ما وراء الطبيعة: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
استخدام اللغة العربية الفصحى مع المعاني والمفردات المناسبة
وسوم: تكرار محارف تحرير من المحمول تعديل ويب محمول
لا ملخص تعديل
سطر 1:
{{شريط جانبي فلسفة}}
{{وضح|3=ما وراء الطبيعة (توضيح)}}
'''ما وراء الطبيعة''' هو فرع من [[الفلسفة]] والذي يدرس [[جوهر]] الأشياء. يشمل ذلك أسئلة [[الوجود]] والصيرورة و[[الكينونة]] و[[الواقع]].<ref name="SEP-meta">[http://plato.stanford.edu/entries/metaphysics/ Metaphysics (Stanford Encyclopedia of Philosophy)].</ref> تشير كلمة الطبيعة هنا إلى طبيعة الأشياء مثل سببها والغرض منها. بعد ذلك تدرس ما وراء الطبيعة أسئلة عن الأشياء بالإضافة إلى طبيعتها، خاصة جوهر الأشياء وجودة كينونتها. تسعى ما وراء الطبيعة –في صورة مجردة عامة- إلى الإجابة على هذه الأسئلة:<ref>What is it (that is, whatever it is that there is) like? {{cite encyclopedia |last=Hall |first=Ned |editor=Edward N. Zalta |encyclopedia=The Stanford Encyclopedia of Philosophy |title=David Lewis's Metaphysics |url=http://plato.stanford.edu/archives/fall2012/entries/lewis-metaphysics/ |accessdate=October 5, 2012 |edition=Fall 2012 |year=2012 |publisher=Center for the Study of Language and Information, Stanford University}}</ref>
'''ما وراء الطبيعة'''<ref name="معاني">[http://www.almaany.com/en/dict/ar-en/metaphysics/ ترجمة كلمة metaphysics الإنكليزية] على موقع قاموس المعاني. {{ولم|17|نوفمبر|2017}} {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171023173738/https://www.almaany.com/en/dict/ar-en/metaphysics/ |date=23 أكتوبر 2017}}</ref> أو '''المَاوَرَائِيَّات'''<ref name="معاني"/> أو '''الغَيْبِيَّات'''<ref name="معاني"/> ('''الميتافيزيقيا''')<ref name="معاني"/> شُعبة من ال[[فلسفة]] تبحث في ماهيّة الأشياء وعلّة العلل أي القوة المحرِّكة لهذا ال[[عالم]]. فقد تبدَّى [[إنسان|للإنسان]] منذ القِدم أن ال[[كون]] بمخلوقاته المتعددة وعناصره ال[[مادة|مادية]] لم يُوجد بذاته، وأن وراءه قوة مطلقة هي التي أوجدته وهي التي تسيِّره. ومع الأيام أخذ [[إنسان|الإنسان]] يفكِّر في هذه القوة العُلوية تفكيراً فلسفياً، وعن هذا ال[[تفكير]] الفلسفي نشأت الميتافيزيقيا. وكلمة ((الميتافيزيقيا)) تتألف في الأصل من لفظتين يونانيتين هما meta ومعناها ((وراء)) أو ((بَعد))، وكلمة physika ومعناها ((الطبيعة)). والواقع أنّ إطلاق اسم الميتافيزيقيا على هذا الجانب من [[الفلسفة]] الباحث في ((علّة الموجودات)) مردُّهُ إلى المصادفة. ذلك بأن مُصنِّفيّ مؤلفات [[أرسطو]] وضعوا رسائله الخاصة بهذا الموضوع بعد رسائله الخاصة ب[[علم الطبيعة]] فعُرفت هذه المباحث منذ ذلك الحين بالميتافيزيقيا (أو ما وراء الطبيعة أو ما بعد الطبيعة). ولعلهم فعلوا ذلك عامدين. فالمرء لا يتحدّث عما هو كامن وراء الطبيعة إلا بعد كلامه عن ال[[طبيعة]]. ومهما يكن، وسواءٌ أكان الأمرُ مصادفةً أو لم يكن، فإن لفظة الميتافيزيقيا تُلخِّص في ذاتها جوهرَ البحث عن ((علة الموجودات)) باعتبار أن هذه العلة كامنةٌ وراء الظواهر المادية في أية حال.<ref>{{مرجع ويب|الأخير=البعلبكي |الأول=منير |وصلة المؤلف=منير البعلبكي |المؤلفين المشاركين= | التاريخ=1991 م |المسار=http://archive.is/n09Gh <!--http://encyc.reefnet.gov.sy/?page=entry&id=251846--> |العنوان=الميتافيزيقا ؛ ما وراء الطبيعة ؛ ما بعد الطبيعة |التنسيق= |العمل=موسوعة المورد |الصفحات= |الناشر=موسوعة شبكة المعرفة الريفية | اللغة= |تاريخ الوصول= ذو القعدة 1435 هـ}}</ref>
# ماذا هنالك؟
# ما صورته؟
تشمل المواضيع التي تبحث ما وراء الطبيعة فيها كلا من [[الوجود]]، والأشياء وخواصها، و[[المكان]] و[[الزمان]]، والسبب والنتيجة، والاحتمالية.
 
