قصر طولمة باغجة: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
وسمان: تحرير من المحمول تعديل ويب محمول
وسمان: تحرير من المحمول تعديل ويب محمول
سطر 51:
== التطور التاريخي لقصر دولمة باهجة==
[[ملف:Dolmabahce, Istanbul, Turchia.JPG|تصغير|قصر دولمة باهجة.|يمين]]
كانت الأرض التي بُني عليها القصر عبارةً عن خُليج داخل المضيق الذي أعد سفنه ربان البحر العثماني قبل أربعة قرون من بناء القصر. ولا يزال قصر دولمة باهجة محتفظاً بجماله القديم حتى الآن. وعلى مر الزمان أصبح هذا الخليج الذي أُعِد للاحتفالات البحرية التقليدية مستنقعاً. تم تحويل الخليج الذي شُرع في ردمه إبان القرن السابع عشر<ref>Önder, Mehmet (1999) (Türkçe). Türkiye Müzeleri. Ankara: Türkiye İş Bankası. ss. 223. ISBN 975-458-044-8.</ref> إلى "روضةٍ خاصة" تم تجهيزها لتسلية السلطان وترويحه. عرفت مجموعة القصور والدور التي بنيت على هذه الروضة خلال مختلف العصور، باسم قصر"البشيك طاش الساحلي" وذلك لفترة طويلة.<ref>Denizce.com. "Dolmabahçe Sarayı".</ref> [[ملف:Sultan Abdulmecid Pera Museum 3 b.jpg|تصغير|السلطان عبد المجيد الأول]] وقبل بداية النصف الثاني من القرن الثامن عشر، بدأت تظهر تأثيرات الغرب في أسلوب [[العمارة التركية]]، وبدأ يظهر الطراز الزخرفي المعروف باسم "تورك روقوقوسى" كما ظهر [[عصر الباروك|طراز البروكي]] ساحقاً التأثير الغربي في الدور والقصور والسبل. وكان السلطان [[سليم الثالث]] أول من أمر بتشييد المباني على النمط الغربي ببوغاز ايجى. حيث أمر المهندس المعماري "[[ملنج|مِلنِج"]] ببناء قصرٍ في سراي "الباشيك طاش"، كما أمره بتوسيع المباني الأخرى التي رأى أنها تستلزم ذلك. وأمر السلطان محمود الثاني ببناء قصرين كبيرين على النمط الغربي غير "طوبقابى ساحل سراى" وذلك في حديقة "بكلربكى" وحديقة "جيرَغان". حتى لو كان {[[قصر طوب قابي|قصر طوب قابي]]} قصرا حديثا في هذه العصور من ناحية واقعية فكان سيصبح قصرا مهجوراً أو مهملاً. وكانت سرايات "بكلربكى" وقصور "جراغان" ذات الأعمدة المرمرية القائمة في "[[أورطاكوي|أورطاكوى]]" و"دولمة باهجة" بالباشيك طاش القديم هي محلٌ لإقامة السلطان محمود الثاني التي تتغير وفقاً للمواسم. كان السلطان [[عبد المجيد]] أيضا يضرب الصفح عن القصر الجديد كأبيه ويبقى بعض الشهور في موسم الشتاء هناك على حدة. وبالكاد كان سيولد في قصور "بوغاز ايجى" ابنه "قيرقى عشقك". وبعد أن مكث [[عبد المجيد الثاني|السلطان عبد المجيد]] لفترة في "الباشيك طاش"القديم، قرر تشييد سرايا على طراز ومخطط أوروبيين، وذلك بهدف تسيير أعمال الدولة واستقبال الضيوف واستضافتهم والمصيف والسكنى على أن يتم ذلك بمكان السرايات الكلاسيكية المفضلة حتى الآن.<ref>Haluk Y. Şehsuvaroğlu, "İstanbul Sarayları", T.T.O.K. Yayınları, ş.a.y., Eylül/1955, s. 3-5.</ref> ومع أن السلطان عبد المجيد لم يتلق تعليما قويا مثل الأمراء الآخرين، إلا أنًه كان متأثرا بالغرب. ولقد عرف السلطان الذي أحب الموسيقى الغربية وأحب أن يعيش على الطراز الغربي واللغة الفرنسية بقدر ما يفهم. ولا توجد أية معلومات تتعلق بحدوث أي انهيار للدور الموجودة على أرض قصر الدولمة باهجة- القائم حتى وقتنا هذا- بأي تاريخ قاطعاً بسبب انكشاف الأرض المكتسبة من البحر مرة أخرى قبل مائتي عام تقريبا. وفي عام 1842م قُدِر أن يحدث انهيار بأرض القصر وشرع في تشييد قصر جديد بعد ذلك التاريخ. ويُذكر أنه قد تم تأميم الحقول والقبور المحيطة بالقصر لتوسيع أرض البناء بنفس التواريخ.