كاترين الثانية: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V2.9
سطر 190:
من الأسباب التي دفعت الروس قبل العهد الكاتريني، وخِلال السنوات الأولى من هذا العهد، إلى تقبُّل نمط حياة القوزاق المُثير لِلمتاعب، هو العداء الكبير الذي كان قائمًا بين الإمبراطوريَّة الروسيَّة و[[الدولة العثمانية|الدولة العُثمانيَّة]]، وخوف الروس المُستمر من غارات وحملات العُثمانيين على السواحل الشماليَّة لِلبحر الأسود، ودعمهم المُستمر [[خانية القرم|لِخانيَّة القرم التتريَّة]] المُسلمة كي تصمد في وجه روسيا، فكان دور القوزاق في هذا المجال أشبه بِدور حرس الحُدود لِصد الهجمات العُثمانيَّة والتتريَّة. لكن لمَّا أُبرمت [[معاهدة كيتشوك كاينارجي|مُعاهدة كُچُك قينارجه]] بين الدولة العُثمانيَّة والإمبراطوريَّة الروسيَّة في سنة 1774م، والتي انتهت بِمُقتضاها [[الحرب الروسية التركية (1768-1774)|الحرب بين الدولتين]]،<ref group="ْ">{{مرجع كتاب |العنوان=Ord. Prof. Ömer Lütfi Barkan'a armağan |المؤلف=Ömer Lütfi Barkan |الناشر=Istanbul University |السنة=1985 |الصفحة=48 |اللغة=التركية}}</ref> وضُمَّت خانيَّة القرم بِمُوجبها إلى روسيا، لم يعد لِلروس حاجة في إقامة خُطوط دفاع جنوبيَّة لِلبلاد، فاستغنت الحُكومة عن خدمات القوزاق، وأمرت الإمبراطورة باستحداث حاكميَّة جديدة أُطلق عليها تسمية «روسيا الجديدة» تضم القرم وقسمًا من جنوب أوكرانيا بِمُحاذاة زاپوروجيا، وأخذ المُستوطنون يتوافدون عليها ويُشيدون المُستعمرات فيها، ومن أبرز تلك المُستعمرات مُستعمرة «صربيا الجديدة»، التي أسسها مُستوطنون صرب هاربون من تُخُوم [[ملكية هابسبورغ|مملكة هابسبورگ النمساويَّة]]. وكانت تلك المُستعمرة مُلاصقة لِزاپوروجيا القوزاقيَّة، ممَّا أدَّى إلى دُخول الصرب والقوزاق في نزاعاتٍ عنيفةٍ حول ملكيَّة الأراضي.<ref group="ْ">{{مرجع كتاب|الأخير=Subtelny|الأول=Orest|وصلة المؤلف=:en:Orest Subtelny|العنوان=Ukraine: A History|المسار=http://books.google.com/books?id=l5uiWHgRphQC|السنة=2000|الصفحات=187-188|الناشر=University of Toronto Press|الرقم المعياري=978-0-8020-8390-6}}</ref> بعد تفاقم النزاعات والاقتتالات بين المُستوطنين الجُدد والقوزاق، وبعد اقتناع الإمبراطورة بِعدم حاجة روسيا إلى هذه الفئة بعد الآن، اجتمعت كاترين الثانية بِمُستشاريها الذين أيَّدوا رأيها، وأصدروا بيانًا بِضرورة إنهاء استقلال القوزاق والقضاء عليهم، وذلك يوم [[7 مايو|7 أيَّار (مايو)]] [[1775]]م. بناءً على هذا، أُعطيت الأوامر إلى القائد بُطرس تيكلي لِلتقدُّم على رأس قُوَّةٍ عسكريَّةٍ لاحتلال الحصن الرئيسي (حصن السيچ) لِلقوزاق في زاپوروجيا وتسويته بِالأرض، وأُبقي هذا القرار سريًّا على العساكر الروسيَّة العائدة من حربها مع العُثمانيين، حيثُ حُرِّك 31 فوجًا منها (65,000 جُندي) مُباشرةً نحو البلاد القوزاقيَّة. وفي يوم 15 أيَّار (مايو)، أعطى گریگوري پوتمکین (الذي كان بدوره قوزاقيًّا شرفيًّا قبل بضع سنوات) أوامره إلى القائد بُطرس تيكلي بِبدء الهُجوم.