عيد الميلاد: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:استبدال مولدافيا بمولدوفا
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V2.7
سطر 1:
{{عيد الميلاد2}}
'''عيد الميلاد''' يُعتبر ثاني أهم الأعياد [[المسيحية]] على الإطلاق بعد [[عيد القيامة]]، ويُمثل تذكار [[ميلاد يسوع|ميلاد يسوع المسيح]] وذلك بدءًا من ليلة [[24 ديسمبر]] ونهار [[25 ديسمبر]] في [[تقويم غريغوري|التقويمين الغريغوري]] و[[تقويم ميلادي#تقويم يولياني|اليولياني]] غير أنه وبنتيجة اختلاف التقويمين ثلاث عشر يومًا يقع العيد لدى الكنائس التي تتبع التقويم اليولياني عشية [[6 يناير]] ونهار [[7 يناير]].<ref name="عيد">[http://st-takla.org/FAQ-Questions-VS-Answers/04-Questions-Related-to-Spiritual-Issues__Ro7eyat-3amma/001-Christmas-Date-7-January-or-25-December.html عيد الميلاد: 25 ديسمبر أم 7 يناير]، الأنبا تكلا، 26 ديسمبر 2011. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170916132037/http://st-takla.org:80/FAQ-Questions-VS-Answers/04-Questions-Related-to-Spiritual-Issues__Ro7eyat-3amma/001-Christmas-Date-7-January-or-25-December.html |date=16 سبتمبر 2017}}</ref> ورغم أن [[الكتاب المقدس]] لا يذكر تاريخ أو موعد ميلاد [[يسوع]] فإن [[آباء الكنيسة]] قد حددوا ومنذ [[مجمع نيقية]] عام [[325]] الموعد بهذا التاريخ، كذلك فقد درج التقليد الكنسي على اعتباره في منتصف الليل، وقد ذكر [[إنجيل غير قانوني#أناجيل الطفولة|إنجيل الطفولة ليعقوب المنحول]] في [[القرن الثالث]] الحدث على أنه قد تم في منتصف الليل، على أن البابا [[بيوس الحادي عشر]] في [[الكنيسة الكاثوليكية]] قد ثبّت عام [[1921]] الحدث على أنه في منتصف الليل رسميًا؛ يذكر أيضًا، أنه قبل المسيحية كان يوم [[25 ديسمبر]] عيدًا [[وثنية|وثنيًا]] لتكريم [[شمس|الشمس]]، ومع عدم التمكن من تحديد موعد دقيق لمولد يسوع حدد [[آباء الكنيسة]] عيد الشمس كموعد الذكرى، رمزًا لكون المسيح "شمس العهد الجديد" و"نور العالم".<ref name="عيد"/><ref>[http://www.civilizationstory.com/civilization/ قصة الحضارة]، ويل ديورانت، ص.3910. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171205084553/http://www.civilizationstory.com:80/civilization/ |date=05 ديسمبر 2017}}</ref> ويعتبر عيد الميلاد جزءًا وذروة "زمن الميلاد" الذي تستذكر فيه الكنائس المسيحية الأحداث اللاحقة والسابقة لعيد الميلاد [[عيد البشارة|كبشارة مريم]] وميلاد [[يوحنا المعمدان]] و[[عيد الختان|ختان يسوع]]، ويتنوّع تاريخ حلول الزمن المذكور بتنوع [[الثقافة المسيحية|الثقافات المسيحية]] غير أنه ينتهي عادة في [[6 يناير]] [[عيد الغطاس|بعيد الغطاس]]، وهو تذكار [[يسوع#العماد وتجربة الجبل|معمودية يسوع]].<ref>[http://www.lexamoris.com/diesdomini/adventum.html زمن الميلاد]، موقع الأب بيار نجم، 26 ديسمبر 2011. {{وصلة مكسورة|date= يوليو 2017 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20121229221832/http://www.lexamoris.com:80/diesdomini/adventum.html |date=29 ديسمبر 2012}}</ref>
 
يترافق عيد الميلاد باحتفالات دينية وصلوات خاصة للمناسبة، واجتماعات عائلية واحتفالات اجتماعية أبرزها وضع [[شجرة الميلاد]] وتبادل الهدايا واستقبال [[بابا نويل]] وتناول [[عشاء عيد الميلاد|عشاء الميلاد]]، علمًا أن أعدادًا كبيرة من غير المسيحيين تحتفل بالعيد أيضًا، وهو عطلة رسمية في أغلب دول العالم وفي [[الوطن العربي]] يعتبر عطلة في [[سوريا]] و[[لبنان]] و[[مصر]] و[[الأردن]] و[[فلسطين]] ولأبناء الطائفة في [[العراق]].<ref>[http://www.idu.net/portal/modules.php?name=News&file=article&sid=9728 إقرار مشروع قانون العطل الرسمية]، الاتحاد الديمقراطي العراقي، 26 ديسمبر 2011.</ref> كذلك، يعتبر عيد الميلاد من أكثر المناسبات التي ينفق الناس عليها مالاً،<ref>[http://womeninbusiness.about.com/od/womeninbusinessanswers/a/Wib-Answers-What-Is-The-Definition-Of-Christmas-Creep.htm WIB Answers - What is the definition of Christmas Creep?]، موقع آباوت، 26 ديسمبر 2011. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160604104002/http://womeninbusiness.about.com/od/womeninbusinessanswers/a/Wib-Answers-What-Is-The-Definition-Of-Christmas-Creep.htm |date=04 يونيو 2016}}</ref> كما يوجد لهذه المناسبة أغاني وموسيقية وأفلام ومسرحيات عديدة تتناولها، بأبعادها المختلفة.<ref>[http://www.alghad.com/index.php/article/519000.html عيد الميلاد المجيد: احتفالات لتجسيد قيم المحبة والسلام]، جريدة الغد، 26 ديسمبر 2011. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171226020957/http://www.alghad.com/index.php/article/519000.html |date=26 ديسمبر 2017}}</ref>
 
== أصل العيد ==
سطر 11:
 
