برهان الدين باش أعيان: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
أعدت كتابة سيرته بشكل شامل ومفصّل
وسوم: تعديلات طويلة تكرار محارف لفظ تباهي تحرير مرئي
لا ملخص تعديل
وسوم: تعديلات طويلة تحرير مرئي تحرير من المحمول تعديل ويب محمول
سطر 1:
{{صندوق معلومات شخص
ولد الشيخ (إبراهيم برهان الدين بن الشيخ أحمد نوري بن الشيخ عبدالواحد صفاء الدين بن الشيخ عبداللّه ضياء الدين آل باش أعيان العبّاسي) في (البصرة) بعد صلاة العشاء من مساء الخميس- ليلة الجمعة الموافق الثامن والعشرين من شهر رجب عام 1333ه المصادف العاشر من شهر حزيران (يونيه) عام 1915م. وكان الثالث من بين ما مجموعه أربعة مواليد  لوالديه. وقد أسماه جد والده عميد الأسرة الشيخ (عبدالله ضياء الدين باش أعيان) (ابراهيم برهان الدين).  ومنذ ولادته، بدأ أهله بمناداته بالجزء الثاني من إسمه المركّب، ، فعرف طيلة حياته ب "برهان الدين". وقد حرصت أسرة (باش أعيان) منذ أجيال على توثيق تفاصيل الولادة بالدقائق والساعات كما بالأيام والشهور والأعوام، لذا، فإن تفاصيل ولادة الشيخ (برهان) المذكورة وردت في رسالة خطية أرسلها له من (البصرة) عمه الأوسط الشيخ (ياسين سري) عام 1935 وقت كان هو طالباً في جامعة )بغداد(. وعليه تكون كل التواريخ المخالفة لهذا التأريخ (مثل تلك الواردة في دفتر النفوس العراقي أو في إضبارة التقاعد العراقية)، والمحددة على أنها 10/12/1914م، غير صحيحة.وكان قد سبقه بالولادة شقيقان،  هما (درويش) الذي ولد عام 1908م وتوفي في الرضاعة، و(عبدالرحمن شهاب الدين) الذي ولد عام 1909م وتوفي عام 1953. وقد ولد له شقيق ثالث، هو الأصغر، وهو الشيخ (محمد سعيد)، وذلك عام 1918، وتوفي هو الآخر في الرضاعة. وهكذا، فان الشيخ (برهان) كان له عند ولادته أخ  واحد على قيد الحياة، وهو شقيقه الشيخ (عبدالرحمن شهاب الدين) الذي كان يكبره بستة اعوام.بعد أن أتمّ درساته الإبتدائيّة في (البصرة) تابع دراسته المتوسّطة والثانويّة في الكلّيّة العامة (ال "آي. سي."I. C.) التابعة للجامعة الأميريكيّة  في (بيروت)، (ال" أي. يو. بي."A. U. B.). وقد تخرّج من ال "آي. سي." في صيف عام 1932م، وآلتحق بال "أي. يو. بي." في مطلع شهر أيلول (سبتمبر) من ذلك العام، حيث درس العلوم السياسيّة، قبل أن ينتقل إلى كلّيّة الحقوق في (بغداد) في مطلع العام الدراسي التالي، عزوفاً منه عن الدراسة في مؤسّسة أجنبيّة "إمبرياليّة"، كما وصفها. وق دتخرّج منها في صيف عام 1937م.بعد تخرّجه من كلّيّة الحقوق، عمل الشيخ (برهان) ديبلوماسّياً في عدّة مفوّضيّات وبعثات ديبلوماسيّة وقنصليّات وسفارات عراقيّة في الخارج خلال الفترة بين عامي 1938 و1946، بما فيها المفوّضيّات والبعثات الدبلوماسيّة واالقنصليّات والسفارات العراقيّة في كلّ من (مصر) و(بريطانيا) و(إيران) و(تركيا) و(فلسطين)، ثمّ ترشّح نائباً مستقلاّ عن لواء (أي‘ "محافظة") (البصرة) ونائباً عن حزب الجبهة الشعبيّة المتّحدة، في البرلمان العراقي، وهو الحزب الّذي كان الشيخ (برهان) من كبار مؤسّسيه، والّذي كان فرع (البصرة) بالذات من الحزب المذكور من تأسيس الشيخ (برهان) نفسه، أيضاً،  وذلك خلال الفترة بين عامي 1947 و1954.وقد حاول القيام بنشاطات تجاريّة متنوّعة خلال الفترة بين عامي 1947 و1954 (قبل آستيزاره)، ولكنّه لم يُوَفَّق. ومن هذه آستيراد ألعاب خشبيّة للأطفال من مصانع في (الدانمارك) و(السويد)، وأبقار من (ألمانيا)، وتوريد تمور إلى تلك الدول، وما إلى ذلك.