القحطانية (سوريا): الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
←‏السكان: الخبرة
وسوم: تحرير من المحمول تعديل في تطبيق الأجهزة المحمولة تعديل بتطبيق أندرويد
ط نقل عمرو بن كلثوم صفحة قبور البيض إلى القحطانية (سوريا)
سطر 1:
* تقع قبور البيض أو القحطانية في شمال شرقي سوريا، في [[محافظة الحسكة]]، وتبعد حوالي 30 كم عن مدينة [[القامشلي]] و 90 كم عن مدينة (المالكية).
{{وضح|3=القحطانية (توضيح)}}
* فيها العديد من الكنائس التي تتبع [[الكنيسة السريانية الأرثوذكسية]]، وخاصة في قرى (كركي شامو) و(قصروك) و(غردوكة) و(سليمان ساري) و(محركان) و(خويتلة) وغيرها.
{{Infobox Settlement
* يعيش فيها اليوم [[العرب]] و[[السريان]] و[[الأكراد]] و[[المحلمية]] و[[الإيزيديين]].
<!-- معلومات أساسية ---->
* تقع المدينة إلى الشرق من مدينة [[القامشلي]] وعلى بعد 30كم يخترقها طريق عام [[القامشلي]] - [[ديريك]] وهي مركز ناحية يضم عدداً من الدوائر الرسمية كالبلدية والكهرباء والمياه وشعبة التجنيد ومحكمة الصلح ومستوصف طبي ومصلحة الزراعة ودائرة اكثار البذار وعدد من المدارس الابتدائية والاعدادية والثانوية يتفرع عنها جنوبا طريق زراعي ماراً بمخفر شرطة طويل وتقع فيها محطة فرعية لقطار الشرق حلب – الموصل التي انشئت فيها مؤخراً صويمعات لتخزين الحبوب يطل عليها شمالا جبل الازل الذي تباركت قممه وسفوحه بعشرات الاديار التي انشاها الرهبان [[السريان]] نذكر منها اديار : [[دير مار أوكين]]. إبراهيم الكشكري. يوحنا الطائي.
|official_name = القحطانية
* تتربع المدينة وسط واحة خضراء من السهول الفسيحة ذات التربة الخصبة التي تقع ضمن الخط المطري المجاور لتركيا لذلك تتلقى هطولات مطرية كافية تؤدي إلى تحقيق مزارعيها لنسبة متقدمة في مجال المباريات الموسيمة التي تجريها سنويا وزارة الزراعة بالتعاون مع الاتحاد الفلاحين.
|اللقب =
* تجاورها ثلاثة سدود هي : مزكفت، جلاغا المعربة إلى الجوادية ,دمر قابو المعربة إلى باب الحديد، وهذا ماجعلها ان تنعم بمناخ لطيف وهواء عليل يميزها عن بقية المناطق المجاورة ناهيك عن مناظرها الخلابة التي تستهوي المصطافين في فصلي الربيع والصيف وهذا ما حدا بوزارة الداخلية ان تصنفها في عداد مناطق الاصطياف في محافظة الحسكة بالقرار رقم 685/لعام 1994.
<!-- الصور والخرائط ---->
|image_skyline =
|imagesize = 350px
|image_caption =
|pushpin_map = سوريا
|pushpin_label_position =bottom
|pushpin_map_caption = <!-- الموقع ---->
|coordinates_region = SY
|subdivision_type = البلد
|subdivision_name =
|subdivision_type1 = [[محافظة]]
|subdivision_name1 = [[محافظة الحسكة|الحسكة]]
|subdivision_type2 = [[التقسيمات الإدارية في سوريا|منطقة]]
|subdivision_name2 = القامشلي
|subdivision_type3 = [[التقسيمات الإدارية في سوريا|ناحية]]
|subdivision_name3 =
|leader_title = رئيس البلدية
|leader_name =
<!-- المساحة ---->
|area_magnitude =
|unit_pref = <!--Enter: Imperial، if Imperial (metric) is desired-->
|area_footnotes =
|area_total_km2 =
<!-- Population ---->
|population_as_of = إحصاء عام 2004
|population_total = 16946 نسمة
<!-- معلومات عامة ---->
|timezone = +2
|utc_offset =
 
