مجموعة السلطان المنصور قلاوون: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
تهذيب
سطر 26:
وعندما توفي الظاهر بيبرس سنة [[676هـ]]/[[1277]]م جدد الأمراء البيعة لابنه السلطان [[السعيد ناصر الدين محمد|السعيد محمد بركة خان]]، فما أجمل السلطان السعيد الصحبة مع قلاوون ولا راعى له حق القربة، وزاد الخلاف بين السلطان السعيد والمماليك بعدما قرب إليه جماعة من المماليك الأحداث وأطلق يدهم في إدارة شؤون الدولة وزاد الأمر بتدخل المماليك الخاصكية<ref group="معلومة">'''الخاصكية''': هم نوع من المماليك السلطانية يختارهم السلطان من المماليك الأجلاب (فرقة من المماليك يشتري السلطان جنودها لنفسه) الذين دخلوا في خدمته صغاراً ويجعلهم في حرسه الخاص، واختير لهم هذا الاسم لأنهم يحضرون على السلطان في أوقات خلواته وفراغه ولهم ما ليس لأكابر المتقدمين ويتميزون عن غيرهم في الخدمة بحمل السيوف والتأنق في المركب والملبس.</ref> في توزيع الإقطاعات، وعول كذلك على التخلص من المماليك الصالحية<ref group="معلومة">'''المماليك الصالحية''': مماليك السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب.</ref> الذين استاؤوا من تصرفاته وسجن بعضهم، ولما تطور الخلاف حاصر الأمراء القلعة وأصروا على أن يخلع السلطان نفسه ففعل وطلب أن يعطوه الكرك فأجابوه إلى ذلك.<ref name="الحداد"/>{{Rp|16:24}}<ref name="سعاد"/>{{Rp|ج3ص60:66}}
[[ملف:ضريح المنصور قلاوون.jpg|تصغير|يسار|تربة المنصور قلاوون وبها قبره]]
بعد خلع السلطان السعيد محمد عرض كبار الأمراء السلطنة على قلاوون، فأظهر بُعد نظر وذكاء بأن رفض إجابة طلبهم وإعلانه عدم طمعه في الملك، وأن ما حدث ما كان إلا حفظاً للنظام والدولة وجيوش الإسلام، وأن الأولى أن يخرج السلطان من ذرية الظاهر بيبرس، واتفق الأمراء على تولية [[العادل بدر الدين سلامش|بدر الدين سلامش]] وعمره سبع سنين ولقب بالعادل، واختير قلاوون أتاباكاً له، فاستغل قلاوون الفرصة وأخذ يمكن لنفسه بإقصاء المماليك الظاهرية<ref group="معلومة">'''المماليك الظاهرية''': مماليك السلطان الملك الظاهر بيبرس.</ref> من مناصب الدولة والجيش، وقرب إليه المماليك الصالحية، وأخذ يتصرف في أمور الحكم مدة ثلاثة أشهر، حتى استقر الرأي على خلع السلطان العادل سلامش ونفيه مع أخيه خضر إلى [[قلعة الكرك]]، وجلس قلاوون على تخت السلطنة في شهر رجب [[678هـ]]/[[1279]]م، فدعم مركزه بإسناد المناصب الكبرى إلى خشداشيته<ref group="معلومة">'''الخشداشية''': هم الأمراء الذين نشئوا عند سيد واحد فنبتت بينهم رابطة الزمالة.</ref> وأخضع من ثاروا عليه في الشام، واستطاع خلال فترة حكمه أن يحقق كثيراً من الإصلاحات الداخلية والانتصارات الخارجية، فضلاً عما كان يمتاز به من الصفات الطيبة والخصال الحميدة، وانتعشت في عهده أحوال البلاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفنية.<ref name="الحداد">'''محمد حمزة إسماعيل الحداد'''، "السلطان المنصور قلاوون"، طبعة 1998، 245 صفحة، ''[[مكتبة مدبولي]]''.</ref>{{Rp|16:24}}<ref name="سعاد"/>{{Rp|ج3ص60:66}}
 
أسس قلاوون لأسرة حكمت مصر والشام وغيرها أكثر من قرن من الزمان، بدأ حكمها بنفسه سنة [[678هـ]]/[[1279]]م، وانتهت بالسلطان [[الصالح صلاح الدين حاجي]] سنة [[784هـ]]/[[1382]]م، ولم يحكم في تلك الفترة من خارج أسرة قلاوون سوى ثلاثة سلاطين هم [[العادل زين الدين كتبغا|كتبغا]] و[[المنصور حسام الدين لاجين|لاجين]] و[[المظفر ركن الدين بيبرس|بيبرس الجاشنكير]]، كانت فترة حكمهم جميعاً خمس سنوات، وكانوا كلهم من مماليك قلاوون نفسه.
 