وخلال الفترة بين عامي 1954 و1958، عيّن وزيراً للخارجيّة والأنباء (أي، "ألأعلام"، كما يسمّى في هذا العصر)، في عدّة حكومات خلال العهد الملكي في (العراق)، وهي الحكومات الّتي ترأسها (نوري السعيد)، و(عبدالوهاب مرجان) و(أحمد مختار بابان). وقد تزامنت فترة عمل الشيخ (برهان) الدبلوماسي والنيابي والحزبي والوزاري مع بعض من أكثر الأحداث السياسيّة المحلّيّة والإقليميّة والدوليّة خطورة وحسّاسيّة ومصيريّة في ا(العراق) وسائر العالم العربي، إبتداءً بآنقلاب (بكر صدقي)-(حكمت سليمان) عام 1936-1937، ومروراً بالحرب العالميّة الثانية (1939-1945)، والّتي كانت من جملة تداعياتها في داخل (العراق) حركة (رشيد عالي الكيلاني) والعقداء الأربعة عام 1941، والإحتلال الإستيطاني الصهيوني ل(فلسطين) الّذي بدأ في مطلع عقد العشرينيّات من القرن الميلادي العشرين، وآستمرّ حتّى قيام الدولة اليهوديّة-الصهيونيّة على أرض (فلسطين) في أواسط عام 1948.وقد عُرِفَ عن الشيخ (برهان) طيلة سنين تسنّمه المناصب الرسميّة، سواءً كموظّف في وزارة الخارجيّة أم في السلك الدبلوماسي أو كنائب أوكمؤسّس لحزب (الجبهة الشعبيّة) أو كوزير، نزاهته وعزّة نفسه ونظافته وشرفه. كما أنّه كان بارز الشعور بالمسئوليّة العامّة وواجب خدمة المواطنين على أتمّ وجه، وكان حاضراً لتأدية الواجب وللسعي لخدمة عامّة الناس وقضاء حوائجهم في كلّ وقت دونما تردّد أو تلكّوء. وقد تواترت عنه أخبار عديدة ومتنوّعة في هذا الصدد، رواها شهود عيان على مرّ السنين، سواءً ممّن زاملوه مهنيّاً أو كانوا من المراجعين من عامّة الجمهور، أـو من رؤسائه أو مرؤوسيه، أو من غيرهم، بما فيهم من خصومه السياسيّين وحاسديه، وآنتشرت بين الناس ولا تزال تذكر في مجالس العراقيّين وغيرهم من العرب. وتزامنت هذه الفترة أيضاً مع أحداث مفصليّة أخرى بالنسبة ل(العراق) والعالم العربي، كان من أخطرها إقامة الدولة الصهيونيّة على أرض (فلسطين) في منتصف عام 1948م، وقبل ذلك معاهدة (بورتسموث) العراقيّة-البريطانيّة  أوائل عام 1948، وما تبعها من ردود فعل شعبيّة ونقابيّة وحزبيّة غاضبة في (العراق)، وآنقلاب 23 تمّوز (يولية) على يد الفريق (محمّد نجيب) في (مصر) عام 1952، ومن ثمّ آنقلاب العقيد (جمال (عبدالناصر)) على الفريق (محمّد نجيب) خلال شهر آذار (مارس) من عام 1954، وإنشاء التنظيم الإنقلابي السرّي بين صفوف الجيش العراقي أواخر عام 1952، على يد عدّة جماعات متفرّقة من الضبّاط العراقيّين، ذوي الرتب المتوسّطة والمتدّنية، إنتظموا في خلايا سرّيّة متشرة في صفوف الجيش، إسوة بتنظيم "الضبّاط الأحرار" المصري الّذي قام بالإنقلاب العسكري المذكور في صيف عام 1952، والمعاهدة العراقيّة-التركيّة الّتي تطوّرت لتشمل دولاً أخرى (هي (الباكستان) و(إيران) و(بريطانيا) إضافة ل(العراق) و(تركيا))، تحت إسم "ميثاق (بغداد)"، وذلك بين عامي 1954-1958، والعدوان الثلاثي (ال"إسرائيلي"-البريطاني-الفرنسي) على (مصر) عام 1956، وقيام الوحدة العربيّة بين (مصر) و(سوريا) في مطلع عام 1958، والّذي تبعه قيام الإتّحاد العربي (الّذي بدأ بنواة الإتّحاد العراقي-الأردني)، خلال شهر شباط (فبراير) من عام 1958، وختاماً، إنقلاب 14 تمّوز (يولية) 1958 في (العراق)، على يد مجموعة من الضبّاط وبعض الحزبيّين المدنيّين، ذوي الميول الشيوعيّة والقوميّة العربيّة والناصريّة والبعثيّة، وفي مقدّمتهم الزعيم الركن (عبدالكريم قاسم) والعقيد الركن (عبدالسلام عارف)، وهو الإنقلاب الدموي الشهير، والّذي أطاح بالعهد الملكي، وأدّى إلى مقتل الأسرة المالكة العراقيّة و(نوري السعيد) وولده العقيد (صباح السعيد)، وعدد من المسئولين العراقيّين، وإلى آعتقال أكثر من مائتين من المسئولين في الدولة العراقيّة والجيش العراقي خلال العهد الملكي، من مدنييّن وعسكريّين، بما فيهم الوزراء ورؤساء الوزارات السابقين، وكبار ضبّاط الجيش، إضافة إلى عدد كبير من كبار الإعلاميّين والموظّفين والضبّاط.