علم النحو: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
توسيع
توسيع
سطر 18:
 
== نشأة علم النحو ==
مع اتساع الفتوحات الإسلامية واتساع رقعة الدولة، خصوصًا بلاد الفرس والروم والحبش، دخل كثير من الشعوب غير عربية في الإسلام، وانتشرت العربية كلغة بين هذه الشعوب، بعد أن أصبحت اللغة العربية لغة خاصة بالعرب إلى لغة لجميع المسلمين، بدء العرب بالاختلاط مع هذه الشعوب. انتشر وتفشَّى اللحن والتحريف في اللغة العربية داخل الأراضي الإسلامية، ولم يقتصر الأمر على المستعربين بل وظهر اللحن بين العرب خصوصًا في العراق،واستفحال خطره وتسرب اللحن حتى في قراءة القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف. كان من الأسباب التي استدعت وضع علم النحو، وضبط الألسن، بتدوين القواعد المستنبطة من القرآن الكريم وأقوال العرب، والتخلص من آفتيْ اللحن والتحريف، التي قد تجمع اللفظ والمعنى. <blockquote>وهذا ماذكره [[ابن خلدون]] في كتابه [[مقدمة ابن خلدون|المقدمة]] فقال: {{اقتباس مضمن|ولم تزل العربية تنطق على سجيتها في صدر اسلامها وماضي جاهليتها ، حتى اظهر الله الاسلام على سائر الاديان، فدخل الناس فيه أفواجا واقبلوا اليه ارسلا، واجتمعت فيه الالسنة المتفرقة، واللغات المختلفة ،ففشا الفساد في اللغة العربية واستبان منه في الاعراب الذي هو حليها ، والموضح لمعانيها. فتفطن لذلك من نافر بطباعة سوء افهام الناطقين من دخلاء الامم بغير المتعارف من كلام العرب ، فعظم الاشفاق من فشوا ذلك وغلبته، حتى دعاهم الحذر من ذهاب لغتهم وفساد كلامهم الى ان سببوا الاسباب في تقييدها امن ضاعت عليه ، وتثقيفها لمن زاغت عنه}}</blockquote>وكثرت الروايات في من وضع علم النحو، ولكن أكثرهم اجتمعو على أن أبي أسود الدؤلي هو من وضع علم النحو، وكان ذالك بأمر من علي بن أبي طالب، وكان ذالك بعدما اشتكى أبو أسود الدؤلي لعلي بن أبي طالب عن فساد اللسان العربي، وتفشي اللحن والانحراف في الكلام العربي، وذالك بعد أن حدثت معه عدة أحداث من بينها قصة جرت بينه وبيين ابنته، وهي أَنه رَضِي الله عَنهُ دخل إِلَى ابْنَته بِالْبَصْرَةِ فَقَالَت لَهُ يَا أَبَت مَا أَشد الْحر رفعت أَشد فظنها تسأله وتستفهم مِنْهُ أَي زمَان الْحر أَشد فَقَالَ لَهَا شهر ناجر يُرِيد شهر صفر الْجَاهِلِيَّة كَانَت تسمي شهور السّنة بِهَذِهِ الْأَسْمَاء فَقَالَت يَا أَبَت إِنَّمَا أَخْبَرتك وَلم أَسأَلك قَالَ إِذن فَقولِي مَا أحسن السَّمَاء، ثم أتى أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ بن أبي طَالب فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ ذهبت لُغَة الْعَرَب لما خالطت الْعَجم وأوشك إِن تطاول عَلَيْهَا زمَان أَن تضمحل فَقَالَ لَهُ وَمَا ذَلِك فَأخْبرهُ خبر ابْنَته فَأمره فَاشْترى صحفا بدرهم وأملى عَلَيْهِ الْكَلَام كُله لَا يخرج عَن اسْم وَفعل وحرف.
 