== لمحة تاريخية ==
|latd=37|latm=1|lats= 39|latNS=N
* كان يملك عقارات /قبور البيض/ قبل عام 1915 وبموجب اسناد تمليك عثمانية الشماس ملكي جرجس من اسرة ال / شاموشو/ [[مديات|المديات]]ية التي قضى [[مذابح آشورية|الفرمان]] على جميع افرادها وعندما أصبحت [[سوريا]] تحت سلطات الانتداب تجاوزت [[فرنسا]] حقوق المالكين خلافا لكل الاسناد والوثائق القديمة وسجلت الاراضي بأسماء اخرين حماية لمصالحها الخاصة في المنطقة.
|longd=41|longm=37|longs=49 |longEW=E
* كانت القحطانية قرية صغيرة دعيت اولاً / قبورالبيض / ودعاها [[السريان]] / قبري حيوري / وسماها الاكراد / تربى سبيى / هذا يعني إنها ليست كردية أساساً
|elevation_footnotes = <!--for references: use <ref> </ref> tags-->
وهي ترجمة للتسمية العربية وأغلب الظن انها دعيت هكذا لان اضرحتها الواقعة على قارعة الطريق كانت مطلية بالكلس الأبيض فكانت بمثابة نقطة علام للمسافرين وعلى مر الزمن تميزت لدى الجميع بهذا الاسم.
|elevation_m =
|elevation_ft =
<!-- الرموز البريدية والهاتفية ---->
|area_code = الرمز الدولي: 963، رمز المدينة:
|website =
|footnotes =
}}
 
في عام 1922 الحقت بالاراضي السورية باعتبارها جزءاً من [[الجزيرة السورية]] وقد تم ذلك على عدة مراحل ففي العام نفسه ضمت اولا الحسكة وراس العين اللتين جعل منهما قضاء مركزه الحسكة ويتبع متصرفيه دير الزور.
'''القحطانية''' (قبور البيض سابقا) بلدة سورية تقع في شمال شرقي [[محافظة الحسكة]]. تبعد عن مدينة القامشلي 30 كم.
القوات الفرنسية اتخذت من موقع / [[تل قيرو]] / القريب من قرية حلوه مركزا لها واسست هناك قضاء دعي / قضاء كرو / الذي مالبث ان نقل إلى القامشلي بدا اعمار القحطانية بمطحنة في الجهة الشمالية ثم امها بعض البدو ساكني الخيام وراحوا يتحلقون حول نهر الجراح وفي عام 1926 تقاطرت إليها اسر عديدة هاربة من ظلم العثمانيين في تركيا اما الاسر السريانية التي اسهمت في وضع اللبنات الأولى في بنيان هذه البلدة فهي اسرة السادة: حنا روتو - كلو هيريلو (كورية سعدو) – ملكي هبه – ملكي حوبو – يعقوب ايليا – حنا ايليا – موسى خزي – درويش عم احو درويش – موسى كوريه – عيسى نعامه – القس مراد – مقسي ملكو – سليمان حداد – مورو شمعون – احو درويش – إبراهيم ملكي – ملكي نازكى
حدو اوسو – كما استقرت في القرية عائلات [[أرمنية]] وأخرى [[إيزيدية|يزيدية]] واسرة آل حاجو التي كانت تعاني من خلاف قديم مع اسرة آل صاروخان وسعت فتملكت بعض القرى من بسط نفوذها في المنطقة. وقد ادت الكنيسة دوراً هاما ساعد في استقرار السكان ووفر لهم الطمانينة وشجعهم على بذل مزيد من الجهود لتطوير العمل الزراعي وزيادة نسب المحاصيل وظهر على الساحة مخاتير ينتمون إلى [[الكنيسة السريانية الأرثوذكسية]]. لان كانت القحطانية بلدة حديثة العهد إلا أن موقعها الجغرافي لم يكن خارجاً عن الساحة الحضارية فهي لا تبعد عن [[ليلان]] أكثر من 14 كم هذا التل الذي تألق شعاع مجده في الماضي البعيد وشهد حضارات باذجة منذ الالف الثاني قبل الميلاد عندما اتخذه / شمشي حدد/ [[آرامية|الآرامي]] عاصمة له وهذا يؤكد ان المنطقة المحيطة بالتل كانت عبارة عن ميدان تربعت عليه اسس ذلك الصرح الكبير والذي ما زالت صحف التاريخ تتيه فخرا به بل كان لهذه المنطقة شرف الانتماء اليه لكن أحداث الزمن وتياراته الهوجاء قد سلبتها حقها واساءت إليها – دون الحق – إذ لم يترك لنا الزمن مايشير إلى مدى اتساع تلك الرقعة الجغرافية التي زينتها عروش تلك الحضارات كما لم يمتعنا الدهر بأسماء مواقع مجاورة رديفة للتل / العاصمة / التي كانت دون ريب شريكا اسهم معه في صنع تلك الحضارات الرفيعة الشان وليت مجريات التاريخ ابقت لنا شيئا مما ذكر لاننا في حينه كنا سنسعد برؤية نجوم عديدة تتلالا في هذه المنطقة لكي تكتمل حلقات التاريخ التي ما زال اكثرها مفقوداً.
 
== آثار ها في العصر الحديث ==
معنى الاسم التاريخي لها هو (القبور البيض) نسبة لقبور المسيحيين الأوائل الذين كانوا يطلون قبور موتاهم بالكلس الأبيض.
كانت قد جرت محاولات عديدة لمعرفة موقع التل واستمرت جهود علماء الاثار بحثا عنه حتى اكتشفه عام 1878 / هرمز رسام [[آشوري|الآشوري]] / الذي ضمن البعثة [[الأمريكية]] برئاسة البروفيسور / هارفي وايس / المكلفة باجراء مسح لكافة التلال الأثرية المنشرة ما بين [[الموصل]] و[[حلب]] وبعد أن انجز مهمته وضع كتابا ضمنه مذكراته وخبراته وملاحظاته في مجال الاثار وان مايهمنا من هذه المذكرات في معرض دراستنا هذه ذلك الوصف الذي قدمه لنا عن رحلته التي قام بها وهو يمتطي ظهر دابة عبر خلالها قرية / دمير قابو / حاليا باب الحديد – قبور البيض التي يدعوها / كبور البيض / ويذكر جسرها الخشبي على نهر الجراح حيث بات ليله في قرية /دوكر / القريبة من القحطانية وهناك سئل عما إذا كانت ثمة اثار حضارات قديمة ويقال ان / هارفي ويس / استفاد من مذكرات [[آشوري|الآشوري]] التي كانت دليلا ساعده في اعمال التنقيب فيما بعد.
 
* والقحطانية التي قيض لها ان تشاد في موقع يجاور هذا التل التاريخي العظيم تفخر بلا شك بهذا الجار الذي احتل في التاريخ القديم مترله عالية من الرفعة والمجد والسؤدد ويسعدها ان تحظى بهبوب نسيمات من حضارته السامية لكي تتمثل قيم ذلك التراث الزاخر بالحيوية والعراقة والقدم وأبناء [[السريان]] في هذه البلدة يجدون انفسهم بدون ريب الأولى في نيل تلك الحظوى لانهم يمتون بصلة الدم والجنس والهوية والتاريخ إلى أرباب ذلك التراث الذي فقدوه وما زالوا جادين في البحث عنه في كل زاوية ورابية وتل قديم.
== الجغرافيا ==
تقع وسط سهل خصب. يقسمها نهر الجراح القادم من تركيا إلى قسمين. يحيط بالمدينة عدد من السدود التخزينية كسد الجوادية وسد مزكفت وسد باب الحديد، وهو ما ساهم في تعديل مناخ المنطقة.
 
[[ملف:Tirbaspi.jpg|تصغير|خارطة البلدة وضواحيها]]
== السكان ==
تتميز بتنوع عرقي متناغم مكون من الكرد والعرب والسريان والإيزيديين والآشوريين والأرمن. يعمل معظم سكان المدينة بالزراعة.
 
