لهجة جزائرية: الفرق بين النسختين

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 24:
 
== التنوع اللّغوي واللّهجات في الجزائر ==
[[ملف:Arab World-Large ar.PNG|تصغير|500بك|توزع [[لهجات عربية|لهجات]] اللغة العربية الرئيسية في [[الشرق الأوسط]] و<nowiki/>[[شمال أفريقيا]] و<nowiki/>[[القرن الأفريقي]].<nowiki/><nowiki/>]]دخلت اللّغة العربية الجزائرَ بقدوم [[الفتح الإسلامي لشمال إفريقيا]]. كانت قبلها [[الأمازيغية|البربرية]] اللغة السائدة. فلما دخل البربر الإسلام واختلطوا بالناطقين بالعربية لغة الدين والديوان (الحكم)، نالها شيء من التغيير - كما في لهجات أخرى كثيرة - لأن ألسنة الأمازيغالبربر لم تتعود على الأصوات العربية والنطق بها، كما أن العرب لم تتعود النطق بالأمازيغية،بالبربرية، مما أدى إلى تأثر اللغة العربية في هذه المنطقة (وفي المناطق الأخرى) باللغة الأصلية،المحلية، فتبنت كثيرا من كلماتها وحتى من قواعدها النحوية.
 
نسبة استحالة (تغيّر) اللغة العربية في الجزائر تعادل نظيرتها في جميع أنحاء الدول الناطقة بالعربية. وتُقاس (في [[علم اللسانيات]]) بالابتعاد الزمني عن المورد ([[اللغة الأم]]) أكثر بكثير مما تقاس بالاحتكاك مع لغة أخرى· ويقول [[ابن جني]]: {{اقتباس مضمن|اعلم أن [[العرب]] تختلف أحوالهم في تلقي الواحد منها لغة غيره، فمنهم من يحف ويسرع فيقول ما يسمع، ومنهم من يستعصم فيقيم على لغته البتة، ومنهم من إذا طال تكرار لغة غيره عليه ألصقت به ووجدت في كلامه}}<ref>ابن جني: الخصائص، ج 1، تح. محمد علي النجار، دار الكتب، القاهرة، ص 383</ref> وهذا ما حدث في لغة الجزائري من تأثير وتأثر بين [[العرب]] و[[البربر]].
 
وقد شهدت الجزائر في عصور ما قبل التاريخ، عدة غزاة، من، [[الفينيقيين]] و[[وندال]]، و[[بيزنطيين]]، وكان لهذا الأثر على سكان [[الجزائر]]، كما شهدت وجود [[رومان]] (وخير دليل على ذلك المعالم والآثار الموجودة إلى يومنا هذا، منها [[تيمقاد]] - وتعني في [[الأمازيغية]] القديمة «المدينة»<ref>ص 11، - بوساحة محمد: أصول أقدم اللّغات في أسماء أماكن الجزائر، دار هومة، ج 1</ref> - و[[الأوراس]]). وقد شكلت اللهجات العربية المختلفة بالإضافة إلى اللهجات البربرية ([[البربرية|القبائلية]] صغرى وكبرى و[[الشاوية]] و[[طوارق|الترقية]] و[[زناتة|الزناتية]] و[[بني مزاب|الميزابية]]) جزءًا من شخصية [[الجزائر]] التى ما تزال تحتفظ بألفاظ ودلالات تعود إلى ما قبل الميلاد.
 
يقول الرحالة [[محمد بن أحمد المقدسي|المقدسي]] (توفي 380هـ) عندما نزل ب[[المغرب العربي|المغرب]] في [[القرن الرابع الهجري]] عن لسان الأندلس والسائد في الحواضر الإفريقية: {{اقتباس مضمن|ولغتهم عربية غير أنها منغلقة مخالفة لما ذكرنا في الأقاليم ولهم لسان آخر يقارب الروميّ.}}<ref>ص 2003 - المقدسي: أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، ج 7</ref>
 
يذكر لنا المقدسي لهجة [[شمال إفريقيا]] و[[الأندلس]]، أنّها لغة منغلقة مخالفة لبقية الأقاليم التي زارها، كما أن بها مخالطة للسان [[الروم]]، في حين يذكر أن لسان غالب البوادي كان لسان [[البربر]].
 
وبصم [[الإمبراطورية الإسبانية|الاستعمار الإسباني في سواحل الغرب الجزائري]] أثرًا واضحًا في اللهجة الجزائرية، ومن بعده [[الاستعمار الفرنسي للجزائر]]. ورغم الصراع والمقاومة لرد سياسة [[فرنسا]] في محو الشخصية من تقاليد ودين ولغة إلا أّنه نجح على مدى عدة أجيال في جعل الجزائريين يتعاملون في حياتهم اليومية باللّغة الفرنسية، وذلك لأسباب عديدة، منها: