كلية الأركان المشتركة العراقية: الفرق بين النسختين
[نسخة منشورة] | [نسخة منشورة] |
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط إضافة بوابة العراق وسم: تعديل شريط البوابات |
تنسيق واختصار |
||
سطر 51:
فضلا عن ذلك , فقد حظيت الكلية باهتمام الملك غازي حيث رافق طلاب دورة الاركان الثانية في جولتهم التي شملت منطقة الحدود الشرقية , ضمن الحدود العراقية– الإيرانية.وفي الواقع , فان التطورات العسكرية التي شهدتها جيوش العالم من جهة وتوسيع اعمال الركن في تلك الدول من جهة اخرى دفع اركان الدولة العراقية الملكية والقيادات العسكرية العليا , إلى الدفع باتجاه تطوير تشكيلاتها العسكرية فتحولت كلية الاركان من مدرسة إلى كلية في عام 1937 ووضع لها شعار " اعقل وتوكل " واصبحت موضع اهتمام الدولة ومثقفيها بناء على ما اخذت تتصف به من روح عسكرية عالية .
* العقيد الركن صبيح نجيب حبيب العزي، أول آمر لكلية الأركان عام 1928.
▲الشخصية العسكرية الثانية التي شغلت منصب امر كلية الاركان هو العقيد الركن محمد امين بن احمد طاهر العمري , المولود في الموصل عام 1889 , من اسرة موصلية كانت تصنف من الطبقات الاجتماعية الثرية , والنبيلة . اكمل العمري دراسته العسكرية الاولية في بغداد , ثم سافر إلى استانبول , ودخل مدرسة المدفعية العسكرية العليا , فتخرج منها برتبة ملازم ثان عام 1909 , وعين في بطرية الصحراء في ادرنة , ثم نقل إلى الحدود التركية البلغارية , ثم نقل إلى بغداد عام 1910 .لم يكن العمري بعيدا عن انظار الدولة ومسؤولياتها العسكرية , فقد استعانت به الدولة في تنظيم قواتها المسلحة الموجودة في العراق , بسبب كفاءته , ومقدرته , واشترك في مواجهة الحركات العسكرية الداخلية المناوئة للدولة انذاك مثل حركات العشائر , فكان له دور بارز في مواجهتها , الامر الذي حفزه إلى ان يدخل كلية الاركان العثمانية عام 1913 فتخرج منها ضابط ركن , واسندت اليه امرية بطرية الصحراء , كما انه عمل في مواقع قيادية مهمة في هيئة الاركان العامة , ومواقع الاركان في الجيش العثماني المتواجد في بلغاريا , فنال تقدير قادتها, ثم عهدت اليه واجبات عسكرية في مواقع الاركان العثمانية في أوروبا .وعلى اثر قيام الحرب العالمية الاولى عام 1914 , نقل العمري مع وحدته إلى الجيش العثماني السادس المرابط في العراق , ثم إلى جحفل الفرات , وشارك هناك في قمع الحركات العسكرية المناوئة للدولة العثمانية , ثم صار ملحقا لشعبة الحركات وخط مواصلات الفيلق الثاني عشر , بعدها نقل إلى مقر القيادة العسكرية العليا لوزارة الحربية العثمانية في الاستانة عام 1918 , واصبح وكيلا لرئاسة اركان الحرب العثمانية .وعلى اثر عقد هدنة موندروس , وتنصل بريطانيا عن وعودها التي قطعتها للعرب ايام ثورة 1916 , التحق العمري بالجيش العربي الذي دخل إلى سوريا , وبدأ قتالة ضد بريطانيا مع الضباط العراقيين , فانيطت به مهام قيادة القوات النظامية , وغير النظامية عام 1919 , لمواجهة بريطانيا في مناطق دير الزور , والبوكمال. ثم اصبح ضابط الارتباط بين الجيش التركي الذي وقع تحت قيادة مصطفى كمال اتاتورك , الذي قاد حرب الاستقلال التركية ضد الحلفاء ,وبين الجيش العربي واللذان توحدا بسبب الروابط الدينية والاجتماعية , تجاه عدو لا يشترك معهم بتلك الروابط , والذي تمكن من الحصول على المدد العسكري من الكماليين لمحاربة بريطانيا في الموصل العراقية , حتى تمكن الجيش العربي من هزيمتهم في مناطق دير الزور , والبوكمال, وتلعفر , والتي مهدت بدورها لثورة العشرين , التي اجبرت بريطانيا , للعمل بجدية على تشكيل حكومة عراقية .وعندما عاد الرجل إلى العراق , ساهم بشكل كبير في تنظيم الجيش العراقي وبنائه, فشغل العديد من المناصب في تلك الفترة , وعمل معلما في الكلية العسكرية الملكية , وامرا للبطرية الجبلية الثانية وغيرها .مما سبق يبدو واضحا , ان العمري كان يتسم بالنشاط العسكري والسياسي , مما جعله ان يكون ذات فكر ثاقب , لا يقتصر على العسكري فقط , بل يتعدى ذلك إلى الاجتماعي , والسياسي , يغلب على علمه قوة التركيز , والتشخيص , فاصبح لارائه الفكرية قيمة في مجال الاصلاح العلمي , والنهوض به , وله اسلوب واضح , ودقيق في الكتابات العسكرية , وضع العديد من المؤلفات , ابرزها " الاستخبارات " , و " التنقلات " , و " واجبات الاركان ", و " الاستحكامات العسكرية " , و " تعاون المدفعية والمشاة " , ومؤلفات عديدة في الفنون الحربية , والفن العسكري , ونشر العديد من دراساته في المجلات والصحف . فضلا عن , مؤلفاته السياسية التي ابرزها " تاريخ مقدرات العراق السياسية " , و" التاريخ السياسي في المشرق العربي " , و " تاريخ حرب العراق 1914 – 1918 ".وفي الواقع , ان هذا النتاج العسكري والسياسي والثقافي , أهل العمري لان يكون معلما في كلية الاركان عام 1928 , ثم اصبح امرا لتلك الكلية للفترة من 25 كانون الأول 1932 حتى 18 تشرين الثاني 1933 , وهو برتبة عقيد ركن . لنقرأ معا ماذا كتبت الصحف العراقية عنه :
" انه واحد من القلائل الذين ارسوا دعائم الفكر العسكري العراقي , رجل وطني غيور , وقائد مغوار , وواحد من مؤسسي الجيش العراقي , عسكري بطل , وعالم فاضل , من خيرة الضباط الاركان الذين خدموا الدولة العراقية الملكية , وطني مخلص , كانت الاخلاق, وحسن السيرة وعفة اليد , والضمير الحي عنوانا له , خدم العراق خدمة لم يتوخ منها سوى رفع شأن العراق وجيشه " .
اما الضابط العراقي صلاح الدين الصباغ , فقد دون في مذكراته الجديرة بالدراسة والاهتمام عن العمري هذا القول :
السطر 60 ⟵ 59:
" كان مثالا رائعا للنبل والتواضع والشرف " .
* الزعيم الركن حسين فوزي الشخصية الثالثة التي تولت أمرة كلية الاركان.
ولد الزعيم الركن حسين فوزي حسن في بغداد عام 1889 , من اب كردي وام عربية ولا يقل شأنا عن العسكريين العراقيين الذين اصطفتهم الحياة العسكرية بين صفوفها, وهو ينحدر من اسرة متوسطة الدخل الاجتماعي , اكمل دراسته العسكرية الاولية في بغداد , ثم سافر إلى استانبول , ودخل المدرسة الحربية العثمانية عام 1906 , فتخرج منها عام 1909 ضابطا مدفعيا , فعين في لواء المدفعية الخامس في ادرنة , ثم نقل إلى بغداد عام 1910 , واشترك في مكافحة الحركات العسكريةالتي ناؤت الدولة العثمانية, واشترك في حروب الدولة العثمانية في البلقان , ودخل بعـــد ذلك إلى كلية الاركان العثمانية , فتخرج منها عام 1914 ضابط ركن .وفي الواقع , ان دراسته العسكرية قد اعطته دافعا في تكوين شخصيته , فعين بسبب ذلك ملحقا في هيئة اركان القيادة العسكرية العثمانية خلال الحرب العالمية الاولى 1914 . فضلا عن , مهام قيادة الدفاع عن سواحل البحر الاسود عام 1916 .وعلى اثر انتهاء الحرب العالمية الاولى عام 1918 , اوفد إلى ألمانيا للاشتراك في دورات عسكرية خاصة , بصنف المدفعية , وبعد ان انهى تلك الدورات , عمل في مركز التدريب الاساسي للجيش العثماني في استانبول . وبعد تاسيس الجيش العراقي عام 1921 , التحق فوزي بدار التدريب فيه , ثم اوفد إلى بريطانيا , للتدريب العسكري , فتمكن من اجتياز دورات الضباط الكبار في بلجيكا والهند , والحق في الوحدات البريطانية للتدريب . وبعد عودته إلى بغداد عين امرا للواء المدفعية في امرية الموصل وفي عام 1928 اوفد للخارج للاشتراك في دورات التعبئة الخاصة بأمري الوحدات في الهند وبريطانيا .وفي الواقع , فان ايفاداته للخارج , وثقافته العالية اهلته لان يتقن لغات عدة كاالانكليزية , والتركية , والألمانية , وهذا ما جعله متميزا خلال الدورات التي شارك فيها , والمناصب التي تولاها , وهو ما دفع الحكومة العراقية من ان تمنحه العديد من الاوسمة , والانواط العسكرية , طبقا لما جاء في ارشيف وزارة الدفاع.تولى حسين فوزي امرية كلية الاركان للفترة من 2 تشرين الثاني 1933 حتى 18 كانون الثاني 1935 وهو برتبة زعيم ركن. مما يلفت النظر حقا ان حسين فوزي قد نال اعجاب العراقيين , من اقصى اليمين إلى اقصى اليسار فقد قالت عنه شخصية سياسية عراقية هذا الكلام :
|