اليوم السبت 1962-04-28 استفاق الأخوة المسيحيون في تربه سبي للتحضير..فغداً الأحد العيد الكبير في أوروبا يقولون الجمعة العظيمة حيث الإعداد لأطباقغالمأكولات اللذيذة والحلوة وشراء السكاكر والشوكولا وسلق البيض بالألوان المزركشة الزاهية والثياب الجديدة
== مراجع ==
فتباشير الفرح والسرور بادية على وجوه الجميع لا يستثنى منها أحد وسينطلق من الكنيسة أول كرنفال في البلدة يشارك فيها أبناء البلدة جميعا مسلميها ومسيحييها وأطفال البلدة سيطوفونها بيتا بيتا
{{مراجع}}
زد على ذلك زيارات الأهل والأصدقاء على قدم وساق وتبادل التهاني وببراءة كبيرة لا أحد يدري أن في طيات هذا اليوم جللا عظيما ... الآن حان الوقت الظهيرة وما أن تلبدت السماء بالغيوم السوداء الداكنة وأرست بظلالها القاتمة على روابي البلدة الوادعة وبساتينها الشاسعة !!
{{التقسيمات الإدارية في محافظة الحسكة}}
وبدء البرق يلمع والرعد يقصف بدوي مخيف وما أن بدأت الأمطار تنهال بالانهمار وكأن مفاتيح السماء قد ضاعت اختفت الابتسامة على الوجوه وبدت شاحبة وبدء الهلع يسيطر على القلوب وهرع الناس إلى بيوتهم كل يتفقد أهله أما راعي البلدة صليبي وهو العربي الوحيد القاطن في البلدة تنبأ قبل الجميع ورجع بقطيعه إلى المبيت مبكرا
وقبيل قرع جرس الانصراف في ابتدائية تربه سبي الوحيدة أسرع أخي الأكبر من مركز المدينة البلدة إلى بيت محمد شريف آغا راجيا أن يدعونني إلى دارهم إلى حين الفرج من غضب الطبيعة وكانت علاقة العائلة مع عائلة محمد شريف آغا وشقيقه إبراهيم حاجو علاقة حميمة.
قرع الجرس انصرفت مع التلاميذ حيث كان المطر والبرد تنهمر بقوة لا مثيلة لها .
كان عائلة محمد شريف حاجو آغا وأحد زوجاته واقفين في االشرفه مقابل شارع المدرسة رأيتهم ينادونني يوسف تعال بسرعة تعال إلى هنا وتكرر النداء بأصوات عالية
كنت وقد وضعت حقيبتي المدرسية فوق رأسي تفاديا للبرد كما فعل جميع التلاميذ راكضين
...لم اكترث إلى النداء فأقفلت راكضا إلى البيت عبر مركز البلدة ووصلت إلى البيت ووصل جميع التلاميذ إلى بيوتهم بسلام قبل أن تبدأ النكبة .
في هذه اللحظات كان الجميع يحس أن أمرا رهيبا قد يحدث.... ويصعد إبراهيم حاجو آغا فوق سطح قصره المبني من الغرانيت الأسود ولا يزال شاهدا شامخا .. صعد فوق بيت الدرج بمنظاره لعله يدري ما الخطب !! نظر إلى نهر الجراح يخترق بساتين الكروم الواسعة على ضفته الشرقية أشجار اللوز والصفصاف وعلى الطرف الآخر غابات الحور ممتدة من الضاحية دريجيك ومرورا بالأشجار المثمرة الكثيفة على امتداد واسع حتى البستان الكبير حيث يلتف عليه الجراح بحركة نصف دائرية قبل أن يجتاز قلب البلدة .
لفت نظر الآغا طوفانا عظيما وسيلا جارفا عرمرما يتجه نحو البلدة الوادعه أحس الآغا بخطر كبير محدق وطامة كبرى قد تحصل قريبا بل قريبا جدا أطلق الآغا فورا ثلاث طلاقات تحذيرية من مسدسه وهرع إلى منزله راكضا ليخبر خدمه الأربع بإعلام الناس بالخبر فورا وعلى وجه السرعة كل من مكان من أماكن الخطر المحتملة ... الغلمان بدؤوا بالإنذار والصياح والحاضر يعلم الغائب !!
وبدأ الهلع ينتشر والخبر ينتشر بسرعة فائقة كما ينتشر النار في الهشيم اختلطت أصوات الرعب .. العويل والصخب والبكاء والخوف يختط بأصوات المطر وصرير الرياح العاتية وهدير أمواج النهر صاح الناس: اليوم يوم القيامة .. القيامة بدأت !!
من نزح إلى القلعة القديمة " القلعة الفرنسية القديمة " المرتفعة فهو آمن ومن دخل أحد بيوت آل حاجو فهو آمن ومن دخل المدرسة الابتدائية فهو آمن فالبيوت الإسمنتية معدودة جدا, بدأ رجال البلدة يساعدون الأطفال والنساء والشيوخ للهرب بيدا واحد وقلب واحد. كان ما قام به أبو نور الدين رائع جدا قال الأهالي لولاه لكانت المصيبة إضعاف مضاعفة الرجل استحق الشكر والتقدير من أهالي البلدة والوطن " من احيا نفساً فكأنما احيا الناس جميعاً " هنا بدأت قصص الرعب المخيفة ! كانت خالتي أم جميل ..إبراهيم جميل جيلكي آمنة مع أولادها حتى ما أن سمعت الطلقات الثلاث بدأ الهلع يدخل في قلبها أطلت من نافذة بيتها المطل على الساحة والشارع الرئيسي العام رأت أمرا غريبا السيدة حفيفه زوجة يوسف حاجو آغا تركض نحو الشارع مندفعة فزعة مرعوبة ترتجف أوصالها غير مبالية .... أسرعت خالتي إلى باب الدار صاحت السيدة حفيفة بصوت مضطرب متقطع خائف هيا اهربي يا نازيه بأولادك فورا الطوفان الكبير قادم ألينا هيا أنا ذاهبة لأنقذ أبني فيلزور فلذة كبدها ابنها البكر وعائلته كانت على بعد خمس أو سبع دقائق يقطن في بيته بجوار شاطئ النهر مقابل صبري الدلال أبو اسكندر في الطرف الأخر أمسكت خالتي بيد أولادها مذعورة اتجهت نحو دكتور البلدة نعيم الصفدي القريب منها " أصبح الدكتور في ما بعد مدير صحة دمشق " اتجهوا إلى مستوصف البلدة علهم يجدون الأمان... اليوم كل عائلة كل شخص يحكي قصة مؤلمة ؟؟
شقيقي لم يستطيع إغلاق أبواب دكانه حيث اندفعت المياه إلى الدكان بقوة فهرب سابحا إلى البر القريب ونجا بنفسه وفي هذه اللحظات تدق ساعة الصفر وتصل طلائع الأمواج الجامحة إلى قلب البلدة غاضبة مزمجرة متحدية جبارة يحمل في جنباته جلاميد صخور جلبتها من جبال طوروس من عل لتسحق ما يتعرض طريقه بكبرياء عنيف وكانت المعركة غير متكافئة بدأت الأمواج العاتية تضرب جدار الجسر الكبير والطريق المعبد المرتفع وتنحسر المياه إلى قلب المدينة في جولة ثانية فقد اعترضه الجسر المسكين الذي لايحتمل اندفاع السيل الجارف وتراجعت المياه بقوة إلى وسط البلدة ليدمر جميع الدكاكين والبيوت المبنية من الطين وجرفت محتوياتها ومخازنها على بكرة أبيها زمجرة وهدير تلاطم أمواجه الهائجة تناطح أصوات طائرات الهليكوبتر التي تحوم في أجواء البلدة بلا جدوى الطيارون قالوا البلدة الآن كسفينة في وسط بحر سوق القماشة لم يبق لها أثر الأقمشة وماكينات الخياطة ترتفع من قوة الموج وتحط والثياب و الأقمشة يتعلق أحد طرفيها والطرف الآخر يسير فوق الموج إلى خمسين أو سبعين مترا حسب طولها فترى الألوان الزاهية الأحمر والأخضر والأبيض والمزركش والبراق يتمايل مع الأمواج بكبرياء وكأن النهر المتغطرس ينشر فوق أمواجه العاتية بيارق النصر متعاليا مزهوا مفتخرا
 
في قلب البلدة لم يبق أثر لشيء كان الناس في القلعة المرتفعه يشمون رائحة الحريق جراء تهدم وقرقعة الجدران الطينية السوداء العتيقه وتطاير الاغبرة والعجاج تعانق انين وصرخات المكوبين والفارين من الموت والهلاك وإلى الشرق من البلدة انهالت السيول عارمة من تلال روكان التلال التي جرت معركة بين الكورد والجيش الفرنسي حسمت بقتل الكورد للقائد روكان بقيادة حسن حاجو آغا " وكان من أوائل ممثلين الكورد في البرلمان مع سعيد آغا دقوري بعد جلاء الفرنسيين ومازال المتحف العسكري في دمشق يشهد بذلك " البرلمان في ذاك الوقت كان الكنر الذي تملاء جيوبهم باستثناء حسن حاجو وسعيد اغا بشهادة الشهود اما سعيد اغا دقوري فقد علم ابنائه تضحيه فريده ترجم في نكبة حريق عامودا المؤلم كيف ضحى محمد اغا بنفسه لانقاذ تلاميذالمدرسه لااريد الاطاله ساعود إلى ماكتبت من اجله ---وتجمعت المياه وتسلطت على شارعي الكنيسة الأرثوذكسية متحالفة مع مياه النهر العاص في معركة غير متكافئة مع الأكواخ الصغيرة والدكاكين الطينية لتهدم أكثر بيوت البلدة وقسم كبير للكنيسة الوحيدة... المياه في تلك المنطقة كانت تعلو سقف دكان شوكت عزم في زاوية الشارع في مركز المدينة لتشكل معا طوفا هائلا مدمرا وتحصد اثنا وثلاثون روحا من رجال ونساء وأطفال البلدة و جميع دكاكينها وسوقها وأحد حارتها بشكل شبه كامل ومناطق اجتاحت المياه منازلها ارتفعت في داخلها المياه من عشرين سم مترا إلى مترين
بعد منتصف الليل هدأ روع النهر الصنديد وبات يجر أذياله شيئا فشيئا إلى حلول الفجر
صباح اليوم التالي كان يوم مشرقا بزغت فيه الشمس على أطراف البلدة باستحياء شديد وأعلن النهر الجائر إيقاف حالة الطوارئ ويخرج الناس مع بزوغ الشمس ليروا ماذا حل بهم بالبلدة وأهلها وأما الورود والأزاهير الخزامى والنرجس وشقائق النعمان لم تتفتق في غسق الدجى بل ظلت حزينة نائمة تحت الطمي والركام الذي جلبه النهر من أماكن بعيدة وكأنها حزينة على عزيز في الأمس كان يلعب على ثراها الأخضر الجميل ثم ذهب ولم يعد
اعتقد النهر المتجبر ان بالطمي والركام والقتل قد استحوذ على الجراج بلا رادع متناسيا ان الحرية تعطى ولاتؤخذ وسرعان ترفع الازاهير والرياحين رؤوسها بين الشقوق الطينية والحصى ليتعانق عبقها مع اطياف النسيم العليل وتشرق شمس الحرية من جديد وتعود الجداول تترقرق فيها المياه العذبة وبرك المياه الصافية على طول الجراح تعكس شعاع الشمس كما تعكس الماة الصقيلة النور وهذا بلبل اعتلى غصنا يغني الحان الخلود وغير بعيد يتناهى إلى السمع الحان خرير شلال طاحونة البلدة المائية تحكي للدنى قصص الخلود
ايتها الحرية—يامفتاح ينبوع البكاء ينبوع حيث ترتوي النفس الظما ويعود العقل سكرانا يترنح كانه طفل يستلقي وينام فوق الازهار
ولعل من أوائل المنكوبين حنا توبال كان ضيفا على البلدة يعمل سائق على سيارة مستوصف البلدة فقد في الكارثة كل أفراد أسرته عائلته مع ستة أطفال... وبعد
عدة أيام عادت أمور الفيضان إلى نصابها بشكل جزئي اخذ الرجال يبحثون عن الجثث المفقودة وجدوا جثة أحد أطفال حنا توبال تحت الجسر الصغير كانت الجثة هامدة مسحوقة ومشوهة بدأ حنا بالصراخ والعويل يلطم خده ويروح ويجيء ثم وجدوا جثتين لطفلين آخرين من أطفال حنا كلما أخرجوا جثة كانت الصلوات تعلو باللغتين السريانية والكوردية ومازال حنا ينعي وينوح ومعظم أهل البلدة مجتمعين في مكان الحدث تجاهرت الأصوات بالبكاء والعويل والصراخ وكانت العيون تذرف والقلوب تتحسر... دفنوا الجثث في المقابر البيضاء في تربه سبي " سميت مدينة تربه سبي نسبة إلى تلك المقابر البيضاء " في هذا اليوم توحدت القلوب جميعا وتعاضدت وتآلفت وتآزرت وتحقق تماما مقولة(الدين لله والوطن للجميع)لم تنه محنة حنا توبال بعد بضع سنين تزوج لعله ينسى مصيبته قليلا إلا أن القدر عاوده الكرة من جديد حيث تلقى نفس مصير عائلته عندما كان يسوق سيارته في وادي قرية دمرقابو السحيق انفلتت مقود سيارته وتراجعت السيارة القهقرى إلى الخلف إلى أسفل الوادي وفقد السيطرة عليها ليغرق حنا مع سيارته في مياه النهر ويلتحق بركب شهداء نهر الجراح وبحبه الأول ويقال –وماالحب الا للحبيب الأول - حيث كان حادث مفجعا عجيبا!...
ومن الناجين بأعجوبة عمر كاسينو حيث لم تستطع والدته الوصول إليه عندما هاجمت السيول شرق البلدة واقتحمت المياه داخل حجرات البيت كان عمر نائما في سرير خشبي طافت فيه المياه في أرجاء الغرفة كقارب صغير حتى صباح اليوم التالي وجدوه في السرير يغط في نوم عميق دون أذى شاء الله أن ينجوه من الغرق كأنه ينام فوق الأزهار...
 
