلال تكوين [[خلية عروسية|الخلايا الجنسية]]، ومن ثم [[تأشيب جيني|تأشيب]] تلك المعلومات خلال [[تلقيح|التلقيح]]. هذا الأمر يشابه خلط مجموعة من أوراق اللعب المختلفة، بحيث يحصل الكائن الحي على نصف الأوراق المخلوطة عشوائياً من كل من الأبوين. قام مندل بتسمية المعلومات الوراثية ''بالعوامل'' factors، ولكنها أصبحت تُعرف [[جين|بالجينات]] فيما بعد. الجينات هي وحدات الوراثة الأساسية في الكائنات الحية. وهي تحتوي على المعلومات التي توجه نمو الكائنات الحية وسلوكياتها.
الجينات هي مصنوعة من [[دنا|الدنا]]. الدنا هو [[جزيء]] طويل يتكون من جزيئات تسمى [[نوكليوتيد]]ات. المعلومات الوراثية هي مشفرة في تسلسل النوكليوتيدات الذي يشكل الدنا، مثلما يحمل تسلسل أحرف الكلمات معنى الجملة. الجينات هي بمثابة تعليمات قصيرة تتكون من "أحرف" أبجدية الدنا. المجموعة الكاملة للجينات مُجتمعة تحمل تعليمات كافية لتكون بمثابة "كتيب تعليمات" لبناء الكائن الحي وتشغيله. ولكن من الممكن أن تتغير هذه التعليمات التي تحددها الأبجدية الدناوية من خلال [[طفرة|الطفرات]]، وهي تغيرات تطرأ على التعليمات الوراثية. الجينات في الخلية تنتظم في [[كروموسوم]]ات، وهي رزم تحمل الدنا. إنَّ ما يسبب تكوين توليفات جديدة من الجينات في النسل هو إعادة خلط الكروموسومات. بما أنَّ الجينات تتفاعل مع بعضها البعض خلال نمو الكائن الحي، فإن التوليفات الجديدة للجينات الناتجة عن التكاثر الجنسي قد تزيد من التنوع الجيني في التجمع حتى بدون حدوث طفرات.<ref>{{مرجع ويب|
التطور ليس عملية عشوائية. مع أنَّ الطفرات التي تحدث في الدنا هي عشوائية، إلا أنَّ الاصطفاء الطبيعي ليس بعملية تقوم على الصدفة: البيئة تحدد احتمال [[نجاح تناسلي|النجاح التناسلي]]. التطور هو نتيجة محتومة لعملية النسخ التي تحدث بها أخطاء، ولتكاثر الكائنات الحية ذاتية التناسخ عبر بلايين السنين في ظل ضغوط البيئة الاصطفائية. نتيجة التطور ليست كائناً حياً كامل التصميم. نتائج الاصطفاء الطبيعي النهائية هي كائنات حية م[[تكيف]]ة على بيئتها الحالية. الاصطفاء الطبيعي ليس [[استقامة التطور|بتقدم نحو هدف أو غرض نهائي]]. التطور لا يسعى لإنتاج أشكال حياة متقدمة أو عاقلة أو [[تطور التعقيد الحيوي|معقدة أكثر]].<ref>{{Harvard citation|Gould (a)|1981| p=24}}</ref> على سبيل المثال، [[برغوث|البراغيث]] (طفيليات لا أجنحة لها) تحدرت من [[طويلة الأجنحة|طويلات الأجنحة]] السلفية. والأفاعي هي سحالي لم تعد بحاجة إلى أطراف - مع أنَّ [[أصلة (جنس)|الأصلات]] (جنس من الثعابين) ما زالت تنمو لديها بنيات صغيرة جداً من بقايا سيقان سلفها الخلفية.<ref>{{Cite journal|
التغيرات البيئية السريعة عادة تسبب [[انقراض|الانقراضات]].<ref name= wgbh>{{Cite journal|
== إثباتات التطور ==
سطر 86:
شمل الأحفاد أيضا لحميات زعانف مثل سيلاكانث]]
خلف التطور وراءه العديد من السجلات التي تروي تاريخ الأنواع المختلفة وزمن نشوئها. [[الأحافير]] بمجموعها مع [[تشريح مقارن|التشريح المقارن]] للنباتات والحيوانات الموجودة حاليا، تشكل سجلا [[تشريح|تشريحيا]] ومورفولوجيا. وبالمقارنة التشريحية والشكلية بين الأنواع الحالية والأنواع المنقرضة يمكن لعلماء المستحاثات ان يقوموا بمعرفة الارتباطات والأصول المشتركة بين هذه الأنواع. تقوم بعض المستحاثات المهمة بإثبات الصلة بين أنواع منقرضة وأنواع موجودة حاليا عن طريق ما يدعى أنواع "[[أحفورة انتقالية|انتقالية]]"، مثال هذه الأنواع الانتقالية ''[[أرخأيوبتركس]]'' الذي أثبت العلاقة بين [[ديناصور|الديناصورات]] و[[طيور|الطيور]].
<ref>{{مرجع كتاب | المؤلف = Feduccia, Alan |
لاحقاً سمح تطور [[علم الوراثة|علم الوراثة الجزيئي]] وخصوصاً إمكانية سلسلة [[دنا|الدنا]] DNA، للبيولوجيين بدراسة سجل التطور عن طريق البنى الوراثية للمتعضيات الحالية والمنقرضة، مما وسع بشكل كبير وعدل من إمكانية إيجاد الصلات والقرابات بين الأنواع وأحيانا كان يؤدي لتعديلات جذرية في [[تصنيف علمي|التصنيف الحيوي]] للأحياء. عن طريق التشابه والاختلاف بين تسلسلات الدنا DNA للمتعضيات الحية يقوم علماء [[حياوة|الحياوة]] حاليا بإيجاد وتعديل العلاقات وصلات القرابة بين الأنواع الحية قديمها وجديدها. فعن طريق الدراسات الوراثية تبين أن 95% من الصيغة الوراثية (الجينية) متشابهة بين الإنسان والبعام.