[[ملف:Gerard van Honthorst 001.jpg|يمين|250بك|thumb|لوحة ميلاد يسوع، تظهر الطفل ومريم ويوسف والرعاة. بريشة هونثروست، [[1622]].]]
في غضون ذلك، كان ملاك من السماء قد ظهر لرعاة في المنطقة مبشرًا إياهم بميلاد المسيح، وظهر في إثره جندٌ من السماء حسب المصطلح الإنجيلي، مُسبحين وشاكرين، أما الرعاة فقد زاروا مكان مولده وشاهدوه مع أمه ويوسف وانطلقوا مخبرين بما قيل لهم من قبل الملاك، ولذلك هم أول من احتفل بعيد الميلاد وفق التقليد.<ref>التفسير التطبيقي للعهد الجديد، مرجع سابق، ص.209</ref> ولعلّ زيارة [[المجوس الثلاثة]] هي من أشد الأحداث اللاحقة للميلاد ارتباطًا به، ولا يُعرف من رواية إنجيل متى عددهم غير أنه قد درج التقليد على اعتبارهم ثلاث للهدايا الثلاث التي قدموها وهي الذهب والبخور والمر،{{شواهد الكتاب المقدس|متى|2/11}} بعد أن سجدوا له. كما أنّ أغلب الدراسات الحديثة تشير إلى أنهم جاؤوا من [[الأردن]] أو [[السعودية]] حاليًا، وأما التقاليد القديمة فتشير إلى أنهم جاؤوا من [[العراق]] أو [[إيران]] حاليًا. وقد قام نجم من السماء بهداية المجوس من بلادهم إلى موقع الميلاد، وكان النبي بلعام قد أشار إلى "نجم من يعقوب" سابقًا، وأشار الباحثون إلى أن النجم اللامع المذكور في إنجيل متى قد يكون اقتران كواكب [[المشتري]] و[[زحل]] و[[المريخ]] الذي تم بين عامي 6 و4 [[قبل الميلاد]]، وقدّم باحثون آخرون تفسيرات مختلفة.<ref>التفسير التطبيقي للعهد الجديد، مرجع سابق، ص.9</ref> وبكل الأحوال فإن قدوم المجوس مع الرعاة يحوي إشارتين الأولى لاجتماع الأغنياء والفقراء حول [[يسوع]] والثانية اجتماع اليهود والوثنيين حوله أيضًا، بما يعني عمومية رسالة يسوع لجميع البشر.<ref>التفسير التطبيقي للعهد الجديد، مرجع سابق، ص.10</ref> أما أبرز الأحداث اللاحقة للميلاد فهي [[عيد الختان|ختان يسوع]] في [[القدس]]، وهرب العائلة إلى [[مصر]] خوفًا على حياته من [[هيرودوس]] الذي أراد قتله، ومن ثم عودة العائلة من مصر بعد وفاة الملك. ويذكر أيضًا، أن عيد الميلاد هو ''عيد ميلاد يسوع المسيح بالجسد'' أما من حيث الوجود، فهو منذ الأزل، وبالتالي وكما جاء في [[قانون الإيمان]] هو ''مولود غير مخلوق''.<ref>[http://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-008-Anba-Metropolitan-Bishoy/002-Tabseet-El-Iman/Simplifying-the-Faith__015-Creed_15-Not-Created.html مولود غير مخلوق - محاضرات تبسيط الإيمان]، الأنبا تكلا، 26 ديسمبر 2011. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171212031506/https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-008-Anba-Metropolitan-Bishoy/002-Tabseet-El-Iman/Simplifying-the-Faith__015-Creed_15-Not-Created.html |date=12 ديسمبر 2017}}</ref>
 
=== تحديد تاريخ العيد ===
سطر 25:
 
=== زينة الميلاد ===
يترافق عيد الميلاد مع تزيين المنازل والكنائس والشوارع الرئيسية والساحات والأماكن العامة في المناطق التي تحتفل بالعيد، بزينة خاصة به. عادة يعتبر اللونين [[أخضر|الأخضر]] و[[أحمر|الأحمر]] هما اللونان التقليديان للإشارة إلى عيد الميلاد، تطعم أيضًا بشيء من اللونين الذهبي أو الفضي؛<ref>[http://www.emaratalyoum.com/life/life-style/2011-12-25-1.447650 الذهبي والفضي ينضمان إلى الأحمر في شجرة « الكريـــــسماس »]، الإمارات اليوم، 27 ديسمبر 2011. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160410202408/http://www.emaratalyoum.com/life/life-style/2011-12-25-1.447650 |date=10 أبريل 2016}}</ref> يرمز اللون الأخضر "للحياة الأبدية" خصوصًا مع استخدامه للأشجار دائمة الخضرة التي لا تفقد أوراقها، في حين يرمز الأحمر ليسوع نفسه.<ref>[http://www.coptcatholic.net/section.php?hash=aWQ9MjAwMQ== بندكتس السادس عشر: الشجرة والمغارة، تراث ديني يجدر الحفاظ عليه]، كنيسة الإسكندرية الكاثوليكية، 27 ديسمبر 2011. {{وصلة مكسورة|date= يوليو 2017 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20130330231631/http://www.coptcatholic.net/section.php?hash=aWQ9MjAwMQ%3D%3D |date=30 مارس 2013}}</ref> تاريخ نشوء زينة الميلاد طويل للغاية ويرقى [[القرن الخامس عشر|للقرن الخامس عشر]]، حيث انتشرت وفي [[لندن]] تحديدًا، عادة تزيين المنازل والكنائس بمختلف وسائل الزينة، تشمل زينة الميلاد [[شجرة عيد الميلاد|شجرة العيد]] وهي رمز لقدوم [[يسوع]] إلى الأرض من ناحية، وهو حسب التقليد يجب أن تكون من نوع شجرة اللبلاب بحيث ترمز ثمارها الحمراء إلى دم يسوع وإبرها إلى تاج الشوك الذي ارتداه خلال محاكمته وصلبه وفق [[العهد الجديد]].<ref>[http://www.talimmasihi.com/khawater/0063.htm المعاني الحقيقية لزخارف ورموز الميلاد]، جمعية التعليم المسيحي بحلب، 27 ديسمبر 2011.</ref><ref>[http://www.catholicculture.org/culture/liturgicalyear/activities/view.cfm?id=1173 تقاليد الميلاد]، الثقافة الكاثوليكية، 27 ديسمبر 2011. {{en}} {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180626040809/https://www.catholicculture.org/culture/liturgicalyear/activities/view.cfm?id=1173 |date=26 يونيو 2018}}</ref>
 
يلحق بالشجرة عادة، [[مغارة الميلاد]]، وهي أقدم من الشجرة تاريخيًا، إذ كان تصوير مشاهد ولادة يسوع منتشرًا في [[روما]] خلال [[القرن العاشر]]، وكان القديس [[فرنسيس الأسيزي]] قد قام عام [[1223]] بتشييد مغارة حيّة، أي وضع رجلاً وامرأة لتمثيل مريم ويوسف وطفلاً لتمثيل يسوع مع بقرة وحمار المستمدين من [[سفر أشعياء|نبؤة أشعياء]] حول المسيح، وانتشرت بعد مغارة القديس فرنسيس هذا التقليد في [[أوروبا]] ومنه إلى مختلف أنحاء العالم، وهي تمثل حدث الميلاد.<ref>[http://www.talimmasihi.com/lahout/0001-0200/0188.htm مذود القديس فرنسيس]، جمعية التعليم المسيحي بحلب، 27 ديسمبر 2011.</ref><ref>[http://www.marnarsay.com/Christmas/beth%20lahem.htm المغارة]، إرسالية مار نرساي الكاثوليكية، 27 ديسمبر 2011. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171225132308/http://www.marnarsay.com:80/Christmas/beth%20lahem.htm |date=25 ديسمبر 2017}}</ref> إلى جانب الشجرة والمغارة، فإنّ [[جرس|الأجراس]] والسلاسل الذهبية و[[كرة|الكرات الحمراء]] و[[ثلج|ندف الثلج]] وأكاليل أغصان دائمة الخضرة، و[[شمعة|الشموع اللولبية]] و[[ملاك|الملائكة]] وحلوى القصب والجوارب الحمراء، و[[نجمة|النجوم]] - رمزًا لنجم بيت لحم - تعتبر داخلة في إطار زينة الميلاد التقليدية،<ref>[http://www.coptcatholic.net/section.php?hash=aWQ9MjA4Mg== زينة عيد الميلاد]، موقع كنيسة الإسكندرية الكاثوليكية، 27 ديسمبر 2011. {{وصلة مكسورة|date= يوليو 2017 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20130330231625/http://www.coptcatholic.net/section.php?hash=aWQ9MjA4Mg%3D%3D |date=30 مارس 2013}}</ref> ذلك يشمل أيضًا وجوه [[بابا نويل|لبابا نويل]] وغزلانه، حيث درجت التقاليد الشعبية على اعتباره قادمًا على متن عربة يجرها الغزلان؛ أما الأكاليل الأغصان دائمة الخضرة فتوضع عادة على أبواب المنازل أو النوافذ لإظهار أن المسيحيين يؤمنون بأن يسوع هو نور العالم؛ في [[المكسيك]] يرتبط [[صبار|نبات الصبار]] أيضًا بعيد الميلاد إلى جانب البونسيتة وهو نبات محلي في البلاد.<ref>[http://www.alquds.com/news/video/view/id/319618 البانيتا تضيف جوًا خاصًا لعيد الميلاد في المكسيك]، صحيفة القدس، 27 ديسمبر 2011. {{وصلة مكسورة|date= يوليو 2017 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20120214120905/http://www.alquds.com:80/news/video/view/id/319618 |date=14 فبراير 2012}}</ref> سوى ذلك، فإن تزيين الشوارع بلافتات خاصة وسلاسل ضوئية على طول الشارع ووضع أشجار الميلاد في أماكن بارزة، تعتبر داخلة ضمن زينة الميلاد، فضلاً عن الساحات ومناطق التسوق. تزايدت زينة عيد الميلاد، وتنوعت أشكالها وزخارفها واقبتست من التقاليد المحلية والموارد المتاحة في مختلف أنحاء العالم، أول محل تجاري متخصص بزينة الميلاد افتتح في [[ألمانيا]] خلال عقد [[1860]]، وسرعان ما تكاثرت هذه المحلات، وتنافست حول أجمل زينة مقدمة للميلاد.<ref>[http://www.christmasarchives.com/trees.html شجرة عيد الميلاد]، أرشيف الميلاد، 27 ديسمبر 2011. {{en}} {{وصلة مكسورة|date= يوليو 2017 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20151015214922/http://www.christmasarchives.com/trees.html |date=15 أكتوبر 2015}}</ref>
 
لا يوجد تاريخ محدد لوضع زينة الميلاد، غير أنه قد درجت العادة بدء التزيين مع [[1 ديسمبر]] أما وضع شجرة الميلاد يرتبط تقليديًا بليلة العيد أي عشية [[24 ديسمبر]] غير أن أعدادًا أقل من المحتفلين لا تزال تلتزم به، وترفع زينة الميلاد في [[5 يناير]] عشية [[عيد الغطاس]].
سطر 35:
[[ملف:Xmastreenewyork06.jpg|يمين|250بك|thumb|شجرة الميلاد مزينة قبالة مركز [[روكفلر]] التجاري في [[نيويورك]]، [[الولايات المتحدة]].]]
[[ملف:Reyes Magos en centro comercial.jpg|يسار|210بك|thumb|[[المجوس الثلاثة]] يوزعون الهدايا على الأطفال، وهو تقليد منتشر في [[إسبانيا]] و[[أمريكا اللاتينية]].]]
عادة تزيين شجرة عيد الميلاد سابقة [[المسيحية|للمسيحية]]، ومرتبطة بالعبادات [[وثنية|الوثنية]] في إكرام وعبادة الشجرة،<ref name="شجرة">[http://www.marnarsay.com/Christmas/christmas%20tree.htm شجرة الميلاد]، إرسالية مار نرساي الكاثوليكية، 27 ديسمبر 2011. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171211031906/http://www.marnarsay.com:80/Christmas/christmas%20tree.htm |date=11 ديسمبر 2017}}</ref> وكانت منتشرة على وجه الخصوص في [[ألمانيا]]؛ ولذلك لم تحبذ الكنيسة في [[القرون الوسطى]] الباكرة عادة تزيين الشجرة، وأول ذكر لها في المسيحية يعود لعهد البابا القديس بونيفاس ([[634]] - [[709]]) الذي أرسل بعثة تبشيرية لألمانيا، ومع اعتناق سكان المنطقة للمسيحية، لم تلغ عادة وضع الشجرة في عيد الميلاد، بل حولت رموزها إلى رموز مسيحية، وألغيت منها بعض العادات كوضع فأس وأضيف إليها وضع النجمة رمزًا إلى نجمة [[بيت لحم]] التي هدت [[المجوس الثلاثة]].<ref name="شجرة"/> غير أن انتشارها ظلّ في [[ألمانيا]] ولم يصبح عادة اجتماعية مسيحية ومعتمدة في الكنيسة، إلا مع [[القرن الخامس عشر]]، حيث انتقلت إلى [[فرنسا]] وفيها تم إدخال الزينة إليها بشرائط حمراء وتفاح أحمر وشموع، واعتبرت الشجرة رمزًا لشجرة الحياة المذكورة في [[سفر التكوين]] من ناحية ورمزًا للنور - ولذلك تمت إضاءتها بالشموع - وبالتالي رمزًا للمسيح وأحد ألقابه في [[العهد الجديد]] "نور العالم"،<ref name="شجرة"/> تقاليد لاحقة نسبت إضاءة الشجرة إلى [[مارتن لوثر]] في [[القرن السادس عشر]]، غير أنه وبجميع الأحوال لم تصبح الشجرة حدثًا شائعًا، إلا مع إدخال [[شارلوت|الملكة شارلوت]] زوجة الملك [[جورج الثالث]] تزيين الشجرة إلى [[إنكلترا]] ومنها انتشرت في [[الولايات المتحدة]] و[[كندا]] و[[أستراليا]] وتحولت معها إلى صبغة مميزة لعيد الميلاد منتشرة في جميع أنحاء العالم.<ref>[http://www.tayyar.org/Tayyar/News/PoliticalNews/ar-LB/-pb-967738458.htm لماذا يهتم المحتفلون بوضع شجرة لعيد الميلاد وتزيينها؟]، التيار الوطني الحر، 27 ديسمبر 2011. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20120110183816/http://www.tayyar.org:80/Tayyar/News/PoliticalNews/ar-LB/-pb-967738458.htm |date=10 يناير 2012}}</ref>
 
في السابق، كانت الأشجار التي توضع في المنازل وتزين لمناسبة العيد أشجارًا طبيعية، غير أنه حاليًا تنتشر الأشجار الصناعية مكانها بأطوال وأحجام وأنواع مختلفة، غير أن عددًا من المحتفلين لا يزال يستعمل الأشجار الطبيعية، وقد نشأت شركات تهتم بزراعة أشجار الصنوبر الإبرية الخاصة بالميلاد وتسويقها قبيل العيد؛ تزيّن الشجرة حاليًا بالكرات مختلفة الأحجام، وإلى جانب الكرات التي تتنوع ألوانها بين الذهبي والفضي والأحمر، مع وجود بعض الأشجار المزينة بغير الطريقة المألوفة لألوان العيد الثلاثة كالأزرق مثلاً، توضع أضوية ملونة أو ذهبية على الشجرة كما توضع في أعلاها نجمة تشير إلى نجمة بيت لحم التي دلت المجوس في الطريق، وتزين الشجرة أيضًا بالسلاسل أو بالملائكة أو بالأجراس وغيرها مما يتوافر في المحلات؛ يوضع تحت الشجرة أو بقربها مغارة الميلاد أو مجموعة صناديق مغلفة بشكل مُزين تحوي على الهدايا التي يتم فتحها وتبادلها عشية العيد.<ref>[http://www.talimmasihi.com/khawater/0062.htm عيد الميلاد في التاريخ]، جمعية التعليم المسيحي في حلب، 27 ديسمبر 2011.</ref>
سطر 59:
التأليف لعيد الميلاد، اكتسب زخمًا جديدًا مع [[بروتستانتية|الإصلاح البروتستانتي]] في [[ألمانيا]] وشمال أوروبا، على سبيل المثال قام [[مارتن لوثر]] بكتابة الترانيم الخاصة بالميلاد وشجع استخدامها في الاحتفالات الدينية والاجتماعية، وقد حفظت هذه الترانيم وانتشرت في المجتمعات العامة سيّما الريفيّة، ومكثت حتى [[القرن التاسع عشر]] حيّة في الذاكرة الأوروبية؛ كذلك فإنه يعود لفترة العصور الوسطى المتأخرة تلحين عدد من [[مزمور|المزامير]] المنسوبة [[داود|للنبي داود]] وجعلها خاصة بعيد الميلاد، وكانت لهذه المزامير المرنّمة أهمية خاصة في [[الولايات المتحدة]]. في عام [[1818]] ظهرت واحدة أخرى من أشهر ترانيم الميلاد هي "''ليلة صامتة''" ([[لغة إنجليزية|بالإنجليزية]]: ''Silent Night'') وذلك من [[النمسا]] لمناسبة الاحتفال بعيد [[القديس نقولا]] عام [[1818]]، وفي عام [[1833]] نشر بالإنكليزية كتاب خاص عن ترانيم عيد الميلاد القديمة والحديثة، شكل أول كتاب حديث مطبوع يحوي ترانيم وأغاني الميلاد الكلاسيكية باللغة الإنكليزية، وهو ما ساهم بإحياء الترانيم خلال [[فيكتوريا|العهد الفيكتوري]]. تزامن ذلك مع تزايد الأغاني الميلادية، أي تلك التي لا تمس البعد الديني للموضوع - بدأ انتشارها إلى جانب عدد وافر من أشهر أغاني الميلاد اليوم منذ أواسط [[القرن الثامن عشر]]، على سبيل المثال وضع [[هاندل]] سمفونية "''هللويا''" الشهيرة للمناسبة عام [[1741]]، وظهرت الأغنية الشعبية "الفرح للعالم، جاء السيّد" ([[لغة إنجليزية|بالإنجليزية]]: ''Joy to the World'') عام [[1719]] وظهرت "''أجراس الأغنية''" ([[لغة إنجليزية|بالإنجليزية]]: ''Jingle Bells''، [[نقحرة]]: ''جينغل بيلز'') عام [[1857]]، وتكاثرت من بعدها طوال القرنين التاسع عشر والعشرين الأغاني الروحية والمدنيّة حول عيد الميلاد، بما فيها أغان تتبع [[بوب|موسيقى البوب]] و[[جاز|الجاز]] وحتى [[روك|الروك]] وسواها.
 
