نابليون بونابرت: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
وسوم: تعديلات المحتوى المختار تحرير من المحمول تعديل ويب محمول
لا ملخص تعديل
وسوم: تعديلات المحتوى المختار تحرير من المحمول تعديل ويب محمول
سطر 299:
اعتُقل نابليون وسُجن لفترة قصيرة، ثم نُفي إلى [[سانت هيلينا|جزيرة القديسة هيلانة]] في وسط [[المحيط الأطلسي|المحيط الأطلسي الجنوبي]] بين [[أفريقيا]] و[[البرازيل]]، والتي تبعد 2,000 كيلومتر تقريبًا عن كليهما. عاش نابليون أول شهرين له على الجزيرة في منزل على أرض مملوكة لشخص يُدعى "وليام بالكومب"، وسرعان ما أصبح صديقًا مقربًا لأفراد العائلة، وبشكل خاص للإبنة الصغرى "إليزابيث لوسيا"، التي ألّفت في وقت لاحق كتاب "ذكريات الإمبراطور نابليون"<ref>Balcombe 1845</ref> ([[لغة إنكليزية|بالإنگليزية]]: Recollections of the Emperor Napoleon). انتهت هذه الصداقة في عام [[1818]]، عندما شكّت السلطات البريطانية بأن بالكومب يلعب دور الوسيط بين نابليون و[[باريس]]، فقامت بترحيل بالكومب من الجزيرة.<ref>Thomson 1969, p.77–9</ref>
[[ملف:16 Napoleons exole St Helena June1970.jpg|تصغير|يمين|منزل لونگوود على جزيرة القديسة هيلانة حيث أمضى نابليون السنوات الأخيرة من حياته.]]
نُقل نابليون بعد ذلك إلى "منزل لونگوود" في شهر ديسمبر من سنة 1815؛ وكان ذلك المنزل شديد العطب كثير [[رطوبة|الرطوبة]]، تعصف به الرياح على الدوام. نشرت صحيفة "[[ذي تايمز|الأزمان]]" البريطانية عدّة مقالات تقول فيها بأن الحكومة البريطانية ترغب بالتسريع من [[موت]] بونابرت، وأن الأخير دائمًا ما اشتكى على الدوام من ظروف العيش السيئة في رسائل موجهة إلى حاكم الجزيرة السير "هدسون لوي".<ref>Schom 1997, p.769–770</ref> وفي تلك الفترة، قام بونابرت بكتابة ذكرياته بمعاونة ثلة من تابعيه المخلصين الذين حضروا معه إلى الجزيرة، وانتقد فيها آسروهآسريه وبشكل خاص الحاكم لوي. يتفق العديد من المؤرخين أن معاملة لوي لنابليون كانت معاملة رديئة،<ref name=Lowe>McLynn 1998, p.642</ref> فقد أقدم على جعل وضعه يتفاقم بعدة طرق منها: الإنقاص من حجم المصروف الذي كان يُرسل إليه، منع إرسال أو تسليم أي هدية إليه إن كانت تتضمن ذكراً لمنصبه الامبراطوري،الإمبراطوري، ووثيقة كان على تابعيه التوقيع عليها وهي تضمن بقائهمبقاءهم إلى جانبه إلى أجل غير مسمى.<ref name=Lowe/>
[[ملف:Napoleon sainthelene.jpg|تصغير|نابليون على جزيرة القديسة هيلانة.]]