== الأساس المعرفي ==
وقد استعملها الفلاسفة في العصر الهلنستي و الشراح المتأخرون ليشيروا بها الى مجموعة نصوص غير معنونة تعود لارسطو , تعرف الآن "بالميتافيزيقا" و كان آرسطو نفسه يسمي موضوعات تلك النصوص بالفلسفة الاولى او علم اللاهوت و يسميها احيانا بالحكمة .
مثل [[الرياضيات]]، [[نظرية المعرفة]] هي دراسة غير [[تجريبية]] والتي تتم باستخدام التفكير التحليلي فقط. مثل الرياضيات التأسيسية (والتي تعتبر حالة خاصة من ما وراء الطبيعة مطبقة على وجود الأرقام)، تحاول ما وراء الطبيعة أن تقدم اعتبارا متسقا لهيكل العالم قادرا على تفسير إدراكنا اليومي والعلمي للعالم، وخاليا من التناقضات. في الرياضيات، هناك العديد من الطرق لتعريف الأرقام، بنفس الطريقة في ما وراء الطبيعة هناك العديد من الطرق لتعريف الأشياء والخواص والمفاهيم والكينونات الأخرى التي تكون العالم. في حين قد تدرس ما وراء الطبيعة –كحالة خاصة- بعض الكينونات التي يفترضها العلم الأساسي كالذرات والأوتار الفائقة، إلا أن لب موضوعها هو تصنيفات مثل الأشياء والخواص والسببية التي تفترضها هذه العلوم الأساسية. على سبيل المثال: ادعاء أن "للإلكترون شحنة" هي [[نظرية علمية]]، بينما دراسة معنى وجود [[الإلكترون]] كأحد "الأشياء"، وكون [[الشحنة]] أحد "الخواص"، ووجود كل منهما في كينونة طوبولوجية تسمى "المكان" كل ذلك هي مهمة ما وراء الطبيعة.
 
هناك موقفان واسعان تدرسهما ما وراس الطبيعة عن ما هو "العالم". تفترض الرؤية الكلاسيكية القوية أن الأشياء التي تدرسها ما وراء الطبيعة توجد بشكل مستقل عن أي راصد، بحيث أن الشيء هو أساس كل العلوم. تفترض الرؤية الحديثة الضعيفة أن الأشياء التي تدرسها ما وراء الطبيعة توجد داخل عقل الراصد، بحيث يصبح الشيء نوعا من الاستبطان و[[التحليل الفلسفي]]. يناقش بعض الفلاسفة -مثل [[كانط]]- كل من "العالمين" وما يمكن استنتاجه من كل منهما. يرفض بعض الفلاسفة –كفلاسفة [[الوضعية المنطقية]]- وبعض العلماء الرؤية القوية لما وراء الطبيعة لكونها بلا معنى ولا يمكن إثباتها. يجيب البعض بأن هذا الانتقاد قد ينطبق على أي نوع من المعرفة –بما في ذلك [[علوم تجريبية|العلم التجريبي]]- والذي يدعي وصف كل شيء ما عدا أمور الإدراك الإنساني، لذا فإن عالم الإدراك هو العالم الحسي بطريقة ما. تفترض ما وراء الطبيعة نفسها أن بعض المواقف طُرحت على هذه الأسئلة وأنها قد تستمر بصورة مستقلة عن الاختيار، حيث أن سؤال أي المواقف يجب أخذها ينتمي إلى فرع آخر من الفلسفة هو [[نظرية المعرفة]].
و قد سماها بالفلسفة الاولى تمييزا لها عن الفلسفة الثانية و هي العلم الطبيعي عنده ,و [[بالحكمة]] لانها تبحث في العلل الاولى اطلاقا ,لا الاول في جنس من الاجناس و بالعلم الإلهي لان اهم مباحثها هو "الله " باعتباره الموجود الاول و العلة الاولى للوجود و لذلك نجد ان معناها عند الفلاسفة المسلمين اصبح مقابلا لمفهوم الالهيات.
 
