إمارة نكور: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ZkBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:إضافة قالب تصفح {{السلالات الإسلامية الحاكمة لمنطقة المغرب العربي}}+ترتيب (8.6); تغييرات تجميلية
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V2.7
سطر 114:
ونتيجة لاستجابة أهل تمسمان والقبائل المجاورة لدعوة صالح بن منصور، تَأَمَّر عليهم و "استخلص نكور لنفسه". فما كان على الخلافة الأموية سوى الإقرار بالأمر الواقع والاعتراف بصالح بن منصور سيدا على نكور، فأقطعه إياها [[الوليد بن عبد الملك]] في [[91 هـ]]. فكثر نسله واجتمعت إليه قبائل [[غمارة]] وصنهاجة مفتاح، وأسلموا على يده وبايعوه. ويروي البكري عن ذلك:<ref>المغرب في ذكر بلاد أفريقيا و المغرب-جزء من كتاب [[المسالك والممالك]]، [[أبو عبيد البكري]] ، ص91.</ref> "{{اقتباس|وعلى يديه أسلم بربرها وهم صنهاجة وغمارة، ثم ارتد أكثرهم لما ثقلت عليهم شرائع الإسلام وقدموا على أنفسهم رجلا يسمى داود ويعرف بالرندي... وأخرجوا صالحا من البلد ثم تلافاهم الله بهداه وتابوا من شركهم... واستردوا صالحا".}}
 
ارتدّت القبائل بعد أن ثقلت عليهم الشرائع والتكاليف الإسلامية، وأخرجوا صالح بن منصور من أرضهم، وولّوا عليهم رجلا من [[نفزة]] يعرف بالرندي. ثم تابوا ورجعوا للإسلام، واسترجعوا صالح بن منصور أميرا عليهم، فبقي بينهم حتى توفي سنة [[132 هـ]]، فدفن على شاطئ البحر، على مقربة من القرية التي مازالت إلى اليوم تحتفظ باسمها القديم: [[إقطي]]. وتوافق وفاته تاريخ سقوط الخلافة الأموية وقيام [[الدولة العباسية]].<ref>[http://www.oloum-omran.ma/Article.aspx?C=10838 التعريف بالعبد الصالح: صالح بن منصور، جمال المحدالي] وحدة العلم والعمران، [[الرابطة المحمدية للعلماء]]، تاريخ الولوج 10 فبراير 2014 {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160308140543/http://oloum-omran.ma/article.aspx?c=10838 |date=08 مارس 2016}}</ref>
 
واعتمدت إمارة نكّور على عصبية نفزة التي تتكون من عدة بطون, من أهمها [[بني ورياغل]] وبني يصليتين, وإذا كانت القبيلتان الأولتان اختفظتا بإسمهما ومنطقة نفوذهما فإن اسم بن يصليتن اختفى وحل محله اسم قبيلة تمسامان.
سطر 146:
فكتب سنة [[304 هـ]] عبيد الله المهدي إلى عامله بتاهرت [[مصالة بن حبوس]] يأمره بمحاربة سعيد فنازل مصالة مدينة نكّور ودخلها.<ref>تاريخ المغرب العربي 174 - 176.</ref><ref>[http://books.google.es/books?id=mnyiHcQaCokC&pg=PT95&lpg=PT95&dq=سعيد+بن+صالح+إمارة+نكور&source=bl&ots=237hIBBckq&sig=hekENXC8ETbBHTIekuVlfpFTv-Y&hl=es&sa=X&ei=-ojyUuTkB-fZ0QWM44BQ&ved=0CGYQ6AEwBg#v=onepage&q=سعيد%20بن%20صالح%20إمارة%20نكور&f=false الأعلام - خير الدين الزركلي - ج 3 - الصفحة 96]</ref> وقتلوا أميرها سعيد بن صالح رغم استماتته في الدفاع عن نكّور حتى الموت سنة 305هـ، وسبوا وخربوا وهرب من نجا منهم من ذرية سعيد بن صالح إلى الأندلس. فخربت بذلك جيوش الفاطميين إمارة نكّور.<ref>[http://www.attarikh-alarabi.ma/Html/Adad41partie11.htm جهود المالكية في مواجهة الفرق المخالفة في الغرب الإسلامي] ، عبد السلام شقور. كلية الآداب والعلوم الإنسانية</ref>
 
وأقام مصالة بمدينة نكّور ستة أشهر ثم انتقل إلى [[تاهرت]] وولى «دلول» من قبيلة كتامة على نكّور، الذي حكم بين [[916]]م - [[917]]م، حتى افترق جيشه من حوله وبلغ الخبر إلى بني سعيد بن صالح وقومهم وهم بمالقة في الأندلس وهم: إدريس المعتصم وصالح فركبوا السفن إليها وسبق صالح منهم. فاجتمع مع زعماء القبائل بمرسى تمسامان وبايعوه ولقبوه «اليتيم» لصغره، وزحفوا إلى دلول حاكم نكّور فتمكنوا منه ومن معه وقتلوهم،<ref>[http://www.hukam.net/family.php?fam=607 بنو مغراوة/بنو أبي العافية في لنكور من قبل أمويي الأندلس ] تاريخ الحكام والسلالات الحاكمة {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160325093307/http://hukam.net/family.php?fam=607 |date=25 مارس 2016}}</ref> فصلبوا أجمعين على ضفتي نهر نكور وكتب صالح بخبر فتحه نكور إلى الخليفة [[عبد الرحمن بن محمد]] فقرئ رسالته ب[[جامع قرطبة]].
 