وقد حوكم ما يزيد على الثلاثين من هؤلاء المعتقلين من رجال العهد الملكي، المدنيّين والعسكريّين، والّذين كان الشيخ (برهان) من بينهم، أمام المحكمة العسكريّة العليا الخاصّة، الّتي تشكّلت برئاسة العقيد (فاضل عبّاس المهداوي)، وهو إبن خالة الزعيم (عبدالكريم قاسم)، ومن الضبّاط الشيوعيّين، تشكّلت هذه المحكمة خصّيصاً لغرض محاكمة رجال العهد الملكي، وكانت المحاكمات علنيّة، حيث  بثّت على الهواء وسمعها وشاهدها جموع الناس في داخل وخارج (العراق)، من خلال أجهزة الراديو والتلفاز، ونشرت محاضرها الرسميّة، في الصحف وفي مجلّدات رسميّة. وقد حكم على عدد من المتّهمين بأحكام متفاوتة، بين السجن القصير الأمد والسجن الطويل الأمد، بما في ذلك السجن المؤبّد، والإعدام (وكان الشيخ (برهان) من بين الّذين حكم عليهم بالإعدام)، ونفّذت الأحكام بحقّ أربعة من رجال العهد الملكي، وخفّفت بحقّ الآخرين، وكان من بين الّذين خفّضت عقوبة الإعدام عنهم الشيخ (برهان)، الّذي قضى فترة 3 أعوام في السجن، أطلق سراحه بعدها، وآنتقل مع اسرته للسكن في (بيروت) في مطلع عام 1962، ومن ثمّ، في أواخر عام 1963، إلى (المملكة العربيّة السعوديّة)، حيث عمل كمستشار قانوني لدى حكومتها حتّى وفاته في أواخر عام 1975.أنجب الشيخ (برهان الدين) خمسةً من الأبناء، هم (مريم) وهذا الباحث (أحمد) و(عالية) و(علي) و(عبداللّه).كان الشيخ (برهان) في شبابه يقرض الشعر الرقيق، وله ديوان غير مطبوع، يحوي قصائد فخر وحماس ووطنييات وغزل عذري. ولكنّه عندما بلغ مرحلة الرجولة والكهولة أبدى، في أحاديثه مع أفراد أسرته، خجله من كتابة الشعر، إذ كان يقول بأنّ أهمّيّة الشاعر في العصور الغابرة كانت حيويّة لنفسه ولقومه، لكونه في تلك الأزمنة بمثابة الناطق الإعلامي عن لسان قبيلته، والحافظ للآثار، والناقل للأخبار، وجامع الحكم والعلوم، والمعبّر عن قيم مجتمعه وآلامه وآماله، وفي كثير من الأحيان المحارب الذائد عن شرف أرسته وقبيلته، وحامي الحمى، وكلّ ذلك في أسلوب الأوزان والبحور و والقوافي. أمّا الآن، فقد تغيّر الزمان وسارت البشريّة في مراحل تطوّر فكريّة وأدبيّة وعلميّة أكثر دقّة وفعّاليّة، وأصبحت للدولة العصريّة مؤسّسات إعلاميّة وقضاءيّة وأمنيّة وعسكريّة، تغني (أو، على الأقل، يفترض نظريّاً أن تغني) كلّها المجتمع عن تلك الأساليب. ولو أنّ الشيخ (برهان)، رغم ذلك، لم يكن يقلّل من قيمة الشعر والشعراء وأهمّيتهم حتّى في زمانه، ولكن بشكل آنتقائي متّزن، إذ كان يتذوّق الراقي من الشعر الحكمي والوصفي والحماسي، سواء القديم منه أم المعاصر، ويردّد أبياته بين الحين والآخر.كما كان شغوفاً بالعلم والمطالعة، حيث كان يحرص على قراءة طائفة متنوّعة من الصحف والمجلاّت والكتب في شتّى المواضيع الكلاسيكيّة منها والمعاصرة، ومتابعة الأخبار السياسيّة والعلميّة والإقتصاديّة والطبّيّة، باللغات العربيّة والإنكليزيّة والفرنسيّة، ومن شتّى أقطار العالم. فجمع عدداً من الكتب الّتي آقتناها من داخل (العراق) وخارجه، ومن كلّ البلدان الّتي زارها في حياته، حتّى كوّن لنفسه مكتبة شخصيّة كبيرة بلغ حجمها أكثر من ألفي (2،000) كتاب.كانت من أبرز صفات الشيخ (برهان)، والّتي لفتت آنتباه أهله وأصدقاء أسرته منذ نعومة أظفاره، عزّة نفسه وجرأته وصموده وتحمّله للنوائب والشدائد على ضخامتها وتعقيدها. كما آشتهر في كلّ الميادين، المهنيّة والإجتماعيّة والشخصيّة، بأمانته وترفّعه وذكائه الحاد، وكرمه الحاتمي وذوقه الرفيع. كما أنّه مُنِيَ، منذ فترة شبابه وحتّى وفاته، بطائفة متنوّعة من المصاعب الجسيمة والتحدّيّات الخطيرة، على شتّى الأصعدة، الشخصيّة والعائليّة والإجتماعيّة والمهنيّة والماليّة والصحّيّة، فقد عرف فقدان الأب والأخ وهو في سنّ مبكّرة نسبيّاً، وغدر الأصدقاء، ومرض الأهل والأقارب، والسجن والحكم بالإعدام، ثمّ التشرّد والفقر والمرض.يضاف إلى ذلك كلّه، الصدمات العنيفة الّتي أصابته هو وأبناء جيله العرب من المخلصين لأوطانهم والمحبّين لبني قومهم، ممّن كرّسوا حياتهم للنضال والكفاح في خدمة الوطن والشعب، ليعيشوا ويشهدوا سلسلة متتالية من الكوارث والمصائب الداخليّة والخارجيّة، السياسيّة والعسكريّة، تحلّ ببلدانهم وشعوبهم. وقد تأفرزت كلّ هذه الأحداث طبقات عميقة من الآلام والأحزان وخيبات الأمل في نفس الشيخ (برهان الدين) كما في نفوس رفاقه وأقرانه.وقد لفت أنظار كلّ من حوله ومن عرفه ومن سمع عنه طيلة هذه الفترة، سواءً أكانوا من الأقارب أو الأباعد، أو من المحبّين والكارهين أو الحاسدين والمعجبين، وحاز إعجابهم وتعجّبهم، وشهدوا له بها، لما حرص عليه طيلة حياته من الصمود والصلابة والأنفة والصبر والإيمان عبر كلّ تلك الظروف البالغة القسوة الّتي مرّ بها، لا سيّما وأنّها لم تخدش أو تزعزع تمسّكه بالمثل العليا الّتي حملها طيلة حياته، ولا بدّلت شيئاً من الأخلاق السامية الّتي تربّى عليها وتمسّك بها وآشتهر بها، وذلك رغم كلّ الضغوط الشخصيّة والسياسيّة والإقتصاديّة والصحّيّة الشديدة الّتي تعرّض لها خلال العقود الأخيرة من حياته.وكان يرى، من خلال تجاربه هذه كلّها، أنّ الأشرار يحملون بذور تدمير أنفسهم بأنفسهم، وأنّ الشرّ في نهاية المطاف يأكل بعضه بعضاً.وكانت من بين ملاحظاته في أمور الدنيا أنّ الكثيرين من البشر يولدون ناقصي عقول أو أعضاء أو أطراف أو حواس، دون أن يكون لهم في ذلك أيّ جرمٍ أو ذنب، ليعيشوا حياةً شقيّةً بائسةً مؤلمةً لهم ولمن حولهم، وهذا، في نظره، من أوجه الظلم في هذه الحياة الدنيا. وكان كثيراً ما يوصينا بصلة الأرحام، لا سيّما الضعفاء والمنكوبين منهم، مهما أساءوا إلينا أو لغيرنا أو لأنفسهم، حيث كان كثيراً ما يشير إلى الآية الكريمة" الأقربون أولى بالمعروف". كما كان يحثّنا على الترفّع عن مقابلة الإساءة بمثلها، وأنّ هذا الترفّع هو من علامات السمو والفضل الّذي يميّز أخلاق وأصالة الفرد والجماعات عن بعضها البعض.ومن بين أهمّ ملاحظاته ونصائحه لولده هذا الباحث في السنين الأخيرة من حياته قوله أنّه يرى أنّ كلّ ما أصابه وأصاب أسرته و(البصرة) والمسلمين في العقود الأخيرة سببه آبتعادنا عن روح وجوهر الدين الإسلامي، وأنّ علينا أن نسارع للعودة للتمسّك به قولاً وعملاً. (قارن ذلك مع توصيات عمّه الشيخ (عبدالقادر فيضي) أعلاه، وتوصية جدّه الشيخ (عبدالواحد صفاء الدين)، وأجداد الأسرة من قبله، وتوصية إبن عمّه الشيخ د. (عبداللطيف) أدناه).كما أنّه أوصى أبناءه، وفي أكثر من مناسبة، بالعطاء لا الأخذ، وبالقناعة، موضّحاً لهم بأنّ سعادة الإنسان الحقيقيّة في الحياة تأتي من العطاء، وأنّ البخل والطمع والإلحاح في الطلب من الآخرين هي من أكبر أسباب التعاسة والبؤس للإنسان، وأنّ "القناعة كنز لا يفنى". كما نهاهم عن الحقد والحسد، مردّداً: "لا يصلح القوم من في قلبه حقدُ". وكان أيضاً يذكّرنا بأنّه "لا قيادة بدون قدوة"، لذا، فإنّه كان يحثّنا على أن نكون قدوات للناس، كلّ الناس، في أخلاقنا وتقوانا وعلمنا، وفي كلّ زمان ومكان. وأوصاني (وإخوتي، ضمناً) بأن لا نيأس من الحياة، وألاَ نتخلّى أبداً عن الأمل قائلاً: "لا حياة مع اليأس، ولا يأس مع الحياة"، وأن نتعلّم كيف نبدأ من الصفر مهما أصابتنا من مصائب أو منينا به من خسائر في حياتنا، مادّيّةً كانت أم معنويَةً.{{صندوق معلومات شخص
