نيسابور: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
←‏مشاهیر النیسابوریین: نقلت بعض أفراد عائلة حموية الذين يرجع أصلهم إلى نيسابور. المصدر: https://www.yabeyrouth.com/7679-آل-حموية
وسمان: تحرير من المحمول تعديل ويب محمول
سطر 59:
[[ملف:WILLIAM SIMPSON, FRGS RI (1823-1899).jpg|تصغير|رسم من نيسابور عام 1888.]]
{{مفصلة|تاريخ نيسابور}}
ظهرت الحضارة وطلائع المدنية فی نیسابور ومنطقتها في عصر الإمبراطوریة[[ساسانيون|الامبراطورية الساسانیةالساسانية]] علی أرجح القول، و فتحت على أيدي المسلمین سنة 643هـ (1245م) وأسلم سکانها لماًسلماً دون قتال.
 
اسمها (نيسابور) وذلك نسبة إلى سابور[[شابور الثاني]] الذي أعاد بنائها للمرة الثانية في المئة الرابعة للميلاد ويعني إسمها بالفارسية عمل أو موضع سابور الطيب. وقد أطلق عليها أيضاً اسم أبر شهر ومعناه مدينة الغيم. وذكر [[ابن بطوطة]] أنها سميت بدمشق الصغيرة لكثرة فواكهها وبساتينها.
 
أسسها الأكاسرة على تخطيط كرقعة الشطرنج في كل ضلع ثمانية مربعات ثم اتسعت رقعتها وعظمت ثروتها في أيام بني[[الدولة الصفارالصفارية]] حتى صارت أجمل مدن خراسان، فليس في كل خراسان ـ على ماذكر [[ابن حوقل]] ـ مدينة أصح هواءً وأفسح فضاءً وأرشد عمارةً من نيسابور، وتجارها أهل ثراء، و تؤمها السابلة والقوافل كل يوم ويرتفع منها من أصناف الثياب القطنية والحريرية مايصدر إلى سائر بلدان المشرق.
 
كان أول فتح المسلمين لها صلحاً في أيام الخليفة الراشد [[عثمان بن عفان]] رضي الله عنه و أرضاه عام 31هـ و وُليَ عليها الأمير [[عبد الله بن عامر بن كريز|عبدُ الله بن عامر بن كريز]]، وبنى بها عبد الله هذا جامعاً، وقيل إنها فتحت في أيام أمير المؤمنين [[عمر بن الخطاب]] على يد [[الأحنف بن قيس،قيس]]، وإنما انتقضت في أيام عثمان فأرسل إليها عبد الله بن عامر ففتحها ثانية. وقد ذكر المؤرخون أن جامعها الأكبر الذي شهد قمة ازدهارها أربع رحبات بناه عمرو الصفار، ويقوم سقفه على أساطين الآجر يدور على صحنه ثلاثة أروقة وأهم بناء فيه قد زوقت حيطانه بالقرميد المذهب. وللجامع أحد عشر باباً بها أعمدة رخام وحيطانه وسقفه مجملة مزوقة.
 