في سنة [[1818]] نشرت صحيفة الأزمان إشاعة كاذبة تُفيد بأن نابليون هرب من الجزيرة، كما قيل أن عدد من [[لندن|اللندنيين]] استقبل هذا الخبر بالإضاءات العفوية.<ref group="معلومة">كانت هذه عادة إنگليزية قديمة، تتمثل في قيام أصحاب البيوت بإشعال الشموع ووضعها على حافة الشبابيك المطلة على الشارع إعلانًا بوقوع حدث سعيد.</ref><ref>Woodward 2005, p.51–9</ref> حصد نابليون خلال الفترة التي قضاها في الجزيرة تعاطف بعض أعضاء البرلمان البريطاني، فقد ألقى اللورد "هنري ڤاسل فوكس"، أحد كبار السياسيين، خطابًا قويًا في إحدى الجلسات طالب فيه ألا تتم معاملة نابليون بقسوة غير ضرورية.<ref>McLynn 1998, p.644</ref> وفي هذا الوقت كان نابليون يُتابع ما يجري في بريطانيا عن طريق ذات الصحيفة التي نشرت خبر هروبه، فتأمّل أن يتم إطلاق سراحه بحال أصبح فوكس رئيسًا للوزراء. حصل نابليون كذلك على دعم اللورد "طوماس كوكران" الذي دعم حركة الاستقلال في كل من [[تشيلي]] و[[البرازيل]]، ورغب في إنقاذ نابليون ومساعدته على إنشاء إمبراطورية جديدة في [[أمريكا الجنوبية]]، إلا أن هذه الخطة أحبطت بوفاة نابليون سنة [[1821]].<ref>Macaulay 1986, p.141</ref> كان هناك أيضًا عدد من الخطط الأخرى الهادفة لإنقاذ نابليون، منها الخطة التي وضعها الجنود الفرنسيون الذين نفوا إلى ولاية [[تكساس]] الأمريكية، ورغبوا في قيام إمبراطورية نابليونية جديدة في [[أمريكا الشمالية]]، حتى أنه يُقال بوجود خطة قضت بتهريب بونابرت عن طريق [[غواصة]] بدائية.<ref>Wilkins 1972</ref> كان نابليون بالنسبة للورد "[[جورج غوردون بايرون، البارون بايرون السادس|جورج گوردن بايرون]]"، وهو أحد الشعراء الإنگليز، مثال البطل الرومانسي المضطهد والعبقري الوحيد المعيب. أثارت مسألة قيام نابليون بأعمال البستنة بنفسه في مسكنه بلونگوود في سنواته الأخيرة، حساسية وتعاطف الكثير من أبناء الشعب البريطاني والسياسيين معه بشكل أكبر من السابق.<ref>McLynn 1998, p.651</ref>
سطر 320:
يقول باحثون آخرون أن ورق الجدران في منزل لونگوود كان قد أُلصق باستخدام نوع من اللاصق ذي نسبة عالية من الزرنيخ، وكان هذا اللاصق يُستخدم في [[بريطانيا]] منذ فترة طويلة على الرغم من أن استنشاق رائحته مضر لل[[بشر]]، ذلك أن الطقس البارد في [[المملكة المتحدة]] يجعل منه حميداً غير مؤذ، أما في [[سانت هيلينا|جزيرة القديسة هيلانة]]، حيث الطقس أكثر رطوبة، فيُحتمل أنه قد دبّ إليه [[عفونة|التعفن]]، الأمر الذي جعله يبعث [[غاز]] [[هيدريد زرنيخ ثلاثي|الأرسين]] السام الذي استنشقه نابليون طيلة سنوات. استُبعدت هذه النظرية من ضمن باقي النظريات لأنها لا تشرح نمط استنشاق الزرنيخ كما في النظريات الأخرى.<ref name=Cullen/> زعمت مجموعة من الباحثين في دراسة أجروها سنة [[2004]]، أن وفاة نابليون جاءت نتيجة أنواع العلاج المختلفة التي خضع لها، والتي سببت له اضطرابًا في وظيفة قلبه.<ref>Mari 2004</ref>
 
ظهرت بضعة دراسات حديثة تدعم النظرية الأصلية القائلة بوفاة نابليون جرّاء إصابته ب[[سرطان المعدة]]،<ref name=cullen156/> ففي دراسة من سنة [[2008]]، قام الباحثون بتحليل عينات شعر تعود لبونابرت مأخوذة منه خلال مراحل مختلفة من حياته، ومن أفراد عائلته وبعض الذين عاصروه كذلك الأمر. وبعد إجراء التحاليل على تلك العينات تبيّن أن كلها تحوي مستويات مرتفعة من الزرنيخ، تفوق المستويات الحالية بمئة مرة. وبناءً على هذا، قال الباحثون أن جسد نابليون كان قد خزّن نسبة كبيرة من الزرنيخ منذ أن كان صبيًا واستمر يُخزنها طيلة حياته؛ ذلك أن الناس في ذلك الزمن كانوا عرضةً إلى روائح الغراء والأصباغ بصورة مستمرة طيلة حياتهم.<ref group="معلومة">يستطيع جسد الإنسان أن يتحمل جرعات كبيرة من الزرنيخ بحال قام المرء باستهلاك كمية معينة منه بانتظام. وفي زمن نابليون كان الناس يتناولون الزرنيخ بكثرة نظراً لأنه كان يُعتبر دواءً شافيًا لكل أنواع الأمراض.</ref><ref>Cullen 2008, p.50</ref> وفي دراسة من عام [[2007]]، تبين أنه لم يكن هناك من دليل على التسمم بالزرنيخ في الأعضاء الأكثر عرضة له، فقيل أن سبب الوفاة هو سرطان المعدة بالفعل.<ref>Cullen 2008, p.161</ref>
 
== زوجاته وأبناؤه ==