أما معلم الابتدائية كان مثل حنا ضيفا لم يتسنى له التخلص من قوة السيل فتعلق في شجرة عالية واستطاع شباب البلدة بإلقاء إطار مطاطي بحبل طويل تم إنقاذه وعلى مقربة منه الكهل جلو لم يكن له فرصة إلا أن يتعلق بعامود الكهرباء كان الموج يدفعه إلى أعلى العامود بقوة وما أن انجرف العامود وانقلع من مكانه جارفا معه جلو وهو يلوح بيده بالوداع الأخير... أعلنت الحكومة بلدة تربه سبي منطقة منكوبة وانهالت المساعدات الخارجية المادية من الأطعمة والبطانيات وجميع الحاجات الأخرى وأقيم مخيما على سفح القلعة من الشرق وانتشر الجيش لمساعدة الأهالي ووزعت المؤن وجدت في المدرسة محمد شريف حاجو آغا يشرف على توزيع أكياس الطحين المتبرع من أمريكا إلى الأهالي ألا إن التعويضات المادية التي وزعت كانت شحيحة ليست بقدر المساعدات الدولية التي انهالت على البلدة أما كلو خسر دكانه ومافيها فقد استحق ذالك 250 ليرة سورية كانت لاتساوي شيئا من الخسارة - كان يشكو دائما من أعشاش الفئران في دكانه - وحتى الآن أهالي البلدة يرددون مقولة كلو عندما ناداه أصدقاءه : كلو دكانك جرفها النهر أجاب كلو من طرف النهر الآخر بصوت عالي واكتبوها بالكوردية لأنها لاتترجم
 
(ev tter je meşka re nema)
 
واليوم 2012-04-28 السبت اليوبيل الأسود حيث تمر على الكارثة خمسين عاما القصة ضاعت بصمت في طيات الزمن دون أن يرف عليها جفن ودون أن يتطرق إلى الحدث الجلل قلما أو صحافة أو تلفزيون كوردي مع الأسف الشديد تربه سبي البلدة العتيقة العاصمة أقدم من شقيقتها مدينة قامشلو الذي كان لها يوما من الأيام مركز ثقل كوردي كم كنت أود من الفنان الكبير جوان إبراهيم حاجو الذي هو من أبناء تربه سبي أن يخصها بأحد أغانيه بنبراته الجميلة كما غنوا على قامشلو وعفرين من الفنانين الكورد
وفي العام التالي للذكرى الاولى للنكبه فلها قصة اخرى اشد حرنا وفجاعة فقد اجتمع اهل البلدة في الكنيسة العتيدة لزيارة المقبره في هذا اليوم الحزين حيث توشحت النساء بالسواد وتقدم عليهم الرجال يتقدم عليهم قس البلدة بالتراتيل والبخور دخلنا حرم المقبره من بوابتها الكبيرة تكاد الناس تحبس انفاسها من والالم الشديد والحزن والاسى تكاد تقطع القلوب الثكلى كانت الدموع تنهال من العيون بغزاره وانحنت الاذقان إلى الرقاب صمت رهيب بخيم يخيم بظلاله على ارجاء المقبره البيضاء بعض الرجال كانوا يحومون حول حنا خشية عليه لم يتمالك الرجل الصبور الذي ضاها أيوب في صبره فقد بلغ السيل الزوبى ما ان تعالى حنا بالبكاء بصوت اجش حينها تجاهر الناس بالبكاء والعويل والصراخ ثم بدات النفوس تهدا رويدا رويدا وبدات الشموع تضاء على المقابر هنا وهناك كان نصيبي شمعة واحده من صديقي يعقوب لتضيئ مع باقي الشموع الكثيره حقا كان يوما مروعا تالفت فيه القلوب حميعا
نحن نقف بخشوع وإجلال في ذكرى هذه النكبة التي طواها الزمن بصمت رهيب النكبة التي تقشعر لها الأبدان ونرجو من الله تعالى أن يتنعم أهل تربه سبي والوطن بهدوء ونعيم وسلام
 
يوسف عبد الله عيسى ألمانيا
 
اقرا أيضا ........
 
