مقراب هابل الفضائي: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V2.7
لا ملخص تعديل
سطر 56:
}}
}}
'''مِقْرَابٌ <ref>{{مرجع ويب|المسار=http://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/مقراب/|العنوان=تعريف و معنى كلمة مقراب في معجم المعاني الجامع، المعجم الوسيط ،اللغة العربية المعاصر - معجم عربي عربي - صفحة 1|الناشر=|تاريخ الوصول=29 ديسمبر 2016}}</ref> هَابل الفَضَائي''' أو '''مَرصَدُ<ref>{{مرجع ويب|المسار=http://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/مرصد/|العنوان=تعريف و معنى كلمة مرصد في معجم المعاني الجامع، المعجم الوسيط ،اللغة العربية المعاصر - معجم عربي عربي - صفحة 1|الناشر=|تاريخ الوصول=29 ديسمبر 2016}}</ref> هَابل الفَضَائي''' أو '''تِلسكوب<ref>{{مرجع ويب|المسار=http://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/تلسكوب/|العنوان=تعريف و معنى كلمة تلسكوب في معجم المعاني الجامع، المعجم الوسيط ،اللغة العربية المعاصر - معجم عربي عربي - صفحة 1|الناشر=|تاريخ الوصول=29 ديسمبر 2016}}</ref> هابل الفضائي''' {{إنج|Hubble Space Telescope ويُدعى اختصاراً '''HST'''}} هو [[مرصد فضائي|مرصدٌ فضائي]] يدُورُ حول [[الأرض]]، وقد أمدَّ الفلكيين بأوضح وأفضل رُؤية للكون على الإطلاق بعد طُول مُعاناتهم من [[مقراب|المقاريب]] الأرضيَّة التي تقفُ في طريق وضوح رُؤيتها الكثير من العوائق سواء جوُّ الأرض المليء بالأتربة والغُبار أم المُؤثرات البصريَّة الخادعة لجوِّ الأرض والتي تُؤثِّر في دقَّة النتائج. سُمِّي المقراب على اسم العالم الفلكي [[إدوين هابل]]. بدأ مشرُوع بناء المقراب عام [[1977]] وأُطلق إلى مداره الأرضي المُنخفض خارج [[غلاف جوي|الغلاف الجوَّي]] على بُعد 593 [[كم]] فوق [[مستوى سطح البحر]]، {{ملاحظة مفهرسة|مصدرٌ آخر ذكر أنَّه موجُود على ارتفاع 569 كيلومترا عن كوكب الأرض<ref name="Bj"/>}} حيثُ يُكمل [[مدار|مداره الدَّائري]] بين 96-97 [[دقيقة]] ويحلِّقُ بسرعة 28 ألف كيلومتر/ساعة.<ref name="Bj"/> أُرسل بواسطة [[مكوك فضائي|مكُوك فضائي]] استُخدم لإطلاقه وهو [[ديسكفري (مكوك فضائي)|مكوك ديسكفري]] في المهمة [[إس تي إس-31|STS-31]] في 24 أبريل عام 1990، ولا يزالُ هذا المقراب قيد التَّشغيل حتَّى الآن، هذا المرصدُ ذو [[بؤرة العدسة|بؤرة (فتحة عدسة)]] قدرها 2.4 [[متر|م]] (7.9 [[قدم]]). لمرصد هابل أربعة أجهزة رئيسيَّة للرَّصد حيثُ تُصوِّرُ [[فوق البنفسجية|بالأشعة فوق البنفسجية القريبة]] و[[الطيف المرئي|الطَّيف المرئي]] و[[الأشعة تحت الحمراء|الأشعَّة تَّحت الحمراء القريبة]].
 
يقعُ [[مدار]] هذا المرصد خارج نطاق تشتيت [[غلاف الأرض الجوي|غلاف الأرض الجوِّي]] للضَّوء القادم من الأجرام الكونيَّة ممّا يسمحُ بالتقاط صور عالية الوُضُوح بدون ضوء في الخلفية تقريبًا. فعلى سبيل المثال صُورة [[حقل هابل العميق|حقلُ هابل العميق]] هي أكثر صُورة [[طيف مرئي]] مُفصَّلة أُخذت لأَجسام الكون الأكثر بُعدًا. لقد أدَّت العديد من مُشاهدات مرصد هابل إلى تقدُّم مُفاجئ في [[الفيزياء الفلكية|الفيزياء الفلكيَّة]] مثل قانُون [[قانون هابل|التَّحديد الدَّقيق لنسبة توسع الكون]].