وشن الفاطميون الحملة الثانية على نكّور سنة [[323 هـ]] تحت قيادة [[صندل الفتى]] الذي قتل الأمير أبا أيوب إسماعيل، بعد تحصنه بقلعة إكري بتمسامان.<ref>حوليات الريف،العدد الثاني.1999.ص159.</ref>
 
=== سيطرة قرطبة ===
زحفت قبائل مكناسة البدوية بقيادة [[موسى بن أبي العافية]] على نكّور سنة [[319 هـ]]. فحاصروها مدة، ثم تغلب عليها وقتل صاحب عبد البديع بن صالح ، وخرب نكّور ونسف آثارها.<ref>[http://www.philadelphia.edu.jo/almaktabah/book29/home/2/106-c14/48908----3714 الكتاب : تاريخ ابن خلدون المؤلف : عبد الرحمن بن محمد بن محمد ، ابن خلدون أبو زيد ، ولي الدين الحضرمي الإشبيلي ، المتوفى : 808هـ المحقق : خليل شحادة الناشر : دار الفكر ، بيروت الطبعة : الثانية ، 1408 هـ - 1988 م عدد الأجزاء : 1 ، ص 3715] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20140221180111/http://www.philadelphia.edu.jo/almaktabah/book29/home/2/106-c14/48908----3714 |date=21 فبراير 2014}}</ref> وقد وصف [[ابن حوقل]] آثار ما تعرضت له مدينة نكور في زيارته لها في النصف الأول من القرن الرابع الهجري، حيث لاحظ الخراب باديا على المدينة.<ref>[http://www.alhucemaspress.com/index.php?option=com_content&view=article&id=780:2010-05-16-19-41-51&catid=44:ultimas-noticias-en-arabe&Itemid=204 المزمة] في معلمة المغرب، الجزء 21 ص.ص: 7112 – 7113 – 7114 {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20140223094356/http://www.alhucemaspress.com/index.php?option=com_content&view=article&id=780:2010-05-16-19-41-51&catid=44:ultimas-noticias-en-arabe&Itemid=204 |date=23 فبراير 2014}}</ref>
 
بعد إعلان [[عبد الرحمن الناصر لدين الله]] نفسه [[الدولة الأموية في الأندلس|خليفة على الأندلس]]، تحالف مع موسى بن أبي العافية، فأوحى له الزعيم الأندلسي بشن غزوة أخرى على نكّور، مشتركة هذه المرة ومنسقة بحرا وبرا دامت ستة أشهر كانت كافية لإعادة هيكلة النظام السياسي لإمارة النكور وتحويلها إلى منطقة تابعة وخاضعة سياسيا لقرطبة ومنضبطة عسكريا لإمرة [[موسى بن أبي العافية]] يشغل فيه [[عبد السميع بن جرثم]] منصب أمير تابع بدون سلطة فعلية.<ref>[http://www.rifnow.com/index.php?option=com_content&view=article&id=3250&Itemid=95 التاريخ والسلوك السياسي بالريف (ج1)] عبد الكريم السكاكي، تاريخ الولوج 9 فبراير 2014 {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160307101442/http://rifnow.com/index.php?id=3250&itemid=95&option=com_content&view=article |date=07 مارس 2016}}</ref>
 
وفي سنة [[326 هـ]] انتهز أهل نكّور وفاة موسى بن أبي العافية فانتفضوا على عبد السميع وقتلوه ودعوا [[جرثم بن أحمد]] الذي كان لاجئا ب[[مالقة]] فبايعوه بالإمارة حيث استمر في الحكم لمدة ربع قرن من الزمن كانت كافية لمعاودة أهل نكّور بناء مدينتهم كما استغلوا الانفراج السلمي الذي طبع علاقة قرطبة مع إمارات العدوة المغربية لتنشيط دواليب اقتصادهم. وكان على مذهب سلفه في الاقتداء والعمل بالمذهب المالكي إلى أن مات آخر سنة [[360 هـ]]، وخلفه من بعد بنيه.<ref>[http://www.al-eman.com/الكتب/تاريخ%20ابن%20خلدون%20المسمى%20بـ%20«العبر%20وديوان%20المبتدأ%20والخبر%20في%20أيام%20العرب%20والعجم%20والبربر%20ومن%20عاصرهم%20من%20ذوي%20السلطان%20الأكبر»%20(نسخة%20منقحة)/الخبر%20عن%20بني%20صالح%20بن%20منصور%20ملوك%20نكور%20ودولتهم%20في%20غمارة%20وتصاريف%20أحوالهم./i863&d1156849&c&p1 .الخبر عن بني صالح بن منصور ملوك نكور ودولتهم في غمارة وتصاريف أحوالهم.] [[تاريخ ابن خلدون]]</ref> وعاودت الغارات البدوية كرتها على الإمارة إذ تمكن قبيلة [[أزداجة]] البرنسية من الدخول إلى [[المزمة]] والسيطرة على نكّور، لكن لم ينعم الأزداجيين كثيرا بانتصارهم هذا، إذ باغتتهم جيوش [[يوسف بن تاشفين]] [[المرابطون|المرابطية]] سنة 473 هـ في حملة كاسحة وشاملة لم تبق أثر لنكور.
سطر 161:
 