== الأسئلة المركزية ==
== مفاهيم الميتافيزيقيا عند الفلاسفة ==
=== علم الوجود ===
تجمع كلمة الميتافيزيقيا عدة مفاهيم متقاربة لعدة فلاسفة كبار :
{{مقالة مفصلة|علم الوجود}}
[[علم الوجود]] هو الدراسة الفلسفية لطبيعة [[الكينونة]] والصيرورة و[[الوجود]] و[[الواقع]]، بالإضافة إلى المقولات الرئيسية وعلاقاتها.<ref>http://www.merriam-webster.com/dictionary/ontology</ref> يُعد علم الوجود لب ما وراء الطبيعة حيث أنه يتعامل مع الأسئلة حول ما هي الكيانات الموجودة، أو التي قد توجد، وما هي الكيانات التي يمكن تصنيفها في سلسلة مراتب طبقا للتشابهات والاختلافات بينها.
 
=== الهوية والتغيير ===
* بالنسبة ل'''ارسطو: "'''فهي المواضيع التي تاتي بعد الموجودات الطبيعية و لا تعرف بالادراك الحس".
[[الهوية]] هي قضية هامة في ما وراء الطبيعة. يبحث فلاسفة ما وراء الطبيعة المشغولون بالهوية في سؤال ما معنى أن يكون للشيء هوية بالنسبة لذاته، أو بصورة أكثر جدلا بالنسبة لغيره. تظهر قضايا الهوية في سياق الوقت: ما معنى أن يكون الشيء نفسه في لحظتين من الزمن؟ كيف نعتمد على ذلك؟ يظهر سؤال آخر عن الهوية عندما نسأل كيف يجب أن تكون معاييرنا من أجل تحديد الهوية؟ وكيف تتفاعل حقيقة الهوية مع التعبيرات اللغوية؟
* ووصفها اندرو نيقوس : بالخارقة الطبيعية.
* و سمها ابن [[ابن سينا|سينا]] : بالعلم الالهي.
* و بالنسبة [[لديكارت]] : "فهي تشمل مبادئ المعرفة و التي من بينها تفسير صفات الله".
* كما اضاف [[كانط]] على وصف ديكارت ظواهر الادراك القبلي سابقا على التجربة .
* و يعرفها [[برادلي]] بقوله : "انا افهم [[الميتافيزيقيا]] على انها محاولة لمعرفة حقيقة الواقع في مقابل الظاهر المحضى او هي دراسة للمبادئ الاولى و الحقائق النهائية و انا افهمها على انها الجهد الذي يبدل لفهم الكون فهما شاملا لا عل انه اجزاء او قطع متفرقة بل على انه كل طريقة ما ".
 
تحمل مواقف ما وراء الطبيعة التي يحملها الفرد بخصوص الهوية تضمينات على بعض القضايا مثل قضية العقل والجسد، والهوية الشخصية، و[[الأخلاق]]، و[[القانون]].
* و يعرفها لاند بالمفاهيم التالية :
 
أخذ اليونانيون القدماء مواقف متطرفة بخصوص طبيعة التغير. أنكر [[بارمينيدس]] التغير كلية، بينما جادل [[هيراقليطس]] أن التغير موجود في كل مكان قائلا: "لا تستطيع أن تنزل في نفس النهر مرتين."
# معرفة كائنات لا تقع تحت الحواس.
# معرفة ماهي الاشياء بداته مقابل المظاهر التي تتسم بها.
# معرفة الحقائق الاخلاقية كواجب الوجود مثلا.
# معرفة مطلقة يقدمها حس الاشياء المباشر.
# معرفة بالعقل تعد كانها قادرة وحدها على بلوغ صميم الاشياء .
# معرفة الواقع بالتحليل المتردي و النقدي الجدري قدر الامكان.
 
[[الهوية]] –ويطلق عليها أحيانا الهوية العددية- هي علاقة "الشيء" بذاته، والتي لا يحملها "الشيء" تجاه أي شيء آخر غير ذاته.
== انظر أيضا ==
 
* [[ما وراء الطبيعة (أرسطو)]]
لايبنتس هو أحد الفلاسفة المعاصرين الذين لهم تأثير دائم على فلسفة الهوية، والذي وضع قانون لا تميز التعبيرات المتطابقة والذي لا يزال يُستخدم حتى اليوم. ينص القانون على أنه إذا كان شيء ما س مطابقا لشيء آخر ص، فإن أي خاصية يحملها س لا بد أن يحملها ص.
* [[العلم الكلي|علم الإلهي]]
 
* [[هالة (ما وراء الطبيعة)]]
إلا أنه يبدو أن الأشياء تتغير مع مرور الوقت. إذا نظر شخص ما إلى شجرة في يوم ما، ثم فقدت الشجرة ورقة من أوراقها، فإن هذا الشخص لا يزال ينظر إلى نفس الشجرة. هناك نظريتان متنافستان بخصوص العلاقة بين التغير والهوية هما التدرجية والتي تعامل الشجرة كسلسلة من مراحل الشجرة، والثباتية والتي تعتبر الشجرة كائنا حيا –نفس الشجرة- موجودا في كل مراحل الشجرة عبر حياتها.
 
=== المكان والزمان ===
{{مقالة مفصلة|فلسفة الزمن والمكان}}
تظهر الأشياء إلينا في [[مكان]] و[[زمان]]، بينما لا تفعل ذلك الكينونات المجردة مثل التصنيفات والخواص والعلاقات. ماذا إذا نعني بالمكان والزمان حتى يقوما بهذه الوظيفة كأرضية للأشياء؟ هل المكان والزمان كينونات خاصة بصورة ما، أم أنه يجب أن يتواجدا قبل وجود الكينونات؟ كيف يمكن تعريفهما بدقة؟ على سبيل المثال، إذا عرّفنا الوقت بأنه "معدل التغير" فهل هذا يعني أنه لا بد من تغير شيء ما لكي يوجد الوقت؟
 
=== العلية ===
{{مقالة مفصلة|علية}}
اعترفت [[الفلسفة الكلاسيكية]] بعدد من الأسباب مثل أسباب المستقبل [[الغائية]]. في النسبية الخاصة ونظرية المجال الكمومي تصبح أفكار المكان والزمان والسببية متداخلة معا حيث تصبح الرتب الزمنية للسببية معتمدة على الراصد لها. قوانين [[الفيزياء]] متجانسة في الزمان، لذا يمكن أن تستخدم لتصف الزمان بأنه يجري للخلف. إذا لماذا ندرك الزمان بأنه يتدفق في اتجاه واحد ومع احتوائه على السببية ندرك أنها تتدفق معه في نفس الاتجاه؟
 
يرجع معظم الفلاسفة السببية إلى مفهوم الواقع المضاد. أن تقول أن أ سبب ب فهذا يعني أنه إن لم يحدث أ فإن ب لم يكن ليحدث.
السببية مطلوبة غالبا كأساس لفلسفة العلم، إذا هدف العلم إلى فهم الأسباب والنتائج والقيام بتوقعات حولها.
 
