علم النحو: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
تنسيق ويكي
توسيع
سطر 26:
بدأ [[لحن (نحو)|اللحن]] قليلًا خفيفًا منذ أيام [[محمد|الرسول]] {{صلى الله عليه وسلم}} على ما يظهر، فقد [[لحن (نحو)|لحن]] رجل بحضرته فقال: {{اقتباس مضمن|أرشدوا أخاكم؛ فإنه قد ضل}}.<ref>كتاب الخصائص لا بن جني، جزء 2، صفحة 8.</ref> والظاهر أيضًا أنه كان معروفًا بهذا الاسم نفسه {{تنصيص|اللحن}}، بدليل أن [[أبو بكر الصديق|أبو بكرالصديق]] {{رضي الله عنه}} كان يقول: {{اقتباس مضمن|لأن أقرأ فأسقط أحب إلي من أن أقرأ فألحن}}.<ref>كتاب الأضداد، جزء 1، صفحة 244.</ref><ref name=":6" /><ref name="مولد تلقائيا2" />
 
غير أن اللحن في [[عصر صدر الإسلام|صدر الأول الإسلام]] كان لا يزال قليلًا بل نادرًا، وكلما تقدمنا منحدرين مع الزمن اتسع شيوعه على [[لسان|الألسنة]]، وخاصة بعد تعرب [[مستعرب|الشعوب المغلوبة]] التي كانت تحتفظ ألسنتها بكثير من عاداتها اللغوية، مما فسح للتحريف في عربيتهم التي كانوا ينطقون بها، كما فسح اللحن وشيوعه.<ref>كتاب المدارس النحوية، جزء 1، صفحة 11.</ref>
وورد إلى عمر كتاب أوله: {{تنصيص|من أبو موسى الأشعري}} فكتب عمر بن الخطاب [[أبو موسى الأشعري|لأبي موسى الأشعري]] بضرب الكاتب سواطان، والصحيح أن يكتب {{تنصيص|من أبي موسى الأشعري}}. والأنكى من ذلك تسرب [[لحن (نحو)|اللحن]] إلى قراءة الناس [[القرآن الكريم|للقرآن الكريم]]، فقد قدم [[بدو|أعرابي]] في خلافة [[عمر بن الخطاب|عمر]] {{رضي الله عنه}} فقال: من يقرئني شيئًا مما أنزل على محمد؟ فأقرأه رجل [[سورة التوبة|سورة براءة]] بهذا [[لحن (نحو)|اللحن]]: {{اقتباس مضمن|وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهِ...}} فقال [[بدو|الأعرابي]]: {{اقتباس مضمن|إن يكن الله بريئًا من رسوله، فأنا أبرأ منه}} فبلغ [[عمر بن الخطاب]] مقالة [[بدو|الأعرابي]] فدعاه فقال: {{اقتباس مضمن|يا أمير المؤمنين إني قدمت المدينة...}} وقص القصة فقال عمر: {{اقتباس مضمن|ليس هكذا يا أعرابي}} فقال: "كيف هي يا أمير المؤمنين؟ فقال: {{قرآن|أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ}} فقال [[بدو|الأعرابي]]: {{اقتباس مضمن|وأنا أبرأ ممن برئ الله ورسوله منهم}}. فأمر [[عمر بن الخطاب|عمر]] ألا يقرئ [[القرآن]] إلا [[لغويات|عالم باللغة]].<ref name=":7">كتاب [[نزهة الألباء في طبقات الأدباء]]، جزء 1، صفحة 7.</ref><ref name=":8">كتاب تهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر، جزء 7، صفحة 110.</ref><ref name=":9">كتاب الخصائص لابن جني، جزء 2، صفحة 8.</ref><ref name=":10">كتاب من تاريخ النحو العربي، جزء 1، صفحة 9.</ref><ref name=":11">كتاب من تاريخ النحو العربي، جزء 1، صفحة 10.</ref> وروى الجاحظ أن أول لحن سمع [[بادية|بالبادية]]: {{تنصيص|هذه عصاتي}} بدل {{تنصيص|هذه عصاي}}، وأول لحن سمع بالعراق: {{تنصيص|حيِّ على الفلاح}} (بكسر الياء بدل فتحها).<ref>كتاب من تاريخ النحو العربي، جزء 1، صفحة 11.</ref>
 
وورد إلى عمر كتاب أوله: {{تنصيص|من أبو موسى الأشعري}} فكتب عمر بن الخطاب [[أبو موسى الأشعري|لأبي موسى الأشعري]] بضرب الكاتب سواطان، والصحيح أن يكتب {{تنصيص|من أبي موسى الأشعري}}.<ref>كتاب الخصائص، جزء 2، صفحة 8.</ref> والأنكى من ذلك تسرب [[لحن (نحو)|اللحن]] إلى قراءة الناس [[القرآن الكريم|للقرآن الكريم]]، فقد قدم [[بدو|أعرابي]] في خلافة [[عمر بن الخطاب|عمر]] {{رضي الله عنه}} فقال: من يقرئني شيئًا مما أنزل على محمد؟ فأقرأه رجل [[سورة التوبة|سورة براءة]] بهذا [[لحن (نحو)|اللحن]]: {{اقتباس مضمن|وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهِ...}} فقال [[بدو|الأعرابي]]: {{اقتباس مضمن|إن يكن الله بريئًا من رسوله، فأنا أبرأ منه}} فبلغ [[عمر بن الخطاب]] مقالة [[بدو|الأعرابي]] فدعاه فقال: {{اقتباس مضمن|يا أمير المؤمنين إني قدمت المدينة...}} وقص القصة فقال عمر: {{اقتباس مضمن|ليس هكذا يا أعرابي}} فقال: "كيف هي يا أمير المؤمنين؟ فقال: {{قرآن|أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ}} فقال [[بدو|الأعرابي]]: {{اقتباس مضمن|وأنا أبرأ ممن برئ الله ورسوله منهم}}. فأمر [[عمر بن الخطاب|عمر]] ألا يقرئ [[القرآن]] إلا [[لغويات|عالم باللغة]].<ref name=":7">كتاب [[نزهة الألباء في طبقات الأدباء]]، جزء 1، صفحة 7.</ref><ref name=":8">كتاب تهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر، جزء 7، صفحة 110.</ref><ref name=":9">كتاب الخصائص لابن جني، جزء 2، صفحة 8.</ref><ref name=":10">كتاب من تاريخ النحو العربي، جزء 1، صفحة 9.</ref><ref name=":11">كتاب من تاريخ النحو العربي، جزء 1، صفحة 10.</ref> وروى الجاحظ أن أول لحن سمع [[بادية|بالبادية]]: {{تنصيص|هذه عصاتي}} بدل {{تنصيص|هذه عصاي}}، وأول لحن سمع بالعراق: {{تنصيص|حيِّ على الفلاح}} (بكسر الياء بدل فتحها).<ref>كتاب من تاريخ النحو العربي، جزء 1، صفحة 11.</ref>
 
وقال [[عمر بن عبد العزيز]]: {{اقتباس مضمن|إن الرجل ليكلمني في الحاجة يستوجبها فيلحن فأرده عنها، وكأني أقضم حب الرمان الحامض لبغضي استماع اللحن، ويكملني آخر في الحاجة لا يستوجبها فيعرب فأجيبه إليها؛ التذاذا لما أسمع من كلامه}}. وكان يقول: {{اقتباس مضمن|أكاد أضرس إذا سمعت اللحن}}.<ref>كتاب من تاريخ النحو العربي، جزء 1، صفحة 14.</ref><ref>كتاب [[الأضداد (كتاب)|الأضداد لابن الأنباري، جزء 1، صفحة 245]].</ref>
السطر 51 ⟵ 53:
تجمع الأدلة على أن نشأة النحو كانت في العراق كان أسبق البلاد إلى تدوين النحو والصرف، الذى تجمع عليه المصادر أن النحو نشأ بالبصرة، وبها نما واتسع وتكامل وتفلسف، وأن رءوسه بنزعتيه السماعية والقياسية كلهم بصريون.<ref name=":5" />
 
=== دوافعبواعث نشأة علم النحو ===
*يعتبر اللحن الباعث الأول على تدوين اللغة وجمعها وعلى استنباط قواعد النحو وتصنيفها؛ فقد كانت حوادثه المتتابعة نذير الخطر الذي هب على صوته أولو الغيرة على العربية والإسلام، بدء العرب بالاختلاط مع هذه الشعوب. ا
 
*'''الباعث الديني:''' وهو الدافع الأهم والرئيسي، الذي حمل علماء المسلمين على وضع علم النحو، وذالك بعد أن خشي المسلمون أن يصيب الناس اللحن في قراءة القرآن الكريم، فحرص علماء المسلمون على وضع علم العربية، ودفعهم ذالك على الاجتهاد لوضع علم العربية، لحفظ العربية.<ref>كتاب المدارس النحوية، جزء 1، صفحة 11.</ref>
* الدافع الديني قد كانت خشية المسلمين على كتابهم ان يصيبه اللحن في قراءته او التصحيف في أحرفه ، فيؤدي ذلك الى تحريف آياته، وتغيير المفهوم منها ، وبذلك تتغير الاحكام المأخوذة منه ، والمبنية عليه ، ويصبح المفهوم من الآية كفرا وهو ايمان او حراما وهو حلال.
*'''الباعث القومي:''' يرجع إلى أن العرب يعتزون بلغتهم اعتزازًا شديدًا، وهو اعتزاز جعلهم يخشون عليها من الفساد ويخشون عليها من الألفاظ الداخلة من الأعاجم حين امتزجوا بهم، مما جعلهم يحرصون على رسم أوضاعها؛ خوفًا عليها من التأثر باللغات الأعجمية.<ref name=":12">كتاب المدارس النحوية، جزء 1، صفحة 12.</ref>
*يعتبر اللحن الباعث الأول على تدوين اللغة وجمعها وعلى استنباط قواعد النحو وتصنيفها؛ فقد كانت حوادثه المتتابعة نذير الخطر الذي هب على صوته أولو الغيرة على العربية والإسلام، بدء العرب بالاختلاط مع هذه الشعوب. ا
*'''الباعث الاجتماعي:''' ويرجع ذالك إلى حاجة الشعوب المستعربة لمن يرسم لها اوضاع العربية في إعرابها، وتصريفها، حتى تتمثل تمثلا مستقيما، وتتقن النطق بأساليب [[فصاحة|العرب الفصحاء]] أصحاب النطق السليم.<ref name=":12" />
 
== أهمية علم النحو ==