بنو هلال (قبيلة): الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:إصلاح وصلات الأخطاء إملائية
سطر 1:
{{محمية|1}}
'''بنو هلال''' قبيلة [[عرب]]ية [[هوازن]]ية قيسية مضرية عدنانية، أصلهم يعود إلى وسط [[نجد]] حيث كانوا يعيشون في بادئ الأمر، هاجرت القبيلة من [[شبه الجزيرة العربية|الجزيرة العربية]] إلى [[شام (توضيح)|الشام]] ثم صعيد [[مصر]] ومنه انتقلت إلى باقي [[شمال افريقياأفريقيا]].
 
كان بنو هلال، المنتمين للعرب الشمال العدنانية،<ref>الزبيدي، مصدر سابق، ج 8، ص. 170</ref><ref>القلقشندي، الصبح الأعشى في صناعة الإنشا، المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر، د. ت، ص. 341</ref><ref>ابن خلدون، العبر، دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، ط. 1، 1424/ 2003، ج 2، ص. 2331</ref><ref>ابن حزم، جمهرة أنساب العرب، تحقيق وتعليق عبد السلام محمد هارون، دار المعارف، مصر، 1382/ 1962، ص. 275.</ref> في نزاع دائم مع عرب القحطانية بحكم مجاورتهم بنجد وسط الجزيرة العربية، مما جعل عصبيتهم متأججة على الدوام. ودخلوا الحياة السياسية بمشاركتهم في ثورة [[القرامطة]] بشمال شرق الجزيرة ضد [[الخلافة العباسية]]، ولجئوا إلى [[الفاطميين]] طمعاً في النصرة وتقويضاً لدعائم الإقطاعية العباسية التركية، وطمعا في إقطاعهم أرضاً في مصر.<ref>عبد المجيد مزيان، النظريات الاقتصادية عند ابن خلدون وأسسها من الفكر الإسلامي والواقع المجتمعي، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر، 1981، ص. 380.</ref> ألحقت مشاركتهم في تلك الثورة ضررا بالدعوة الإسماعيلية بتجاوزاتها وفوضاها، أدّى بالفاطميين إلى تجميع تلك القبائل بمنطقة الصعيد مخضعيهم للإقامة الجبرية.<ref>سالم حميش، عن صورة المغرب الوسيط في التنظير الاستشراقي، المغرب في الدراسات الاستشراقية، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، مراكش، 1403/ 1993، صص. 87-88.</ref>
سطر 33:
=== مواطنهم قبل التغريبة ===
 
تعددت مواطن هذه القبائل عبر التاريخ فكانت لها مواطنها في شبه الجزيرة العربية في [[الجاهلية]] ثم مواطن أخرى بعد ظهور الإسلام. وهكذا أثرت الأحداث والتحولات التي عرفتها جزيرة العرب والعالم الإسلامي في تغير مواطنها، كما أثرت تلك التحولات على الخريطة البشرية في مناطق متعددة من البلدان التي وصلها [[الفتح الإسلامي]]. وأول ما يعرف عن مواطن تلك القبائل وتجمع المصادر أنها كانت تقطن الجزيرة العربية ثم هجرتها إلى [[الشام]] و[[العراق]] و[[مصر]]، ومنها انتقلت تلك القبائل العربية إلى [[المغرب]]. وقد كان بنو هلال وبنو سليم مقيمين قبل ظهور الإسلام في [[نجد]]، وهذه المنطقة كثيرة الأودية والهضاب، وعرفت باعتدال مناخها وندرة أمطارها. وعن تلك المواطن يتحدث [[ابن خلدون]] "كانت [[بطن|بطون]] هلال وسليم من مصر لم يزالوا بادين منذ [[الدولة العباسية]]، وكانوا أحياء ناجعة بمجالاتهم من فقر [[الحجاز]] بنجد: فبنو سليم مما يلي المدينة وبنو هلال في جبل [[غزوان]] عند [[الطائف]] وربما كانوا يطوفون رحلة الصيف والشتاء أطراف [[العراق]] والشام...". كما سميت باسم بني هلال مواطن كثيرة، منها بنو هلال قرية قديمة من أعمال الشرقية، وبنو هلال بالبحيرة تابعة لمركز [[دمنهور]]، وبنو هلال بقسم [[سوهاج]] وبني هلال [[اسيوطمحافظة أسيوط]]. وكانت القبائل الهلالية في أغلبها قبائل بدوية ظاعنة وتنتقل ما بين [[البصرة]] و[[مكة]] من ناحية، وما بين مكة و[[يثرب]] من ناحية أخرى ومن المعلوم عنها أنها كانت تدين [[وثنية|بالوثنية]] مثل بني هلال وبني سليم، فبنو هلال يعبدون صنم [[ذو الخلصة]] مع [[خثعم]] و[[بجيلة]].
 
وقد كان بنو سليم "يسكنون عالية [[نجد]] قرب [[خيبر]]، في [[حرة (جغرافيا)|حرّة]] [[حرة بني سليم|بني سليم]]. ويقول البعض بأن لسليم وهلال مواطن في [[العراق]]، ومن ذلك أن مجموعة منهم إتخذوا لهم محلة بوادي [[الكوفة]] حوالي 120هـ وكان هذا المكان يعرف بمسجد بني هلال، كما استوطن بنو هلال بنواحي [[حلب]] و[[الموصل]] ونزلوا المنازل التي كانت قبلهم [[ربيعة|لربيعة]] و[[كهلان]]. "أما في [[مصر]] فإن صاحب الخراج فيها استقدم إلى الجوف الشرقي أيام [[هشام بن عبد الملك]] الأموي عام 109هـ أبياتا قيسية في نصر بن معاوية وعامر بن صعصعة وغيرهما من بطون [[هوازن]]". وينحى [[المقريزي]] هذا المنحى عندما يقول: ""أن [[عبيد الله بن الحبحاب]] لما ولاه هشام مصر قال: "ما أرى لقيس فيها حظا إلا لناس من [[جديلة]] وفهم فيهم و[[عدنان]]" فكتب إلى هشام: "أن أمير المؤمنين أطال الله بقاءه قد شرف هذا الحي من قيس ونعشهم ورفع من ذكرهم وأني قدمت مصر فلم أر لهم فيها حظا إلا أبياتا من فهم، وفيها كور ليس فيها أحد وليس يضر بأهلها نزولهم معهم ولا يكسر خراجا وهو [[بلبيس]] فإن رأي [[أمير المؤمنين]] أن ينزلها هذا الحي من قيس فليفعل" فكتب إلى هشام: "أنت وذلك" فبعث إلى البادية فقدم عليه مائة أهل بيت من [[بني نضر]] ومائة أهل بيت من بني سليم فأنزلهم بلبيس وأمرهم بالزرع". وكان ذلك في بداية القرن الثاني للهجرة، واستيطان هذه المجموعات إنعكس على المجموعات الأخرى التي بقيت قابعة بالجزيرة حيث تشكوا شظف العيش، وذلك مما دفع هذه الأخيرة إلى مغادرة البادية، والهجرة إلى [[مصر]] للاستيطان بالقرب من القبائل الأخرى.
سطر 81:
 
== الآثار الحضارية للتغريبة الهلالية ==
أهم مآثر هؤلاء الهلاليين ذلك أنهم ربطوا [[المغرب العربي]] ببقية العالم العربي [[لغة]] وشعبا ذلك أن [[العرب]] قبل الهلاليين كان عددهم قليلا ومستقرين في الحواضر الكبرى [[تونس|كتونس]] و[[القيروان]] وكانت اللغة الغالبة على السكان هي [[الأمازيغية]] فجاء الهلاليون بأعدادهم الهائلة وانتشروا في جميع أصقاع المغرب العربي وعربوا البلاد فأصبح المغرب العربي عربيا خالصا من حيث اللغة ومن حيث كثرة السكان العرب والأمازيغ المستعربين بحيث ينتشر العرب في غالبية مناطق [[برقة]] و[[طرابلس]] وفزان [[ليبيا]] كما يشكلون جزءا من سكان الجزائر اليوم إد دحروا قبائل صنهاجة إلى رؤوس الجبال وقبائل زناتة إلى الغرب (بنو زيان إلى تلمسان وبنو مرين إلى المغرب الأقصى)كما تقلص عدد البربر بإفريقية تونس حاليا وغلب العنصر العربي على التركيبة السكانية فأصبح البربر المحافظين على خصوصيتهم أقلية تعد بعض الألاف بكامل البلاد التونسية وانضم اليهم اخوانهم من عرب الفتح والأشراف من آل البيت (بنو سليمان في تلمسان وتنس) فابتلعوا بقايا البربر بالمصاهرة أو المجاورة. كما ينتشرون في مناطق ورديغة وشاوية [[سطات]] و[[وجدة]] ودكالة وعبدة في المغرب بينما ينتشر المستعربون في مناطق شياظمة و[[بني ملال]] و[[ازيلالأزيلال]] وكثير من المناطق المغربية المعربة بفضل بني هلال.
{{اقتباس عالم|ابن خلدون|متن=إفريقية و[[المغرب]] لما جاز إليها [[بنو هلال]] و[[بنو سليم]] منذ أول المائة الخامسة وتمرسوا بها لثلاثمائة وخمسين من السنين قد لحق بها وعادت بسائطه خراباً كلها بعد أن كان ما بين السودان والبحر الرومي كله عمراناً تشهد بذلك آثار العمران فيه من المعالم وتماثيل البناء وشواهد القرى والمدر. |[[تاريخ ابن خلدون]] الجزء الأول- 8 من 258}}