<ref>Mustafa Cezar, "Sanatta Batıya Açılışta Saray Yapıları ve Kültürün Yeri", tebliğ. Millî Saraylar Sempozyumu, s. 63.</ref> اختلفت المصادر في تأريخ انتهاء تشييد القصر. ومما شرح الفرنسي الذي القصر خلال تشييده في نهاية عام 1853م نفهميُفهم أن ما صُنع من زخارف للقصر كان في العصر الحديث وأن أثاث هذا القصر لم يكن قد وضع في موضعه بعد.<ref>Çelik Gülersoy, Dolmabahçe, İstanbul, 1984, s. 53</ref>
[[ملف:Dolmabahce Sarayi.jpg|تصغير|نافورة الحديقة الخاصة أمام جناح المابين|يمين]]
تمتد واجهة القصر التي بنيت بأمر السلطان عبد المجيد الأول على مدى ستمائة متر على الساحل الأوروبى لمضيق إسطنبول. شيد القصر كمزيج للأسلوب المعمار الأوروبي ما بين أعوام 1855:1843م على يد [[غرابت عمرا باليان]] وابنه [[يجوغوس باليان]]. وأقيم حفل افتتاح قصر الدولمة باهجة الذي تمت الأشغال به نهائيا عام 1855م <ref>a b c Mark Irving, ed. (2007) (İngilizce). 1001 Buildings You Must See Before You Die. Barrons Educational Series. ss. 279. ISBN 978-0-7893-1564-9.</ref> بعد معاهدة باريس التي أبرمتها مع روسيا في الثلاثين من مارس عام 1856م.<ref>Geniş bilgi için bk., Ateş, a.g.e., s. 364.</ref> وقد صدر خبرٌ في جريدة الحوادث بتاريخ 11يونيو 1856م ،7شوال 1272، عن افتتاح القصر رسمياًّ في السابع من يونيو 1856م .<ref>İ. Yücel ve S. Öner, Dolmabahçe Sarayı, Ankara, tarihsiz, s. 9.</ref> [[ملف:Dolmabahçe Palace 2007.jpg|تصغير|واجهة القصر المطلة على البوسفورعندما]] نُقلت ديون القصر التي أصبحت ثلاث ملايين صرة ذهبية إلى خزانة وزارة المالية، اضطرت وزارة المالية التي أصبحت في مأزق خلال 4:3 أشهر إلى أن تدفع الرواتب في منتصف الشهر وأواخره بدلاً من أول الشهر.<ref>Gülersoy, Dolmabahçe, s. 60</ref> تسنى للسلطان عبد المجيد أن يعيش ستة أشهر فحسب في قصر الدولمة باهجة الذي كلفه خمسة ملايين قطعة ذهبية.<ref>Şehsuvaroğlu, a.g.e., s. 16, 19.</ref>
بلغ الإسراف على القصر غايته في عهد السلطان عبد العزيز الذي تسلم الاقتصاد في وضع إفلاس تام. وقد بلغت المصاريف السنوية بالقصر الذي شغل 5320 شخصاً حوالي مليوني جنيه استرليني. لم يكن إعجاب السلطان عبد العزيز بالغرب بقدر أخيه القاتل. ولكن كان هناك ثمَة شغف للسلطان الذي فضل أن يعيش طريقة حياة على الأسلوب التركي بمصارعة الديوك والمصارعة الحرة. وأصبح القصر ساحة للرشاوى والمؤامرات والإقصاءات والتعيينات الغير قانونية للموظفين ذوي الدرجات العالية. تسبب في إقصاء السلطان عن عرشه أن طلب ثمانمائة ألف قطعة ذهبية من تخصيصات الجيش مع ذكره أنه يظن أن المصلحة في الاستدانة.<ref>Gülersoy, a.g.e., s. 51, 62, 63</ref>