<ref>{{Cite journal|
</ref>
سطر 98:
=== الإثباتات المورفولوجية ===
[[ملف:Whale skeleton ar.png|350px|thumb|right|هيكل عظمي ل[[حوت باليني]]، حرف أ، ب يشيران إلى عظام زعنفية قد تكيفت متحولة من عظام ارجل أمامية بينما حرف ج يشير إلى عظام ارجل [[أثارية]] مما يعد دلائل على وجود تكيف من البر إلى البحر<ref name="transformation445">{{Cite journal|
غالبا ما تعتبر [[مستحاثة|المستحاثات]] إثباتات حرجة لتقييم عمق الصلات بين الأنواع. بما أن استحاثة متعضية يعتبر أمرا نادر الحدوث، يحدث غالبا بوجود أجزاء صلبة مثل الأسنان والعظام، لذلك فإن المستحاثات غالبا ما تعتبر بأنها تقدم معلومات ضئيلة أو متوسطة الأهمية حول علاقات القرابة بين الأنواع.
مع هذا فيمكن حدوث استحاثة لبعض النواع بدون أجزاء صلبة (أسنان، عظام) في بعض الظروف: rapid burial، بيئات منخفضة الأكسجين، أو تأثير ميكروبيولوجي.
<ref>{{cite journal|
</ref>
تؤمن السجلات الأحفورية أنماطا متعددة من البيانات المهمة لدراسة التطور. أولا يحوي السجل الأحفوري الأمثلة المعروفة المبكرة للحياة، إضافة لحدوث أولى حالات القرابة الفردية بين الأنواع. فمثلا حسب السجل الأحفوري ظهر أول حيوانات معقدة في عصر [[عصر كمبري مبكر|الكمبري المبكر]]، أي حوالي 520 مليون سنة مضت. ثانيا سجلات الأنواع المنفردة تعطي معلومات بخصوص الأنماط والأشكال التي مر بها النوع وسرعة التغير والتطور في هذا النوع.، مظهرة مثلا فيما إذا تطور هذا النوع إلى نوع جديد مختلف (في عملية ندعوها [[انتواع|الانتواع]] speciation) تدريجيا وبشكل متزايد، أو خلال قترات زمنية قصيرة نسبيا ضمن الزمن الأراضي (الجيولوجي). ثالثا يعتبر السجل الأحفوري وثيقة للأنماط الكبيرة الانتشار والأحداث المهمة في تاريخ الحياة، والعديد من هذه المستحاثات قد أثرت بشكل فعلي في تصورنا للتاريخ التطوري لعلاقات القربى. مثلا [[حدث الانقراض|الانقراض الكبير]] نتج في عدة أزمنة مؤديا لفقدان مجموعات كاملة من الأنواع، مثل الديناصورات غير الطيارة non-avian dinosaurs، في حين أنها لا تؤثر على مجموعات أخرى من الأنواع. مؤخرا استطاع علماء الحياوة الجزيئية أن يستعملوا الزمن منذ تقارب [[نسب (تطور)|الأنساب]] lineages المختلفة ليقوموا بمعايرة سرعة أو معدل التراكم التطافري، حساب أزمنة تطور [[جينوم|مجينات]] الأنساب المختلفة.
سطر 128:
[[تطور كيميائي|التطور الكيميائي]] (أو ما يدعى [[تخلق لاحيوي|بالتخلق اللاحيوي]]) من [[حفاز|تفاعلات كيميائية ذاتية التحفيز]] self-catalytic chemical reactions إلى ظهور [[حياة|الحياة]] (انظر [[أصل الحياة]]) لا يمثل جزءا من نظرية التطور الحيوية، من غير الواضح حتى الآن اللحظة التي تشكلت فيها الظروف المناسبة لهذه المجموعة المعقدة من التفاعلات إن حدثت لتشكل لنا الظاهرة الفريدة والغريبة والتي تدعى [[حياة|الحياة]].
[[ملف:Stromatolites.jpg|يمين|تصغير|280بك| [[الرقائق الكلسية الطحلبية]] من [[ما قبل الكامبري|عصر ما قبل الكامبري في تكوين]] (انجليزى:
لم يعرف الكثير بعد عن التطورات المبكرة في الحياة. لكن من الواضح بشكل غير قابل للشك أن جميع الكائنات الحية تتشارك بسمات مشتركة بشكل واضح{{تأكيد رأي}}، بما في ذلك البنية الخلوية ونفس [[الشفرة الوراثية]]{{بحاجة لمصدر|تاريخ=أبريل 2016}}. معظم العلماء يفسرون هذا التشابه على أنه تشارك لجميع الأحياء بسلف وحيد مشترك، تطور عنه العمليات الخلوية الأساسية جميعها، مع هذا لا يوجد [[إجماع علمي]] على وجود علاقة بين الممالك الثلاث: [[جراثيم قديمة|الجراثيم القديمة]] و[[بكتريا|البكتريا]]، و[[حقيقيات النوى]]) كما ليس هناك إجماع حول [[أصل الحياة]]. محاولات إلقاء الضوء على التاريخ المبكر للحياة يركز بشكل عام على سلوك [[جزيئات ضخمة|الجزيئات الضخمة]] macromolecule بخاصة [[رنا|الرنا]] وسلوك [[نظام معقد|الأنظمة المعقدة]].
|