=== الضرورة والإمكانية ===
{{مقالة مفصلة|منطق موجهات}}
يدرس فلاسفة ما وراء الطبيعة سؤال كيف كان يمكن أن يكون العالم. أثبت [[ديفيد لويس]] في كتاب "حول كثرة العوالم" فكرة تسمى الواقعية الصورية الحسية والتي طبقا لها فإن الحقائق حول كيف كان من الممكن أن تكون الأشياء تصبح حقيقة من خلال عوالم حسية أخرى –مثل عالمنا- حيث توجد فيها الأشياء بشكل مختلف. تعامل فلاسفة آخرون مثل [[غوتفريد لايبنتس]] مع فكرة إمكانية العوالم أيضا. تعني نظرية الضرورة أن أي حقيقة ضرورية هي صحيحة في كل العوالم الممكنة. الحقيقة الممكنة هي صحيحة في بعض العوالم الممكنة، حتى وإن لم تكن كذلك في العالم الحقيقي. على سبيل المثال، كان من الممكن أن يكون للقطط ذيلان، أو ألا يتواجد أي تفاح. في المقابل، تبدو بعض الصفات ضرورية مثل التمييز التحليلي الاصطناعي. على سبيل المثال "كل العزاب غير متزوجين". المثال المحدد حول كون الحقيقة التحليلية ضرورية هو شيء غير مقبول لكل الفلاسفة. أحد الآراء الأقل جدلا هي أن [[الهوية]] الذاتية ضرورية حيث تبدو أنها مرتبطة ارتباطا أساسيا بادعاء أن س غير متماثلة مع نفسها. يعرف هذا باسم قانون الهوية وهو مبدأ أولي مفترض. يصف أرسطو مبدأ عدم التناقض قائلا: "من المستحيل أن تنتمي الصفة ولا تنتمي في نفس الوقت لشيء ما ... هذا هو المبدأ الأكثر تأكيدا ... لذلك قد يشير الشارحون إلى ذلك بأنه الرأي الأمثل. لأنه بطبيعته مصدر كل المسلمات الأخرى."
 
== الأسئلة الفرعية ==
تغير ما هو مركزي وما هو فرعي في ما وراء الطبيعة مع مرور الوقت ومع اختلاف المدارس. إلا أن [[الفلسفة التحليلية]] المعاصرة كما تُدرس في [[الولايات المتحدة الأمريكية]] وفي [[المملكة المتحدة]] تعتبر ما سبق "مركزيا" وتعتبر التالي "تطبيقات" أو مواضيع "فرعية، وفي بعض الحالات تعتبرها مواضيع منفصلة تطورت من ما وراء الطبيعة ولا تزال تعتمد عليها.
 
=== علم الكون وعلم أصل الكون ===
{{مقالة مفصلة|علم الكون}}
[[علم الكون|علم كون]] ما وراء الطبيعة هو أحد فروع ما وراء الطبيعة التي تتعامل مع العالم كمجموع كل الظواهر في المكان والزمان. تاريخيا كون جزءا كبيرا من الموضوع بجانب علم الوجود، على الرغم من أن دوره أكثر فرعية في الفلسفة المعاصرة. لعلم الكون مجال واسع، وتأسس في كثير من الحالات في الدين. لم يفرق الإغريق بين هذا الاستخدام وبين نموذجهم للكون. إلا أنه في الوقت المعاصر يتعامل مع أسئلة عن الكون والتي تتخطى مجال العلوم الفيزيائية. يختلف علم الكون ما وراء الطبيعة عن علم كون الأديان في أنه يتعامل مع هذه الأسئلة مستخدما الطرق الفلسفية (مثل [[جدلية|الجدلية]]).
 
يتعامل علم أصل الكون خاصة مع منشأ الكون. يحاول علم الكون وعلم أصل الكون توجيه أسئلة مثل:
* ما هو أصل الكون؟ ما هو سببه الأول؟ هل وجود الكون ضروري؟ (انظر [[أحادية]]، [[واحدية]]، [[خلقية]])
* ما هي المكونات المادية العليا للكون؟ (انظر [[ميكانيكية]])
* ما هو السبب الأسمى لوجود الكون؟ هل للكون غرض ما؟ (انظر [[غائية]])
 
=== العقل والمادة ===
[[File:Dualism-vs-Monism.png|thumb|left|350px|طرق متعددة في حل قضية [[العقل]] و[[الجسد]]]]
{{مقالة مفصلة|فلسفة العقل}}
البحث في وجود [[العقل]] في عالم مكون من المادة هي قضية خاصة بما وراء الطبيعة، وهي قضية كبيرة وهامة لدرجة أنه أصبح لها موضوع دراسة خاص بها هو [[فلسفة العقل]].
 
