ابن زهر: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت: إصلاح خطأ فحص ويكيبيديا 16
سطر 48:
ولد عبد الملك في [[إشبيلية]] سنة 465هـ/1072م لأسرة عريقة في العلم اشتغل أبناؤها بالطب والفقه. حفظ [[عالم (اسم)|العالم]] [[مسلم|المسلم]] ابن زهر القرآن، وسمع الحديث واشتغل بعلم الأدب والعربية ولم يكن في زمانه أعلم منه باللغة. لـه موشحات يغنى بها وهي من أجود ما قيل في معناها.
 
بعد أن درس عبد الملك [[أدب|الأدب]] و[[فقه إسلامي|الفقه]] و[[علوم الشريعة]]، تعلم [[طب|الطب]] على والده "[[ابي العلاء الايادي|أبي العلاء]]". ولم يَكْفِ عبد الملك ما انتهى إليه من معرفة علمية بالطب عن طريق والده، فرحل إلى الشرق ودخل وتطبب هناك زماناً -أي تعاطى علم الطب وعاناه- ثم رجع إلى الأندلس فقصد مدينة "دانية"، فأكرمه ملكها وأدناه وحظي في أيامه، واشتهر ابن زهر بالتقدم في صناعة الطب، فشاع صيته وطار ذكره منها إلى أقطار الأندلس. ثم انتقل من دانية إلى إشبيلية، وظل فيها حتى وفاته، مخلّفا أموالاً جزيلة. وقد فاق جميع الأطباء في صناعة الطب.
 
أدرك ابن زهر دولة المرابطين (الملثمين)، فقد لحق بخدمتهم مع والده "أبي العلاء" في آخر دولتهم. اشتغل عبد الملك أول الأمر مع أمراء [[مرابطون|دولة المرابطين]] وأصابه من أميرها [[علي بن يوسف|علي بن يوسف بن تاشفين]] ما أصاب والده من قبله من محنة، فسجن نحواً من عشر سنوات في [[مراكش]].
سطر 68:
كان لأعمال ابن زهر أثر كبير في تطور [[طب|الطب]] في [[أوروبا]] فيما بعد. من مؤلفاته المترجمة إلى [[لغة لاتينية|اللاتينية]]؛ ''التيسير في المداواة والتدبير''، وقد وصف التهاب الغلاف الغشائي المحيط بالقلب، وطرائق استخراج [[حصى الكلية|حصى الكُلية]].
 
== ابن زهر بين المرابطين والموحدين: ==
لقد عاصر ابن زهر [[مرابطون|المرابطين]] و{{المقصود|الموحدين|موحدون (توضيح)}} في الأندلس، وعايشهم مبقياً مسافة كافية بينه وبين سياسات كلتا الطائفتين، فقد كان رفيع المكانة عند المرابطين هو وأبوه أبو العلاء حتى إنه ألف كتاب "الاقتصاد في إصلاح الأنفس والأجساد والأجساد" ويسمى أيضاً "الزينة" بطلب من أمير مرابطي، ثم علا شأنه عند الموحدين بعدهم. وكان الملوك، وإن اختلفت نظمهم ودولهم، يعلون شأن العلماء، ولو كانت لهم صلات حميمة برؤساء الدول السابقة.
 
== أسرة أبي مروان: ==
* أبو العلاء، '''زهر بن عبد الملك بن محمد بن مروان بن زهر'''. (توفي 1131م)، والد عبد الملك، وعميد عائلة ابن زهر. وإلى أصالة نسبه العربي الإياديّ، هو فيلسوف طبيب من أهل إشبيلية. قال عنه صاحب التكملة: "إن زهراً أنسى الناس مَنْ قَبْلَهُ إحاطةً بالطب وحذقاً لمعانيه" وحلّ من سلطان الأندلس محلاً لم يكن لأحد في وقته، فكانت إليه رياسة بلده ومشاركة ولاتها في التدبير.. وصنف كتباً منها "الطرر" في الطب و"الخواص" و"الأدوية المفردة" لم يكمله، و"حلّ شكوك الرازي على كتب [[جالينوس]]" ورسائل ومجربات.
* ومنها ابن عبد الملك (أبو بكر)، '''محمد بن عبد الملك'''، فقد ولد في [[إشبيلية]]: عام (507هـ 1113م وتوفي‏وتوفي 595هـ-1199م)، وهو مـن نوابغ الطب والأدب في الأندلس، وصفه [[ابن أبي أصيبعة]] بأنه الوزير الحكيم الأديب الحسيب الأصيل. "ولم يكن في زمانه أعلم منه بصناعة الطب، أخذها عن أبيه، وعُرف بالحفيد ابن زهر، له "الترياق الخمسيني" في الطب- والترياق يشتمل على عناصر متعددة تركب تركيباً صناعياً لتقوية الجسم وحفظ الصحة والتخلص من السموم الحيوانية والنباتية والمعدنية- "ورسالة في طب العيون".
 