وفي وصف المدينة العظيمة نيسابور قيل إن فيها اثنتان وأربعون محلة منها مايكون مثل نصف شيراز ودروبها المؤدية إلى الأبواب زهاء الخميس، وأعظم ماوصلت إليه من السعة كانت بعد عام 679هـ،[[679هـ]]، حيث كان دَوْر أسوارها حينذاك 15000 خطوة... كما أن أعظم أسواقها سوقان: سوق المربعة الكبيرة وسوق المربعة الصغيرة، وكان سوف المربعة الكبيرة قرب المسجد الجامع بينما سوق المربعة الصغيرة على بعد قليل من السوق الآخر في الأرباض الغربية قرب ميدان الحسينية ودار الإمارة، وهي أسواق طويلة مكتظة بالدكاكين تمتد من مربعة إلى المربعة الأخرى، وتقطعها متعامدة معها أسواق أخرى وهي تمتد جنوبا إلى مقابر الحسينيين وتنتهي شمالاً برأس القنطرة على النهر، وفي هذه الأسواق خانات وفنادق يكسنهايسكنها التجار وفيها التجارات كل صنف فيها على حدة، فلكل من الأساكفة والبزازين والخرازين وغيرهم من أصحاب الحرف خاناتهم. أما نهر نيسابور الجاري في وادى سفاور فهو ينحدر إلى نياسبور من قرية بشتفقان المجاورة لها وعلى هذا الوادي والقنى قوّام وحفظة، وعُمْق بعض القني تحت الأرض بما بلغ مئة ودرجة وهذه القنى إذا ماجاوزت المدينة ظهرت على وجه الأرض فتسقي المزارع والبساتين وعلى حافتي النهر المذكور تدور بمائة وسبعون رحى.. ولكل دار في المدينة قناة تأخذ ماءها من هذا النهر إضافة إلى أن أكثر الدور فيها صهاريج يخزن فيها الماء لأجل الانتفاع منه في موسم الحفاف رغم مافي تلك الدروالدور من آبار كثيرة عذبة الماء.
 
وقد اشتهرت بساتين نيسابور الكثيرة المحيطة بها بالريباس وهو نوع من الثمار ينبت في الجبال ذوات الثلوج والبلدوالبلاد الباردة وطعمه حامض مع قبض، وحجمه في نيسابور كبير تبلغ الواحدة منه منّاً أو أكثر وهي بيضاء صادقة البياض كأنها الطلع، ولجمال الطبيعة الخلابة التي تميزت بها هذه المدينة قال ياقوت الحموي إنه لم ير مدينة أحسن منها.
 
كما اشتهرت نيسابور بجبلبالجبل الذي كانت فيه مغارة الرياح العجيبة التي يهب من أعماقها ريح ويندفع في الوقت نفسه ماء تكفي قوته لإدارة رحى من شدة اندفاعه.
 
وفي سهل نيسابور كانت أربعة رساتيق (أي أقاليم زراعية) عرفت بخصوبة أرضها وكثرة إنتاجها وهي الشامات، وريوند، ومازُل وبشتفروش. وعلى سبيل المثال ففي بشتفروش مئة وست وعشرة قرية ـ على ماذكر [[المقدسي]] ـ وبساتينها ذات غلة كبيرة من [[المشمش]] الذي يحمل إلى سائر الأرجاء وفي الرساتينالرساتيق الأخرى ثمار أخرى كالعنب السفرجلي الجيد الذي لانظير له.
 
ولتلك الرساتيق أنهار كثيرة تسقي بساتينها مثل النهرنهر الملح ونهر بشتقان ونهر بشتفروش ونها عطشا بار.
 
وقد تعرضت نيسابور لغزوات عشائر الغز سنة [[548 هـ]] فأصبت بمصيبة عظيمة حيث أسرت تلك العشائر المتوحشة الملك سنجر وقتلوا كل من وجدوه فيها واستصفوا أموالها حتى لم يبق فيها من يعرف وخربوها وأحرقوها ثم اختلفوا فهلكوا واستولى عليها المؤيد أحد مماليك سنجر فنقل الناس إلى محلة منها يقال لها شاؤيافي وعمرها وسورها وتقلبت بها أحوال حتى عادت أعمر بلاد الله وأحسنها وأكثرها خيراً وأهلاً وأموالاً لأنها ـ على حد تعبير ياقوت ـ دهليز المشرق ولابد للقفول من ورودها وبقيت على ذلك إلى سنة 618هـ حيث خرج من وراء النهر التتر فعاثوا في الأرض فساداً حتى وصلوا إلى اسوار نيسابور فنصبوا المنجنيق وغيره حتى أخذوها عنوة فقتلوا ـ لنقمتهم على أهلها ـ كل من وصلت إليإليه أيدهمأيديهم ثم خربوها حتى الحقوها بالأرض بل حفروا الأرض لاستخراج الدقائنالدفائن التي أخفاها أهلها عن أعينهم حتى لم يبق جدار قائم.
 
== فنون ==