[[ثنائية ديكارتية|الثنائية الديكارتية]] هي نظرية كلاسيكية والتي تنص على أن الجسد والعقل مختلفان جوهريا، مع تميز العقل بالصفات التي كانت تُنسب تقليديا إلى الروح، مما يخلق لغزا عقليا عن كيفية تفاعل الاثنين معا. تنص نظرية [[المثالية]] على أن الأشياء المادية لا تتواجد إلا إذا أدركناها وتتواجد كإدراكات فقط. الروحية الشاملة والروحية التجريبية هما نظريتان ينصان على أن كل شيء هو عقل أو يمتلك عقلا بدلا من وجود الشيء داخل العقل. تنص الأحادية المحايدة على أن الوجود يتكون من عنصر واحد غير عقلي ولا مادي، ولكن لديه القدرة على الظهور في صورة عقلية أو مادية أو له صفاتهما معا وبالتالي تشير إلى الثنائية الديكارتية. في آخر قرن، كانت النظريات المستقاة من العلم هي النظريات المهيمنة مثل [[المادية]] و[[نظرية هوية العقل]] و[[الأحادية الشاذة]] والوظائفية والفيزيائية و[[المادية الإقصائية]] و[[مثنوية الخصائص]] و[[الظاهراتية]] المصاحبة ونظرية التولد.
 
=== الحتمية وحرية الإرادة ===
{{مقالة مفصلة|حتمية|حرية الإرادة}}
[[الحتمية]] هي الافتراض الفلسفي بأن كل الأحداث –بما في ذلك إدراك وقرارات وأفعال البشر- هي محتومة سببيا بسلسلة لا تنكسر من الأحداث السابقة. تفترض النظرية أنه لا شيء يحدث إلا وهو حتمي بالفعل. النتيجة الرئيسية لافتراض الحتمية هو أنها تطعن في [[حرية الإرادة]].
 
قضية حرية الإرادة هي قضية ما إذا كان الأفراد العقلانيون يتمتعون بقدر من التحكم في أفعالهم وقراراتهم. تتطلب دراسة هذه القضية فهم العلاقة بين الحرية والسببية، وتحديد ما إذا كانت قوانين الطبيعة حتمية سببيا. يرى بعض الفلاسفة المعروفون باسم الحتميين أن الحتمية وحرية الإرادة مرتبطان حصريا. إذا آمنوا بالحتمية، فلا بد أن يعتبروا حرية الإرادة وهما، وهو الموقف المعروف باسم الحتمية الصلبة. يتراوح المقترحون من [[باروخ سبينوزا]] إلى تيد هونديريخ.
 
يعتقد الآخرون الذين يطلق عليهم [[توافقية (فلسفة)|التوافقيين]] أنه يمكن التوافق بين الفكرتين بشكل متماسك. من أتباع هذه الفكرة توماس هوبز والعديد من الفلاسفة المعاصرين مثل جون مارتن فيشر.
 
يُطلق على غير التوافقيين الذين يقبلون حرية الإرادة ولكن يرفضون الحتمية اسم فلاسفة الحرية. من أهم المدافعين المعاصرين عن هذه النظرية ألفين بلانتنينغا وروبيرت كين.
 
=== التصنيفات الطبيعية والاجتماعية ===
تعود أول أنواع تصنيفات التكوين الاجتماعي إلى [[أفلاطون]] في محاورة [[فيدروس]]، حيث يدعي أن نظام التصنيف الطبيعي يبدو كما لو كان "يشكل الطبيعة في أوصالها".<ref>http://sfbay-anarchists.org/wp-content/uploads/2013/07/Plato-Phaedrus.pdf</ref> في المقابل، طعن بعض الفلاسفة اللاحقين أمثال [[ميشال فوكو]] و[[خورخي لويس بورخيس]] في قدرة التصنيفات الطبيعية والاجتماعية. في مقالة "اللغة التحليلية لجون ويكينز"، يجعلنا بروخيس نتخيل موسوعة ما تنقسم فيها الحيوانات إلى (أ) الحيوانات المنتمية إلى الإمبراطور، (ب) الحيوانات المحنطة، (ج) الحيوانات المدربة.. وهكذا، من أجل إظهار التباس التصنيفات الطبيعية والاجتماعية.<ref>https://ccrma.stanford.edu/courses/155/assignment/ex1/Borges.pdf</ref> طبقا لمؤلفة ما وراء الطبيعة أليسا ناي: "سبب إثارة كل ذلك هو وجود اختلاف في ما وراء الطبيعة بين نظام بورجيس وبين نظام أفلاطون".<ref>https://www.routledge.com/Metaphysics-An-Introduction/Ney/p/book/9780415640756</ref> الاختلاف ليس واضحا إلا أن التصنيفات تحاول تشكيل الكينونات طبقا للتفرقة المادية بينما لا يفعل الآخرون ذلك. طبقا لكواين، فإن هذه الفكرة مرتبطة بشكل وثيق بفكرة التشابه.<ref>http://fitelson.org/confirmation/quine_nk.pdf</ref>
 