فيما يخص [[لغة عربية|اللغة العربية]]، فقد وضعت ومنذ [[القرن الثامن عشر]] عدد من القصائد والأناشيد الميلادية الملحنة كقصائد للمطران عبد الله القراآلي المتوفى عام [[1724]]،<ref>باقة شعر، مرجع سابق، ص.58</ref> وعُرّبت أناشيد أخرى مشتقة من أناشيد [[لغة سريانية|سريانية]]، أمثال ''"أرسل الله"'' و''"سبحان الكلمة"'' اللتين لا تزال مستعملتين بين [[مسيحيون عرب|المسيحيين العرب]] حتى اليوم؛ وفي عام [[1992]] قامت الفنانة اللبنانية [[فيروز]] بإصدار ألبوم يحوي أربعة عشر أغنية وترنيمة ميلاديّة أغلبها كلمات عربيّة لألحان عالميّة أمثال "''عيد الليّل''" النسخة العربية من أغنية "''ليلة صامتة''" ([[لغة إنجليزية|بالإنجليزية]]: ''Silent Night'')، وتكاثرت بعدها هذه الأغاني خصوصًا جوقة أغابي في [[لبنان]] وجوقة الفرح في [[سوريا]]، من الألبومات العربية الأخرى لعيد الميلاد ألبوم ''"ملك في مذود"'' وألبوم ''"بيت لحم"'' وكلاهما من جوقات كنسيّة،<ref>[http://tranem.linga.org/christmas-albums تراني ميلادية]، ترانيم، 28 ديسمبر 2011. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170606205431/https://tranem.linga.org/christmas-albums |date=06 يونيو 2017}}</ref> وإلى جانب الأغاني العالمية بلغتها الأصلية أو معربة هناك أيضًا ترانيم ميلادية خاصة بالعرب أمثال ''"ليلة الميلاد"'' التي وضعها الأب اللبناني [[منصور لبكي]] و''"بضيعة زغيرة منسيّة"'' و"''ضوّي بليالي سعيدة"''.<ref>[http://www.tarateel.net/hymns/lyrics/advent.htm زمن المجيء والميلاد]، تراتيل، 28 ديسمبر 2011. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160306205119/http://tarateel.net/hymns/lyrics/advent.htm |date=06 مارس 2016}}</ref>
 
=== الطعام ===
سطر 65:
[[ملف:Buche-cropped.jpg|يسار|200بك|thumb|''بوش نويل''، إحدى حلويات العيد التقليدية القادمة من التراث [[فرنسا|الفرنسي]]، وتنتشر في بعض الدول الأخرى إلى جانب [[سوريا]] و[[لبنان]].]]
[[ملف:Wigilia potrawy 554.jpg|يسار|200بك|thumb|مائدة بولندية تقليدية [[عشاء عيد الميلاد|لعشاء الميلاد]].]]
يعتبر [[عشاء عيد الميلاد|عشاء الميلاد]] الذي يتم في [[ليلة عيد الميلاد|ليلة العيد]] أو مأدبة الغداء يومه، جزءًا هامًا من الاحتفال بالعيد. لا يوجد طبق موحد يقدّم لمناسبة العيد في مختلف أنحاء العالم، بل الأطباق تختلف من بلد إلى بلد باختلاف الثقافات. في [[صقلية]]، الوجبة الخاصة بعيد الميلاد مؤلفة من تقديم 12 نوعًا من الأسماك، وفي [[بريطانيا]] والدول التي تأثرت بتقاليدها تضمّ مائدة عيد الميلاد الدجاج المحشي والإوز إلى جانب اللحوم والمرق والخضروات وعصير التفاح في بعض الأحيان، هناك أيضًا بعض الحلويات الخاصة مثل "حلوى عيد الميلاد" تنتشر في تلك المناطق.<ref>Broomfield, Andrea (2007) [http://books.google.com/books?id=fJ_JDp9OgJEC&pg=PA149&dq=christmas+pudding+england&hl=en&ei=xzAVTc3WNoqWhQePsJW3Dg&sa=X&oi=book_result&ct=result&resnum=2&ved=0CDQQ6AEwAQ#v=onepage&q=christmas%20pudding%20england&f=false Food and cooking in Victorian England: a history] pp.149-150. Greenwood Publishing Group, 2007 {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170118115116/https://books.google.com/books?id=fJ_JDp9OgJEC&pg=PA149&dq=christmas+pudding+england&hl=en&ei=xzAVTc3WNoqWhQePsJW3Dg&sa=X&oi=book_result&ct=result&resnum=2&ved=0CDQQ6AEwAQ |date=18 يناير 2017}}</ref><ref>Muir, Frank (1977) ''Christmas customs & traditions'' p.58. Taplinger Pub. Co., 1977</ref>
 
في [[بولندا]] وأجزاء أخرى من [[أوروبا الشرقية]] و[[إسكندنافيا]]، فإن [[سمك|الأسماك]] غالبًا ما تكون هي الوجبة الرئيسية في العشاء التقليدي، ولكن حديثًا أخذ لحم الخراف والعجول يحلّ إلى جانب الأسماك؛<ref>[http://schoolnet.gov.mt/HelloEurope/activities/recepies/imbuljuta.html Imbuljuta]</ref> أما في [[ألمانيا]] و[[فرنسا]] و[[النمسا]] عادة ما يشمل عشاء الميلاد التقليدي لحم [[إوز|الأوز]] و[[خنزير|الخنزير]] والدجاج المحشي. إلى جانب [[مشروبات كحولية]] خاصة كالنبيذ الأحمر والليكور، و[[شوكولا|الشوكولا]]، المنتشر في [[فرنسا]] وبعض الدول الأخرى حيث يتشهر قالب حلوى من الشوكولا يسمى ''جذع الميلاد'' ([[لغة فرنسية|بالفرنسية]]: ''Bûche de Noël''، [[نقحرة]]: ''بوش دو نويل''). في [[بلاد الشام]] سيّما [[سوريا]] و[[لبنان]] و[[فلسطين]] تشمل مأدبة عيد الميلاد على [[كبة|الكبة]] و[[ورق دوالي]] و[[دجاج محشي|الدجاج المحشي]] فضلًا عن [[مقبلات|المقبلات]] أبرزها [[التبولة]] و[[فتوش|الفتوش]] و[[بابا غنوج]] وغيرها من المقبلات.
سطر 72:
[[ملف:Gifts xmas.jpg|يسار|200بك|thumb|هدايا العيد تحت شجرة الميلاد.]]
 
تعتبر بطاقات المعايدة جزءًا من الاحتفالات التقليدية للعيد، تشمل البطاقات الميلادية صورًا [[بابا نويل|لسانتا كلوز]] و[[رجل الثلج|رجال الثلج]] إلى جانب الشجرة وغيرها من رموز العيد أو بعض الأيقونات الدينية الميلادية كميلاد يسوع أو نجمة بيت لحم، والحمامة البيضاء رمزًا للسلام على الأرض و[[الروح القدس|للروح القدس]]، هناك أيضًا البطاقات التي تبتعد عن الرموز الدينية مثل شموع العيد أو الجوارب الخاصة بوضع الهدايا؛ التحيّة التقليدية للعيد هي "أتمنى لكم ميلادًا مجيدًا وعامًا جديدًا سعيدًا"، ترفق البطاقات عادة مع قصيدة مطبوعة أو نص صلاة قصيرة أو آية من [[الكتاب المقدس]]، البعض الآخر ينأى بنفسه عن الجانب الديني وتقتصر على تبادل التحيّات العامة. غالبًا ما يتم تداول هذه البطاقات في الأسابيع السابقة للعيد. مع اتساع تجارة بطاقات الميلاد، تأسست في الغرب متاجر متخصصة بإنتاج وبيع هذه البطاقات، مثل متجر السير هنري كول في [[لندن]] الذي تأسس عام [[1843]].<ref>[http://news.bbc.co.uk/1/hi/england/1679110.stm Christmas card sold for record price] BBC News. Retrieved 2011-10-28 {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20060205200933/http://news.bbc.co.uk:80/1/hi/england/1679110.stm |date=05 فبراير 2006}}</ref> ومع انتشار [[إنترنت|الإنترنت]]، أخذ يظهر بطاقات إلكترونية يتم تبادلها لمناسبة العيد.
 
=== الطوابع ===
سطر 81:
{{مفصلة|بابا نويل|القديس نقولا}}
[[ملف:Santa in the Disney parade.jpg|تصغير|يسار|200بك|بابا نويل خلال احتفالات في حديقة [[ديزني لاند]].]]
تبادل الهدايا يعتبر من الجوانب الرئيسية للاحتفال بعيد الميلاد حديثًا، وهو ما يجعل موسم عيد الميلاد أكثر مواسم السنة ربحًا بالنسبة لمتاجر التجزئة والشركات حول العالم؛ كان تبادل الهدايا شائعًا في بعض مناطق [[الإمبراطورية الرومانية]] أواخر [[ديسمبر]] كجزء من طقوس دينية،<ref name="OriginMyth">[http://web.archive.org/web/20110430004539/http://www.bsu.edu/web/01bkswartz/xmaspub.html The Origin of the American Christmas Myth and Customs] – ''Ball State University''. Swartz Jr., BK. Archived version retrieved 2011-10-19.</ref> ولذلك فقد حظرت [[الكنيسة الكاثوليكية]] تبادل الهدايا في القرون الأولى و[[القرون الوسطى]] بسبب أصولها الوثنية، ثم عادت وانتشرت العادة بين [[مسيحيون|المسيحيين]] بداعي الارتباط [[القديس نقولا|بالقديس نقولا أو نيكولا]]،<ref name="OriginMyth"/> أما سبب ارتباطها به فيعود لكونه كان يوزع على العائلات الفقيرة في إقليم مبرا في [[آسيا الصغرى]] الهدايا والطعام واللباس تزامنًا مع العيد دون أن تعرف العائلات من هو الفاعل، أما الصورة الحديثة له أي الرجل ذو الثياب الحمراء واللحية الطويلة القادم على عربات تجرها غزلان والداخل للمنازل عن طريق المدفأة فتعود لعام 1823 حين كتب الشاعر الأمريكي كلارك موريس قصيدة "الليلة التي قبل عيد الميلاد" يصف بها هذه الشخصية التي تعتمد أبعاد تجارية بحتة؛<ref>[http://www.marnarsay.com/Christmas/Santa%20clous.htm بابا نويل]، إرسالية مار نرساي الكلدانية الكاثوليكية، 16 نيسان 2012. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171206083721/http://www.marnarsay.com:80/Christmas/Santa%20clous.htm |date=06 ديسمبر 2017}}</ref> غالبًا ما يقوم الأطفال بكتابة رسائل إلى سانتا ويضعونها في جراب الميلاد أو بقرب الشجرة قبل العيد، ويستيقظون صباح العيد لفتحها، من العادات المنتشرة أيضًا أن يقوم جميع أفراد الأسرة بتبادل الهدايا بين بعضهم البعض وإن كانت رمزيّة. أيضًا فإن بعض الكتاب حديثًا فسر تبادل الهدايا على أنها ذات صلة بالهدايا التي قدمها [[المجوس الثلاثة]] عند زيارتهم بيت لحم، على ما ورد في [[إنجيل متى]].
 
== التاريخ ==
سطر 92:
=== في المسيحية ===
==== خلال القرون الأولى ====
لا يعطي [[العهد الجديد]] أي موعد لتاريخ ولادة المسيح، هناك إشارة غير مباشرة إلى أنها في شهر ديسمبر لفت النظر إليها [[يوحنا فم الذهب]] المتوفى عام 386، وينقل لنا [[إكليمندس الإسكندري|كلمنت الإسكندري]] المتوفى نهاية القرن الأول آراء مختلفة في هذا الموضوع كانت منتشرة في أيامه؛ فيقول إن بعض المؤرخين يحدده باليوم التاسع عشر من إبريل وبعضهم بالعاشر من مايو، واقترح سكستوس جوليوس أفريكانوس أن يسوع كان تصور في الاعتدال الربيعي، أما كلمنت اقترح تحديده بالسابع عشر من نوفمبر من العام الثالث قبل الميلاد. وقد اعتبر سكتوس يوليوس أفريكانوس أن البشارة تمت في الاعتدال الربيعي الذي يحتفل به في 25 مارس ما يوكان المسيحيون الشرقيون يحتفلون بمولد المسيح في اليوم السادس من شهر يناير منذ القرن الثاني بعد الميلاد، وفي عام 354 احتفلت بعض الكنائس الغربية ومنها كنيسة روما بذكرى مولد المسيح في اليوم الخامس والعشرين من ديسمبر، وكان هذا التاريخ قد عد خطأ يوم الانقلاب الشتوي الذي تبدأ الأيام بعده تطول ويحتفل فيه بعيد الشمس التي لا تقهر. واستمسكت الكنائس الشرقية وقتاً ما باليوم السادس من يناير، واتهمت أخواتها الغربية بالوثنية وبعبادة الشمس؛ ولكن لم يكد يختتم القرن الرابع حتى اتخذ اليوم الخامس والعشرين من ديسمبر عيداً للميلاد في الشرق أيضاً.<ref>[http://www.civilizationstory.com/civilization/ قصة الحضارة]، ويل ديورانت، ص.3909. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171205084553/http://www.civilizationstory.com:80/civilization/ |date=05 ديسمبر 2017}}</ref> ولعلّ [[مسيحية مبكرة|المسيحية المبكرة]] لم تتحفل مطلقًا بالعيد لما ارتبطت به من ظروف السريّة والاضطهادات الرومانيّة، ويقول [[أوريجانوس]] اللاهوتي أن [[الكتاب المقدس]] يذكر أن "المذنبين فقط احتفلوا بأعياد ميلادهم أمثال فرعون وهيرودوس".<ref name="Origin">Origen, "Levit., Hom. VIII"; ''Migne P.G.'', XII, 495.<br />"[http://www.newadvent.org/cathen/10709a.htm Natal Day]", ''The Catholic Encyclopedia'', 1911. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170205053240/http://www.newadvent.org/cathen/10709a.htm |date=05 فبراير 2017}}</ref>
 