سطر 64:
اقتُرحت [[مرصد فضائي|مراصد الفضاء]] في بداية عام 1923 وتمَّ تمويل مرصدُ هابل في سبعينيَّات القرن العشرين واقترح إطلاقه عام 1983؛ ولكن المشروع عانى من تأخيراتٍ تقنيَّة ومن مشاكل في الميزانيَّة بالإضافة إلى حدوث [[شالنجر (مكوك فضاء)|كارثة مكُوك الفضاء تشالنجر]]. حينما أُطلق مرصد هابل في عام 1990 لُوحظ بأنَّ المرآة الرَّئيسيَّة وُضعت بشكلٍ غير صحيح وهذا أثَّر على قُدُراتِ المرصد وقد أُعِيد ضبط المرصد الفضائي إلى مُستوى الجودة المطلُوب منه بعد إطلاق مهمَّة الاصلاح [[إس تي إس-61|STS-61]] لصيانة المرصد عام 1993.
 
هابل هو المرصد الوحيد المُصمَّمُ لتتمَّ صيانته في [[الفضاء]] من قبلِ [[رواد الفضاء|رُوَّاد الفضاء]]. بين الأعوام 1993 و2002 أُطلقت أربعُ مهام لإصلاح وتطوير واستبدال أنظمة المرصد وأُلغيت المهمَّة الخامسة لأسباب السَّلامة بعد [[كارثة مكوك الفضاء كولومبيا|كارثة مكُوك الفضاء كُولومبيا]]. بكلِّ الأحوال وافق مدير [[ناسا]] [[مايكل دوغلاس غريفين|مايكل غريفين]] بعد مُناقشاتٍ على مهمَّة صيانةٍ أخيرة انتهت عام 2009؛ ولا يزالُ المرصد قيد التَّشغيل حتَّى عام 2016، ويُتوقَّعُ استمراره في العمل حتَّى عام 2030-2040.<ref name="cbsnews20130530"/> الخَلَف العلمي لمرصد هابل هو [[مقراب جيمس ويب الفضائي|مقرابُ جيمس ويب الفضائي]] والذي من المُقرَّرِ إطلاقه في مايومارس من عام 20202021.<ref>{{cite web |url=https://www.nasa.gov/press-release/nasa-scompletes-webb-observatorytelescope-requiresreview-morecommits-timeto-forlaunch-testingin-andearly-evaluation-new-launch2021 |title=NASA's Completes Webb ObservatoryTelescope RequiresReview, MoreCommits Time for Testing and Evaluation; Newto Launch Windowin UnderEarly Review2021 |publisher=NASA |date=MarchJune 27, 2018 |access-date=MarchJune 28, 2018| مسار الأرشيف = http://web.archive.org/web/20180329030036/https://www.nasa.gov/press-release/nasa-s-webb-observatory-requires-more-time-for-testing-and-evaluation-new-launch/ | تاريخ الأرشيف = 29 مارس 2018 }}</ref>
 
== البداية والتصميم والهدف ==
=== بوادر المُقترحات ===
السطر 154 ⟵ 155:
أظهرت تحاليل الصُّور الخاطئة أَنَّ سببُ المُشكلة هُو وُجُود عيب في صقل المرآة الأوَّليَّة للمقراب؛ وذلك على الرغم من أنَّها كانت قد صُنعت وصُقلت بدقَّة بالغة، إلا أن الخلل الانحرافي بنحو 10 نانُومتر <ref name="ScienceSPF"/> ومقْياسُ مجال رُؤية مُسطَّح للغاية بنحو 2200 نانُومتر (2.2 [[ميكرومتر]])،<ref name="Servicing Mission 1">{{مرجع ويب |المسار=http://hubble.nasa.gov/missions/sm1.php |العنوان=Servicing Mission 1 |الناشر=NASA |تاريخ الوصول=April 26, 2008 |مسار الأرشيف=http://web.archive.org/web/20080420202154/http://hubble.nasa.gov/missions/sm1.php <!--Added by H3llBot--> |تاريخ الأرشيف=April 20, 2008}}</ref> كان كارثيًّا بالشكل الكافي لحدوث [[زيغ كروي]]، الأمر الذي تسبَّب في جعل الضَّوء المُنعكس عن حافَّة المرآة [[بؤرة العدسة|يُركِّز]] على نُقطةٍ مُختلفةٍ عن مركز المرآة.<ref name="Tatarewicz, SP-4219, p. 375">Tatarewicz, p. 375.</ref>
 