وفى الثلاثين من مايو عام 1876م, أقيمت مراسم مبايعة السلطان مراد الخامس عند باب سر عسكر وتم حمله آخذين إياه من جناحه الخاص في القصر حتى باب سر عسكر. وبينما يدور [[مراد الخامس]] بموكب الحكم من سركجى إلى دولمة باهجة، كان قد تم حمل السلطان عبد العزيز بموكب آخر في نفس الوقت لقصر الطوبقابى. وأقيم لمراد الخامس الذي حُمل للقصر مراسم المبايعة الثانية على طاولة الطابق العلوي لجناح المابين. وبينما تمت إضاءة المدينة بأكملها على شرف السلطان [[عبد الحميد الثاني|عبد الحميد الثاني]] الذي اعتلى العرش بعد السلطان مراد الخامس، كان يشعل الضوء في حجرة واحدة فقط في قصر الدولمة باهجة، حيث كان السلطان يدرس نص الدستور.<ref>Gülersoy, Dolmabahçe, s. 75, 76, 83.</ref> [[ملف:Dolmabahçe Saat Kulesi.JPG|تصغير|برج الساعة]] انتقل السلطان صاحب النفس الريابة، إلى قصر ييلدز تاركاً الإقامة في قصر الدولمة باهجة. وعلى هذا فقد أقام هذا السلطان في القصر مائتي وستةً وثلاثين يوما. يستخدم القصر المشيد بمصاريف تجاوزت المقادير، في مراسم الأعياد التي يتم إقامتها في بهو بيوك معايده مرتين بالعام وذلك طوال ثلاثة وثلاثين عاما. وفي عهد السلطان محمد الخامس تم تحجيم مساحة صور القصر، وبينما تجري أحداث غاية في الأهمية خارج الوطن، وقعت داخل القصر، أحداث على نطاق ضيق خلال حقبة ثمانية أعوام تقريبا. هذة الأحداث هي مأدُبة أقيمت لتسعمائة شخص وذلك في التاسع من مارس عام 1910م، والاحتفالات التي أقيمت لزيارة بترو ملك الصرب في نفس العام في الثالث والعشرين من مارس، وزيارة ولي العهد المكسيكي، والمأدبات التي أعدت على شرف إمبراطورية زيطا وملكها وإمبراطور النمسا. لم تكن وفاة السلطان مفتور القُوَى الهرم في قصر دولمة باهجة، بل كانت في قصر ييلدز. فضل السلطان [[وحيد الدين محمد|وحيد الدين]] الذي اعتلى العرش بلقب محمد السادس، أن يقيم في قصر ييلدز وقد تخلى عن موطنه قصر دولمة باهجة.<ref>Gülersoy, Dolmabahçe, s. 99, 104, 105.</ref>
تم إعلان [[عبد المجيد الثاني|عبد المجيد أفندي]] (عبد المجيد الثاني) الذي تسلم برقية بذلك موقع عليها من قبل غازي [[مصطفى كمال أتاتورك|مصطفى كمال]] رئيس [[مجلس الشعب التركي الكبير]]، خليفة جديد للبلاد. وقد استقبل الخليفة الجديدالهيئة الوافدة من مجلس الشعب التركي الكبير في الطابق العلوى بصالون جناح المابين في قصر دولمة باهجة. وبعد إسقاط الخلافة ترك عبد المجيد أفندي وحاشيته قصر دولمة باهجة وذلك عام 1924م.<ref>Gülersoy, s. 121.</ref> ولم يقترب مصطفى كمال أتاتورك من قصر دولمة باهجة لثلاثة أعوام. وفي فترة حكمه اكتسب القصر أهمية من ناحيتن:[[ملف:Entrance hall Dolmabahce March 2008panob.jpg|تصغير|مدخل قاعة بالسلاملك|يمين]] الأولى أن جُعل القصر مقرا لاستقبال الضيوف الأجانب، والثانية أن انفتحت أبواب القصر للخارج فيما يتعلق بالثقافة والفن. وقد استقبل مصطفى كمال اتاتورك بقصر دولمة باهجة كلا من: [[رضا بهلوي|البهلوى]] شاه إيران، و[[فيصل الأول|فيصل]] ملك العراق، و[[الملك عبد الله الأول|عبد الله]] ملك الأردن،و[[أمان الله خان|أمان الله]] ملك أفغانستان، و[[الملك إدوارد السابع|إدوراد]] ملك إنجلترا الذي جاء في زيارة خاصة، [[يوغوسلافيا السابقة|الكساندر ملك يوغوسلافيا]]. في السابع والعشرين من شهر سبتمبر عام 1933م، تم افتتاح مؤتمر التاريخ التركيي الأول بصالون المعايدة، كما عقدت به عام 1934م مؤتمري اللغة التركية الأول والثاني. وكفلت المنظمة العالمية لمؤسسات التورينج افتتاح القصر للمرة الأولى كمزار سياحي عام 1930م، وهم يعقدون الاجتماع الأوروبي للتحالف الدولىالدولي السياحىالسياحي.
وأعظم واقعة شهدها القصر الذي كان بمثابة محلَ إقامة لاتاتوركلأتاتورك في عصر الجمهوري خلال زياراته لإستانبول،لإسطنبول هي وفاة اتاتوركأتاتورك في 10 نوفمبر عام 1938م. وقد فارق اتاتوركأتاتورك الحياة في الحجرة رقم 71. وتموتمت إقامة نظرة التقدير الأخيرة عليعلى الجثمان الموضوع في النعش المقام في صالنوصالون المعايدة. ومن بعد اتاتوركأتاتورك كان يقيم به [[عصمت إينونو|عصمت اينونوإينونو]] خلال مدة رئاسته إبان قدومه لإستانبوللإسطنبول. وبعد انتهاء فترة الحزب الواحد أُعد القصر للعمل بهدف استقبال الضيوف. وتم استقبال كل من جرونيتشي رئيس الجمهورية الألمانية، وفيصل ملك العراق، وسوقارنو رئيس وزراء فنزويلا، وجنرال دا جاولا رئيس وزراء فرنسا، كما أُقيمت الحفالاتالحفلات على شرفهم.
[[ملف:Dolmabahce Thron.jpg|تصغير|أريكة السلطان بقاعة الإحتفالات بالسلاملك]]
كان القصر يفتحيُفتح للشعب عام 1956م ليوم في الأسبوع عندما توليتولى [[مجلس الأمة التركي|مجلس الأمة]] ادارتهإدارته. وقد فتحفُتح رسميارسمياً في 10 يوليو عام 1964م بأمر الديوان الرئاسي لمجلس الأمة، و تموتم إغلاقه بمكتوب إدارة مجلس الأمة المؤرخ ب14 يناير 1979م موضحين السبب فىيفي هذا الإشعار. وقد تم إغلاق قصر دولمة باهجة الذي تم فتحه كمزار سياحي بأمر رئيس مجلس الأمة رقم 554 بتاريخ 25 يونيةيونيو عام 1979م، وذلك بناءبناءً عليعلى إشعار أخرفيآخر في 12 أكتوبر من نفس العام. وبعد شهرين تقريبا بدأ القصر في العمل ثانيةثانيةً كمزار سياحي بأمر هاتفي من رئيس مجلس الأمة. وأغلق القصر مرة أخرى بقرار رقم 1473 في 16 يونيةيونيو 1981م الصادر عن الرئاسة التنفيذية لهيئة الأمن القومي, وبعد شهر أعيد فتحه بأمر السكرتريةالسكرتارية العامة لهيئة الأمن القومي بقرار رقم 1750.<ref>Gülersoy, Dolmabahçe, s. 130-134.</ref>
توجد الأقسام الخاصة بمنافذ خدمات الكافتريا للزوار ومنافذ بيع الهدايا عند حديقة كل برج الساعة وقسم المفروشات و منزل الطير وحديقة الحرم وحديقة واليهاد، وكانت تباع كتباكتبٌ بالوصف العلمي التعريفي للقصور القومية والتي تم إعدادها عندما كان مركز الثقافة والتعريف مسئولامسؤولاً عن هذةهذه المنافذ، وبطبعات أصلية للمنتجات المختارة من مجموعة اللوحات الزيتية للقصور القومية والطوابع البريدية. من ناحية أخرى تم تقسيم صالون المعايدة والحدائق إلى أبهاء قومية وأخرى دولية، ووُصِل القصر وتنظيماته الحديثة بوحدات المتحف وفاعليات الفن والثقافة<ref name="kulturturizm.gov.tr">a b http://www.kulturturizm.gov.tr/TR/BelgeGoster.aspx</ref> وتم تفعيل القصر كمتحف منذ عام 1984م.<ref>Nikolaus Himmler, Ruth Lochar, Hildegard Toma, ed. (2008). "Türkiye". Museums of the World. 1. Münih. ss. 690, 691, 692, 693, 694, 695.</ref>
 
== الطراز المعمارى ==