[[ملف:FatherChristmastrial.jpg|تصغير|يسار|200بك|رسم قديم يرقى للقرن السابع عشر [[بابا نويل|لبابا نويل]].]]
سطر 154:
|doi =
|تاريخ الوصول = 2006-12-28}}
</ref> وكذلك كان الحال في بعض مستعمرات إنكلترا في [[أمريكا الشمالية]]، حين حظر الاحتفال عام [[1659]].<ref>[http://www.time.com/time/specials/packages/article/0,28804,1868506_1868508_1868518,00.html Christmas in the Colonies] Time. Retrieved December 25, 2011 {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20130824225451/http://www.time.com:80/time/specials/packages/article/0,28804,1868506_1868508_1868518,00.html |date=24 أغسطس 2013}}</ref>
 
في الوقت الراهن، لم يعد أحد ينتقد العيد من هذا الباب، لكن جدالات جديدة قد انطلقت يطلق عليها البعض اسم "الحرب على عيد الميلاد"،<ref>[http://www.muslimcanadiancongress.org/20051128.html Christmas controversy article] – Muslim Canadian Congress.</ref><ref>[http://www.newsmax.com/archives/articles/2004/12/18/145204.shtml "Jews for Christmas"]—NewsMax article {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20070228013753/http://www.newsmax.com:80/archives/articles/2004/12/18/145204.shtml |date=28 فبراير 2007}}</ref> في الولايات المتحدة كان هناك اتجاه لاستباد تحية عيد الميلاد التقليدية "''ميلاد مجيد''" ([[لغة إنجليزية|بالإنجليزية]]: ''Merry Christmas'') بتحية جديدة "''أعياد سعيدة''" ([[لغة إنجليزية|بالإنجليزية]]: ''Happy Holidays'')، غير أنها ظلت محدودة الانتشار.<ref>[http://www.jewishworldreview.com/cols/feder121300.asp Don Feder on Christmas] – Jewish World review {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180626131129/http://www.jewishworldreview.com/cols/feder121300.asp |date=26 يونيو 2018}}</ref> بعض المجموعات أمثال الاتحاد الأمريكي للحريات المدينة رفع مجموعة دعاوى قضائية لمنع عرض الصور وغيرها من المواد في الأماكن العامة والساحات والشوارع التي تشير إلى عيد الميلاد بما في ذلك المدارس، مثل هذه الجماعات ترى أن عرض صور عيد الميلاد وزينته والاحتفال بتقاليده تنتهك [[تعديلات دستور الولايات المتحدة الأمريكية|التعديل الأول لدستور الولايات المتحدة]] والذي يحظر على الدولة تحديد أو دعم أي دين في البلاد.<ref>Gibson, John, ''The War on Christmas'', Sentinel Trade, 2006, pp. 1–6</ref><ref>Ostling, Richard. "Have Yourself A Merry Little Lawsuit This Season." ''[[Buffalo Law Journal]] 12/1/2005, Vol. 77 Issue 96, p. 1-4.</ref> وفي عام [[1984]] قضت المحكمة العليا للولايات المتحدة أن عرض فيلم عن عيد الميلاد - يتضمن مشهدًا عن لحظة ميلاد يسوع - تم عرضه في مدينة باوتوكت الواقعة في [[رود آيلاند|ولاية رود آيلاند]] لم ينتهك التعديل الأول،<ref name="Lynch">[http://www.belcherfoundation.org/lynch_v_donnelly.htm ''Lynch vs. Donnelly''] (1984) {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171201193424/http://www.belcherfoundation.org:80/lynch_v_donnelly.htm |date=01 ديسمبر 2017}}</ref> في المقابل وفي [[نوفمبر 2009]] أيدت محكمة الاستئناف الفيدرالية في [[فيلادلفيا]] حظر إحدى المدارس غناء أناشيد عيد الميلاد فيها، وفي مجال القطاع الخاص أيضًا، هناك من المجموعات الداعمة لعيد الميلاد ترى أن هناك تعمد في إزالة أي آثار دينية أو معاني مسيحية من العيد، سيّما استبدال "''عيد الميلاد''" بعبارات أخرى أمثال "''عيد الشتاء''" أو "''موسم العطل''"، وردًا على ذلك قامت مجموعات ومؤسسات بمقاطعة المتاجر والشركات المتهمة بهذا الأمر، ومن هذه الجهات رابطة العائلة الإمريكية.<ref>{{مرجع ويب
|المسار =http://action.afa.net/Detail.aspx?id=2147489466
|العنوان =Boycott Gap, Old Navy, and Banana Republic this Christmas |الناشر=Action.afa.net |التاريخ= |تاريخ الوصول =2011-02-24}}</ref>
 
في [[المملكة المتحدة]] كان هناك بعض الخلافات البسيطة، مثلاً تفوّه أحد السياسيين في مجلس [[برمنغهام]] عام [[1998]] بعبارة "''احتفال الشتاء''" ([[لغة إنجليزية|بالإنجليزية]]: ''Winterval'') بدل عيد الميلاد،<ref name="Winterval"/> وهو ما أدى إلى حملة معارضة قويّة في المجلس، واتهم بمحاولة "حذف المسيح من عيد ميلاده".<ref name="Winterval">[http://news.bbc.co.uk/1/hi/uk/210672.stm Winterval gets frosty reception] BBC. Retrieved December 25 2011 {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20090217153314/http://news.bbc.co.uk:80/1/hi/uk/210672.stm |date=17 فبراير 2009}}</ref> وتكرر مثل هذا الحدث في [[نوفمبر]] [[2009]] حين قامت بلدية دندي احتفالاتها لمناسبة "''ليلة الشتاء''" وليس "''ليلة الميلاد''" ما أدى إلى احتجاجات ومسيرات مناهضة.<ref>{{مرجع ويب|المؤلف=April Mitchinson |المسار=http://www.pressandjournal.co.uk/Article.aspx/1502592?UserKey=|العنوان=Differences set aside for Winter Night Light festival in Dundee |الناشر=The Press and Journal|التاريخ=2009-11-29 |تاريخ الوصول=2009-11-29}}</ref>
 
