ابن حجر العسقلاني: الفرق بين النسختين

'''شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن أحمد بن الكناني العسقلاني ثم المصري الشافعي''' ([[شعبان]] [[773 هـ]]/[[1371]]م - [[ذو الحجة]] [[852 هـ]]/[[1449]]م)،<ref name="ذيل">[[s:ذيل طبقات الحفاظ#الطبقة الخامسة والعشرون#ابن حجر|ذيل طبقات الحفاظ للسيوطي، الطبقة الخامسة والعشرون]] على [[ويكي مصدر]]</ref> [[محدث|مُحدَّث]] وعالم مسلم، [[شافعية|شافعي المذهب]]، لُقب بعدة ألقاب منها [[شيخ الإسلام]] وأمير المؤمنين في الحديث،{{للهامش|1}} أصله من مدينة [[عسقلان]]، ولد الحافظ ابن حجر العسقلاني في شهر [[شعبان]] سنة [[773 هـ]] في [[الفسطاط]]،<ref>[http://www.al-eman.com/الكتب/الإصابة+في+تمييز+الصحابة+**/i216&p1 كتاب: الإصابة في تمييز الصحابة، نبذة عن المؤلف، موقع نداء الإيمان]</ref> توفي والده وهو صغير، فتربّى في حضانة أحد أوصياء أبيه، ودرس العلم، وتولّى التدريس.<ref>[https://ferkous.com/home/?q=aalam-23 ترجمة مختصرة لابن حجر العسقلاني، موقع الشيخ أبي عبد المعز محمد علي] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180905022902/https://ferkous.com/home/?q=aalam-23 |date=05 سبتمبر 2018}}</ref>

 

 

== اسمه ونسبه ==

 

* هو: «أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد{{للهامش|2}} بن حجر الكناني، العسقلاني الأصل، الشافعي المذهب، المصري المولد والمنشأ والدار والوفاة».<ref name=":1">{{مرجع ويب

}}</ref><ref name=":2">{{مرجع ويب

}}</ref><ref name=":7">{{مرجع ويب

}}</ref><ref>{{مرجع ويب

}}</ref><ref>{{مرجع ويب

}}</ref><ref name=":19">{{مرجع ويب

}}</ref><ref name=":0">{{مرجع ويب

}}</ref> والكناني: نسبة إلى قبيلة ([[كنانة]]) العربية، وقد أثبت هذه النسبة معظم المؤرخين الذين ترجموا له ولوالده، منهم [[شمس الدين السخاوي]]،<ref>{{مرجع ويب

}}</ref> <nowiki/>و<nowiki/>[[تقي الدين المقريزي]]،<ref>{{مرجع ويب

}}</ref> <nowiki/>و<nowiki/>[[محمد الشوكاني|بدر الدين الشوكاني]]،<ref name=":19" /> <nowiki/>و<nowiki/>[[ابن تغري بردي]]،<ref>{{مرجع ويب

}}</ref> كما أثبتها ابن حجر نفسه في ترجمته لأبيه، وعم أبيه.<ref name=":20">{{مرجع ويب

}}</ref><ref name=":21">{{مرجع ويب

}}</ref> والعسقلاني: نسبة إلى [[عسقلان]]، وهي مدينة تقع ب<nowiki/>ساحل الشام في [[فلسطين]] ال<nowiki/>محتلة، ومنها أصل أجداده<nowiki/>. والشافعي: نسبة إلى مذهب الإمام [[محمد بن إدريس الشافعي]] في [[الفقه الإسلامي]]، وينسب إليه ابن حجر لأنه تفقه على هذا المذهب، ودرّسه وأفتى به، وتولى القضاء للحكم بأحكامه.

}}</ref> وقد أشار ابن حجر إلى ذلك في جواب استدعاء منظوم بقوله:<ref name=":22" />

{{بداية قصيدة}}

 

{{نهاية قصيدة}}وذهب [[ابن العماد]]،<ref name=":0" /> و<nowiki/>[[ابن تغري بردي]]<ref>{{مرجع ويب

}}</ref> إلي أن ابن حجر نسبة إلى آل حجر -قوم تسكن الجنوب الآخر على بلاد الجريد- وأرضهم قابس في [[تونس]] اليوم.

 

* أبوه: «هو نور الدين علي بن قطب الدين محمد العسقلاني، ثم المصري»، كان مولده في حدود [[720 هـ|720هـ]]، وكان موصوفًا بالعقل، والمعرفة والديانة، والأمانة، ومكارم الأخلاق، ومحبة الصالحين، وقد اشتغل بالتجارة وعكف على الدرس وتحصيل العلوم فتفقه على مذهب [[محمد بن إدريس الشافعي|الإمام الشافعيّ]]، وحفظ الحاوي الصغير، وأخذ الفقه عن محمد بن عقيل وأجيز بالإفتاء والتدريس والقراءات السبع وتطارح مع [[ابن نباتة المصري]] و[[برهان الدين القيراطي|القيراطي]]، وتبادل معهما المدائح. وقال الشعر فأجاد وله عدة دواوين؛ منها "ديوان الحرم"، مدائح نبوية ومكية في مجلدة. وله استدراك على "الأذكار" للنووي. رفيه مباحث حسنة وتوفي في [[رجب]] سنة [[777 هـ]].<ref name=":20" />

* أمه: «هي تِجَار ابنة الفخر أبي بكر بن شمس محمد بن إبراهيم الزفتاوي، أخت صلاح الدّين أحمد الزفتاوي الكارميّ»، وقد ماتت قبل زوجها والد ابن حجر بمدة.<ref>{{مرجع ويب

}}</ref>

 

== مولده ونشأته ==

 

ولد الحافظ ابن حجر العسقلاني في شهر [[شعبان]] سنة [[773 هـ]]، في مصر القديمة ([[الفسطاط]]) في منزل كان يقع على شاطئ [[نهر النيل|النيل]]، بالقرب من دار النحاس والجامع الجديد،<ref name=":2" /> واختلف المؤرخون في يوم مولده، فذهب [[شمس الدين السخاوي|السخاوي]] إلي أنه ولد في [[22 شعبان]]،<ref>{{مرجع ويب

}}</ref> وتابعه [[ابن تغري بردي]] في المنهل الصافي،<ref>{{مرجع ويب

}}</ref> وذكر [[جلال الدين السيوطي|السيوطي]] أنه ولد في [[12 شعبان]]،<ref name=":8">{{مرجع ويب

}}</ref> وتابعه [[ابن العماد الحنبلي]]،<ref name=":0" /> وكذلك [[محمد الشوكاني|الشوكاني]]،<ref name=":3">{{مرجع ويب

}}</ref> وذكر ابن فهد المكي أنه ولد في [[13 شعبان]].<ref name=":1" />

 

=== نشأته ===

نشأ الحافظ ابن حجر في أسرة اشتهرت بالعلم والأدب والفضل، فجدّه «قطب الدين محمد بن محمد بن علي» سمع من جماعة من العلماء، وحصل على إجازات منهم.<ref name=":5" /> وعم أبيه «عثمان بن محمد بن علي» المتوفى سنة [[714 هـ|714هـ]]، كان أكبر فقهاء [[الإسكندرية]] في [[مذهب الشافعي]] وانتهت إليه رئاسة الإفتاء،<ref>{{مرجع ويب

}}</ref> وأبوه «نور الدين علي» كان قد انصرف من بين إخوته لطلب العلم، فمهر في الفقه والعربية والأدب،<ref name=":4">{{مرجع ويب

}}</ref> وأما أمه فهي من بيت عُرف بالتجارة والثراء والعلم. ولابن حجر أخت أكبر منه بثلاث سنوات اسمها «ست الرَّكب» كانت قارئة وكاتبة قال عنها ابن حجر: "لقد انتفعت بها وبآدابها مع صغر سنها"، ويذكر ابن حجر أن له أخًا من أبيه، قرأ الفقه وفضل، وعرض المنهاج، ثم أدركته الوفاة.<ref>{{مرجع ويب