أثَّر عيب المرآة على الرصد العلمي، فرغم أن مركز دالة التوزيع النقطي الزائغ كان ظاهراً بما فيه الكفاية ليسمح برصد عالي الدِّقَّة للأَجسام اللَّامعة، وأن التَّحليل الطَّيفي للمصادر النقطية قد تأثر بهذا الخلل بفُقدان الحساسية فقط؛ إلا أن فُقدان الضَّوء إلى الهالة غير المركزة قد تسبَّب في التقليل من قُدرة المقراب على رصد الأجسام الباهتة على نحوٍ كبير أو على القيام بتصويرٍ مرتفع التبايُن. وهذا يعني تقريبًا أن جميعُ البرامج والأَجهزة المُتخصِّصة الكونية قد تعذَّر عملها بشكلٍ أساسي، لأَنَّ وظيفتُها كانت مُرتبطة بمُراقبة الأَجسام الباهتة، والتي كانت ذات بُعد استثنائي.<ref name="Tatarewicz, SP-4219, p. 375"/> بسبب هذا العيب أصبحت ناسا ومرصد هابل أُضحُوكةً بين النَّاس، إلى درجة وصفه بأنَّهُ [[فيل أبيض]]. وكمثال على ذلك، في عام 1991 صُور مرصد هابل الفضائي في الفيلم الكُوميدي (''The Naked Gun 2½: The Smell of Fear'')، مع سفينة [[آر إم إس لوسيتانيالوسيتينيا|لوسيتانيالوسيتينيا]] و[[سفينة زيبلين 129 هيندينبيرغ]] الهوائيَّة الألمانية وسيَّارة فُورد [[إدسل]]؛ وجميعُ هذه الأشياء اشتهرت بفشلها.<ref>{{مرجع ويب |المسار=http://www.imdb.com/title/tt0102510/ |العنوان=The Naked Gun 2½: The Smell of Fear |الناشر=Internet Movie Database |تاريخ الوصول=April 26, 2008}}</ref> ومع ذلك فإنَّه في السَّنوات الثَّلاثة الأُولى من مُهمَّة مرصد هابل وقبل التَّصحيحات البصريَّة رصد هابل أعدادًا كبيرة من الرصد العلمي لأَجسام مُختلفة أقل أهمية في الفضاء والَّتي لم تتأثر بوُجُود الانحراف الكروي في مرآة هابل.<ref>{{Cite journal|المؤلف=Goodwin, Irwin |التاريخ=1994 |العنوان=Hubble repair improves vision and helps restore NASA's image |journal=Physics Today |volume=47 |issue=3 |الصفحة=42 |المؤلف2=Cioffi, Denis F. |doi=10.1063/1.2808434 |bibcode=1994PhT....47c..42G}}</ref> كان هذا الخلل في المرآة واضحاً ومتكرراً، بشكل تمكَّن فيه عُلماء الفلك من التَّعويض الجُزئي للانحراف عن طريق استخدام [[معالجة الصور الرقمية|تقنيَّات مُعالجة الصُّور المُتطوِّرة]] مثْل [[إزالة التفاف|إزالة الالتفاف]].<ref>Dunar, pp. 514–515.</ref> استغرق وُجُود هذا الانحراف 3 سنوات قبل أن تُقرَّر وكالة ناسا إرسال بعثة لإصلاحه في الثاني من شهر ديسمبر عام 1993.<ref name="Bj"/>
 
=== أصل المشكلة ===
السطر 479 ⟵ 480:
| caption2 = آلية الإلتقاط الناعمة (Soft Capture Mechanism) وقد ثُبِّتت في أسفل مقراب هابل أثناء المهمة الأخيرة لصيانة المقراب في عام 2009.
