عبد القادر مصطفى قباني: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V2.7
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:إصلاح وصلات الأخطاء إملائية
سطر 59:
من على صفحات ثمرات الفنون أطلق الشيخ قباني الدعوى لتأسيس جمعية تعنى بتعليم المسلمين أسوة بمدارس الإرساليات الأجنبية. ولم يطل الأمر إذ لم تمض ثلاث سنوات حتى قام بتأسيس [[جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية‌]] مع نخبة من الشباب الذين يمثلون مختلف العائلات المسلمة في بيروت. وفتحت الجمعية أبواب مدارسها لتستقبل الطلاب من مختلف الأديان دون أن تلزمهم بأخذ الدروس الدينية وهو عكس ما كان سائداً حينها من إنتشار المدارس الدينية التي تفرض على طلابها دروس دين معين وممارسة شعائره.
 
تولى الشيخ قباني رئاسة الجمعية بعد تأسيسها وانتقل فيما بعد ليصبح عضواً في مجلس إدارتها. وشهدت الجمعية في عهده تطوراً ونمواً كبيراً وبرزت قدراته الفذة في الإدارة المالية وجمع الأموال لتأسيس المدارس وتأمين الخدمات للمجتمع المسلم. فكانت أولى أعمال الجمعية إفتتاح مدرسة مجانية للإناث في منطقة [[الباشورة]] وضمت ما يقارب 200 فتاة ثم مدرسة ثانية للإماث داخل البلد ضمت 250 فتاة. ثم مدرستين للذكور واحدة في الباشورة والثانية في سوق البازركان وضمتا 450 تلميذ. إلى هذا قامت الجمعية بتأمين الأدوية لفقراء المسلمين وبتأمين المساعدات الإجتماعية لهم كما أسست لجنة لرحلات الحج وأخرى لأعمال الترجمة وإحياء التراث الإسلامي ومكتبة... فبدأت الجمعية بالبروز ولعب دور كبير في حياة منذ السنة الأولى لبدء نتيجة للإنطلاقة القوية التي شهدتها. فتمتعت منذ البداية بثقة المسلمين التي كانت إنعكاساً لثقتهم بمؤسسيها. وسرعان ما حذت مدن كثيرة حذو [[بيروت]] فبدأت موجة من تأسيس المدارس والجمعيات تحت اسم المقاصد دون أن يكون للجمعية الأساس في [[بيروت]] أي دور مباشر في تأسيسها، بل أن هذه الجمعيات إختارت أن تنضوي تحت شعار ورسالة المقاصد وإسمها فكانت تراسل الجمعية البيروتية دوماً مطلعة إياها على التطورات طالبة النصح والمساعدة خاصة في برامج التعليم. فنشأت جمعيات في [[حماهحماة]] و[[اللاذقية]] و [[طرابلس الشام]] و [[صيدا]] و [[نابلس]] و [[حيفا]]و [[جنين]] [[النبطية]] و[[مرجعيون]] و[[الإسكندرية]]...
 
ولم تقتصر مساهمات الشيخ قباني الكبرى في المجال التربوي على تأسيس جمعية المقاصد، بل ترأس لجنة في العام [[1906]]م لجمع المال لتأسيس مرسة الصنائع. فقامت هذه اللجنة بفرض مبلغ صغير من المال كضريبة لدخول [[بيروت]] . وهذه الطريقة تستعمل في الدول المتقدمة لجمع الأموال لبناء الجسور والطرق مما يظهر مقدرات الشيخ قباني المتميزة كرجل أعمال والتي ظهرت في أكثر من سياق في المشاريع التي قام بها والجمعيات التي انخرط فيها. وهكذا تأسست مدرسة الصنائع وما زالت إلى اليوم صرحاً تربوياً كبيراً له دور الأساسي في التعليم المهني في [[لبنان]]. وكانت رؤيا الشيخ قباني أن ينشأ هكذا صرح يقوم بإحياء الصنائع القديمة ويواكب ما هو جديد. وإهتمام الشيخ قباني بالتعليم المهني بالتوازي مع إهتمامه بالتعليم الأكاديمي ومبادرته في تأسيس صرحين تربويين كبيرين في المجالين، مدرسة الصنائع [[جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية‌|والمقاصد الخيرية]]، لهو أمر يعكس خبرته في هذا المجال وإدراكه لأهمية النوعين من التعليم في تأمين حاجات المجتمع وضرورة تنمية المجالين بتوازن فلا يتم التركيز والتوجيه نحو أحدهم دون الآخر فينتج خلل في النظام التعليمي وبالتالي نقص في تلبية حاجات المجتمع.