=== العدد ===
{{مقالة مفصلة|فلسفة الرياضيات}}
هناك عدة طرق لتشكيل فكرة [[العدد]] في نظريات ما وراء الطبيعة. تنص نظريات [[أفلاطون]] على أن العدد كصنف رئيسي في ذاته. يعتبر الآخرون العدد كخاصية لكينونة تسمى "المجموعة" والتي تتكون من كينونات أخرى، أو أنها علاقة بين عدة مجموعات من الكينونات، مثل أن "الرقم أربعة هو مجموع كل الأشياء الرباعية". تنطبق العديد من الجدالات حول الكونيات على دراسة العدد، وتتمتع بأهمية كبيرة بسبب مركزها كأساس [[فلسفة الرياضيات|لفلسفة الرياضيات]] وللرياضيات نفسها.
 
=== ما وراء الطبيعة التطبيقية ===
على الرغم من أن ما وراء الطبيعة افتراضية بشكل كبير كمبادرة فلسفية، إلا أنه لها تطبيقات عملية في معظم فروع الفلسفة الأخرى والعلوم وحاليا تكنولوجيا المعلومات. تتطلب هذه المجالات غالبا معرفة أساسيات علم الوجود (مثل نظام الأشياء والخواص والتصنيفات والزمكان) بالإضافة إلى مواقف ما ورائية عن مواضيع مثل السببية والإنابة، ومن ثم بناء نظرياتهم الخاصة على ذلك.
 
في [[العلوم]] على سبيل المثال، نجد أن بعض النظريات مبنية على افتراض وجودي للأشياء وخواصها (مثل احتواء الإلكترونات على شحنة) بينما ترفض نظريات أخرى الأشياء تماما (مثل نظريات المجال الكمومي حيث تصبح "الإلكترونية" خاصية للزمكان بدلا من الأشياء). بعض النظريات العلمية مثل [[قانون نيوتن الثاني]] "ع=ق ك"مبنية على موقف واقعي عن السببية والإنابة. يقول القانون أن الشيء قد يسبب حركة (ع) لكتلة ما (ك) عن طريق فرض قوة (ق). بعض النظريات الأخرى مثل [[نظرية النسبية]] [[أينشتاين|لأينشتاين]] هي نظرية حتمية وتفتقد للأسباب والإنابة.
 
تتطلب كل فروع الفلسفة "الاجتماعية" مثل [[فلسفة الأخلاق]] و[[فلسفة الجمال]] و[[فلسفة الدين]] (والتي تؤدي إلى ظهور بعض المواضيع العملية مثل الأخلاق والسياسية والقانون والفن) أسسا ما ورائية، والتي قد تُعتبر فروعا أو تطبيقات لما وراء الطبيعة. على سبيل المثال، قد تنص على وجود بعض الكينونات الأساسية مثل القيم والجمال والإله على التوالي. ثم تستخدم هذه الكينونات لإقامة حججهم الخاصة حول الظروف الناتجة منهم. عندما يضع الفلاسفة أسسهم في هذه المواضيع فإنهم يمارسون ما وراء الطبيعة التطبيقية، وقد يبنون على مواضيعها المحورية وطرقها لكي ترشدهم، بما في ذلك علم الوجود وغيره من المواضيع الفرعية. كما في العلوم، ستعتمد الأسس المختارة بالتالي على علم الوجود المستخدم، لذا قد يكون على الفلاسفة في هذه المواضيع أن يبحثوا بعمق في الطبقة الوجودية لما وراء الطبيعة لاكتشاف الممكن لنظرياتهم. على سبيل المثال، قد يكون التناقض في نظرية عن الله أو الجمال بسبب افتراض أنها أشياء بدلا من كينونات وجودية أخرى.
 
== المراجع ==
السطر 41 ⟵ 97:
{{شريط بوابات|أديان|فلسفة|فلسفة العلوم}}
 
{{بذرة فلسفة}}
[[تصنيف:ما وراء الطبيعة]]