| صورة = Burhan aldin Bash Aayan.png
}}
ولد الشيخ (إبراهيم برهان الدين بن الشيخ أحمد نوري بن الشيخ عبدالواحد صفاء الدين بن الشيخ عبداللّه ضياء الدين آل باش أعيان العبّاسي) في (البصرة) بعد صلاة العشاء من مساء الخميس- ليلة الجمعة الموافق الثامن والعشرين من شهر رجب عام 1333ه المصادف العاشر من شهر حزيران (يونيه) عام 1915م. وكان الثالث من بين ما مجموعه أربعة مواليد  لوالديه. وقد أسماه جد والده عميد الأسرة الشيخ (عبدالله ضياء الدين باش أعيان) (ابراهيم برهان الدين).  ومنذ ولادته، بدأ أهله بمناداته بالجزء الثاني من إسمه المركّب، ، فعرف طيلة حياته ب "برهان الدين". وقد حرصت أسرة (باش أعيان) منذ أجيال على توثيق تفاصيل الولادة بالدقائق والساعات كما بالأيام والشهور والأعوام، لذا، فإن تفاصيل ولادة الشيخ (برهان) المذكورة وردت في رسالة خطية أرسلها له من (البصرة) عمه الأوسط الشيخ (ياسين سري) عام 1935 وقت كان هو طالباً في جامعة )بغداد(. وعليه تكون كل التواريخ المخالفة لهذا التأريخ (مثل تلك الواردة في دفتر النفوس العراقي أو في إضبارة التقاعد العراقية)، والمحددة على أنها 10/12/1914م، غير صحيحة.وكان قد سبقه بالولادة شقيقان،  هما (درويش) الذي ولد عام 1908م وتوفي في الرضاعة، و(عبدالرحمن شهاب الدين) الذي ولد عام 1909م وتوفي عام 1953. وقد ولد له شقيق ثالث، هو الأصغر، وهو الشيخ (محمد سعيد)، وذلك عام 1918، وتوفي هو الآخر في الرضاعة. وهكذا، فان الشيخ (برهان) كان له عند ولادته أخ  واحد على قيد الحياة، وهو شقيقه الشيخ (عبدالرحمن شهاب الدين) الذي كان يكبره بستة اعوام.بعد أن أتمّ درساته الإبتدائيّة في (البصرة) تابع دراسته المتوسّطة والثانويّة في الكلّيّة العامة (ال "آي. سي."I. C.) التابعة للجامعة الأميريكيّة  في (بيروت)، (ال" أي. يو. بي."A. U. B.). وقد تخرّج من ال "آي. سي." في صيف عام 1932م، وآلتحق بال "أي. يو. بي." في مطلع شهر أيلول (سبتمبر) من ذلك العام، حيث درس العلوم السياسيّة، قبل أن ينتقل إلى كلّيّة الحقوق في (بغداد) في مطلع العام الدراسي التالي، عزوفاً منه عن الدراسة في مؤسّسة أجنبيّة "إمبرياليّة"، كما وصفها. وق دتخرّج منها في صيف عام 1937م.بعد تخرّجه من كلّيّة الحقوق، عمل الشيخ (برهان) ديبلوماسّياً في عدّة مفوّضيّات وبعثات ديبلوماسيّة وقنصليّات وسفارات عراقيّة في الخارج خلال الفترة بين عامي 1938 و1946، بما فيها المفوّضيّات والبعثات الدبلوماسيّة واالقنصليّات والسفارات العراقيّة في كلّ من (مصر) و(بريطانيا) و(إيران) و(تركيا) و(فلسطين)، ثمّ ترشّح نائباً مستقلاّ عن لواء (أي‘ "محافظة") (البصرة) ونائباً عن حزب الجبهة الشعبيّة المتّحدة، في البرلمان العراقي، وهو الحزب الّذي كان الشيخ (برهان) من كبار مؤسّسيه، والّذي كان فرع (البصرة) بالذات من الحزب المذكور من تأسيس الشيخ (برهان) نفسه، أيضاً،  وذلك خلال الفترة بين عامي 1947 و1954.وقد حاول القيام بنشاطات تجاريّة متنوّعة خلال الفترة بين عامي 1947 و1954 (قبل آستيزاره)، ولكنّه لم يُوَفَّق. ومن هذه آستيراد ألعاب خشبيّة للأطفال من مصانع في (الدانمارك) و(السويد)، وأبقار من (ألمانيا)، وتوريد تمور إلى تلك الدول، وما إلى ذلك.