سوريا العثمانية: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
وسوم: تعديلات المحتوى المختار تحرير من المحمول تعديل ويب محمول
وسوم: تعديلات المحتوى المختار تحرير من المحمول تعديل ويب محمول
سطر 54:
{{مفصلة|ظاهر العمر}}
[[ملف:Daher el-Omar 001.JPG|يمين|230بك|thumb|[[ظاهر العمر]].]]
خلال هذه الفترة ذاتها في أواسط القرن، برز [[ظاهر العمر]] صاحب [[صفد]] و[[الجليل]] عام [[1750]] بقليل من المال دفعه إلى والي صيدا مكّنه من الاستيلاء على [[عكا]]، وأخذ يعمل على تطوير مدينته التي غدت مركز تصريف الحاجيات التي يسرقهاالجيش البدوالوهابي وقطاع الطرقالسعودي من القوافل العابرة سواءً بين دمشقالشام والحجاز أو بين دمشقالشام ومصر،<ref>تاريخ سورية ولبنان وفلسطين، مرجع سابق، ص.312</ref> لم يشأ الباب العالي عودة إمارة قوية وشبه مستقلة إلى سوريا فعيّن عثمان باشا واليًا على سوريا بصلاحيات استثنائية، وعين ابني عثمان باشا واليين على صيدا وطرابلس تأكيدًا للعرف الذي ساد مع ولاة آل العظم، وقد حشد عثمان باشا جيشه لمحاربة ظاهر قرب [[نابلس]] لكنه فشل في القضاء عليه، وكانت تلك الواقعة بداية أعمال العداوة بين الشيخ صاحب عكا والحكومة العثمانية.<ref>سوريا صنع دولة وولادة أمة، مرجع سابق، ص.194</ref>
 
تحالف ظاهر مع [[علي بك الكبير]] والي مصر وأعلنا سوية التمرد على الدولة العثمانية، واحتلواحتلت الجيش المصريجيوشهم [[غزة]] و[[الرملة]] ومنها اتجه نحو دمشق، حيث لاقى جيوش ولايات سورية وطرابلس وصيدا وكسر الجيشجيش علي بك المصريالكبير ومعه جيش ظاهر عمر الجيوش العثمانية الثلاثة ودخل دمشق عام [[1771]]، سلمًا ومنح الأمان للشعب، أما عثمان باشا فقد هرب إلى [[حمص]]، غير أن الجيشجيش المصريعلي بك الكبير وكانت قد دحلت في حوزته جنوب سوريابلاد الشام برمتها، قد تخوّف من ردة فعل السلطان، ولذلك آثر الانسحاب من سوريا وقفل عائدًا إلى مصر. اضطر ظاهر العودة بدوره إلى عكا، أما عثمان باشا فقد عاد إلى دمشق وجنّد جيشًا لملاقاة ضاهر العمر للقضاء عليه. التقى الجيشان في [[أبريل]] [[1772]] وكُسر جيش عثمان باشا وتبعثر وكان أغلب أفراده من [[أكراد|الأكراد]]، وانتصر ظاهر العمر الذي كان قد تحالف مع [[الشيعة]] في جنوب [[لبنان]]، وقد ذعر من هذا التحالف درويش باشا والي صيدا وابن عثمان باشا فهرب إلى [[دير القمر]] عاصمة الجبل هربًا من مقر ولايته، وفي الآونة نفسها كانت [[الحرب الروسية العثمانية]] قد انتهت لمصحلة الروس، وانشغل الباب العالي بنبأ هزيمته عن أوضاع سوريا المتعثرة.<ref>سوريا صنع دولة وولادة أمة، مرجع سابق، ص.195</ref> إبّان هذه التطورات وقعت في سوريا وجبل لبنان و[[جبل عامل]] صدامات شتى على أسس مذهبية بين الشيعة والدروز، وحاول ظاهر العمر استمالة أمير جبل لبنان، منصور الشهابي، لصالحه لكنه فشل، وظلّ الشهابيون مخلصين للعثمانيين، وفي غضون الاقتتال الدرزي الشيعي انسحب شيوخ العقال الدروز من صيدا بد أن هزم أمير الجبل في معركة مع جيش العمر قرب [[النبطية]] وهو ما عنى فعليًا القضاء على آخر مقاومة أبدتها السلطة العثمانية الرسمية ضد ظاهر، وسيطر الأخير على صيدا.<ref>تاريخ سورية ولبنان وفلسطين، مرجع سابق، ص.319</ref>
 
نظرة عامة على الوضع يفسّر ما كان يجري في الدولة العثمانية حينها: تمرد [[إنكشارية|الإنكشارية]] في العاصمة على السلطان [[مصطفى الثالث]]، وغرق الأسطول العثماني بالمدافع الروسية بشكل كامل أو كاد، واستولت روسيا على حصون عثمانية على ساحل [[البحر الأسود]] وانتفضت [[اليونان]] للمطالبة [[حرب استقلال اليونان|باستقلالها]]، ولم تعد [[مصر]] في ظل المماليك و[[شبه الجزيرة العربية|شبه جزيرة العرب]] في ظل الوهابيينالدولة السعودية الأولى وجنوب بلاد الشام في ظل ظاهر العمر تعترف بسلطة الباب العالي.<ref>سوريا صنع دولة وولادة أمة، مرجع سابق، ص.196</ref>
 
==== عهد أحمد باشا الجزار ====