قدم أَعْرَابِي فِي زمَان عمر فَقَالَ من يُقْرِئُنِي مِمَّا انْزِلْ الله على مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَقْرَأهُ رجل سُورَة بَرَاءَة فَقَالَ {أَن الله بَرِيء من الْمُشْركين وَرَسُوله} بِالْجَرِّ فَقَالَ الْأَعرَابِي أَو قد برىء الله من رَسُوله إِن يكن الله قد برىء من رَسُوله فَأَنا أَبْرَأ مِنْهُ فَبلغ عمر مقَالَة الْأَعرَابِي فَدَعَاهُ فَقَالَ يَا أَعْرَابِي أَتَبرأ من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِنِّي قدمت الْمُشْركين وَلَا علم لي بلأ فَسَأَلت من يُقْرِئُنِي فأقرأني هَذَا سُورَة بَرَاءَة فَقَالَ {أَن الله بَرِيء من الْمُشْركين وَرَسُوله} فَقلت أَو قد برىء الله من رَسُوله إِن يكن الله قد برىء من رَسُوله فَأَنا أَبْرَأ مِنْهُ فَقَالَ عمر لَيْسَ هَكَذَا يَا أَعْرَابِي قَالَ فَكيف هِيَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ {أَن الله بَرِيء من الْمُشْركين وَرَسُوله} فَقَالَ الْأَعرَابِي وَأَنا وَالله أَبْرَأ مِمَّا برىء الله وَرَسُوله مِنْهُ فَأمر عمر بن الْخطاب أَلا يقرىء الْقُرْآن الا عَالم باللغة وأمر أَبَا الْأسود فَوضع النَّحْو
سطر 29:
 
=== دوافع نشأة علم النحو ===
 
* الدافع الديني قد كانت خشية المسلمين على كتابهم ان يصيبه اللحن في قراءته او التصحيف في أحرفه ، فيؤدي ذلك الى تحريف آياته، وتغيير المفهوم منها ، وبذلك تتغير الاحكام المأخوذة منه ، والمبنية عليه ، ويصبح المفهوم من الآية كفرا وهو ايمان او حراما وهو حلال.
 
== أهمية علم النحو ==
السطر 46 ⟵ 47:
وقد أنشد [[ابن الطبيب|إسحاق بن خلف]] البهراني كما في [[زهر الآداب وثمر الألباب]]:
 
'''{{بداية قصيدة}}{{بيت|النَّحْوُ يَبْسُطُ مِنْ لِسَانِ الأَلْكَنِ|وَالمَرْءُ تُعْظِمُهُ إِذَا لَمْ يَلْحَنِ}}{{بيت|فَإِذَا طَلَبْتَ مِنَ العُلُومِ أَجَلَّهَاأَجَلَّهَ| فَأَجَلُّهَا مِنْهَا مُقِيمُ الأَلْسُنِلَحْنُالأَلْسُانِ}}{{بيت|لَحْنُ الشَّرِيفِ يُزِيلُهُ عَنْ قَدْرِهِ |وَتَرَاهُ يَسْقُطُ مِنْ لِحَاظِ الأَعْيُنِوَتَرَى الوَضِيعَ إِذَا تَكَلَّمَ مُعْرِبًا نَالَ المَهَابَةَ بِاللِّسَانِ الأَلْسَنِمَاالأَعْيُنِ}}{{بيت|مَا وَرَّثَ الآبَاءُ عِنْدَ وَفَاتِهِمْ |لِبَنِيهِمُ مِثْلَ العُلُومِ فَأَتْقِنِفَاطْلُبْفَأَتْقِنِ}}{{بيت|فَاطْلُبْ هُدِيتَ وَلا تَكُنْ مُتَأَبِّيًا| فَالنَّحْوُ زَيْنُ العَالِمِ المُتَفَنِّنِ'''}}{{بيت|والنَّحْوُ مِثْلُ المِلْحِ إِنْ أَلْقَيْتَهُ|فِي كُلِّ صِنْفٍ مِنْ طَعَامٍ يَحْسُنِ}}{{نهاية قصيدة}}
{{بداية قصيدة}}
'''والنَّحْوُ مِثْلُ المِلْحِ إِنْ أَلْقَيْتَهُ فِي كُلِّ صِنْفٍ مِنْ طَعَامٍ يَحْسُنِ'''<ref>كتاب [http://shamela.ws/browse.php/book-13012/page-1248 الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي، جزء 2، صفحة 28، رقم 1087].</ref><ref>كتاب [http://shamela.ws/browse.php/book-7328/page-5 نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة، جزء 1، صفحة 11].</ref>
 
{{بيت|النَّحْوُ يَبْسُطُ مِنْ لِسَانِ الأَلْكَنِ|وَالمَرْءُ تُعْظِمُهُ إِذَا لَمْ يَلْحَنِ}}
 
'''فَإِذَا طَلَبْتَ مِنَ العُلُومِ أَجَلَّهَا فَأَجَلُّهَا مِنْهَا مُقِيمُ الأَلْسُنِلَحْنُ الشَّرِيفِ يُزِيلُهُ عَنْ قَدْرِهِ وَتَرَاهُ يَسْقُطُ مِنْ لِحَاظِ الأَعْيُنِوَتَرَى الوَضِيعَ إِذَا تَكَلَّمَ مُعْرِبًا نَالَ المَهَابَةَ بِاللِّسَانِ الأَلْسَنِمَا وَرَّثَ الآبَاءُ عِنْدَ وَفَاتِهِمْ لِبَنِيهِمُ مِثْلَ العُلُومِ فَأَتْقِنِفَاطْلُبْ هُدِيتَ وَلا تَكُنْ مُتَأَبِّيًا فَالنَّحْوُ زَيْنُ العَالِمِ المُتَفَنِّنِ'''
 
'''والنَّحْوُ مِثْلُ المِلْحِ إِنْ أَلْقَيْتَهُ فِي كُلِّ صِنْفٍ مِنْ طَعَامٍ يَحْسُنِ'''<ref>كتاب [http://shamela.ws/browse.php/book-13012/page-1248 الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي، جزء 2، صفحة 28، رقم 1087].</ref><ref>كتاب [http://shamela.ws/browse.php/book-7328/page-5 نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة، جزء 1، صفحة 11].</ref>
 
{{نهاية قصيدة}}
 
== المدارس النحوية==
* [[المدرسة النحوية الكوفية]]<nowiki/>طلب العلم في البصرة على أئمتها، قرأ على أبي عمرو بن العلاء، وعلى عيسى بن عمر الثقفي، لكنه لم يقارب أحدا من تلامذتهم فلم ينبه, وعاش بالبصرة غير معروف, وكان أول كوفي ألف في العربية، وكتابه "الفيصل" عرضه -فيما ذكروا- على أصحاب النحو بالبصرة فلم يلتفتوا إليه, ولا جسر على إظهاره لما سمع كلامهم، أما هو فيزعم أن الخليل طلب الكتاب فأطلعه عليه، "فكل ما في كتاب سيبويه: قال الكوفي كذا, فإنما عنى الرؤاسي هذا"2. وزعم جماعة من البصريين أن الكوفي الذي يذكره الأخفش في آخر المسائل, ويرد عليه الرؤاسي. يعد من قراء الكوفيين, وسترى من أسماء كتبه الموضوعات التي عني بها: كتاب التصغير، الإفراد والجمع، الوقف والابتداء، معاني القرآن. ولما رجع إلى الكوفة وجد فيها عمه معاذ بن مسلم الهراء "187" مرجع الناس في العربية, وعني بالصرف ومسائله خاصة، وتبعه في هذه العناية من قرأ عليه من الكوفيين، حتى قيل: إنهم فاقوا البصريين فيها، ومن هنا عدهم بعض العلماء واضعي علم الصرف. وتخرج بالرؤاسي تلميذاه المشهوران: الكسائي والفراء. أما الكسائي فأنت تعرف أنه أعجمي الأصل وأحد القراء السبعة وإمام الكوفيين في العربية، أخذ عن يونس أحد أئمة البصرة وجلس في حلقة الخليل، ثم خرج إلى بوادي نجد والحجاز وتهامة يأخذ عن الأعراب "فأنفد خمس عشرة قنينة حبر في الكتابة عن العرب سوى ما حفظ, فقدم البصرة فوجد الخليل قد مات وفي موضعه يونس, فجرت بينهما مسائل أقر له فيها يونس وصدره في موضعه"1. ثم انتقل إلى بغداد, فعاش في قصر الرشيد مؤدبا للأمين والمأمون، ونال الحظوة وأقبلت عليه الدنيا: يخدمه وليا العهد، ويعنى به ويعوده الرشيد نفسه. ولما خرج الرشيد إلى الري اصطحب معه الكسائي ومحمد بن الحسن الشيباني, فاتفق أن ماتا سنة 189 في يوم واحد, فقال الرشيد: "دفنت الفقه والنحو في يوم واحد". تمركزت في مدينة الكوفة في العراق أيام العباسيين وعلى رأسهم [[الكسائي]].