== الثقافة ==
تبنت إمارة نكّور [[المذهب المالكي]] منذ نشأتها الأولى، فكانت بذلك المعقل الأول لهذا المذهب بالمغرب الأقصى،<ref>[http://www.maghress.com/attajdid/8875 الفقه المالكي بالمغرب] نشر في جريدة التجديد يوم 23 - 09 - 2002 {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170702003343/http://www.maghress.com:80/attajdid/8875 |date=02 يوليو 2017}}</ref> تمسكت به أصولاً وفروعاً . ويروي البكري أن أمراء نكّور كانوا يأمون بالناس ويخطبون بالجمعة ومنهم أمراء بمرتبتة فقهاء في المذهب المالكي. فجمع أمراء نكور بذلك بين الإمامة السياسية والدينية. وقد يكون لهؤلاء دورا في تصدير مذهب مالك إلى الأندلس ووضع حد للعمل بمذهب [[الأوزاعي]].<ref>[http://www.alkhabar.ma/التطورات-المذهبية-بالمغرب_a41606.html التطورات المذهبية بالمغرب من التعدد إلى التوحيد]، إدريس الشنوفي، الخبر، تاريخ الولوج 10 فبراير 2014</ref>
 
واتخذت هذه الإمارة لها جامعا عظيما، بنته على غرار [[جامع النبي دانيال (الإسكندرية)|جامع الإسكندرية]]، كما يقول المؤرخون، فخرج منه علماء لا يقل نشاطهم، في الأندلس وغيرها. ويصف البكري جامع المدينة: {{اقتباس|و مدينة نكّور بين رواب منها جبل يقابل المدينة يعرف بالمصلى و بها جامع على أعمدة من خشب العرعر و هو الأرز أكثر خشبها و لها أربعة أبواب، في القبلة باب سليمان و بين القبلة و الجوف باب [[بني ورياغل]] و في الغرب باب المصلى و في الجوف باب اليهود.}}
 
ازدهرت مدينة نكّور في القرن الثاني بالعلم والأدب، وقصدها الطلبة، ومن أبرز أبنائها [[إبراهيم بن أيوب النكوري]]، والرياضياتي [[موسى بن ياسين]]،<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=910&pid=438061 التكملة لكتاب الصلة ، حرف الميم، ومن الغرباء، موسى بن ياسين] [[إسلام ويب]]، 471 {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20140221172738/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=910&pid=438061 |date=21 فبراير 2014}}</ref> والنحوي والشاعر [[حسين بن فتح]] الذي روى عنه الباجي وأثنى عليه،<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=1700&pid=613857 تاريخ العلماء والرواة للعلم بالأندلس، حرف الحاء، حسين بْن فتح] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20140221172735/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=1700&pid=613857 |date=21 فبراير 2014}}</ref> واشتهرت مجالس الأنس والسهر للخليفة [[عبد الرحمن الناصر لدين الله]] بقرطبة بفنانين من أهل نكور، الذين استقدمهم الخليفة الأموي من حاضرة نكور. تألق فيهم النكوري «الزامر» الذي غدا من ألمع نجوم الطرب العامي بالحاضرة، حيث قدم موسيقى غنائية لموشحات وقصائد شعرية ممزوجة بأصناف من الدف والزمر غير مسبوقة في قربطة،<ref>[http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=185278 الشعر الأمازيغي القديم جمالية البلاغة وسؤال الهوية] الحوار المتمدن، 10 فبراير 2014 {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160305024629/http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=185278 |date=05 مارس 2016}}</ref> ووصفه [[ابن حزم]] في [[طوق الحمامة]]:<ref>[http://www.islamicbook.ws/amma/twq-alhmamt-fi-alalft-walalaf.htm كتاب : طوق الحمامة في الألفة والألاف المؤلف : أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20120517174400/http://islamicbook.ws/amma/twq-alhmamt-fi-alalft-walalaf.htm |date=17 مايو 2012}}</ref> {{اقتباس|فلعهدي بعرس في بعض الشوارع بقربطة ، والنكوري الزامر قاعد في وسط الحفل ، وفي رأسه قلنسوة وشي وعليه ثوب خز عبيدي ، وفرسه بالحلية المحلاة يمسكه غلامه ، وكان فيما مضى يزمر لعبد الرحمن الناصر ، وهو يرمز في البوق ... (...)}}
 
كما كان من أهل [[الأندلس]] من أتى إلى النكور وأقام بها مثل [[الأحمس الطليطي]] شاعر الإمارة، ومن شعر إبراهيم بن أيوب قوله: