كلية الأركان المشتركة العراقية: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط إضافة بوابة العراق
وسم: تعديل شريط البوابات
تنسيق واختصار
سطر 51:
فضلا عن ذلك , فقد حظيت الكلية باهتمام الملك غازي حيث رافق طلاب دورة الاركان الثانية في جولتهم التي شملت منطقة الحدود الشرقية , ضمن الحدود العراقية– الإيرانية.وفي الواقع , فان التطورات العسكرية التي شهدتها جيوش العالم من جهة وتوسيع اعمال الركن في تلك الدول من جهة اخرى دفع اركان الدولة العراقية الملكية والقيادات العسكرية العليا , إلى الدفع باتجاه تطوير تشكيلاتها العسكرية فتحولت كلية الاركان من مدرسة إلى كلية في عام 1937 ووضع لها شعار " اعقل وتوكل " واصبحت موضع اهتمام الدولة ومثقفيها بناء على ما اخذت تتصف به من روح عسكرية عالية .
 
* العقيد الركن صبيح نجيب حبيب العزي، أول آمر لكلية الأركان عام 1928.
كان العقيد الركن صبيح نجيب حبيب العزي، أول آمر لكلية الأركان عام 1928، فقد ولد في بغداد عام 1882، وهو ينحدر من عائلة عسكرية، اذ كان والده ضابطا في الجيش العثماني، الأمر الذي يؤكد انه ينحدر من الطبقة الوسطى في المجتمع، اذ كانت العوائل التي تنتمي إلى هذه الطبقة تسعى جاهدة إلى إرسال ابنائها إلى المدارس العسكرية العثمانية والتي لم تكن تكلف الطلبة اية نفقات مادية، بل كانت تدفع لهم رواتب، ومخصصات مادية تتلائم مع الظروف المعاشية السائدة آنذاك. فضلا عن انها تدرسهم وتسكنهم مجانا .فلقد درس العزي في الاعدادية العسكرية في بغداد , ثم قصد استانبول لاكمال دراسته العسكرية العليا , فدخل المدرسة الحربية العثمانية , وتخرج منها ضابطا عام 1912 بدرجة ممتاز , الامر الذي جعل سلطان الدولة العثمانية محمد رشاد الخامس, يهديه ساعة ذهبية , ثم دخل كلية الاركان العثمانية , وتخرج منها ضابط ركن(, فألحق على اساس ذلك في القطعات العسكرية العثمانية, كالفيلق الحادي عشر في وان .وفي الحقيقة , فان دراسته العسكرية كانت ذات تأثير واضح على حياته , ارسل إلى ساحة الحرب في القفقاس , تولى خلالها مناصب قيادية, ثم نقل إلى الجبهة الحربية في سوريا , فاعتقل هناك من قبل السلطات البريطانية, ووضع اسيرا في معتقلاتهم خلال الحرب العالمية الاولى.وعلى اثر قيام الثورة العربية الكبرى عام 1916 , ضد الاستبداد العثماني , التحق صبيح نجيب بهذه الثورة , وخاض العمل العسكري خلالها , اذ دخل مع الجيش العربي إلى دمشق , وكان أحد الضباط الذين حضروا المؤتمر السوري العام , الذي نادى بالامير فيصل بن الحسين ان يكون اميرا على سوريا .يعد عام 1921 , نقطة تحول مهمة في حياة العزي , فعندما تولى فيصل بن الحسين عرش العراق فـي ذلك العـام , عين العزي مرافقا له , ثم اوفد إلى بـريطانيا, فـالتحـق بـ ( كلية الاركان البريطانية كمبرلي ) , واشترك هناك في دورات عسكرية متعددة تخرج منها بتفوق وبدرجة امتياز , وبعد عودته إلى بغداد, تبوأ مناصب عسكرية رفيعة , ثم عين امرا لكلية الاركان العراقية وهو برتبة عقيد ركن من شباط 1928 حتى نيسان 1931 , وقد اثبت الرجل انه جدير بهذا المنصب, ليس بسبب اتقانه خمس لغات مثل التركية, والإنكليزية , والفرنسية , والألمانية فحسب , بل لانه كان صاحب نتاج علمي متميز , فقد اصدر العديد من المؤلفات ابرزها: " الاعاشة واكمالها في الميدان" , و " القيادة والزعامة " , و" التعبئة العسكرية " , و " التنقلات " , و " رحلة مدرسة الاركان إلى انكلترا 1930 – 1931 " , و " تطورات الجيش الإنكليزي في 1930 – 1931 " , وقد اثنت عليه أكثر من صحيفة انه كان " باحثاً عسكرياً قديراً ومتمكناً , ويتمتع بعقلية واعية , وثقافة عالية " . فضلا عن , انه كان " جنديا نبيلا رفيعا .
