أقنعت هذه التجارب التي يستشهد بها جيفارا، أنه من أجل "مساعدة هؤلاء الناس"، يحتاج إلى ترك مجال الطب، والنظر في الساحة السياسية بحثاً عن الكفاح المسلح.<ref name="RevMedicine">[http://www.marxists.org/archive/guevara/1960/08/19.htm On Revolutionary Medicine] Speech by Che Guevara to the Cuban Militia on August 19, 1960. "Because of the circumstances in which I traveled, first as a student and later as a doctor, I came into close contact with poverty, hunger and disease; with the inability to treat a child because of lack of money; with the stupefaction provoked by the continual hunger and punishment, to the point that a father can accept the loss of a son as an unimportant accident, as occurs often in the downtrodden classes of our American homeland. And I began to realize at that time that there were things that were almost as important to me as becoming a famous or making a significant contribution to medical science: I wanted to help those people." {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170824124734/https://www.marxists.org/archive/guevara/1960/08/19.htm |date=24 أغسطس 2017}}</ref>
== غواتيمالا في حكم أربينز وشركة الفواكةالفواكه المتحدة ==
{{مفصلة|انقلاب غواتيمالا في عام 1954}}
[[ملف:Che Guevara - 2do Viaje - 1953-55.png|تصغير|170بك|خارطة أسفار تشي غيفارا بين عامي 1953 و1956، بما في ذلك سفره على متن [[غرانما (اليخت)|الغرانما]]]]
انطلق غيفارا مرة أخرى في يوم 7 يوليو عام 19531953، وهذه المرة إلى [[بوليفيا]] و[[بيرو]] و[[الإكوادور]] و[[بنما]] و[[كوستاريكا]] و[[نيكاراغوا]] و[[هندوراس]] و[[سلفادور|السلفادور]]. وفي يوم 10 ديسمبر من عام 1953، قبل أن يذهب إلى غواتيمالا، أرسل غيفارا رسالة إلى عمته بياتريس القاطنة في [[سان هوزيه، كوستاريكا|سان خوسيه في كوستاريكا]]. في الرسالة تحدث غيفارا عن عبور ممتلكات [[شركة الفواكه المتحدة]] والذي أقنعه بالواقع "الرهيب" [[رأسمالية|للرأسمالية]] "الاخطبوط".<ref>[[# refAnderson1997|اندرسون 1997]]، p. 126.</ref> حمل هذا السخط نبرة "الرغبة في الانتقام" الذي اعتمد عليه لإخافة المزيد من أقاربه [[يمينية|المحافظين]] واستمر مع غيفارا حتى عندما أقسم على قبر [[جوزيف ستالين]] عندما توفى،توفي، أنه لن يرتاح حتى "يتم التغلب على هذه الأخطبوطات".<ref>[[# refTaibo1999|1999]]، p. 31.</ref> وصل غيفارا إلى [[غواتيمالا]] في نفس الشهر حيث كان الرئيس [[جاكوبو أربينز غوزمان|خاكوبو أربينيز]] يرأس حكومة منتخبة ديمقراطياديمقراطياً وكان يحاول من خلال [[إصلاح الأراضي]] وغيرها من المبادرات إلى وضع حد لنظام [[الإقطاع]]. لإنجاز هذا الهدف، قام الرئيس أربينز بسن برنامج كبير لإصلاح الأراضي، حيث كان من المقرر أن يتم مصادرة جميع أجزاء الأراضي غير المستزرعة ذات الحيازات الكبيرة وإعادة توزيعها على الفلاحين المعدمين. أكبر مالك للأراضللأراضي وواحد من أكثر الملاك تضررا من هذه الإصلاحات هي '''شركة الفواكةالفواكه المتحدة''' والتي قامت حكومة أربينز بالفعل بسحب أكثر من 225.000 [[فدان]] من ملكيتها.<ref>[[# refKellner1989|كيلنر 1989]]، p. 31.</ref> بعد شعوره بالرضا من الطريقة التي اتخذتها هذه الدولة، قرر غيفارا أن يستقر في غواتيمالا وذلك "لتهيئة نفسه وإنجاز ما قد يكون ضرورياضرورياً من أجل أن يصبح ثوريا حقاحقاً".<ref name="Kellner89pg31">[[# refGuevaraLynch2000|جيفارا لينش 2000]]، p. 26.</ref>
في [[مدينة غواتيمالا]]، سعى غيفارا للتعرف على [[هيلدا جاديا أكوستا]] وهي مواطنة من [[بيرو|البيرو]] تعمل [[اقتصادي|بالاقتصاد]] والتي كان لديها العديد من المعارف السياسية بصفتها عضواعضواً في التيار اليساري في [[حزب التحالف الشعبي الثوري (أمريكانا)]]. قدمت غيفارا إلى عدد من المسؤولين رفيعي المستوى في [[جاكوبو أربينز غوزمان#رئاسة وانقلاب|حكومة أربينز]]. بعد ذلك تعرف غيفارا على مجموعة من المنفيين الكوبيين المرتبطين [[فيدل كاسترو|بفيديل كاسترو]] عن طريق هجوم 26 يوليو 1953 على [[ثكنة مونكادا]] في سانتياغو دي كوبا<ref>[[# refRadioCadena2006|اذاعة كادينا أغرامونتي 2006.]]</ref> واكتسب غيفارا لقبه الشهير خلال هذه الفترة نظرا إلى الاستخدام المتكرر للاختصار الأرجنتيني (تشي) وهي كلمة عامية عارضة يتم استخدامها على غرار ''الرفيق'' أو ''الصديق''.<ref>[[# refIgnacio2007|اجناسيو 2007]]، p. 172.</ref>
لم تكلل محاولات غيفارا للحصول على التدريب الطبي بالنجاح ووضعهوكان وضعه الاقتصادي في كثيريمنعه من الأحيانذلك كانفي يمنعهكثير من ذلكالأحيان. وفي 15 مايو 1954 تم إرسال مجموعة من المشاة المحملين بمدافع [[سكود]]ا والأسلحة الخفيفة من قبل [[# تشيكوسلوفاكيا الشيوعية تشيكوسلوفاكيا|تشيكوسلوفاكيا الشيوعية]] لحكومة أربينز حيث وصلت إلى "بويرتو باريوس"،<ref name="usdepstate">[[# refUSDeptState2008|وزارة الخارجية الأمريكية 2008.]]</ref><ref>[[# refAnderson1997|اندرسون 1997]]، p. 144.</ref> نتيجةنتيجةً لذلك، غزت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والجيش البلاد وثبتت [[يمينية|اليميني]] الديكتاتوري ''[[كارلوس كاستيلو أرماس]]'' في الحكم.<ref name="Kellner89pg31"/> كان غيفارا تواقا للقتال نيابة عن أربينزأربينز، بل وانضم إلى [[ميليشيا|الميليشيات]] المسلحة التي نظمتها الشبيبة الشيوعية لهذا الغرض، ولكنهلكنه شعر بالإحباط نتيجة لتقاعس الجماعة عن العمل وسرعان ما عاد إلى مهام الرعاية الطبية، وفي أعقاب الانقلاب تطوع للقتال مرة أخرى، لكن بعد فترة وجيزة لجأ أربينز إلى السفارة المكسيكية ونصح مؤيديه الأجانب بمغادرة البلاد، نداءات غيفارا المتكررة للمقاومة تمت ملاحظتها من قبل مؤيدي الانقلاب، وتم إعلان الرغبة في اغتياله.<ref name="Kellner89pg32">[[# refKellner1989|كيلنر 1989]]، p. 32.</ref> بعد إلقاء القبض على [[هيلدا جاديا أكوستا|هيلدا جاديا]]، سعى غيفارا إلى الاحتماء [[قنصلية|بالقنصلية الأرجنتينية]] حيث ظل هناك حتى حصل على تصريح الخروج الآمن. بعد ذلك ببضعة أسابيع انطلق إلى المكسيك.<ref>[[# refTaibo1999|1999]]، p. 39.</ref> تزوج غيفارا من [[هيلدا جاديا أكوستا|هيلدا جاديا]] في المكسيك في سبتمبر من عام 1955.<ref name="Memoira">سنو، أنيتا. [http://www.firstcoastnews.com/life/books/news-article.aspx?storyid=116566&catid=256 "' حياتي مع تشي 'من هيلدا جادي".] ''[[أسوشيتد برس|اسوشيتد برس]]'' في ''[[WJXX التلفزيون]].'' 16 أغسطس 2008. استرجاع يوم 23 فبراير 2009.</ref>
عززت عملية التدخل للإطاحة بنظام أربينز وجهة نظر غيفارا تجاه الولايات المتحدة باعتبارها القوة [[الإمبريالية|الاستعمارية]] التي من شأنها أن تعارض وتحاول تدمير أي حكومة تسعى لمعالجة عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية المستوطنة في أمريكا اللاتينية وغيرها من البلدان النامية. كان غيفارا على اقتناع بأن تحقيق الماركسية لا يتم إلا من خلال الكفاح المسلح الذي يدافع عنه الشعب المسلح والطريق الوحيد لتصحيح مثل هذه الظروف وذلك بتعزيزها.<ref>[http://www.fsmitha.com/h2/ch24x.html تشي جيفارا 1960-67 فرانك E. Smitha] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170909031810/http://www.fsmitha.com:80/h2/ch24x.html |date=09 سبتمبر 2017}}</ref> كتبت [[هيلدا جاديا أكوستا|هيلدا جاديا]] كتبت في أنبأن "غواتيمالا هي التي أقنعته أخيراأخيراً بضرورة الكفاح المسلح، وعلى أخذ زمام المبادرة ضد الامبرياليةالإمبريالية. عندما حان وقت الرحيل كان هو حينها واثقاواثقاً من هذا.<ref>{{مرجع كتاب |العنوان=Che Guevara |الأول=Andrew |الأخير=Sinclair |الناشر=The Viking Press |السنة=1970 |الصفحة=12}}</ref>