== الاقتصاد ==
سطر 170:
|الناشر=Womeninbusiness.about.com
|التاريخ=2010-11-02
|تاريخ الوصول=2011-02-24}}</ref> وفي [[كندا]] تبدأ الدعاية قبل [[هالوين|عيد الهالوين]]، وينشط في أعقاب [[11 نوفمبر]] وهو يوم الذكرى في البلاد. أما في [[المملكة المتحدة]] و[[إيرلندا]] يبدأ التحضير للعيد من منتصف شهر [[نوفمبر]]، وهو الوقت الذي يتم به تزيين الشوارع والساحات بأضواء وأشجار عيد الميلاد.<ref>[http://www.viewlondon.co.uk/whatson/south-molton-street-christmas-lights-feature-3530.html South Molton and Brook Street Christmas Lights] (Tuesday November 16, 2010) ''View London.co.uk'' {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20110903165233/http://www.viewlondon.co.uk/whatson/south-molton-street-christmas-lights-feature-3530.html |date=03 سبتمبر 2011}}</ref><ref name=gar>Julia Kollewe Monday (November 29, 2010) [http://www.guardian.co.uk/business/2010/nov/29/christmas-shopping-spree-starts West End spree worth £250m marks start of Christmas shopping season] ''[[الغارديان]]'' {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20130527085819/http://www.guardian.co.uk:80/business/2010/nov/29/christmas-shopping-spree-starts |date=27 مايو 2013}}</ref> في الولايات المتحدة، هناك إحصائيات تقول أن ربع مجموع الإنفاق الشخصي يتم خلال موسم التسوق لعيد الميلاد وعطلة العيد و[[رأس السنة]]،<ref>{{استشهاد بخبر
|العنوان=ECONOMICS REPORT – Holiday Shopping Season in the U.S.
|التاريخ=2004-12-03|المؤلف=Gwen Outen
|المسار=http://voanews.com/specialenglish/archive/2004-12/a-2004-12-03-2-1.cfm
|الناشر=Voice Of America|مسار الأرشيف=http://web.archive.org/web/20071115215853/http://voanews.com/specialenglish/archive/2004-12/a-2004-12-03-2-1.cfm|تاريخ الأرشيف=2007-11-15}}</ref> وتشير الأرقام الصادرة عن مكتب الإحصاء الأمريكي أن الإنفاق في المحلات التجارية على صعيد الدولة ارتفع من 20.8 مليار دولار في [[نوفمبر]] [[2004]] إلى 31.9 مليار دولار في [[ديسمبر]] [[2004]]، أي نسبة الزيادة في الإنفاق بلغت 54%؛ وفي بعض القطاعات كانت نسبة الزيادات أعلى، فقد زادت نسبة مبيعات المكتبات بنسبة 100% وبنسبة 170% في محلات المجوهرات،<ref>US Census Bureau. [http://www.census.gov/Press-Release/www/releases/archives/facts_for_features_special_editions/005870.html "Facts. The Holiday Season"] December 19, 2005. (accessed 2009-11-30) {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20100507013857/http://www.census.gov/Press-Release/www/releases/archives/facts_for_features_special_editions/005870.html |date=07 مايو 2010}}</ref> أما فرص العمل فقد ارتفعت في العام نفسه في متاجر التجزئة الإمريكية قرابة 160,000 إلى 180,000 وظيفة خلال الشهرين السابقين للميلاد.<ref>US Census 2005</ref> هناك صناعات وشركات تعتمد اعتمادًا كليًا على العيد مثل طباعة إنتاج بطاقات عيد الميلاد والتي تبلغ عوائدها 1.9 مليار دولار كل عام، وبيع أشجار عيد الميلاد، وقد تم في الولايات المتحدة خلال عام [[2002]] قطع نحو 20,800,000 شجرة، وفي [[المملكة المتحدة]] في عام [[2010]] بلغت المبيعات عبر الإنترنت وحده ما يصل قيمته إلى 8 مليون [[جنيه إسترليني]].<ref name=gar/>
 
كل عام ولمناسبة موسم التسوق لعيد الميلاد، تقوم [[بنك|البنوك]] الإمريكية بزيادة المعروض من النقود في الأسواق؛ في المقابل ففي معظم الدول التي تحتفل بالعيد، يعتبر يوم عيد الميلاد هو اليوم الأقل نشاطًا في العام لرجال الأعمال والشركات والمحلات التجارية، ويتم تقريبًا إغلاق جميع المصانع والمعامل والشركات الخاصة والعامة، سواءً أكانت القوانين تفرض ذلك أم لا؛ في [[إنكلترا]] و[[ويلز]] هناك تشريع يحظر العمل في عيد الميلاد وذلك منذ العام [[2004]] أي أنه أرباب العمل يتوجب عليهم منح إجازات مدفوعة الأجر لعمالهم في هذا اليوم. أيضًا فإن [[سينما|السينما]] تخصص ميزانيات كبيرة للأفلام المعروضة خلال موسم الميلاد ورأس السنة، بما في ذلك الأفلام الخاصة بعيد الميلاد، وأفلام الخيال، وترتفع نسبة مشاهدة الأفلام [[دراما|الدرامية]] مع القيم الإنسانية للعيد.
 
بعض التحليلات الاقتصادية ترى، أنه على الرغم من زيادة الإنفاق العام خلال عيد الميلاد، فهو خسارة اقتصادية بحسب نظرية الاقتصاد الجزئي، ويقدر بموجب هذه النظرية أنه في عام [[2001]] أسفرت هذه "الخسارة الساكنة" عن نحو 4 مليارات دولار في الولايات المتحدة وحدها؛<ref name="Deadweight">"The Deadweight Loss of Christmas", ''American Economic Review'', December 1993, '''83''' (5)</ref><ref name="econ">[http://www.economist.com/finance/displayStory.cfm?Story_ID=885748 "Is Santa a deadweight loss?"] ''The Economist'' December 20, 2001 {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20141123075806/http://www.economist.com/finance/displayStory.cfm?Story_ID=885748 |date=23 نوفمبر 2014}}</ref> وقد دفع هذا التحليل لمناقشة العيوب المحتملة في نظرية الاقتصاد الجزئي. الخسائر الأخرى كما يرى البعض، تشمل آثار عيد الميلاد على البيئة، والتعلق بالهدايا المادية، وفرض تكاليف صيانة وتخزين والمساهمة في الفوضى.<ref>Reuters. [http://www.enn.com/today.html?id=9475 "Christmas is Damaging the Environment, Report Says"] December 16, 2005.</ref>
 
== انظر أيضًا ==