يرجع الفضل إلى قلاوون في ظهور الدولة المملوكية الثانية (المماليك البرجية أو الجراكسة)، ذلك أنه كان مغرماً بشراء أعداد كبيرة من المماليك الجراكسة وأسكنهم أبراج [[قلعة صلاح الدين الأيوبي (القاهرة)|القلعة]] فسموا لذلك بالبرجية، واعتنى بتربيتهم وإعدادهم حتى صار يعتمد عليهم في الحرب والإدارة وكان [[الظاهر سيف الدين برقوق|الظاهر برقوق]] أول سلاطين المماليك البرجية من تلك الطائفة.<ref>{{مرجع ويب|المسار=http://www.alittihad.ae/details.php?id=25091&y=2016|المؤلف=|الناشر=[[جريدة الاتحاد (الإمارات)|الاتحاد]]|اللغة=العربية|العنوان=المنصور قلاوون.. صــد المغول.. وطــرد الصليبيين من الشــام|التاريخ=|تاريخ الوصول=17-6-2018}}</ref><ref name="الحداد"/>{{Rp|9}}<ref name="سعاد"/>{{Rp|ج3ص60:66}}
سطر 66:
استغرق بناء المجموعة أربعة عشر شهراً في الفترة ما بين [[ربيع الأول]] [[683هـ]]/[[1283]]م و[[جمادي الأول]] [[684هـ]]/[[1284]]م ونقشت تلك التواريخ على العتب الرئيسي بما نصه:
 
{{اقتباس مضمن|أمر بإنشاء هذه القبة الشريفة المعظمة والمدرسة المباركة والبيمارستان المبارك مولانا السلطان الأعظم الملك المنصور سيف الدنيا والدين قلاوون الصالحي وكان ابتداءابتداءً عمارة ذلك في ربيع الآخر سنة ثلاث وثمانين وستمائة والفراغ منه في جمادي الأول سنة أربع وثمانين وستمائة}}
[[ملف:Old cairo Muristan.jpg|تصغير|يمين|لوحة فنية لمدخل المجموعة تعود لعام 1900]]
إلا أن عظم مساحة المجموعة وكثرة زخارفها ودقتها جعلت المؤرخين يشككون في تلك التواريخ، وافترضوا أن تلك التواريخ كتبت عند الفراغ من كتلة البناء والوجهات لا الزخرف، وعزز شكوكهم اختلاف المؤرخين في تاريخ دفن المنصور قلاوون بقبته، حيث ذكر كثير منهم أنه دفن بها غداة وفاته، بينما ذكر [[مفضل بن أبى الفضائل]] أنه في [[10 محرم]] [[690هـ]]/[[1291]]م نقل السلطان الشهيد المنصور من القلعة ودخلوا به من باب البرقية وصلوا عليه بالجامع الأزهر، وحمل إلى تربته ودفن بقبته، وذكر أيضاً [[ابن الفرات المصري|ابن الفرات]] أن المنصور قلاوون توفي في [[6 ذو القعدة]] [[689هـ]]/[[1290]]م وحمل إلى قلعة الجبل واستمر بها إلى آخر يوم الأول من [[محرم]] [[690هـ]]/[[1291]]م، ونقل جثمانه يوم [[2 محرم]] من القلعة إلى تربته بالمدرسة المنصورية، وعزز الروايتين [[ابن شاكر|ابن شاكر الكتبي]] و[[تقي الدين المقريزي|المقريزي]] الذي ذكر أن [[الأشرف صلاح الدين خليل|الأشرف خليل]] أمر بنقل أبيه من القلعة إلى القبة المنصورية في [[2 محرم]] [[690هـ]]/[[1291]]م. ومن هذه الروايات يفهم أن الانتهاء من بناء المجموعة وزخارفها كان في أول سنة [[690هـ]]/[[1291]]م وتكون بذلك قد استغرقت سبع سنين وثمانية أشهر، ويجوز أن المدرسة والبيمارستان قاما بوظائفهما في جزء من البناء قبل الفراغ منه كما اعتيد في ذلك الزمن وكما حدث في [[مسجد المؤيد شيخ]]، فقد ورد أنه في سنة [[686هـ]]/[[1287]]م جلس قاضي القضاة برهان الدين السنجاري للحكم في المدرسة المنصورية، وفي شهر [[رمضان]] [[684هـ]] عين مهذب الدين المعروف بابن أبي حليقة لتدريس الطب بالبيمارستان.<ref name="عبد الوهاب"/>{{Rp|ج1ص115:116}}