سوريا العثمانية: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V2.9
سطر 140:
==== الثورة العربية الكبرى وانهيار الدولة العثمانية ====
{{مفصلة|الثورة العربية الكبرى}}
في [[6 أيار]]/[[مايو]] [[1916]] كان [[جمال باشا]] قد أقدم على [[عيد الشهداء|إعدام أربعة عشر رجلاً من وجهاء سورية]] في [[بيروت]] و{{فصع}}[[دمشق]] فكانت تلك أكبر قافلة للإعدام<ref>[http://furat.alwehda.gov.sy/_archive.asp?FileName=1372866920060504003515 السادس من أيار عيد الشهداء ذكرى أول قافلة للشهداء في سبيل الحرية ما هي قصة هذا اليوم المجيد؟] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20140720073034/http://furat.alwehda.gov.sy/_archive.asp?FileName=1372866920060504003515 |date=20 يوليو 2014}}</ref>، وشكّلت محفزًا لفيصل لإعلان الثورة، فتوجّه إلى [[الحجاز]] ومن [[مكة]] أعلن ثورة العرب على الحكم العثماني يوم [[10 حزيران]]/[[يونيو]] [[1916]] ومعه ألف وخمسمائة جندي وعدد من رجال القبائل المسلّحة، ولم يكن لجيش فيصل مدافع فقدّمت له [[بريطانيا]] مدفعين ساهما في تسريع سقوط [[جدة]] و{{فصع}}[[الطائف]] وتوجه منها إلى [[العقبة]] حيث بدأت المرحلة الثانية من مراحل الثورة رسميًا أواخر عام [[1917]]، مدعومة من الجيش البريطاني الذي احتلّ [[القدس]] في [[9 ديسمبر]] [[1917]] وقبل نهاية العام كانت جميع أراضي سنجق القدس تحت الحكم البريطاني.{{sfn|وديع بشور|1996|p=241}} أما جيش فيصل فكان ينمو باطراد إذ انضم إليه ألفي جندي مع أسلحتهم بقيادة [[عبد القادر الحسيني]] قادمين من [[القدس]] كما انضم أغلب رجال قبائل تلك الأصقاع إلى الثورة.
[[ملف:Maysalun3.jpg|يسار|300بك|thumb|الفريق أول [[هنري غورو]] يتفقد جنوده في [[ميسلون]]، قبل وقوع المعركة الحاسمة مع الجيش الفيصلي، التي كان من نتائجها فصل [[لبنان]] عن [[سوريا]] وتوسيع حدود متصرفية جبل لبنان.]]
بعد الدخول ببلاد الشام بدءاً من [[قلعة المدورة]]، اشتكبت القوات العربية مع القوات العثمانية في معركة فاصلة قرب [[معان]] وأسفرت المعركة عن شبه إبادة للجيش السابع التركي وكذلك الجيش الثاني، وسقطت [[معان]] في [[23 سبتمبر]] [[1918]] تلتها [[عمان]] يوم [[25 أيلول]]/[[سبتمبر]] ثم [[درعا]] يوم [[27 سبتمبر]]، وقبلها بيوم، أي في [[26 سبتمبر]] كان الوالي العثماني وجنده قد غادروا [[دمشق]] إيذانًا بزوال حكم العثمانيين عنها، ودخلت قوات الثورة المدينة يوم [[30 سبتمبر]]، وفي [[8 أكتوبر]] دخل الجيش الإنكليزي إلى [[بيروت]] وفي [[18 أكتوبر]] خرج العثمانيون من [[طرابلس الشام|طرابلس]] و{{فصع}}[[حمص]] وفي [[26 أكتوبر]] [[1918]] دخلت قوات الثورة العربية والحلفاء إلى حلب، وأبرزت [[هدنة مودروس]] في [[30 أكتوبر]] [[1918]]، والتي نصت على استسلام جميع القوات العثمانية وقبول الدولة العثمانية تخليها عن [[بلاد الشام]] و{{فصع}}[[العراق]] و{{فصع}}[[الحجاز]] و{{فصع}}[[عسير]] و{{فصع}}[[اليمن]] نهائيًا.{{sfn|محمد أبو عزة|1997|p=287}}
سطر 202:
 
=== التجارة ===
ومنذ 1581 أخذ التجار الإنكليز والفرنسيين يتسابقون على الاستثمار في المدن الكبرى مثل دمشق وحلب على وجه الخصوص، وبحسب تقرير القنصلية البريطانية فإن حلب وحدها اشتملت على ستين تاجرًا إنكليزيًا عام 1622.{{sfn|فيليب حتي|1983|p=319}} وبحسب ما ذكر [[فيليب حتي]] فإن شهرة حلب التجارية قد بلغت شأنًا مرتفعًا في الغرب وذكرت في أدبيات تلك المرحلة بما فيها [[شكسبير]]؛ وقد ذكر أحد مؤرخي الدولة عام 1770 كما نقل حتي أيضًا أن مصلحة الجباية في ولاية حلب لديها من المال ما يكفي لشراء الصدارة العظمى نفسها في العاصمة.{{sfn|فيليب حتي|1983|p=320}} وكانت المدينة تعتبر ثالث مدن الدولة أهميةً بعد كل من الآستانة و{{فصع}}[[القاهرة]]،{{sfn|فيليب حتي|1983|p=319}} وقد ساعد نشاط حلب في الاستيراد والتصدير نمو صناعات عديدة على رأسها الحرير في لبنان والقطن في [[الجزيرة الفراتية]] والصوف والزيت في [[فلسطين]] والتبغ في [[اللاذقية]] والذي اعتبر من "أجود دخان عصره"،<ref>[http://wehda.alwehda.gov.sy/_archive.asp?Filename=81545147020100201124611 حكاية تبغ اللاذقية]، صحيفة الوحدة، 15 ديسمبر 2011. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20140721075051/http://wehda.alwehda.gov.sy/_archive.asp?Filename=81545147020100201124611 |date=21 يوليو 2014}}</ref> وما ساهم في انتعاش السوق السورية أيضًا كون أسعارها أقل مقارنة بأسعار التجار البرتغاليين الذين كانوا يديرون شؤون التجارة عبر المحيطات الجنوبية حينها، وهو ما ساهم في عودة موقع سوريا التجاري بين الشرق والغرب.{{sfn|فيليب حتي|1983|p=320}} ويلاحظ بشكل خاص في سوريا العثمانية ازدهار "الخانات"، وهي بناء مربع من طابقين في وسطة ساحة مكشوفة يستخدم في ادلور الأسفل مستودات للبضائع وفي الدور الأعلى كفندق للتجار.
 
عاد الازدهار مجددًا في النصف الثاني من [[القرن التاسع عشر]]، سيّما مع مشروع سكة الجديد الذي يربط الآستانة بحلب ومنها نحو بعداد والذي اعتبر "قناة السويس السورية" لنقل البضائع وتيسير مرورها على طريق حلب التي منها انطلق أيضًا الخط الحديدي الحجازي نحو دمشق و{{فصع}}[[حجاز|الحجاز]] وبالتالي جلبت "قناة السويس السورية" هذه ازدهارًا لموانئ البلاد في طرابلس وإسكندرون وبيروت، وتحولت سوريا وحلب على وجه التحديد إلى "السوق الرئيسية للشرق الأدنى كافة" وأنشأت نقابات للتجار والعمال بعضها أجنبي كنقابة تجار البندقية؛{{sfn|قسطنطين بازيلي|1989|p=321}}