وخلال الفترة بين عامي 1954 و1958، عيّن وزيراً للخارجيّة والأنباء (أي، "ألأعلام"، كما يسمّى في هذا العصر)، في عدّة حكومات خلال العهد الملكي في (العراق)، وهي الحكومات الّتي ترأسها (نوري السعيد)، و(عبدالوهاب مرجان) و(أحمد مختار بابان). وقد تزامنت فترة عمل الشيخ (برهان) الدبلوماسي والنيابي والحزبي والوزاري مع بعض من أكثر الأحداث السياسيّة المحلّيّة والإقليميّة والدوليّة خطورة وحسّاسيّة ومصيريّة في ا(العراق) وسائر العالم العربي، إبتداءً بآنقلاب (بكر صدقي)-(حكمت سليمان) عام 1936-1937، ومروراً بالحرب العالميّة الثانية (1939-1945)، والّتي كانت من جملة تداعياتها في داخل (العراق) حركة (رشيد عالي الكيلاني) والعقداء الأربعة عام 1941، والإحتلال الإستيطاني الصهيوني ل(فلسطين) الّذي بدأ في مطلع عقد العشرينيّات من القرن الميلادي العشرين، وآستمرّ حتّى قيام الدولة اليهوديّة-الصهيونيّة على أرض (فلسطين) في أواسط عام 1948.وقد عُرِفَ عن الشيخ (برهان) طيلة سنين تسنّمه المناصب الرسميّة، سواءً كموظّف في وزارة الخارجيّة أم في السلك الدبلوماسي أو كنائب أوكمؤسّس لحزب (الجبهة الشعبيّة) أو كوزير، نزاهته وعزّة نفسه ونظافته وشرفه. كما أنّه كان بارز الشعور بالمسئوليّة العامّة وواجب خدمة المواطنين على أتمّ وجه، وكان حاضراً لتأدية الواجب وللسعي لخدمة عامّة الناس وقضاء حوائجهم في كلّ وقت دونما تردّد أو تلكّوء. وقد تواترت عنه أخبار عديدة ومتنوّعة في هذا الصدد، رواها شهود عيان على مرّ السنين، سواءً ممّن زاملوه مهنيّاً أو كانوا من المراجعين من عامّة الجمهور، أـو من رؤسائه أو مرؤوسيه، أو من غيرهم، بما فيهم من خصومه السياسيّين وحاسديه، وآنتشرت بين الناس ولا تزال تذكر في مجالس العراقيّين وغيرهم من العرب. وتزامنت هذه الفترة أيضاً مع أحداث مفصليّة أخرى بالنسبة ل(العراق) والعالم العربي، كان من أخطرها إقامة الدولة الصهيونيّة على أرض (فلسطين) في منتصف عام 1948م، وقبل ذلك معاهدة (بورتسموث) العراقيّة-البريطانيّة  أوائل عام 1948، وما تبعها من ردود فعل شعبيّة ونقابيّة وحزبيّة غاضبة في (العراق)، وآنقلاب 23 تمّوز (يولية) على يد الفريق (محمّد نجيب) في (مصر) عام 1952، ومن ثمّ آنقلاب العقيد (جمال (عبدالناصر)) على الفريق (محمّد نجيب) خلال شهر آذار (مارس) من عام 1954، وإنشاء التنظيم الإنقلابي السرّي بين صفوف الجيش العراقي أواخر عام 1952، على يد عدّة جماعات متفرّقة من الضبّاط العراقيّين، ذوي الرتب المتوسّطة والمتدّنية، إنتظموا في خلايا سرّيّة متشرة في صفوف الجيش، إسوة بتنظيم "الضبّاط الأحرار" المصري الّذي قام بالإنقلاب العسكري المذكور في صيف عام 1952، والمعاهدة العراقيّة-التركيّة الّتي تطوّرت لتشمل دولاً أخرى (هي (الباكستان) و(إيران) و(بريطانيا) إضافة ل(العراق) و(تركيا))، تحت إسم "ميثاق (بغداد)"، وذلك بين عامي 1954-1958، والعدوان الثلاثي (ال"إسرائيلي"-البريطاني-الفرنسي) على (مصر) عام 1956، وقيام الوحدة العربيّة بين (مصر) و(سوريا) في مطلع عام 1958، والّذي تبعه قيام الإتّحاد العربي (الّذي بدأ بنواة الإتّحاد العراقي-الأردني)، خلال شهر شباط (فبراير) من عام 1958، وختاماً، إنقلاب 14 تمّوز (يولية) 1958 في (العراق)، على يد مجموعة من الضبّاط وبعض الحزبيّين المدنيّين، ذوي الميول الشيوعيّة والقوميّة العربيّة والناصريّة والبعثيّة، وفي مقدّمتهم الزعيم الركن (عبدالكريم قاسم) والعقيد الركن (عبدالسلام عارف)، وهو الإنقلاب الدموي الشهير، والّذي أطاح بالعهد الملكي، وأدّى إلى مقتل الأسرة المالكة العراقيّة و(نوري السعيد) وولده العقيد (صباح السعيد)، وعدد من المسئولين العراقيّين، وإلى آعتقال أكثر من مائتين من المسئولين في الدولة العراقيّة والجيش العراقي خلال العهد الملكي، من مدنييّن وعسكريّين، بما فيهم الوزراء ورؤساء الوزارات السابقين، وكبار ضبّاط الجيش، إضافة إلى عدد كبير من كبار الإعلاميّين والموظّفين والضبّاط.وقد حوكم ما يزيد على الثلاثين من هؤلاء المعتقلين من رجال العهد الملكي، المدنيّين والعسكريّين، والّذين كان الشيخ (برهان) من بينهم، أمام المحكمة العسكريّة العليا الخاصّة، الّتي تشكّلت برئاسة العقيد (فاضل عبّاس المهداوي)، وهو إبن خالة الزعيم (عبدالكريم قاسم)، ومن الضبّاط الشيوعيّين، تشكّلت هذه المحكمة خصّيصاً لغرض محاكمة رجال العهد الملكي، وكانت المحاكمات علنيّة، حيث  بثّت على الهواء وسمعها وشاهدها جموع الناس في داخل وخارج (العراق)، من خلال أجهزة الراديو والتلفاز، ونشرت محاضرها الرسميّة، في الصحف وفي مجلّدات رسميّة. وقد حكم على عدد من المتّهمين بأحكام متفاوتة، بين السجن القصير الأمد والسجن الطويل الأمد، بما في ذلك السجن المؤبّد، والإعدام (وكان الشيخ (برهان) من بين الّذين حكم عليهم بالإعدام)، ونفّذت الأحكام بحقّ أربعة من رجال العهد الملكي، وخفّفت بحقّ الآخرين، وكان من بين الّذين خفّضت عقوبة الإعدام عنهم الشيخ (برهان)، الّذي قضى فترة 3 أعوام في السجن، أطلق سراحه بعدها، وآنتقل مع اسرته للسكن في (بيروت) في مطلع عام 1962، ومن ثمّ، في أواخر عام 1963، إلى (المملكة العربيّة السعوديّة)، حيث عمل كمستشار قانوني لدى حكومتها حتّى وفاته في أواخر عام 1975.أنجب الشيخ (برهان الدين) خمسةً من الأبناء، هم (مريم) وهذا الباحث (أحمد) و(عالية) و(علي) و(عبداللّه).كان الشيخ (برهان) في شبابه يقرض الشعر الرقيق، وله ديوان غير مطبوع، يحوي قصائد فخر وحماس ووطنييات وغزل عذري. ولكنّه عندما بلغ مرحلة الرجولة والكهولة أبدى، في أحاديثه مع أفراد أسرته، خجله من كتابة الشعر، إذ كان يقول بأنّ أهمّيّة الشاعر في العصور الغابرة كانت حيويّة لنفسه ولقومه، لكونه في تلك الأزمنة بمثابة الناطق الإعلامي عن لسان قبيلته، والحافظ للآثار، والناقل للأخبار، وجامع الحكم والعلوم، والمعبّر عن قيم مجتمعه وآلامه وآماله، وفي كثير من الأحيان المحارب الذائد عن شرف أرسته وقبيلته، وحامي الحمى، وكلّ ذلك في أسلوب الأوزان والبحور و والقوافي. أمّا الآن، فقد تغيّر الزمان وسارت البشريّة في مراحل تطوّر فكريّة وأدبيّة وعلميّة أكثر دقّة وفعّاليّة، وأصبحت للدولة العصريّة مؤسّسات إعلاميّة وقضاءيّة وأمنيّة وعسكريّة، تغني (أو، على الأقل، يفترض نظريّاً أن تغني) كلّها المجتمع عن تلك الأساليب. ولو أنّ الشيخ (برهان)، رغم ذلك، لم يكن يقلّل من قيمة الشعر والشعراء وأهمّيتهم حتّى في زمانه، ولكن بشكل آنتقائي متّزن، إذ كان يتذوّق الراقي من الشعر الحكمي والوصفي والحماسي، سواء القديم منه أم المعاصر، ويردّد أبياته بين الحين والآخر.كما كان شغوفاً بالعلم والمطالعة، حيث كان يحرص على قراءة طائفة متنوّعة من الصحف والمجلاّت والكتب في شتّى المواضيع الكلاسيكيّة منها والمعاصرة، ومتابعة الأخبار السياسيّة والعلميّة والإقتصاديّة والطبّيّة، باللغات العربيّة والإنكليزيّة والفرنسيّة، ومن شتّى أقطار العالم. فجمع عدداً من الكتب الّتي آقتناها من داخل (العراق) وخارجه، ومن كلّ البلدان الّتي زارها في حياته، حتّى كوّن لنفسه مكتبة شخصيّة كبيرة بلغ حجمها أكثر من ألفي (2،000) كتاب.كانت من أبرز صفات الشيخ (برهان)، والّتي لفتت آنتباه أهله وأصدقاء أسرته منذ نعومة أظفاره، عزّة نفسه وجرأته وصموده وتحمّله للنوائب والشدائد على ضخامتها وتعقيدها. كما آشتهر في كلّ الميادين، المهنيّة والإجتماعيّة والشخصيّة، بأمانته وترفّعه وذكائه الحاد، وكرمه الحاتمي وذوقه الرفيع. كما أنّه مُنِيَ، منذ فترة شبابه وحتّى وفاته، بطائفة متنوّعة من المصاعب الجسيمة والتحدّيّات الخطيرة، على شتّى الأصعدة، الشخصيّة والعائليّة والإجتماعيّة والمهنيّة والماليّة والصحّيّة، فقد عرف فقدان الأب والأخ وهو في سنّ مبكّرة نسبيّاً، وغدر الأصدقاء، ومرض الأهل والأقارب، والسجن والحكم بالإعدام، ثمّ التشرّد والفقر والمرض.يضاف إلى ذلك كلّه، الصدمات العنيفة الّتي أصابته هو وأبناء جيله العرب من المخلصين لأوطانهم والمحبّين لبني قومهم، ممّن كرّسوا حياتهم للنضال والكفاح في خدمة الوطن والشعب، ليعيشوا ويشهدوا سلسلة متتالية من الكوارث والمصائب الداخليّة والخارجيّة، السياسيّة والعسكريّة، تحلّ ببلدانهم وشعوبهم. وقد تأفرزت كلّ هذه الأحداث طبقات عميقة من الآلام والأحزان وخيبات الأمل في نفس الشيخ (برهان الدين) كما في نفوس رفاقه وأقرانه.وقد لفت أنظار كلّ من حوله ومن عرفه ومن سمع عنه طيلة هذه الفترة، سواءً أكانوا من الأقارب أو الأباعد، أو من المحبّين والكارهين أو الحاسدين والمعجبين، وحاز إعجابهم وتعجّبهم، وشهدوا له بها، لما حرص عليه طيلة حياته من الصمود والصلابة والأنفة والصبر والإيمان عبر كلّ تلك الظروف البالغة القسوة الّتي مرّ بها، لا سيّما وأنّها لم تخدش أو تزعزع تمسّكه بالمثل العليا الّتي حملها طيلة حياته، ولا بدّلت شيئاً من الأخلاق السامية الّتي تربّى عليها وتمسّك بها وآشتهر بها، وذلك رغم كلّ الضغوط الشخصيّة والسياسيّة والإقتصاديّة والصحّيّة الشديدة الّتي تعرّض لها خلال العقود الأخيرة من حياته.وكان يرى، من خلال تجاربه هذه كلّها، أنّ الأشرار يحملون بذور تدمير أنفسهم بأنفسهم، وأنّ الشرّ في نهاية المطاف يأكل بعضه بعضاً.وكانت من بين ملاحظاته في أمور الدنيا أنّ الكثيرين من البشر يولدون ناقصي عقول أو أعضاء أو أطراف أو حواس، دون أن يكون لهم في ذلك أيّ جرمٍ أو ذنب، ليعيشوا حياةً شقيّةً بائسةً مؤلمةً لهم ولمن حولهم، وهذا، في نظره، من أوجه الظلم في هذه الحياة الدنيا. وكان كثيراً ما يوصينا بصلة الأرحام، لا سيّما الضعفاء والمنكوبين منهم، مهما أساءوا إلينا أو لغيرنا أو لأنفسهم، حيث كان كثيراً ما يشير إلى الآية الكريمة" الأقربون أولى بالمعروف". كما كان يحثّنا على الترفّع عن مقابلة الإساءة بمثلها، وأنّ هذا الترفّع هو من علامات السمو والفضل الّذي يميّز أخلاق وأصالة الفرد والجماعات عن بعضها البعض.ومن بين أهمّ ملاحظاته ونصائحه لولده هذا الباحث في السنين الأخيرة من حياته قوله أنّه يرى أنّ كلّ ما أصابه وأصاب أسرته و(البصرة) والمسلمين في العقود الأخيرة سببه آبتعادنا عن روح وجوهر الدين الإسلامي، وأنّ علينا أن نسارع للعودة للتمسّك به قولاً وعملاً. (قارن ذلك مع توصيات عمّه الشيخ (عبدالقادر فيضي) أعلاه، وتوصية جدّه الشيخ (عبدالواحد صفاء الدين)، وأجداد الأسرة من قبله، وتوصية إبن عمّه الشيخ د. (عبداللطيف) أدناه).كما أنّه أوصى أبناءه، وفي أكثر من مناسبة، بالعطاء لا الأخذ، وبالقناعة، موضّحاً لهم بأنّ سعادة الإنسان الحقيقيّة في الحياة تأتي من العطاء، وأنّ البخل والطمع والإلحاح في الطلب من الآخرين هي من أكبر أسباب التعاسة والبؤس للإنسان، وأنّ "القناعة كنز لا يفنى". كما نهاهم عن الحقد والحسد، مردّداً: "لا يصلح القوم من في قلبه حقدُ". وكان أيضاً يذكّرنا بأنّه "لا قيادة بدون قدوة"، لذا، فإنّه كان يحثّنا على أن نكون قدوات للناس، كلّ الناس، في أخلاقنا وتقوانا وعلمنا، وفي كلّ زمان ومكان. وأوصاني (وإخوتي، ضمناً) بأن لا نيأس من الحياة، وألاَ نتخلّى أبداً عن الأمل قائلاً: "لا حياة مع اليأس، ولا يأس مع الحياة"، وأن نتعلّم كيف نبدأ من الصفر مهما أصابتنا من مصائب أو منينا به من خسائر في حياتنا، مادّيّةً كانت أم معنويَةً.{{صندوق معلومات شخص
 
==كتاب عنه==