}}</ref>

 

}}</ref> وأكمل ابن حجر حفظه [[القرآن|للقرآن]] على يد صدر الدين السَّفطي المقرئ، وهو ابن تسع سنين. ولما رحل الخروبي إلى [[الحج في الإسلام|الحج]] سنة [[784 هـ|784هـ]] رافقه ابن حجر وهو في نحو الثانية عشرة من عمره، وفي سنة [[785 هـ|785هـ]]، وهو لايزال متواجدًا مع وصيه الخروبي في [[مكة]] سمع من الشيخ عفيف الدين عبد الله بن محمد بن محمد النشاوري، ثم المكي، غالب [[صحيح البخاري]]، وهو أول شيخ سمع عليه الحديث. وفي تلك السنة صلى بالناس التراويح إمامًا في الحرم المكي وكذلك أخذ فقه الحديث عن الشيخ جمال الدين أبي حامد محمد بن عبد الله بن ظهيرة المكي، في كتاب عمدة الأحكام، للحافظ عبد الغني المقدسي. فكان أول شيخ بحث عليه في فقه الحديث.<ref>{{مرجع ويب

}}</ref> وبعد رجوع ابن حجر مع وصيه الخرُّوبي من الحج سنة [[786 هـ|786هـ]]، حفظ «<nowiki/>[[عمدة الأحكام]] [[عبد الغني المقدسي|للمقدسي]]»، و«<nowiki/>[[ألفية العراقي (كتاب)|ألفية العراقي]]» في الحديث، و«الحاوي الصغير للقزوينبي»، «ومختصر ابن الحاجب» في أصول الفقه، و«منهج الأصول للبيضاوي»، و«ملحة الإعراب للحريري»، و«ألفية ابن مالك»، وغيرها.<ref>{{مرجع ويب

}}</ref>

 

وبعد وفاة زكي الدين الخروبي سنة [[787هـ]]،<ref>{{مرجع ويب

}}</ref> انتقل الحافظ إلى وصاية شمس الدين بن القطان، وكان الحافظ حينها قد راهق حيث بلغ أربع عشرة سنة.<ref name=":6" /> وكان ابن القطان فقيه وعالم بالقراءات، فدرس ابن حجر عليه [[الفقه]] والعربية والحساب وقرأ عليه شيئاً من«الحاوي الصغير»، فأجاز له ثم درس ما جرت العادة على دراسته من أصل وفرع ولغة ونحوها وطاف على شيوخ الدراية.<ref>{{مرجع ويب

}}</ref> وفي سنة [[790 هـ|790هـ]] أكمل ابن حجر السابعة عشرة من عمره، فقرأ [[القرآن]] تجويداً على الشهاب الخيوطي، وسمع «<nowiki/>[[صحيح البخاري]]»على بعض المشايخ، كما سمع من علماء عصره البارزين واهتم بالأدب والتاريخ. ولما بلغ التاسعة عشرة من عمره نظر في فنون الأدب، ففاق أقرانه فيها حتى لا يكاد يسمع شعراً إلا ويستحضر من أين أخذ ناظمه، وطارح الأدباء.وقال الشعر الرّائق والنثر الفائق، ونظم المدائح النبوية والمقاطيع.<ref>{{مرجع ويب

 

== رحلاته العلمية ==

قضى الحافظ ابن حجر حياته كلها في طلب العلم وقام بالعديد من الرحلات العلمية في ديار الاسلام، ليحصل مقاصد الرحلة في طلب الحديث، والفوائد المرجوة منها. وهذه الرحلات منها رحلات داخل [[مصر]]، ومها رحلات خارجها شملت بلاد [[الحجاز]]، [[اليمن|واليمن]]، و[[بلاد الشام|الشام]] وغيرها. فكان ابن حجر لا يألو جهدا في الرحلة إلى طلب العلم وتحصيله، مهما كلفه ذلك من بعدٍ عن أهله وأولاده وأصحابه، ومهما عانى من سفره من تعب ونصب. وقد عبَّر عن ذلك ابن حجر نفسه بقوله:<ref>{{مرجع ويب

}}</ref>{{بداية قصيدة}}

{{بيت|'''وإذا الدِّيار تَنكَّرت سافرتُ في'''|'''طلب المعارف هاجرًا لدياري'''}}

=== رحلاته داخل مصر ===

كانت أولى رحلات ابن حجر العلمية في سنة [[793 هـ|793هـ]]، عندما كان في العشرين من عمره، حيث رحل إلي [[قوص]] وغير من بلاد الصعيد، لكنه لم يستفدْ بها شيئًا مِنَ المسموعات الحديثية، بل لقي جماعة مِنَ العلماء، منهم: قاضي [[هو (قنا)|هُو]] نور الدين علي بن محمد الأنصاري، وعبد الغفار بن أحمد بن عبد الغفار بن نوح، حفيد مصنف "الوحيد في سلوك طريق أهل التوحيد"، وابن السَّراج قاضي قُوص، لقيه بها مع جماعة مِنْ أهل الأدب، سمع مِنْ نظمهم.<ref>{{مرجع ويب

}}</ref>

 

وفي أواخر سنة [[793 هـ|793هـ]] شد ابن حجر رحاله إلى [[الإسكندرية]]، فأقام بها إلى أن تمت السنة المذكورة، ودخل في التي تليها عدة أشهر، وبها التقى بمجموعة من المحدثين والمسندين منهم التاج ابن الخرّاط، وابن شافع الأزدي، وابن الحسن التونسي، و[[ابن الجزري|الشمس الجزري]]. وقد أورد ابن حجر ما لقيه من العلماء وما سمعه منهم وما وقع له من النظم والمراسلات وغير ذلك في كتاب سماه "الدرر المضيَّة مِنْ فوائد إسكندرية".<ref>{{مرجع ويب

}}</ref>

 

=== رحلاته إلى الحجاز واليمن ===

بعد أن رجع ابن حجر من [[الإسكندرية]]، أقام [[مصر|بمصر]] إلي [[يوم الخميس]] الموافق [[22 شوال]] سنة [[799 هـ|799هـ]]، وهو اليوم الذي خرج فيه قاصداً [[أرض الحجاز]] عن طريق البحر، فوصل [[الطور (مصر)|الطُّور]] [[يوم الأحد]] [[2 ذو القعدة|ثاني ذي القعدة]]، وبها التقى عددًا من العلماء منهم: نجم الدين المرجاني، والصلاح الأقفهسي، والرضا الزبيدي. ثم توجه إلي [[ينبع]] فدخلها [[يوم الجمعة]] الموافق [[13 ذو الحجة]] فلقى بها بعض من قرأ عليه أحاديث من [[أبو عيسى محمد الترمذي|الترمذي]]، ومن [[ينبع|ينبُع]] سافر ابن حجر إلى [[اليمن|بلاد اليمن]] فوصلها في [[ربيع الأول]] من سنة [[800 هـ|800هـ]].<ref>{{مرجع ويب

}}</ref>

 

}}</ref>

 

 

وفي عام [[800 هـ]] رحل ابن حجر من [[اليمن]] -صحبة الموكب الذي جهزه صاحبها الملك [[إسماعيل بن عباس بن علي|الأشرف]] للحجاج- إلي [[مكة]] ليحج حجة الإسلام، وهي الثالثة، بالنظر لمجاورته مع وصيه وأبيه، فإنه -كما تقدم- كان وهو مراهق مجاوراً في سنة [[786 هـ]] مع وصيه الخرُّوبي، وقبلها وهو طفل مع والده، ثم حج أيضاً في سنة [[805 هـ]]، وجاور [[مكة|بمكة]] بعض سنة [[806 هـ]]، ثم سافر إلي [[اليمن]] للمرة الثانية (سنة [[806 هـ]]) فلقي هناك من التقي بهم في المرة الاولى وغيرهم، فأخذ عنهم وأخذوا عنه.<ref>{{مرجع ويب

}}</ref> وقد واجه ابن حجر الكثير من المتاعب خلال رحلته الثانية لليمن حيث انصدع المركب الذي يقله، وغرق جميع ما كان معه من المتاع والكتب والنقد، ثم يسر [[الله]] طلوع أكثرها، قال [[شمس الدين السخاوي|السخاوي]]: {{اقتباس مضمن|وفي هذه المرة انصدع المركب الذي كان فيه، فغرق جميع ما معه من الأمتعة والنقد والكتب، ثم يسر الله تعالى بطلوع أكثرها بعد أن أقام ببعض الجزائر هناك أياما. وصولح عما جرت العادة بأخذه مما يطلع بعد الغرق بمال كثير جدا، بحيث يتعجب من كثرة أصله، وكتب محضر بذلك حسبما رأيته، لكن غاب عني ضبط ما فيه.

وكان من جملة الكتب التي غرقت مما هو بخطه: «أطراف المزي»، و«أطراف مسند أحمد» ، و«أطراف المختارة»، كلاهما من تصنيفه، وكذا ترتيب كل من مسندي «الطيالسي» و«عبد بن حميد» ... وكان من جملة الذهب العين -فيما قيل- سبعة آلاف مثقال أو أكثر من الذهب المصري وديعة لابن مسلم. ولذلك تجشم شيخنا المشقة، حيث أقام على التماسها في البحر مدة حتى أخرجت.}}.<ref>{{مرجع ويب

 

 

=== رحلته إلى الشام ===

| journal = www.alukah.net

 

 

==== رحلته إلى حلب ====

كان ابن حجر وهو بدمشق قد عزم على التوجه إلى البلاد الحلبية، ليأخذ عن خاتمة المسندين بها عمر بن أيدغمش، فبلغته وفاته، فتخلف عن التوجه إليها، ثم قدر له -بعد دهر- السفر إليها وذلك في سنة 836 هـ وذلك أن السلطان [[الأشرف برسباي]] توجه إلى آمد، لدفع أذى التركمان الذين تغلبوا على بلاد آمد وماردين وغيرها بعد الغزو التيمورلينكي، لما كثر من إفسادهم، ونهب أموال الرعايا، وقطع الطرق على القوافل، فخرج السلطان بالعسكر المصري ومعه قاضي الشافعية الحافظ بن حجر، ورفقته قضاة المذاهب الثلاثة الأخرى والخليفة [[داود المعتضد بالله]]،<ref>{{مرجع ويب

 

 

 

وقد حصل في رحلته هذه فوائد ونوادر علقها في تذكرته االمسماة «جلب حلب» المحتوية على أبعة أجزاء حديثية، بالإضافة إلى مايزيد على المجلدين مما أنتقاه أو لخصه هناك. كما حدث هناك وعقد مجالس الإملاء بدمشق وحلب،وخطب بالسلطان في وداع السنة [[الجامع الأموي (دمشق)|بجامع ىبني أمية]]، وصلى بالناس [[صلاة الكسوف]] [[جامع حلب الكبير|بالجامع الكبير]] بحلب فما سلم إلا وقد انجلت الشمس وغربت. كما نبه أثناء مقامه هناك على فساد مابثه الشمس الفرياني من الأسانيد المختلفة المركبة، فرجع الكثيرون عن الرواية عنه.<ref name=":26" />

== شيوخه وتلاميذه ==

=== شيوخه ===

* إبراهيم بن أحمد التنوخي (709 - 800هـ)، لازمه ابن حجر ثلاث سنوات، وقرأ عليه الكثير من الكتب والمسموعات، وأجازه التنوخي بالإقراء سنة [[796 هـ]].

* صدر الدين بن عبد الرزاق السفطي المقرئ (ت 808هـ)، أكمل عنده حفظ القرآن.

 

=== تلاميذه ===

{{أعمدة|3|

* [[شمس الدين السخاوي]]

=== الإملاء ===

شرع الحافظ ابن حجر في عقد مجالس الإملاء{{للهامش|3}} في سنة [[808هـ]]، حيث أملى كتاب "الإمتاع بالأربعين المتباينة بشرط السماع"، من حديثه عن شيوخه، في ستة عشر مجلساً بالشيخونية، وبعضها بمنزله [[مصر|بمصر]] على شاطىء [[نهر النيل|النيل]]، باستملاء [[شهاب الدين البوصيري|الشهاب البوصيري]].<ref name=":10">{{مرجع ويب

}}</ref> ثم أملى بعدها "عشاريات الصحابة المسماة بالإصابة" بالشَّيخونية أيضًا، وبالمدرسة الجمالية المستجدة برحبة العيد، أول مافتحت، وبالمدرسة المنكوتمرية المجاورة لمنزله، وبالخانقاه البيبرسية، حتَّى استكمل بالأمكنة المذكورة من "العشاريات" المشارِ إليها حوالي مائة مجلس في مدة سنتين.<ref name=":10" /> وعندما استقر بالقضاء، عقد مجلسه الحافل للإملاء بالخانقاه البيبرسية في [[الثلاثاء|يوم الثلاثاء]] [[8 صفر]] سنة [[827 هـ|827هـ]]، فأملى بها المجالس المطلقة التي لم يتقيِّد فيها بكتاب، بل في الغالب يحرِصُ على المناسبات في الأزمان والوقائع، ثمَّ شرع في إملاء تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في "مختصر ابن الحاجب الأصلي" حتي أكمله في [[الثلاثاء|يوم الثلاثاء]] [[17 رجب]] سنة [[836 هـ|836هـ]] وبلغ عدد مجالسه 230 مجلس في مجلد واحد.<ref name=":11">{{مرجع ويب

}}</ref>

 

ولم تقتصر أماليه علي [[مصر]]، ففي أثناء وجوده [[دمشق|بدمشق]] - صحبة [[سيف الدين برسباي|الملك الأشرف]] - عقد مجلساً حافلاً [[جامع بني أمية الكبير|بجامع بني أمية]] في [[الثلاثاء|يوم الثلاثاء]] [[16 شعبان]] سنة [[836 هـ|836هـ]]، باستملاء برهان الدين العجلوني، كما أملي [[حلب|بحلب]] سبعة مجالس باستملاء القاضي نور الدين علي بن سالم المارديني، ابتدأ فيها [[الثلاثاء|يوم الثلاثاء]] [[15 رمضان]] من السنة المذكورة وختمها [[الثلاثاء|يوم الثلاثاء]] [[12 ذو القعدة|12 ذي القعدة]] من نفس السنة.<ref name=":11" /> وبعد عودته إلي [[مصر]] شرع في إملاء تخريج أحاديث "الأذكار" [[يحيى بن شرف النووي|للنَّووى]] بالمدرسة البيبرسية، وكان الابتداء بها في [[الثلاثاء|يوم الثلاثاء]] [[7 صفر]] سنة [[837هـ]]،<ref>{{مرجع ويب

}}</ref> واستمر بالإملاء قبيل وفاته، وكان آخر مجلس أملاه سنة [[852هـ]]. [[المدرسة الكاملية (القاهرة)|بدار الحديث الكاملية]]، وجملة ما أملاه 1150 مجلساً، وبلغت عدد مجلدات ما أملاه عشرة مجلدات، أملاه من حفظه مهذبة محررة متقنة، وقد أشار هو إلي أماليه في بعض قصائده التي نظمها قبل وفاته بقوله:<ref>{{مرجع ويب

}}</ref>

{{بداية قصيدة}}

 

=== التدريس ===

 

* '''[[التفسير]]:''' اشتغل ابن حجر بتدريس [[التفسير]] [[مسجد ومدرسة السلطان الناصر حسن|بالمدرسة الحسنيَّة]]، و<nowiki/>[[مجموعة السلطان المنصور قلاوون|القبة المنصورية]].

* '''[[الحديث]]:''' درّس ابن حجر [[الحديث]] بشتي علومه حتي اشتهر به وغلب عليه، ولقد كثرت المدارس التي تولى تدريس [[حديث نبوي|الحديث]] فيها. وكانت الشيخونية هي أوَّل مكان ولي فيه تدريس [[حديث نبوي|الحديث]]، بأمر السلطان [[فرج بن برقوق]] وذلك في [[شوال]] سنة [[808 هـ|808هـ]]، يليها قبة الخانقاه البيبرسية، والمدرسة الجمالية المستجدَّة، والجامع الطُّولوني، والقبة المنصورية، كما ولي مشيخة الحديث بالمدرسة الزينية سنة [[851هـ]]، ومشيخة إسماع الحديث بالمدرسة المحمودية، وولي أيضًا مشيخة دار الحديث الأشرفية [[دمشق|بدمشق]].

 

 

=== الإفتاء والخطابة ===

 

}}</ref> كما أسندت إليه وظيفة الوعظ [[جامع الظاهر|بجامع الظاهر]] بالحسينية، تلقاها عن الشيخ نور الدين الرشيدي بحكم وفاته.<ref name=":16" />

 

=== القضاء ===

عُرض على ابن حجر النيابة في القضاء قبل سنة [[800 هـ|800هـ]]، وذلك من قِبل القاضي صدر الدِّين المناوي، إلا أنه امتنع، لأنه حينئذ كان لا يؤثر على الاشتغال [[الحديث|بالحديث]] شيئًا.<ref>{{مرجع ويب

}}</ref> وفوض إليه [[المؤيد أبو النصر شيخ المحمودي|الملك المؤيد]] القضاء بالمملكة الشامية مراراً فأبي وأصر على الامتناع وبالغ في الاستعفاء.<ref name=":14">{{مرجع ويب

}}</ref> إلا أن موقفه من القضاء بداء يتغير تدريجياً نتيجة لإسناد بعض المهام المتعلقة بالقضاء إليه، حيث ولَّاه [[المؤيد أبو النصر شيخ المحمودي|الملك المؤيد]] الحُكم في قضية خاصَّة، هي الفصل بين ين الهروي قاضي الشَّافعية آنذاك، وبين خصومه الخليليين والمقادسة.<ref>{{مرجع ويب

 

 

=== وظاف أخري ===

 

== وفاته ==

=== مرضه ووفاته ===

بدأ المرض بالحافظ ابن حجر في [[ذي القعدة]] سنة [[852 هـ|852هـ]]،<ref>{{مرجع ويب

}}</ref> ومع مرضه إلا أنه كان يواصل أعماله ويحضر مجالس الإملاء وهو ضعيف الحركة، يكتم عن الناس وعكه، وخشي الأطباء أن يناولوه مسهلًا لأجل سنه، فأشير "بلبن الحليب"، فتناوله، فلانت الطبيعة قليلًا، وأدى ذلك إلى نشاط يسيرٍ ونوع خِفَّة،، ثم عاد الكتمانُ، وتزايد الألمُ بالمعدة، ولم يستطع أن يؤدي [[عيد الأضحى|صلاة الأضحى]] الذي صادف [[يوم الثلاثاء]]، وهو الذي لم يترك [[صلاة الجمعة|صلاة جمعة]] ولا جماعة، وصلى [[الجمعة]] التي تلي [[عيد الأضحى|العيد]]، وكان آخر ما سمع عليه فضل ذي الحجة [[ابن أبي الدنيا|لابن أبي الدنيا]] [[يوم عرفة]]، وتوجه إلى زوجته الحلبية، وقد احس بدنو أجله، فاعتذر عن انقطاعه عنها، واستعطف خاطرها واسترضاها،<ref>{{مرجع ويب

}}</ref> وكان يقول: {{اقتباس مضمن|اللهم حرمتني عافيتك، فلا تحرمني عفوك}}، ثم ينشد:<ref>{{مرجع ويب

}}</ref>

{{بداية قصيدة}}

{{بيت|'''ثاءُ الثَّلاثينَ قد أوهت قُوى بَدَني'''|'''فكيف حاليَ في ثاء الثمانينا'''}}

{{نهاية قصيدة}}

 

وقد اختلف مترجموه في تحديد تاريخ يوم وفاته، كما اختلفوا في تحديد يوم ولادته، مع اتفاقهم على أن وفاته كانت ليلة السبت من [[ذي الحجة]]، إلا أنهم اختلفوا أي سبت هو، فقال بعضهم كانت وفاته في [[28 ذو الحجة|الثامن والعشرين من ذي الحجة]]،<ref>{{مرجع ويب

}}</ref><ref>{{مرجع ويب

}}</ref>

 

==== جنازته ====

}}</ref> وشعيته [[القاهرة]] كلها وحمل نعشه إلى مصلى المؤمني حيث أمر [[سيف الدين جقمق|السلطان جقمق]] بأن يحضر إلى هناك، ومشى في جنازته الخليفة [[سليمان المستكفي بالله]]، والقضاة، والعلماء، والأُمراء، والأعيان بل غالب الناس، حَتَّى قيل عن بعض الأذكياء أنه حزر من مشى في الجنازة أكثر من خمسين ألف إنسان.<ref>{{مرجع ويب

 

ولما وصلت جنازته المصلى أمطرت السماء علي نعشه مطراً خفيفاً، ولم يكن زمان مطر، وفي هذه الواقعة يقول [[شهاب الدين المنصوري|الشِّهابُ المنصوري]]:<ref>{{مرجع ويب

}}</ref>{{بداية قصيدة}}

{{بيت|'''قد بكَتِ السُّحْب على '''|'''قاضي القضاة بالمطَرْ'''}}

{{بيت|'''وانهدم الركنُ الذي'''|'''كان مشيدًا من حجَرْ'''}}

}}</ref> وانتهوا إلى تُربة بني الخرُّوبي المقابلة لجامع الدَّيملي، فدفن بين [[ضريح الشافعي|مقام الشافعي]]، ومقام الشيخ مسلم السلمي.<ref>{{مرجع ويب

}}</ref> وصُلي عليه [[صلاة الغائب]] في جميع أنحاء العالم الإسلامي، في [[مكة]]، و<nowiki/>[[بيت المقدس]]، و<nowiki/>[[حلب]]، و<nowiki/>[[الخليل]]، وغيرها من بلاد المسلمين.<ref name=":17" />

 

==== وصيته ====

{{اقتباس خاص|وقد أوصيتُ لكلٍّ مِنْ طلبة [[الحديث النبوي|الحديث النَّبويِّ]] المتحقِّقين بطلبه والاشتغال به أكثر مِنَ الاشتغال بغيره مِنْ سائر العلوم الدينيَّة ممَّن شهد لهم بذلك جماعة أهل العلم بالحديث، وهم: القاضي نور الدِّين ابن سالم، و[[برهان الدين البقاعي]]، وتقي الدين القلقشندي، و[[نجم الدين ابن فهد المكي|نجم الدِّين عمر بن فهد المكي]]، وقطب الدين الخَيضري، وشمس الدين بن قمر إمام المدرسة الرُّكنية بَيبرس، و[[شمس الدين السخاوي|محمد بن عبد الرحمن السَّخاوي]]، وفخر الدين عُثمان الدِّيمي، و[[قاسم بن قطلوبغا|زين الدين قاسم بن قطلوبغا الحنفي]]، بمائتي دينار، تقسم بينهم بالسَّويَّة، ولكلِّ مَنْ كان يواظبُ مجلس الإملاء بالسوية بينهم مائة دينار، ولكل مِنْ كان يتعاهد ذلك أحيانًا وأحيانًا منهم مائة دينار بينهم بالسَّوية، يقدَّمُ الأحوجُ فالأحوج.}}

 

=== مراثيه ===

أفرد «<nowiki/>[[شمس الدين السخاوي]]» في «الجواهر والدرر» فصلاً مهماً للشعراء الذين رثوا شيخه ابن حجر، ومن هؤلاء الشعراء:<ref>{{مرجع ويب

}}</ref> يوسف بن شاهين الكركي سبط ابن حجر، و<nowiki/>[[برهان الدين البقاعي]]، ومحيي الدين الكافياجي، وأبو هريرة عبد الرحمن ابن النَّقاش الأصم، والشِّهاب أحمد بن أبي السُّعود المنُوفي، كما رثاه الأديب [[شهاب الدين الحجازي]] بقصيدة طويلة تضم أكثر من خمسين بيتاً، مطلعها:

 

لم يُصرح ابن حجر بمذهبه في العقيدة صراحةً في مؤلفاته، ولم يُؤلف في باب [[عقيدة إسلامية|العقيدة]]، ولم تذكر المصادر القديمة التي ترجمت له شيئًا عن عقيدته،<ref name="عقدي">{{مرجع كتاب|المؤلف1=محمد إسحاق كندو|العنوان= منهج الحافظ ابن حجر العسقلاني في العقيدة|الصفحة= 127: 141|المسار= https://books.islamway.net/1/549_kndw_munhjabnhjar.pdf|السنة= |الناشر= مكتبة الرشد|المكان=الرياض}}</ref> إلا [[السخاوي]] حيث نقل عن [[محمد بن عبد الهادي المقدسي]] قوله: {{اقتباس مضمن|كان محباً للشيخ تقي الدين [[ابن تيمية]]، معظمًا له، جاريًا في [[أصول الدين]] على قاعدة المحدثين.}}،<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1=تقي الدين محمد بن فهد المكي|العنوان= لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ|الصفحة= 338|المسار= http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/3348_لحظ-الألحاظ-بذيل-طبقات-الحفاظ-تقي-الدين-محمد-بن-فهد-المكي/الصفحة_270|السنة= |الناشر= المكتبة الشيعية|المكان=}}</ref> بينما ينسبه عدد من المعاصرين [[أشعرية|للأشاعرة]]، كون المذهب السائد في [[الدولة المملوكية|العصر المملوكي]] هو المذهب الأشعري،<ref name="عقدي" /> وكونه يميل في [[فتح الباري]] إلى تأويل الصفات،<ref>[http://www.a7bash.com/tanzih/creed-1.htm مشاهير علماء الأمة من الأشاعرة والماتريدية، موقع الأحباش، اطلع عليه في 5 سبتمبر 2018.] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170823163132/http://www.a7bash.com:80/tanzih/creed-1.htm |date=23 أغسطس 2017}}</ref> بينما خالف ابن حجر [[الاشاعرة|الأشاعرة]] في مسائل في العقيدة مثل مبدأ القصد والنظر، وأول الواجب على المكلف،<ref name="أشعري">[https://dorar.net/firq/436 بطلان دعوى أن ابن حجر كان أشعريا، الرد على الأشاعرة وبيان تناقضهم وحيرتهم، موقع الدرر السنية] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180906014130/https://dorar.net/firq/436 |date=06 سبتمبر 2018}}</ref> وذمه ل[[علم الكلام]].<ref name="بغية" />

 

 

=== آراؤه في العقيدة والأصول ===

* '''في الصفات:''' يرى ابن حجر إما التفويض أو التأويل في مسائل الصفات، فيقول: {{اقتباس مضمن|أحدهما يقول: لا نؤول شيئًا منها، بل نقول: الله أعلم بمراده، والآخر يؤول فيقول – مثلاً – معنى الاستواء الاستيلاء، واليد القدرة، ونحو ذلك.}}،<ref name="تفويض">{{مرجع كتاب|المؤلف1=ابن حجر العسقلاني|العنوان= فتح الباري شرح صحيح البخاري، كتاب التوحيد، باب وكان عرشه على الماء وهو رب العرش العظيم، جـ 4|الصفحة= 415: 421|المسار= http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=13575&idto=13593&bk_no=52&ID=4050|السنة= 1986م|الناشر= دارالريان للتراث|المكان=}}</ref> ولكنه يرى عدم وجوب التأويل، ويروي عن الجويني قوله:<ref name="تفويض" /> {{اقتباس مضمن|ذهب أئمة السلف إلى الانكفاف عن التأويل، وإجراء الظواهر على مواردها، وتفويض معانيها إلى الله تعالى.}}، ويقول:<ref name="تفويض2">{{مرجع كتاب|المؤلف1=ابن حجر العسقلاني|العنوان= فتح الباري شرح صحيح البخاري، كتاب التوحيد، باب وكان عرشه على الماء وهو رب العرش العظيم، جـ 1|الصفحة= 401، 402|المسار= http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=52&ID=&idfrom=13557&idto=13559&bookid=52&startno=0|السنة= 1986م|الناشر= دارالريان للتراث|المكان=}}</ref> {{اقتباس مضمن|وقال [[ابن المنير السكندري|ابن المنير]]: وجه الاستدلال على إثبات العين لله من حديث الدجال من قوله: «إن الله ليس بأعور»، من جهة أن العور عرفًا عدم العين وضد العور ثبوت العين، فلما نزعت هذه النقيصة لزم ثبوت الكمال بضدها وهو وجود العين، وهو على سبيل التمثيل والتقريب للفهم لا على معنى إثبات الجارحة، قال: ولأهل الكلام في هذه الصفات كالعين والوجه واليد ثلاثة أقوال: '''أحدها''': أنها صفات ذات أثبتها السمع ولا يهتدي إليها العقل، و'''الثاني''': أن العين كناية عن صفة البصر، واليد كناية عن صفة القدرة، والوجه كناية عن صفة الوجود، و'''الثالث''': إمرارها على ما جاءت مفوضا معناها إلى الله تعالى، وقال الشيخ [[شهاب الدين السهروردي]] في كتاب العقيدة له: أخبر الله في كتابه وثبت عن رسوله الاستواء والنزول والنفس واليد والعين، فلا يتصرف فيها بتشبيه ولا تعطيل، إذ لولا إخبار الله ورسوله ما تجاسر عقل أن يحوم حول ذلك الحمى، قال الطيبي: هذا هو المذهب المعتمد وبه يقول السلف الصالح، وقال غيره: لم ينقل عن [[محمد|النبي]] {{صلى الله عليه وسلم}} ولا عن أحد من [[صحابة|أصحابه]] من طريق صحيح التصريح بوجوب تأويل شيء من ذلك، ولا المنع من ذكره ، ومن المحال أن يأمر الله نبيه بتبليغ ما أنزل إليه من ربه، وينزل عليه {{قرآن| الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}}، ثم يترك هذا الباب فلا يميز ما يجوز نسبته إليه، مما لا يجوز مع حضه على التبليغ عنه بقوله: «ليبلغ الشاهد الغائب»، حتى نقلوا أقواله وأفعاله وأحواله وصفاته وما فعل بحضرته، فدل على أنهم اتفقوا على الإيمان بها على الوجه الذي أراده الله منها، ووجب تنزيهه عن مشابهة المخلوقات بقوله تعالى {{قرآن|لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ}} فمن أوجب خلاف ذلك بعدهم فقد خالف سبيلهم.}}، وكذلك فوَّض معنى الاستواء وحديث نزول الله إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل، حيث قال عن الاستواء في مقدمة [[فتح الباري]]:<ref>[https://books.google.com.eg/books?id=ebxGCwAAQBAJ&pg=PT334&lpg=PT334&dq=هو+من+المتشابه+الذي+يفوض+علمه+لله+تعالى&source=bl&ots=X0P8q69EB4&sig=IQSgLq1YSIdS8v4kD214z8c7wCA&hl=ar&sa=X&ved=2ahUKEwjTlbuUi6XdAhVLIlAKHdFKB_cQ6AEwA3oECAcQAQ#v=onepage&q=هو%20من%20المتشابه%20الذي%20يفوض%20علمه%20لله%20تعالى&f=false هدي الساري مقدمة فتح الباري، صـ 335، دار طيبة، المجلد الأول، على مكتبة جوجل]</ref> {{اقتباس مضمن|هو من المتشابه الذي يفوض علمه لله تعالى.}}.<ref name="عقدي2">{{مرجع كتاب|المؤلف1=محمد إسحاق كندو|العنوان= منهج الحافظ ابن حجر العسقلاني في العقيدة|الصفحة= 632، 633|المسار= https://books.islamway.net/1/549_kndw_munhjabnhjar.pdf|السنة= |الناشر= مكتبة الرشد|المكان=الرياض}}</ref>

* '''[[علم الكلام]]''': كان ابن حجر يرى عدم الخوض في الكلام، ونقل الأقوال التي تؤيد قوله، فكان مما قاله: {{اقتباس مضمن|ويكفي في الردع عن الخوض في طرق المتكلمين ما ثبت عن الأئمة المتقدمين ك[[عمر بن عبد العزيز]] و[[مالك بن أنس]] و[[الشافعي]]، وقد قطع بعض الأئمة بأن ال[[صحابة]] لم يخوضوا في الجوهر والعرض وما يتعلق بذلك من مباحث المتكلمين، فمن رغب عن طريقهم فكفاه ضلالًا. قال: وأفضى الكلام بكثير من أهله إلى الشك، وببعضهم إلى الإلحاد وببعضهم إلى التهاون بوظائف العبادات، وسبب ذلك إعراضهم عن نصوص الشارع وتطلبهم حقائق الأمور من غيره، وليس في قوة العقل ما يدرك ما في نصوص الشارع من الحكم التي استأثر بها، وقد رجع كثير من أئمتهم عن طريقهم.}}.<ref name="كلام">{{مرجع كتاب|المؤلف1=ابن حجر العسقلاني|العنوان= فتح الباري شرح صحيح البخاري، كتاب التوحيد، جـ 4|الصفحة=361: 368|المسار= http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=52&ID=4028&idfrom=13490&idto=13851&bookid=52&startno=1|السنة= 1986م|الناشر= دارالريان للتراث|المكان=}}</ref>

* '''نقد مبدأ القصد والنظر''': انتقد ابن حجر مبدأ القصد والنظر، وهو أول الواجب على المكلف عند الأشاعرة، وقال:<ref name="كلام" /> {{اقتباس مضمن|وقد وافق [[أبو جعفر السمناني]] وهو من رؤوس الأشاعرة وكبارهم بأن هذه المسألة من مسائل ال[[معتزلة]] بقيت في مقالة الأشعري من مسائل المعتزلة، وتفرع عليها أن الواجب على كل أحد معرفة الله بالأدلة الدالة عليه، وأنه لا يكفي التقليد في ذلك.}}.<ref name="أشعري" />

 

أثنى على الحافظ بن حجر أشياخه، ومعاصروه من أقرانه، وتلامذته، والأئمة الكبار من بعده. ومن ذلك:

* ما قاله شيخه [[الحافظ العراقي]]: {{اقتباس مضمن|الشيخ العالمُ والكامل الفاضل، الإمامُ المحدِّثُ، المفيدُ المجيدُ الحافظ المتقن، الضابط، الثقة المأمون، شهاب الدين أحمد أبو الفضل}}. إلى أن قال:{{اقتباس مضمن|فجمع الرُّواةَ والشُّيوخ، وميَّز بين النَّاسخ والمنسوخ. وجمع الموافقات والأبدال. وميَّز بين الثِّقات والضعفاء مِنَ الرِّجال، وأفرط بجِدِّه الحثيث، حتى انخرط في سلك أهل الحديث، وحصل في الزَّمن اليسير على علم غزير}}<ref>{{مرجع ويب

}}</ref>

* وقال تلميذه [[شمس الدين السخاوي|السخاوي]] في الجواهر والدرر: {{اقتباس مضمن|فأما ثناء الأئمة عليه فاعلم أن حصر ذلك لا يستطاع وهو في مجموعه كلمة إجماع}}.<ref>{{مرجع ويب

 

* وقال الحافظ [[السيوطي]]: {{اقتباس مضمن|فريد زَمَانه، وحامل لِوَاء السّنة فِي أَوَانه، ذهبي هَذَا الْعَصْر ونضاره، وجوهره الَّذِي ثَبت بِهِ على كثير من الاعصار فخاره، أَمَام هَذَا الْفَنّ للمقتدين، ومقدم عَسَاكِر الْمُحدثين، وعمدة الْوُجُود فِي التوهية والتصحيح، وَأعظم الشُّهُود والحكام فِي بَابي التَّعْدِيل وَالتَّجْرِيح}}.<ref name=":8" /> وقال [[جلال الدين السيوطي|السيوطي]] ايضاً في [[طبقات الحفاظ (كتاب)|طبقات الحفاظ]]: {{اقتباس مضمن|شيخ الإسلام وإمام الحفاظ في زمانه وحافظ الديار المصرية وحافظ الدنيا مطلقًا قَاضِي الْقُضَاة شهَاب الدّين أَبُو الْفضل}}.<ref name=":7" />

* وقال الإمام [[محمد الشوكاني|الشوكاني]] في [[البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع (كتاب)|البدر الطالع]]: {{اقتباس مضمن|الحافظ الكبير الشهير الإمام المنفرد بمعرفة الحديث، وعلله في الأزمنة المتأخرة}}.<ref name=":3" /> وقال: {{اقتباس مضمن|وتصدى لنشر الحديث، وقصر نفسه عليه مطالعة وإقراءً وتصنيفًا، وتفرد بذلك وشهد له بالحفظ والإتقان القريب والبعيد والعدو والصديق؛ حتى صار إطلاق لفظ الحافظ عليه كلمة إجماع ورحل الطلبة إليه من الأقطار، وطارت مؤلفاته في حياته، وانتشرت في البلاد، وتكاتبت الملوك من قطر إلى قطر في شأنها}}.<ref>{{مرجع ويب

}}</ref>

* وقال عنه [[برهان الدين الأبناسي]]: {{اقتباس مضمن|الشيخ الإمام العلامة، المحدث المتقن المحقق الشيخ شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن الشيخ الإمام العالم صدر المدرسين، مفتي المسلمين أبي الحسن علي الشهير بابن حجر}}.<ref>{{مرجع ويب

}}</ref>

* وقال [[أبو زرعة العراقي]] تعليقاً علي بعض تخاريج ابن حجر: {{اقتباس مضمن|وقفت على هذا التَّخريج الذي لا مِثْلَ له. ووقفتُ عند ما تضمنَّه مِنَ المحاسن المُجْمَلة والمفصَّلة، واعترفتُ بأنَّه المجموع الجامع للفوائد،والبحر الحاوي للفرائد، وقضيتُ العجب مما حواه، لمَّا أمعنت النظر فيما رواه. وكيف لا يكونُ بهذه الأوصاف الزاهرة، وهو صادرٌ عَنْ صاحب الفضائل الباهرة، الشيخ الإمام، والسيد الهمام، ذي الأوصاف الحميدة، والمناقب العديدة، جمال المحدثين، مفيد الطالبين، شهاب الدين أبي الفضل، أفاض اللَّه عليه مِنْ فضله، وجمع له بين وابِلِ الخير وطَلِّه. فما هي إلا فوائدُ تُضْبَطُ، وما هو إلا مفيد يُغبط. فلقد ظهرت بهذا التَّخريج فوائده الجمَّة، لما أبدى فيه مِنَ الفوائد المهمة. ولقد سلك طريق السَّلف الماضين، والأئمة المتقدمين، فيا حُسْنَ ما انتقى، ويا عُلُوَّ ما ارتقى. لقد حلَّ هذا الشهاب محل الشُّهب الثواقب، وصار فضله في الخافقين مَسِيرَ الكواكب. فكم له محاسن لا تُنكر، وفضائل لا شاذَّ فيها ولا مُنْكَر}}.<ref>{{مرجع ويب

}}</ref>

* وقال [[برهان الدين الحلبي|سبط بن العجمي]]: {{اقتباس مضمن|وهذا الرَّجلُ في غايه ما يكونُ مِنَ استحضارِ الرِّجال والكلام فيهم. وله مؤلفات كثيره في تراجمهم. وله كتاب "لسان الميزان" كتابٌ حَسَنٌ، فيه فوائد. وله "شرح على البخاري" لم يكمله، نظرت فيه بعضَ نظرٍ. وله أخلاقٌ حسنة، ونوادرُ، وسُكُون، ويستحضر أشياء حسنةً مليحةً. وأمَّا الحديثُ، فله معرفةٌ تامَّةٌ برجاله المتقدمين والمتأخرين بتراجمهم وهو جملة حسنة، لا أستحضر أنِّي رأيتُ مثله في معرفة رجاله المتقدِّم والمتأخِّر}}.<ref>{{مرجع ويب

}}</ref>

* وكتب تقي الدين أبو بكر الدِّجْوي على بعض تخاريج الحافظ ابن حجر ما صورته: {{اقتباس مضمن|فقد وقفت على هذا التخريج البديع مثالًا، المنيع منالًا، الفائق حسنًا وجمالًا، فلم يدع لقائل مقالًا، إلا أن يقول: (هكذا هكذا وإلا فلا لا). فلقد أُوتي هذا بسطةً في العلم واللَّسْن، وكيف لا؟ وهو الإمام ابن الإمام أبو الفضل بن أبي الحسن. لقد بهر ابنُ حجر بفضله العقولَ والأفكار، كما فاق حَجَرُه الياقوت بل غيره من الحجَّار {{قرآن|وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ}} <small>[[سورة البقرة|البقرة]]: 74</small>. فإنه جمع فأوعى، وأوعب جمعًا، وأبدع لفظًا ومعنى، وجمع إحسانًا وحُسْنًا. فلو شاهد حسنه الجمالُ المِزِّيُّ، لأطنب في الثناء وأسهب، أو الذهبيُّ، لذهب في الإعجاب كلَّ مذهب، أو ابن عبد الهادي، لاهتدى به واقتفى أثره، أو ابن كثير، لكاثر ببعضه واستكثره. فشكرًا لهذا الإمام شكرًا، فلقد جمَّل مصره، وجدد لها في الحفاظ ذكرًا}}.<ref>{{مرجع ويب

}}</ref>

* وقال القاضي قطب الدين الخيضري: {{اقتباس مضمن|شيخُنا الإمام، شيخ الإسلام، ملك العلماء الأعلام، إمام الحفاظ، فارس المعاني والألفاظ، قدوة المحدِّثين، أستاذ المحققين، عُمدة المخرِّجين، علم الناقدين، محطُّ رحال الطالبين، ساقي الظِّماء مِنْ صافي الماء المعين، لأنه البحر الذي لو رآه ابن معين، لصار فيه يعوم، أو البخاري، لكان للشُّرب منه يروم، ولو أدركه الدارقطني لحام حول حماه واستقطنه، أو الطبراني، لم يحلل من رحلته إلا عنده وكان استوطنه، لأنه حاملُ راية أهل الحديث بكَلِّها، وفارس ميادين علومه كُلِّها، لو اجتمع به ابن عساكر، لكان بعسكره مِنْ بعض جُنده، أو ابن مأكولا الأمير، لصار مِنْ أنصاره وذوي رفْدِه، ولو سمع به ابن السَّمعاني، لاستمع إلى كلامه، ولو لحقه ابنُ عبد البرِّ، لأقسم بارًّا أنه لا يتمهَّدُ في أحواله إلا بِدُرِّ نظامه. فهو صاحبُ المصنَّفاتِ التي سارت بها الرُّكبان غربًا ومشرقًا، والمؤلفات التي أضحى بها شهاب سعادته في أفق السماء مُشرقًا. إمام المحدثين، كنز المستفيدين، قاضي القضاة، أبو الفضل شهاب الدين}}.<ref>{{مرجع ويب

}}</ref>

* وقال [[ابن قاضي شهبة]]: {{اقتباس مضمن|بقية العلماء الأعلام، قاضي القضاة، وصاحب المصنفات التي سارت بها الركبان. وقال: وبالجملة فهو إمام زمانه، وحافظ وقته أوانه، وعنده من الذكاء والفطنة وصفاء القريحة ما تحيّر فيه الأمصار}}.<ref>{{مرجع ويب

}}</ref>

* وقال عبد الحي العكبري: {{اقتباس مضمن|انتهى إليه معرفة الرجال واستحضارهم ومعرفة العالي والنازل وعلل الأحاديث وغير ذلك وصار هو المعول عليه في هذا الشأن في سائر الأقطار}}.<ref>{{مرجع ويب

}}</ref>

* وقال [[برهان الدين البقاعي|البقاعي]]: {{اقتباس مضمن|شيخ الإسلام، وطراز الأنام، عَلَم الأئمة الأعلام، حافظ العصر، وأستاذ الدهر، سلطان العلماء، ملك الفقهاء}}.<ref>{{مرجع ويب

}}</ref>

* وقال [[ابن العماد الحنبلي|ابن العماد]] في [[شذرات الذهب]]: {{اقتباس مضمن|"شيخ الإسلام علم الأعلام أمير المؤمنين في الحديث حافظ العصر}}.<ref name=":0" />

* وكتب تقي الدين الكرماني بخطه على الكراس الأول من كتاب "الأوائل" تصنيف ابن حجر ما نصه:<ref>{{مرجع ويب

}}</ref>

{{بداية قصيدة}}

 

=== انتقادات ومآخذ ===

* '''التساهل في تصحيح [[حديث حسن|الأحاديث الحسنة]]''': يرى بعض الباحثين مثل مصطفى إسماعيل السليماني وسامر ناجح سمارة ومحمد خلف سلامة أن ابن حجر كان يتساهل في تصحيح [[حديث حسن|الأحاديث الحسنة]]، قال صاحب مصطفى إسماعيل السليماني: {{اقتباس مضمن|وأما ابن حجر من جهة تصحيح الأحاديث والكلام عليها: فهو إلى التساهل أقرب، وقد بان لي هذا جليًا عند تحقيقي للفتح، هذا، ومما ينبغي التنبه له أن ما كان عند ابن حجر من تساهل في التحسين فذلك وصف لا ينفرد به ابن حجر، بل يشاركه فيه أغلب المتأخرين، أشار إلى هذا المسلك عند المتأخرين، بل صرح به المعلمي اليماني في الأنوار الكاشفة}}.<ref>[http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=217402 هل كان الحافظ ابن حجر يعرض الحديث على عقله قبل تصحيحه؟، فتاوى إسلام ويب، بتاريخ 1-9-2013] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20140103171914/http://fatwa.islamweb.net:80/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=217402 |date=03 يناير 2014}}</ref>

* '''التناقض في بعض أحكام الجرح والتعديل''': مما يؤخذ على ابن حجر، كثرة تناقضه في أحكامه، يقول صاحب كتاب تحرير التقريب: {{اقتباس مضمن|ابن حجر يتناقض في أحكامه تناقضًا عجيبًا، فهو يوثِّق الرجل هنا أو يضعِّفه، ويضعفه أو يوثقه في كتاب آخر}}.<ref>[https://archive.org/stream/ThtqthThtqth/01_thtqth#page/n13 تحرير تقريب التهذيب، جـ 1، صـ 15، تأليف بشار عواد معروف وشعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، 1417 - 1997] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20150316001609/https://archive.org/stream/ThtqthThtqth/01_thtqth |date=16 مارس 2015}}</ref>

=== ابتداؤه في التصنيف ===

[[ملف:Fathul Bari bisyarhi Shahih al-Bukhari Imam Khairul Annas.JPG|تصغير|221x221بك|مجلدات فتح الباري شرح صحيح البخاري مصفوفة على أرفف مكتبة.]]بدأ ابن حجر في التصنيف والتأليف في سنة [[796هـ]]، وهو العام الذي عزم فيه على طلب [[علم الحديث]] النبوي وفنونه، وظل يصنف ويؤلف حتى قبيل وفاته،<ref>{{مرجع ويب

}}</ref> وبسبب هذه البداية المبكرة في التصنيف، زادت مصنفات ابن حجر على 150 تصنيفاً، عدد [[شمس الدين السخاوي|السخاوي]] منها في الجواهر والدرر 270 مصنفاً أفردها في قائمة مستقلة،<ref name=":23">{{مرجع ويب

}}</ref> وذكر [[جلال الدين السيوطي|السيوطي]] له في نظم العيقان 200 مصنفاً،<ref name=":24">{{مرجع ويب

}}</ref> أما [[عبد الحي الكتاني|الكَتَّاني]] فعدد منها في فهرس الفهارس 195 مصنفاً.<ref>{{مرجع ويب

}}</ref>[[ملف:شرح النخبة 1.jpg|تصغير|يسار|مخطوطة من كتاب "شرح شرح النخبة ([[نزهة النظر شرح نخبة الفكر]])" لابن حجر العسقلاني.]][[ملف:مخطوطة بيد ابن حجر العسقلاني.jpg|تصغير|يسار|مخطوطة من كتاب "تسديد القوس مختصر مسند الفردوس" بخط مؤلفه ابن حجر العسقلاني.]]

 

 

* '''أنس خاتون:''' ابنة القاضي ناظر الجيش: عبد الكريم بن أحمد عبد العزيز بن عبد الكريم بن أبي طالب بن علي بن سيدهم أم الكرم ابنة الكريمي اللخمي النستراوي الأصل القاهري.<ref>{{مرجع ويب

 

*'''عتيقة نظام الدين يحيى ابن الصيّرامي شيخ الظَّاهرية:''' ذكرها [[شمس الدين السخاوي|السخاوي]] في «الجواهر والدرر» فقال: {{اقتباس مضمن|ومن زوجات صاحبُ التَّرجمة أيضًا. . . عتيقة العلَّامة نظام الدِّين يحيى ابن العلَّامة سيف الدِّين الصِّيرامي، شيخ الظَّاهرية، تزوَّجها في مجاورة أمِّ أولاده في سنة أربع وثلاثين، وكان سيِّدُها قد مات في سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة، ورُزِقَ منها شيخُنا ابنَةً في يوم الثلاثاء خامس رجب سنة خمس وثلاثين، وهي بقاعة المشيخة بالبيبرسية، سماها آمنة. وكتبها في بعض استدعاءات ولده محمد، ثم ماتت في ثالث عشر شوال سنة ست وثلاثين وبموتها طُلِّقَتْ أمُّها، فإنَّه كان علَّق طلاقها عند سفره إلى آمد على موتها، وتزوَّجها بعهده الشّريف الجَرَواني}}.<ref name=":18" /><ref>{{مرجع ويب

}}</ref>

*'''ليلى الحلبية:''' ابنة محمود بن طوغان، ، تزوجها [[حلب|بحلب]] عندما سافر مع ا<nowiki/>[[سيف الدين برسباي|لأشرف برسباي]] إلي [[آمد]] سنة [[836 هـ]]، وكانت ثيباً ذات ولدين بالغين، وقدمت عليه [[القاهرة]] ثم رجعت إلى بلدها ثم عادت فأقامت في عصمته حتى توفي عنها؛ ولم يرزق منها بولد، ماتت في منتصف [[رجب]] سنة [[881 هـ|881هـ]] وقد قاربت الثمانين.<ref>{{مرجع ويب

}}</ref>

 

=== ذريته ===

 

* '''بدر الدين أبو المعالي محمد:''' ولد فِي [[صفر (شهر)|صفر]] سنة [[815 هـ]]، وأمه أم ولد (خاص ترك).<ref>{{مرجع ويب

}}</ref>

 

 

* '''بناته من زوجته أنس خاتون:'''<ref>{{مرجع ويب

 

# '''زين خاتون:''' وَالِدَة الجمال يوسف بن شاهين، وبكر ابناء أَبَوَيها. ولدت فِي [[ربيع الآخر]] وقيل [[رجب]] سنة [[802 هـ]]، أسمعها أَبوهَا على شيخه [[الحافظ العراقي|العراقي]] والهيثمي، واستجاز لها خلقاً، وتعلمت الكتابة والقراءة، وتزوّجها الأمير شاهين الكركي فولدت له عدَّة أولاد، ماتوا في حياة أبيهم، ولم يتأخر منهم إلا أبو المحاسن يوسف المعروف بـ (سبط ابن حجر). وماتت [[طاعون|بالطاعون]] وهي حامل سنة [[833 هـ]].

== كتب ومؤلفات عنه ==

=== ما ألف عنه قديمًا ===

*جمان الدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر، تأليف: ابن خليل الدمشقي.

*القول المختصر في ترجمة ابن حجر، تأليف: البرزنجي.

== هوامش ==

* {{هامش|1}}: لُقِّب بأمبر المؤمنين في الحديث عدد من العلماء، قال [[أحمد محمد شاكر]]: {{اقتباس مضمن|أطلق المحدثون ألقاباً على العلماء بالحديث، فأعلاها: أمير المؤمنين في الحديث، وهذا لقب لم يظفر به إلا الأفذاذ النوادر، الذي هم أئمة هذا الشأن والمرجع إليهم فيه، ك[[شعبة بن الحجاج]] و[[سفيان الثوري]] و[[إسحاق بن راهويه]] و[[أحمد بن حنبل]] و[[محمد بن إسماعيل البخاري|البخاري]] و[[الدارقطني]]، وفي المتأخرين '''ابن حجر العسقلاني'''.}}.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1=حسن محمد أيوب|العنوان= الحديث في علوم القرآن والحديث|الصفحة= 167|المسار= http://shamela.ws/browse.php/book-37691/page-161|السنة= 2004م،الطبعة الثانية|الناشر= دار السلام|المكان=الإسكندرية}}</ref>

* {{هامش|2}}: يوجد اضطراب في الجد الرابع لابن حجر، فتارة يتقدم (محمود) على (أحمد) وتارة يتأخر (محمود) أو يسقط، وهذا راجع إلى اضطراب ابن حجر نفسه عند ترجمته لنفسه، ولأبيه، فقد قدّم (محمود) على (أحمد) في تبصير المنتبه بتحرير المشتبه،<ref>{{مرجع ويب

}}</ref> و<nowiki/>[[الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة|الدرر الكامنة]]،<ref name=":21" /> وجعل (محمود) بين (أحمدين) في إنباء الغمر بأنباء العمر.<ref name=":20" />

*{{هامش|3}}: مجالس الإملاء: هي أن يجلس العالم وحوله تلاميذه، فيتكلم العالم بما فتح الله عليه من العلم وتلاميذه يكتبون عنه، فيصير كتاباً يسمونه الأمالي أو الإملاء.<ref>{{مرجع ويب

 

== المراجع ==

'''عامة'''

 

'''خاصة'''

 

== وصلات خارجية ==

* [http://shamela.ws/index.php/author/202 كتب ابن حجر العسقلاني] - [[المكتبة الشاملة|موقع المكتبة الشاملة]].

{{تصنيف كومنز|Ibn Hajar al-Asqalani}}