شبه جزيرة سيناء: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V2.7
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:إصلاح وصلات الأخطاء إملائية
سطر 45:
وخلال العصرين اليوناني والروماني استمرت سيناء تلعب دورها التاريخي، فنشأت بينها وبين العديد من المدن التي سارت علي نمط المدن اليونانية علاقات تجارية، والتي كان أشهرها هي مدينة [[البتراء]] الواقعة في الأردن اليوم، وهي مدينة حجرية حصينة في [[وادي موسى]]، كانت مركزاً للحضارة النبطية التي نسبت إلي سكانها من [[الأنباط]]، وهناك خلاف كبير حول أصل الأنباط، والمرجح أنهم من أصول عربية نزحت من الحجاز، لأن أسماء بعض ملوكهم كانت أسماء عربية كالحارث وعبادة ومالك. وقد استخدم النبطيون طرق التجارة، وعدنوا الفيروز في وادي المغارة والنحاس في وادي النصب، وكانوا يزورون الأماكن المقدسة في جبلي موسى وسربال، كما سكن رهبان من البتراء [[دير سانت كاترين]] في صدر العصر المسيحي، وكانت أبرشية فيران قبل بناء الدير تابعة لأبرشية البتراء.
 
في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبالتحديد في 10 ذي الحجة لعام 18 هجرية اجتاز الجيش الإسلامي بقيادة [[عمرو بن العاص]] الحدود المصرية من ناحية [[الشام]] وتقدم نحو رفح ثم العريش ثم الفرما شمال القنطرة الحالية، حيث حاصرهم حوالي شهرين قبل أن تسقط ومنها إلى بلبيس حيث هزم جيش الروم بعد أن حاصرها مدة شهر، ووافق ذلك عام [[639]] ميلادية. وكان الفتح الإسلامي مشجعاً لبعض العناصر البدوية في [[شبه جزيرة العرب]] للنزوح إلي سيناء والاستقرار بها مما شجع علي انتشار الإسلام بين سكانها، وقد اعتبرتها بعض هذه العناصر نقطة وثوب إلي شمال [[إفريقياأفريقيا]] فاستقر بعضها بمصر بينما نزح البعض الآخر إلي [[المغرب العربي|بلاد المغرب]]. فكانت سيناء أحد أهم المعابر البشرية خلال القرون الأولي من الفتح الإسلامي. وهذه الهجرات التي عبرت سيناء منذ الفتح الإسلامي أخذت تزداد علي سيناء خلال العصرين [[العصر الأموي|الأموي]] و[[العصر العباسي|العباسي]]، ثم أخذت تقل بشكل ملحوظ منذ عصر [[الطولونيين]]، نتيجة انهيار النفوذ العربي خلال [[العصر العباسي الثاني]]، وتزايد نفوذ عناصر أخرى [[الفرس|كالفرس]] و[[الأتراك]].
[[ملف:Français_2629,_fol._240,_Fuite_de_Dirghâm_à_Péluse.jpeg|200px|يسار|تصغير|رسم يوضح اقتحام الفارما عام 1117]]
خلال فترة [[الحروب الصليبية]] تعرضت سيناء لمحاولة الغزو من قبل الصليبين، حيث قام [[بلدوين الأول]] حاكم بيت المقدس الصليبي بالتوغل في [[وادي عربة]] للسيطرة علي المنطقة الواقعة جنوبي [[البحر الميت]]، ثم شيد سنة [[1115]]م [[حصن الشوبك]] ليكون مركزاً يمكن للصليبيين من السيطرة علي وادي عربة بأكمله. وفي العام التالي (سنة [[1116]]) خرج بلدوين في حملة أخرى، وسار حتى [[إيلات|أيلة]] علي ساحل خليج، وشيد في أيلة قلعة حصينة ليستطيع التحكم في الطريق البري للقوافل بين [[مصر]] و[[الشام]]، وتمكن بلدوين من تشييد قلعة في [[جزيرة فرعون]] الواقعة في مواجهة أيلة في [[خليج العقبة]]. وبذلك تمكن الصليبيون من الإشراف علي شبه جزيرة سيناء التي أخذت تحرك في قلوبهم ذكريات ومشاعر دينية عزيزة عليهم، لكن علي الرغم من ذلك فإن رهبان [[دير سانت كاترين]] رفضوا استضافة بلدوين خشية انتقام [[الفاطميين]] في [[القاهرة]]، مما جعل بلدوين ينصرف عائدا إلي بيت المقدس.