<ref group="ْ">NG.ru, Whose Knights were Zaporozhians by Alexander Shirokorad, June 8, 2007 [http://webcache.googleusercontent.com/search?q=cache:FegUNISUOHMJ:nvo.ng.ru/notes/2007-06-08/8_zapor.html+Грицко+Нечеса+Потемкин&hl=en&ct=clnk&cd=2&gl=uk Retrieved October 17, 2007]</ref> بِدوره، كان پوتمکین قد تلقَّى أوامره من الإمبراطورة كاترين لِتصفية القوزاق تمامًا، وهو ما ذكرته بنفسها في بيانها المُوجَّه لِلشعب يوم 8 آب (أغسطس) 1775م:
{{اقتباس خاص|لِيكُن معلومًا بِهذا البيان المُوجَّه لِإمبراطوريَّتنا ورعايانا المُخلصين أنَّ حصن السيچ الزاپوروجي قد دُمِّر وانتهى أمره، وأنَّ القوزاق الزاپوروجيين لم يعد لهم وُجودٌ أيضًا، وأنَّ أيُّ ذِكرٍ لِهؤلاء القوم لن يُعتبر أقل من إهانةٍ إلى سُدَّتنا المُلوكيَّة، بِسبب أفعالهم وعصيانهم وامتناعهم عن إطاعة أوامر جلالتنا الملكيَّة.<ref group="ْ">Magazine Museums of Ukraine [http://www.museum-ukraine.org.ua/index.php?go=News&file=print&id=1418 Manifesto of Catherine II on Destruction of Zaporozhian Sich] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20120209084917/http://www.museum-ukraine.org.ua/index.php?go=News&file=print&id=1418 |date=09 فبراير 2012}}</ref>}}
يوم 5 حُزيران (يونيو) 1775م، قسَّم بُطرس تيكلي قُوَّاته إلى خمسة كتائب وحاصر الحصن الرئيسي لِلقوازق بِالمُشاة والمدفعيَّة. ولم يكن القوزاق قادرين على صد الهُجوم الروسي بعد أن ضعُفت قُدراتهم القتاليَّة بسبب فترة السلام الطويلة نسبيًّا التي عاشوها بعد توقُّف الأعمال الحربيَّة مع العُثمانيين، ولمَّا رأوا الروس قد ضربوا الحصار عليهم تأكدوا من أنَّ هؤلاء عازمين على إفنائهم. أرسل القائد الروسي إلى زعيم القوزاق بُطرس كالنيشڤيسكي يُعطيه مهلة ساعتين فقط لِيرُد على [[بلاغ نهائي|البلاغ النهائي]] لِلإمبراطورة، فإمَّا الطاعة أو الفناء، وفي غُضون ذلك تمكَّن حوالي خمسة آلاف قوزاقي (حوالي 30% من القوزاق الزاپوروجيّون)<ref group="ْ">Taras Chukhlib ''Alexander Suvorov in Ukrainian history'', Pravda.org.ua [http://knsuvorov.narod.ru/text/ukr.html Retrieved on 21 April] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20090825220103/http://knsuvorov.narod.ru:80/text/ukr.html |date=25 أغسطس 2009}}</ref> من الهرب ناحية [[دلتا الدانوب|دلتا الطونة (الدانوب)]] حيثُ دخلوا في طاعة الدولة العُثمانيَّة. ولمَّا عرف القائد الروسي بِهذا الأمر هاجم من تبقَّى من القوزاق في الحصن ودكَّه دكًا، وقُتل في هذا الهجوم خلقٌ كثير واستسلم آخرون، فنُفي زُعماء القوزاق وكبار قادتهم إلى أماكن مُختلفة، فيما سُمح لِصغار القادة والجُنود بالانضمام إلى وحدتيّ الهوصار والخيَّالة في [[الجيش الإمبراطوري الروسي|الجيش الروسي]]. وبهذا، شرعت روسيا خِلال الفترة المُمتدة بين سنتيّ 1783 و1785م بِتطبيق الإصلاحات الإداريَّة في المناطق التي كان القوزاق يقطنوها.
 
=== السياسة الاقتصاديَّة ===