}}
يدُور هابل حول الأرض في الطَّبقة العلويَّة [[غلاف الأرض الجوي|للغلاف الجوِّي]] ومع مرور فترة من الزمن قد [[تدهور مداري|يتدهور مدارُه]] بسبب [[مقاومة مائع|مُقاومة المائع]] وفي حال تدهور مداره ولم يتمُّ إعادة رفعه للمدار المُناسب فإنَّه سوف يدخُل غلاف الأرض بالاعتماد على تأثير الشَّمس عليه وكذلك تأثره بالغلاف الجوي العلوي. فلو هبط هابل عن مداره وتسبب في دخُولٍ غير مُنضبط لداخل الأرض فإنَّ أجزاء من المرآةِ الرَّئيسيَّة وهيكلها الدَّاعم قد تنجُو ولكن هُناك احتمالية كبيرة في أنها ستسبَّب في إصابة عددٍ من النَّاس وكذلك حُصُول وفيَّات في المكان الذي ستسقُط عليه.<ref>{{استشهاد بخبر |المسار=http://news.bbc.co.uk/2/hi/science/nature/3406079.stm |العنوان=Why Hubble is being dropped |الناشر=BBC News |الأول=David |الأخير=Whitehouse |التاريخ=January 17, 2004 |تاريخ الوصول=January 10, 2007| مسار الأرشيف = http://web.archive.org/web/20170614030822/http://news.bbc.co.uk/2/hi/science/nature/3406079.stm | تاريخ الأرشيف = 14 يونيو 2017 }}</ref> في عام 2013 قال نائبُ مُدير المشروع جيمس جيليتيك أنَّ مقراب هابل من المُمكن أن يصمد في عمله إلى عام 2020.<ref name="cbsnews20130530">{{مرجع ويب |المسار=http://www.cbsnews.com/network/news/space/home/spacenews/files/1ae7cac0d167055e41e1f0da7b0ac6a3-588.html |العنوان=Four years after final service call, Hubble Space Telescope going strong |العمل=CBS News |الأول=William |الأخير=Harwood |التاريخ=May 30, 2013 |تاريخ الوصول=June 3, 2013}}</ref> بناءً على النَّشاط الشَّمسي والسُّحُب في الغلاف الجوِّي أو عدمهما فإنَّ دخُول مقراب هابل للغلاف الجوِّي الأرضي سوف يحدُث بين الأعوام 2020 و2040.<ref name="cbsnews20130530"/> في يونيو 2016 مدَّدت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) مدَّة خدمة مرصد هابل إلى يونيو من عام 2021.<ref>{{Cite press release|المسار=http://www.nasa.gov/press-release/nasa-extends-hubble-space-telescope-science-operations-contract |العنوان=NASA Extends Hubble Space Telescope Science Operations Contract |الناشر=NASA |الأخير=Northon |الأول=Karen |التاريخ=June 23, 2016 |تاريخ الوصول=June 26, 2016}}</ref>
[[ملف:Hubble_Space_Telescope_Scale_Model.JPG|تصغير|يمين|نُسخة مُصغَّرة لمرصدِ هابل الفضائي في مرشفيلد [[ميسوري]] مسقط رأس العالم الفلكي إدوين هابل.]]
كانت ناسا قد وضعت خُطَّة لحماية مقراب هابل واسترداده من الفضاء عند انتهاء مدة خدمته وذلك عن طريق إرسال مكُوكٍ فضائي لأخذه من مداره وفي حال حصول ذلك وتمَّ جلبه للأرض فإنّه سوف يُوضع في [[مؤسسة سميثسونيان]] ليراهُ النَّاس ولكنَّ هذا القرار لم يعُد ممكنًا بسبب تقاعُد أسطول المركبات الفضائية عن الخدمة في سنة 2011 وهُم بالتَّرتيب [[ديسكفري (مكوك فضائي)|Discovery]] ثمَّ [[أتلانتيس (مكوك الفضاء)|Atlantis]] وأخيرًا [[إنديفور (مكوك فضائي)|Endeavour]] ووضعهم تحت قائمة [[مركبات فضائية متقاعدة|المركبات الفضائيَّة المتقاعدة]]، والسَّبب الآخر هي التَّكلُفة العالية لجلبه والخطر المُترتِّب الذي قد يُصيب طاقم رُوَّاد الفضاء أثناء جلبه. بدلًا من ذلك فكَّرت ناسا بوضع وحدة دفع خارجية على المقراب للسماح له بالدخُول المُنضبط إلى الأرض.<ref>{{استشهاد بخبر |المسار=http://www.spaceref.com/news/viewnews.html?id=1050 |الأول=Keith |الأخير=Cowing |العنوان=NASA Considering Deletion of Hubble Deorbit Module |التاريخ=July 22, 2005 |تاريخ الوصول=January 10, 2007 |الناشر=SpaceRef}}</ref> في النِّهاية ثبَّتت ناسا على المقراب آلية الالتقاط الناعمة ''Soft Capture Mechanism'' ونظام رينديزوس ''Rendezvous System'' لإنزاله من مداره في المُستقبل إمَّا عن طريق الطَّاقم أو عن طريق رُوبوت فضائي.<ref name="Soft Capture"/>