يوسف عيسى:في مثل هذا اليوم الطوفان الكبير في تربه سبي والكارثه
الطوفان الكبير في تربه سبي والكارثة يوسف عيسى
بيان مشترك تصاعد عمليات العنف المسلحة الدموية في سورية تؤدي إلى تزايد سقوط الضحايا القتلى والجرحى
دمشق تُعدّ لكل السيناريوهات وحلفاؤها جاهزون والضربة المحتملة عنوانها “الصواريخ” وخبير عسكري يرجح ضرب اهداف أمريكية بالأردن
بيان رابطة الكتاب والصحفيين الكرد في سوريا بخصوص الأحداث التي تشهدها المنطقة الكردية وخاصة عفرين
بيان مشترك المزيد من التدمير والتهجير والضحايا مع استمرار المواجهات المسلحة وعمليات التفجير الإرهابية والقصف العشوائي
بيان مشترك استمرار الاغتيالات والاختفاءات القسرية والتدمير والتهجير وسقوط الضحايا في سورية مع تواصل الاشتباكات المسلحة العنيفة والدموية
تنويه من رابطة الكتاب والصحفيين الكرد في سوريا الرابطة جزء من الحركة الثقافية الكردية
بيان مشترك تواصل سقوط الضحايا والاختطاف والاعتقال التعسفي في سورية مع تواصل التدمير والقصف العشوائي و التفجيرات الإرهابية والاغتيالات
يقاتلن مع رجال لم يعتادوا رؤية امرأة بلا حجاب أربعون كردية رفعن السلاح بوجه الأسد في حلب لوانا خوري
 
== تسميات القحطانية أو قبور البيض ==
- القحطانية : كانت تعرف بــ/ '''السنجق'''/ وهي كلمة تركية تعني اللواء وقد اعتمدتها السلطات العثمانية في التنظيم الإداري وهذا يشير إلى ان الموقع كان مقرا لقيادة لواء عسكري يحكم التجمعات السكانية في هذه المنطقة.
 
-
 
== نشوء كنيسة السيدة [[العذراء مريم]] ==
ما ان استقر [[السريان]] في بلدتهم حتى باشروا في عام 1928 ببناء كنيسة صغيرة بمساحة 7×3م من اللبن الترابي على اسم السيدة العذراء وذلك بتوجيه من المثلث الرحمات المطران يوحنا عباجي وبهمة المتنيح القس مراد بن القس ايليا ثم جرى توسيع وترميم الكنيسة في عام 1949 وفي 1962 وعلى اثر تصدع بناء الكنيسة من جراء الفيضان جرى ترميمها باللبن الترابي والخشب ومع البلوك والاسمنت وعلى الطراز المعماري الحديث بهمة المجلس الملي أثناء تولي السيد بولس سمعان حردو امانة سره وبرعاية الاب الخوري سليمان حنو واشراف نيافة مطران الابرشية حيث اكتمل عام 1993 وجاء البناء جميلاً متناسقاً يشبه في شكله الهندسي بناء كنيسة القديس مار قرياقس في [[القامشلي]].
 
== مصادر ==
* [http://www.samaalkamishli.com/ma/viewtopic.php?f=29&t قبور البيض حسب المصادر السريانية]
* [http://www.kaniya-sipi.de/modules.php?name=News&file=article&sid=1842 قبور البيض (تربسبي) حسب المصادر الكردية]
* قبور البيض في الموقع الرسمي للقحطانية
* [[مذابح آشورية|مذابح سيفو 1915 م]]
{{مدن سوريا}}
{{مدن وبلديات الحسكة}}
{{آرامية حديثة}}
{{شريط بوابات|مدن|سوريا}}
{{شريط بوابات|مدن}}
 
{{بذرة[[تصنيف:مدن سوريا}}|قبور البيض]]
[[تصنيف:الجزيرةمحافظة الفراتيةالحسكة]]
[[تصنيف:بلداتمناطق سورياآشورية/سريانية/كلدانية]]
[[تصنيف:بلدات في محافظة الحسكة]]
[[تصنيف:تجمعات آشورية في سوريا]]
[[تصنيف:تجمعات كردية في سوريا]]
[[تصنيف:منطقة القامشلي]]