كان أبو بكر شاعراً، نظم {{المقصود|موشح|موشح}}ات انفرد في عصره بإجادتها، حتى إن [[ابن خلدون]] ذكره في مقدمته، خلال حديثه عن الموشحات بلسان ابن سعيد: "وسابقُ الحلبة التي أدركتُ هو أبو بكر بن زهر. وقد شرّقتْ موشحاته وغرّبتْ" ومنها:
 
ما للمولَّهْ من سكره لا يفيقْ يا له سكرانْ‏سكرانْ
 
من غير خمرْ ما للكئيب المشوقْ يندب الأوطان‏الأوطان
 
ومنها:
{{بداية قصيدة}}
{{بيت|أيها الساقي إليك المشتكى‏المشتكى |قد دعوناك وإن لم تسمع‏تسمع}}
{{نهاية قصيدة}}
 
كانت للحفيد أبو بكر بن زهر أخت عالمة بصناعة الطب تعالج النساء، وكان لها بنت مثلها في الصناعة وكانتا تعالجان نساء المنصور صاحب الأندلس.
 
== مؤلفات ابن زهر: ==
 
ذكر ابن أبي أصيبعة من تصانيفه الكتب التالية:
* كتاب "التيسير في المداواة والتدبير" ألّفه للقاضي أبي الوليد بن رشد.
* كتاب "الأغذية" ألّفه لمحمد عبد المؤمن بن علي أمير الموحدين.
* كتاب "الزينة" وهو على الأرجح كتاب "الاقتصاد في إصلاح الأنفس والأجساد".
* "تذكرة في أمر الدواء المسهل وكيفية أخذه" ألّفه لابنه أبي بكر وذلك في صغر سنه وأول سفرة سافرها فناب عن أبيه فيها.
* "مقالة في علل الكلى".
* "رسالة في علتي البرص والبهق" كتب بها إلى بعض الأطباء بإشبيلية.
* "تذكرة" كتبها لابنه أبي بكر، أول ما تعلّق بعلاج الأمراض.
 
== مكانة عبد الملك ابن زهر العلمية‏العلمية ==
وإذا كان كتاب "التيسير".. يؤكد الصداقة الوطيدة التي كانت بين عبد الملك وبين ابن رشد، إضافة إلى التعاون العلمي، فإن شهرته طارت، من جهة ثانية وتداوله الأطباء وترجم إذ ذاك إلى لغات أجنبية عدة، واعتمد -في التدريس بمعاهد الطب مدة طويلة- اعتماد كتاب "القانون" لابن سينا، وترك أثراً بليغاً في الطب الأوروبي حيناً من الدهر.
 
أما كتاب عبد الملك "الاقتصاد" فلا يزال مخطوطاً، وتوجد نسخته المحفوظة في [[المكتبة الوطنية بباريس]]. يقول {{المقصود|ابن الأبار|ابن الأبار}} في "التكملة" إنه فرغ من تأليفه سنة 515هـ، وقد استهله كما يلي:
 
"قال عبد الملك بن زهر بن عبد الملك، إنه أطال الله بقاء الأمير الأجلّ الأعز أبي إسحق إبراهيم بن يوسف بن تاشفين في الشرق الباهر والمجد الناضر وخلّد ملّته وبسط ملكه".
 
== حول كتاب الاقتصاد‏الاقتصاد ==
ألّف ابن زهر الكتاب للأمير الموحِّدي، ويبدو فيه تأثره بنظرية [[أفلاطون]] في النفس المثلثة، كما هو الحال لدى الفلاسفة المسلمين، وكما نلاحظ في الأساطير البابلية والهندية القديمة، "فهو يرى في النفس الواحدة ثلاث نفوس، أي ثلاث قوى: الناطقة أي المدركة العاقلة مسكنها الدماغ، والحيوانية مسكنها القلب، والطبيعية مسكنها الكبد، و"هذه الناطقة بها تكون الفكرة في السموات والأرض وفي العلوم والصنائع. وبالحيوانية يكون الغضب والحَرَد والأنفة، والطبيعية بها تكون شهوة الغذاء والجماع، وهاتان النفسان خادمتان للناطقة ومعينتان لها".
 
ما يظهر بذلك الانتباه الممتاز من الحكيم الأندلسيّ لمكانة الكبد من العضوية حيث جعل تلك الغدة ذات الوظائف المتعددة مسكن القوّة الطبيعية.
 
يظهر ابن زهر في كتاب الاقتصاد مالك لأدوات بحثه، ويتصرف تصرف الواثق بعلمه وتجربته، ويرى أنه يتصرف في ذكر الأدوية وأمثالها تصرّف الكيماوي الذي يركب الأدوية ويعرف خصائص عناصرها، فهو حين يذكر أصباغ الشعر يقول: "وأما الصباغات فقلما يسلم أحد من ضرّها، وقد أثنى جالينوس على القطران وذكر أنه صبغ عجيب للشعر، لكنْ.. هو من كراهة الرائحة على ماهو عليه، وأما أنا فإني أستعمل من الصباغات مالا يضر كثيراً بالبصر وأقتنع بذلك في دهن البان أحلّ فيه لاذناً وأجعل معه دقاق عفص وأخلط إلى الكل من الماء والخلّ ما يصلح به التمازج، وأرفعه إلى أن يبيد الماء.. الخ... "
 
== المصادر ==
سطر 140:
{{ضبط استنادي|}}
{{شريط بوابات|المغرب|أعلام|شعر|طب}}
 
[[تصنيف:أطباء أندلسيون]]
[[تصنيف:أطباء القرن 12]]