محمد بن جرير الطبري: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 16:
'''محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب''' الشهير ''' بالإمام أبو جعفر الطبري'''،<ref>[[s:البداية والنهاية/الجزء الحادي عشر/ثم دخلت سنة عشر وثلاثمائة|البداية والنهاية، ابن كثير الدمشقي، الجزء الحادي عشر، فصل: ثم دخلت سنة عشر وثلاثمائة، ترجمة أبو جعفر الطبري، على ويكي مصدر]]</ref> ([[224 هـ]] - [[310 هـ]] - [[839]] - [[923]]م)، [[مفسر|مفسّر]] و[[مؤرخ|مؤرّخ]] و[[فقيه]]، ولُقِبَ بإمام المفسرين، ولد بآمُل عاصمة إقليم [[طبرستان]]،<ref>[http://shamela.ws/browse.php/book-9788/page-2439#page-2442 ياقوت الحموي: معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب) جـ 6، صـ 2445، على المكتبة الشاملة]</ref> ارتحل إلى [[الري]] و[[بغداد]] و[[الكوفة]] و[[البصرة]]،<ref>[http://shamela.ws/browse.php/book-9788/page-2439#page-2444 ياقوت الحموي: معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب) جـ 6، صـ 2447، على المكتبة الشاملة]</ref> وذهب إلى [[مصر]] فسار إلى [[الفسطاط]] في سنة [[253 هـ]] وأخد على علمائها علوم [[مالك بن أنس|مالك]] و[[الشافعي]] و[[ابن وهب]]،<ref>[http://shamela.ws/browse.php/book-9788/page-2439#page-2445 ياقوت الحموي: معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب) جـ 6، صـ 2448، على المكتبة الشاملة]</ref> ورجع واستوطن [[بغداد]]، قال [[الخطيب البغدادي]]:<ref name="تاريخ بغداد">[http://shamela.ws/browse.php/book-23764/page-589 تاريخ بغداد وذيوله، للخطيب البغدادي، طبعة المكتبة العلمية، جـ 2، صـ 161، على المكتبة الشاملة]</ref> {{اقتباس مضمن|كان حافظًا [[القرآن|لكتاب الله]]، عارفًا [[القراءات العشر|بالقراءات]]، بصيرًا بالمعاني، فقيهًا في أحكام القرآن، عالمًا [[حديث نبوي|بالسنن]] وطرقها، وصحيحها وسقيمها، و[[الناسخ والمنسوخ|ناسخها ومنسوخها]]، عارفًا [[قول الصحابي|بأقوال الصحابة]] و[[التابعين]]، ومن بعدهم من الخالفين في الأحكام، ومسائل الحلال والحرام، عارفُا بأيام الناس وأخبارهم}}، عُرِضَ عليه القضاء فامتنع، والمظالم فأبى،<ref name="طريق">[http://ar.islamway.net/book/15932/تفسير-الطبري-من-كتابه-جامع-البيان-عن-تأويل-آي-القرآن تفسير الطبري من كتابه جامع البيان عن تأويل آي القرآن]، موقع [[طريق الإسلام]]</ref> له العديد من التصانيف، يقول [[ياقوت الحموي]]:<ref>[http://shamela.ws/browse.php/book-9788/page-2439#page-2457 ياقوت الحموي: معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب) جـ 6، صـ 2460، على المكتبة الشاملة]</ref> {{اقتباس مضمن|وجدنا في ميراثه من كتبه أكثر من ثمانين جزءًا بخطه الدقيق}}، ومنها: اختلاف علماء الأمصار، وهو أول كتاب ألفه [[الطبري]]، وكان يقول عنه:<ref>[http://shamela.ws/browse.php/book-9788/page-2455 ياقوت الحموي: معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب) جـ 6، صـ 2458، على المكتبة الشاملة]</ref> {{اقتباس مضمن|لي كتابان لا يستغني عنهما فقيه: الاختلاف واللطيف}}، وألف جامع البيان في تأويل القرآن، المعروف '''ب[[تفسير الطبري]]''' وتاريخ الأمم والملوك، المعروف ب[[تاريخ الطبري]] و[[تهذيب الآثار]]، وذيل المذيل، ولطيف القول في أحكام شرائع الإسلام، بسيط القول في أحكام شرائع الإسلام، وكتاب القراءات،<ref>[[s:تذكرة الحفاظ/الطبقة العاشرة|تذكرة الحفاظ، شمس الدين الذهبي، الطبقة العاشرة، ترجمة محمد بن جرير الطبري، على ويكي مصدر]]</ref> وصريح السنة، و[[التبصير في معالم الدين (كتاب)|التبصير في معالم الدين]]، وتوفي في شهر [[شوال]] سنة [[310 هـ]]، ودفن ب[[بغداد]].