الشخصية العسكرية الثانية التي شغلت منصب امر كلية الاركان هو* العقيد الركن محمد امينأمين بن احمد طاهر العمري ,العمري، المولود في الموصل عام 1889 , من اسرة موصلية كانت تصنف من الطبقات الاجتماعية الثرية , والنبيلة . اكمل العمري دراسته العسكرية الاولية في بغداد , ثم سافر إلى استانبول , ودخل مدرسة المدفعية العسكرية العليا , فتخرج منها برتبة ملازم ثان عام 1909 , وعين في بطرية الصحراء في ادرنة , ثم نقل إلى الحدود التركية البلغارية , ثم نقل إلى بغداد عام 1910 .لم يكن العمري بعيدا عن انظار الدولة ومسؤولياتها العسكرية , فقد استعانت به الدولة في تنظيم قواتها المسلحة الموجودة في العراق , بسبب كفاءته , ومقدرته , واشترك في مواجهة الحركات العسكرية الداخلية المناوئة للدولة انذاك مثل حركات العشائر , فكان له دور بارز في مواجهتها , الامر الذي حفزه إلى ان يدخل كلية الاركان العثمانية عام 1913 فتخرج منها ضابط ركن , واسندت اليه امرية بطرية الصحراء , كما انه عمل في مواقع قيادية مهمة في هيئة الاركان العامة , ومواقع الاركان في الجيش العثماني المتواجد في بلغاريا , فنال تقدير قادتها, ثم عهدت اليه واجبات عسكرية في مواقع الاركان العثمانية في أوروبا .وعلى اثر قيام الحرب العالمية الاولى عام 1914 , نقل العمري مع وحدته إلى الجيش العثماني السادس المرابط في العراق , ثم إلى جحفل الفرات , وشارك هناك في قمع الحركات العسكرية المناوئة للدولة العثمانية , ثم صار ملحقا لشعبة الحركات وخط مواصلات الفيلق الثاني عشر , بعدها نقل إلى مقر القيادة العسكرية العليا لوزارة الحربية العثمانية في الاستانة عام 1918 , واصبح وكيلا لرئاسة اركان الحرب العثمانية .وعلى اثر عقد هدنة موندروس , وتنصل بريطانيا عن وعودها التي قطعتها للعرب ايام ثورة 1916 , التحق العمري بالجيش العربي الذي دخل إلى سوريا , وبدأ قتالة ضد بريطانيا مع الضباط العراقيين , فانيطت به مهام قيادة القوات النظامية , وغير النظامية عام 1919 , لمواجهة بريطانيا في مناطق دير الزور , والبوكمال. ثم اصبح ضابط الارتباط بين الجيش التركي الذي وقع تحت قيادة مصطفى كمال اتاتورك , الذي قاد حرب الاستقلال التركية ضد الحلفاء ,وبين الجيش العربي واللذان توحدا بسبب الروابط الدينية والاجتماعية , تجاه عدو لا يشترك معهم بتلك الروابط , والذي تمكن من الحصول على المدد العسكري من الكماليين لمحاربة بريطانيا في الموصل العراقية , حتى تمكن الجيش العربي من هزيمتهم في مناطق دير الزور , والبوكمال, وتلعفر , والتي مهدت بدورها لثورة العشرين , التي اجبرت بريطانيا , للعمل بجدية على تشكيل حكومة عراقية .وعندما عاد الرجل إلى العراق , ساهم بشكل كبير في تنظيم الجيش العراقي وبنائه, فشغل العديد من المناصب في تلك الفترة , وعمل معلما في الكلية العسكرية الملكية , وامرا للبطرية الجبلية الثانية وغيرها .مما سبق يبدو واضحا , ان العمري كان يتسم بالنشاط العسكري والسياسي , مما جعله ان يكون ذات فكر ثاقب , لا يقتصر على العسكري فقط , بل يتعدى ذلك إلى الاجتماعي , والسياسي , يغلب على علمه قوة التركيز , والتشخيص , فاصبح لارائه الفكرية قيمة في مجال الاصلاح العلمي , والنهوض به , وله اسلوب واضح , ودقيق في الكتابات العسكرية , وضع العديد من المؤلفات , ابرزها " الاستخبارات " , و " التنقلات " , و " واجبات الاركان ", و " الاستحكامات العسكرية " , و " تعاون المدفعية والمشاة " , ومؤلفات عديدة في الفنون الحربية , والفن العسكري , ونشر العديد من دراساته في المجلات والصحف . فضلا عن , مؤلفاته السياسية التي ابرزها " تاريخ مقدرات العراق السياسية " , و" التاريخ السياسي في المشرق العربي " , و " تاريخ حرب العراق 1914 – 1918 ".وفي الواقع , ان هذا النتاج العسكري والسياسي والثقافي , أهل العمري لان يكون معلما في كلية الاركان عام 1928 , ثم اصبح امرا لتلك الكلية للفترة من 25 كانون الأول 1932 حتى 18 تشرين الثاني 1933 , وهو برتبة عقيد ركن . لنقرأ معا ماذا كتبت الصحف العراقية عنه :
 
الشخصية العسكرية الثانية التي شغلت منصب امر كلية الاركان هو العقيد الركن محمد امين بن احمد طاهر العمري , المولود في الموصل عام 1889 , من اسرة موصلية كانت تصنف من الطبقات الاجتماعية الثرية , والنبيلة . اكمل العمري دراسته العسكرية الاولية في بغداد , ثم سافر إلى استانبول , ودخل مدرسة المدفعية العسكرية العليا , فتخرج منها برتبة ملازم ثان عام 1909 , وعين في بطرية الصحراء في ادرنة , ثم نقل إلى الحدود التركية البلغارية , ثم نقل إلى بغداد عام 1910 .لم يكن العمري بعيدا عن انظار الدولة ومسؤولياتها العسكرية , فقد استعانت به الدولة في تنظيم قواتها المسلحة الموجودة في العراق , بسبب كفاءته , ومقدرته , واشترك في مواجهة الحركات العسكرية الداخلية المناوئة للدولة انذاك مثل حركات العشائر , فكان له دور بارز في مواجهتها , الامر الذي حفزه إلى ان يدخل كلية الاركان العثمانية عام 1913 فتخرج منها ضابط ركن , واسندت اليه امرية بطرية الصحراء , كما انه عمل في مواقع قيادية مهمة في هيئة الاركان العامة , ومواقع الاركان في الجيش العثماني المتواجد في بلغاريا , فنال تقدير قادتها, ثم عهدت اليه واجبات عسكرية في مواقع الاركان العثمانية في أوروبا .وعلى اثر قيام الحرب العالمية الاولى عام 1914 , نقل العمري مع وحدته إلى الجيش العثماني السادس المرابط في العراق , ثم إلى جحفل الفرات , وشارك هناك في قمع الحركات العسكرية المناوئة للدولة العثمانية , ثم صار ملحقا لشعبة الحركات وخط مواصلات الفيلق الثاني عشر , بعدها نقل إلى مقر القيادة العسكرية العليا لوزارة الحربية العثمانية في الاستانة عام 1918 , واصبح وكيلا لرئاسة اركان الحرب العثمانية .وعلى اثر عقد هدنة موندروس , وتنصل بريطانيا عن وعودها التي قطعتها للعرب ايام ثورة 1916 , التحق العمري بالجيش العربي الذي دخل إلى سوريا , وبدأ قتالة ضد بريطانيا مع الضباط العراقيين , فانيطت به مهام قيادة القوات النظامية , وغير النظامية عام 1919 , لمواجهة بريطانيا في مناطق دير الزور , والبوكمال. ثم اصبح ضابط الارتباط بين الجيش التركي الذي وقع تحت قيادة مصطفى كمال اتاتورك , الذي قاد حرب الاستقلال التركية ضد الحلفاء ,وبين الجيش العربي واللذان توحدا بسبب الروابط الدينية والاجتماعية , تجاه عدو لا يشترك معهم بتلك الروابط , والذي تمكن من الحصول على المدد العسكري من الكماليين لمحاربة بريطانيا في الموصل العراقية , حتى تمكن الجيش العربي من هزيمتهم في مناطق دير الزور , والبوكمال, وتلعفر , والتي مهدت بدورها لثورة العشرين , التي اجبرت بريطانيا , للعمل بجدية على تشكيل حكومة عراقية .وعندما عاد الرجل إلى العراق , ساهم بشكل كبير في تنظيم الجيش العراقي وبنائه, فشغل العديد من المناصب في تلك الفترة , وعمل معلما في الكلية العسكرية الملكية , وامرا للبطرية الجبلية الثانية وغيرها .مما سبق يبدو واضحا , ان العمري كان يتسم بالنشاط العسكري والسياسي , مما جعله ان يكون ذات فكر ثاقب , لا يقتصر على العسكري فقط , بل يتعدى ذلك إلى الاجتماعي , والسياسي , يغلب على علمه قوة التركيز , والتشخيص , فاصبح لارائه الفكرية قيمة في مجال الاصلاح العلمي , والنهوض به , وله اسلوب واضح , ودقيق في الكتابات العسكرية , وضع العديد من المؤلفات , ابرزها " الاستخبارات " , و " التنقلات " , و " واجبات الاركان ", و " الاستحكامات العسكرية " , و " تعاون المدفعية والمشاة " , ومؤلفات عديدة في الفنون الحربية , والفن العسكري , ونشر العديد من دراساته في المجلات والصحف . فضلا عن , مؤلفاته السياسية التي ابرزها " تاريخ مقدرات العراق السياسية " , و" التاريخ السياسي في المشرق العربي " , و " تاريخ حرب العراق 1914 – 1918 ".وفي الواقع , ان هذا النتاج العسكري والسياسي والثقافي , أهل العمري لان يكون معلما في كلية الاركان عام 1928 , ثم اصبح امرا لتلك الكلية للفترة من 25 كانون الأول 1932 حتى 18 تشرين الثاني 1933 , وهو برتبة عقيد ركن . لنقرأ معا ماذا كتبت الصحف العراقية عنه :
" انه واحد من القلائل الذين ارسوا دعائم الفكر العسكري العراقي , رجل وطني غيور , وقائد مغوار , وواحد من مؤسسي الجيش العراقي , عسكري بطل , وعالم فاضل , من خيرة الضباط الاركان الذين خدموا الدولة العراقية الملكية , وطني مخلص , كانت الاخلاق, وحسن السيرة وعفة اليد , والضمير الحي عنوانا له , خدم العراق خدمة لم يتوخ منها سوى رفع شأن العراق وجيشه " .
اما الضابط العراقي صلاح الدين الصباغ , فقد دون في مذكراته الجديرة بالدراسة والاهتمام عن العمري هذا القول :
السطر 60 ⟵ 59:
" كان مثالا رائعا للنبل والتواضع والشرف " .
 
* الزعيم الركن حسين فوزي الشخصية الثالثة التي تولت أمرة كلية الاركان.
 
ولد الزعيم الركن حسين فوزي حسن في بغداد عام 1889 , من اب كردي وام عربية ولا يقل شأنا عن العسكريين العراقيين الذين اصطفتهم الحياة العسكرية بين صفوفها, وهو ينحدر من اسرة متوسطة الدخل الاجتماعي , اكمل دراسته العسكرية الاولية في بغداد , ثم سافر إلى استانبول , ودخل المدرسة الحربية العثمانية عام 1906 , فتخرج منها عام 1909 ضابطا مدفعيا , فعين في لواء المدفعية الخامس في ادرنة , ثم نقل إلى بغداد عام 1910 , واشترك في مكافحة الحركات العسكريةالتي ناؤت الدولة العثمانية, واشترك في حروب الدولة العثمانية في البلقان , ودخل بعـــد ذلك إلى كلية الاركان العثمانية , فتخرج منها عام 1914 ضابط ركن .وفي الواقع , ان دراسته العسكرية قد اعطته دافعا في تكوين شخصيته , فعين بسبب ذلك ملحقا في هيئة اركان القيادة العسكرية العثمانية خلال الحرب العالمية الاولى 1914 . فضلا عن , مهام قيادة الدفاع عن سواحل البحر الاسود عام 1916 .وعلى اثر انتهاء الحرب العالمية الاولى عام 1918 , اوفد إلى ألمانيا للاشتراك في دورات عسكرية خاصة , بصنف المدفعية , وبعد ان انهى تلك الدورات , عمل في مركز التدريب الاساسي للجيش العثماني في استانبول . وبعد تاسيس الجيش العراقي عام 1921 , التحق فوزي بدار التدريب فيه , ثم اوفد إلى بريطانيا , للتدريب العسكري , فتمكن من اجتياز دورات الضباط الكبار في بلجيكا والهند , والحق في الوحدات البريطانية للتدريب . وبعد عودته إلى بغداد عين امرا للواء المدفعية في امرية الموصل وفي عام 1928 اوفد للخارج للاشتراك في دورات التعبئة الخاصة بأمري الوحدات في الهند وبريطانيا .وفي الواقع , فان ايفاداته للخارج , وثقافته العالية اهلته لان يتقن لغات عدة كاالانكليزية , والتركية , والألمانية , وهذا ما جعله متميزا خلال الدورات التي شارك فيها , والمناصب التي تولاها , وهو ما دفع الحكومة العراقية من ان تمنحه العديد من الاوسمة , والانواط العسكرية , طبقا لما جاء في ارشيف وزارة الدفاع.تولى حسين فوزي امرية كلية الاركان للفترة من 2 تشرين الثاني 1933 حتى 18 كانون الثاني 1935 وهو برتبة زعيم ركن. مما يلفت النظر حقا ان حسين فوزي قد نال اعجاب العراقيين , من اقصى اليمين إلى اقصى اليسار فقد قالت عنه شخصية سياسية عراقية هذا الكلام :