<ref name="سير أعلام النبلاء">[http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?ID=2879&bk_no=60&flag=1 سير أعلام النبلاء، شمس الدين الذهبي، الطبقة السابعة عشر، محمد بن جرير، جـ 14، صـ 267: 282، على موقع إسلام ويب]</ref><ref>[http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/3401_الأعلام-خير-الدين-الزركلي-ج-٦/الصفحة_68 الأعلام - خير الدين الزركلي - ج ٦ - الصفحة ٦٩].</ref><ref name=" محمد بن جرير‌ الطبري ">[http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?ID=1&idfrom=1&idto=5117&bk_no=50 تفسير الطبري ]ولوج 31-03-2017</ref>
 
== حياته العلمية ==
=== نسبه ومولده ونشأته ===
 
أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الطبري وُلِد في [[طبرستان|طبَرِستان]] في مدينة [[آمل]]،<ref>ياقوت الحموي: معجم الأدباء 18/ 48.</ref> عام [[224 هـ]]، ونسبه بعض العلماء الى قبيلة [[الأزد]] القحطانية والتي أستوطن قسم منها في المشرق الأسلامي وهو الأرجح <ref>الوراقة والوراقين في التاريخ الاسلامي ، د.[[فاروق عمر فوزي]] ، مجلة التاريخ والاثار العراقية العدد 7 ص 187</ref><ref>مخطوطة كتاب مطالع الأنوار لأبي بكر المالقي ، مخطوطة فريدة بخط المؤلف ، د.[[قاسم السامرائي]] ، مجلة عالم المخطوطات والنوادر ،الرياض، المجلد الرابع ، 1999، ص 104</ref><ref>عروبة العلماء المنسوبين للبلدان الاجنبية -الطبري ، د.[[ناجي معروف]] ، مجلة الاقلام ، 1966 ص 43</ref> <ref>أصول التاريخ والأدب ، د.[[مصطفى جواد]] ، مخطوط المجمع العلمي العراقي ، مج 33 ص 21 </ref><ref>محمد بن جرير الطبري (224- 311هـ) أ.د. '''إبراهيم السلقيني''' عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي ،مقال في مجلة كلية الدراسات الإسلامية والعربية العدد الأول 2002</ref>،وزعم المستشرق [[بروكلمان]] أنه من عنصر أعجمي <ref>تاريخ اداب اللغة العربية ج3 ص 432</ref>، نشأ الطبري بآمل، وتربى في أحضان والده وغمره برعايته، وتفرس فيه النباهة والذكاء والرغبة في العلم فتولى العناية به ووجَّهه منذ الطفولة إلى حفظ [[القرآن الكريم]]، كما هي عادة [[المسلمين]] في مناهج التربية الإسلامية، وخاصةً أن والده رأى [[رؤيا]] تفاءل بها خيرًا عند تأويلها.
فقد رأى أبوه [[رؤيا]] في منامه أن ابنه واقف بين يدي الرسول ومعه مخلاة مملوءة بالأحجار، وهو يرمي بين يدي رسول الله، وقصَّ الأب على مُعَبِّرٍ رؤياه فقال له: "إن ابنك إن كبر نصح في دينه، وذبَّ عن شريعة ربه". ويظهر أن الوالد أخبر ولده بهذه الرؤيا وقصها عليه عدة مرات؛ فكانت حافزًا له على طلب العلم والجد والاجتهاد فيه والاستزادة من معينه، والانكباب على تحصيله ثم العمل به، والتأليف فيه؛ ليدافع عن الحق والدين.<ref>ياقوت الحموي: معجم الأدباء 18/ 49. د/ محمد الزحيلي: الإمام الطبري ص31.</ref> وظهرت على الطبري في طفولته سمات النبوغ الفكري، وبدت عليه مخايل التفتح الحاد والذكاء الخارق والعقل المتقد، والملكات الممتازة، وأدرك والده ذلك فعمل على تنميتها وحرص على الإفادة والاستفادة منها؛ فوجَّهه إلى [[عالم (مهنة)|العلماء]] ومعاهد الدراسة، وساعده على استغلال كل هذه الطاقات دون أن يشغله بشيء من شؤون الحياة ومطالبها، وخصص له المال للإنفاق على العلم والتعلم، وسرعان ما حقق الطبري أحلام والده، وزاد له في آماله وطموحه. وقد حرص والده على إعانته على طلب العلم منذ صباه، ودفعه إلى تحصيله، فما كاد الصبي الصغير يبلغ السن التي تؤهله للتعليم، حتى قدمه والده إلى علماء آمل، وشاهدته دروب المدينة ذاهبًا آيبًا يتأبط دواته وقرطاسه. وسرعان ما تفتح عقله، وبدت عليه مخايل النبوغ والاجتهاد، حتى قال عن نفسه: "حفظت [[القرآن]] ولي سبع سنين، وصليت بالناس وأنا ابن ثماني سنين، وكتبت الحديث وأنا في التاسعة".<ref>ياقوت الحموي: معجم الأدباء 18/ 49.</ref>